أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - 2-المغيـــبون















المزيد.....

2-المغيـــبون


قاسم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:00
المحور: الادب والفن
    


الفنان المسرحي لطيف صالح

كنا قد تحدثنا في الحلقة الاولى عن الفنان سامي كمال واحد من الفنانين الذين غيبهم النظام الصدامي في بغداد على مدى اكثر من ثلاثين عاما وها نحن نتناول هذا الفنان المسرحي الذي قدم ومنذ تخرجه من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1970 وحتى هروبه من قمع السلطة وملاحقاتها التي شملت الكثير من الادباء والفنانين والمفكرين وغيرهم عام1979 ومابعدها في منافيه في الكويت وعدن وسوريا وحتى السويد حيث يقيم الآن . فمن هو هذا الفنان وماذا قدم للمسرح العراقي
الفنان لطيف صالح الذي ولد عام 1943 في مدينة البصرة جنوب العراق ودرس حتى قبوله في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد حيث قدم اليها وعاش فيها مساهما في نشاطات الجامعه المسرحيه حيث قدم اول عمل مسرحي وهو لازال طالبا في الاكاديميه ( القضيه رقم واحد ) من تأليف عارف علوان واخراجه وتمثيل فارس الماشطه ثم استمر وهو لازال طالبا ممثلا ومخرجا ومساهما في اغلب نشاطات زملائه المسرحية اضافة الى وظيفته كمحاضر في جامعة البصرة ومدرسا في ثانوية العشـار.....
بعد تخرجه عاد الى البصره ليكون احد المساهمين في نشاطها المسرحي حيث قدم هناك العديد من المسرحيات اخراجا وتمثيلا واخرها كانت مسرحية ( مواقف) من تأليف عبد الاله عبد القادر وكان متميزا في اخراجها ونال من خلالها على الجائزة الاولى في مهرجان المنطقة الجنوبية المسرحي..
.
العودة الى بغداد

واثر نجاحه في الجائزة الاولى في ذلك المهرجان القى الفنان لطيف صالح كلمة في هذه المناسبه ، هذه الكلمة التي أغاضت محافظ البصرة آنذاك ( سعدي عياش عريم ) الذي أمر بألقاء القبض عليه ومنعه من نشاطه المسرحي في المحافظه مما حدا به الى ان يغادر البصرة عائدا الى بغداد التي درس ونشط فيها مسرحيا....وعين في النشاط المدرسي لمنطقة الرصافة في بغداد... حيث قدم من خلاله العديد من الاعمال المسرحيه منها مسرحية (القناع الاسود) بالاشتراك مع الفنانه مي شوقي ومن اخراج وجدي العاني ....


أخرج مسرحية الجمجمه لناظم حكمت والتي لعب الادوار الرئيسية فيها الفنان فلاح هاشم وثامر الزيدي بالاشتراك مع طالبات من ثانوية الاعظمية ... وهذه المسرحيه فازت بالجائزة الثانيه في المهرجان السنوي المسرحي للرصافة......

إنضم الى ( فرقة المسرح الفني الحديث) في نفس العام ، هذه الفرقة التي كانت تضم خيرة فناني المسرح العراقي من ممثلين وكتاب مسرح ومخرجين وفنيين ، وغالبيتهم من جيل الرواد... اضافة الى العديد من الفنانين الذين عادوا بخبراتهم من الخارج آنذاك ونخبة كبيره من خريجي معاهد واكاديمية الفنون الجميله ..وكانت باكورة اعماله كممثل في مسرحية ( تموز يقرع الناقوس ) من تأليف عادل كاظم واخراج سامي عبد الحميد ...
ومن هنا نشأت علاقه حميمه بينه وبين الفنانه العراقيه ( زينب ) التي اعجبت به واختارته زوجا لها عام 1972 حيث استمرت علاقته بها اكثر من 27 عاما حتى توفيت في المنفى ( السويد ).. ومن المعروف ان الفنانه زينب والملقبة بفنانة الشعب العراقي نظرا لانجازاتها المهمه في الحركه المسرحية والسينمائية العراقيه منذ الخمسينات من القرن الماضي...هذا الزواج الذي انتج فيما بعد الكثير من الاعمال المشتركة في الاذاعة والتلفزيون والمسرح العراقي...

واضافة الى مساهماته في فرقة المسرح الفني الحديث كانت له مساهمات كبيره في التلفزيون العراقي ممثلا وكاتبا ومخرجا ... وكذلك في الاذاعة العراقية قسم التمثيليات ..
في فرقة مسرح اليوم التي أسسها في بغداد الفنان .. المرحوم( جعفر علي ) احد رواد المسرح العراقي .. شارك الفنان لطيف صالح مع الفنانه زينب كضيوف شرف في أكثر من عمل مسرحي ومنها مسرحية
( الينبوع ) تاليف نور الدين فارس واخراج وجدي العاني .. هذه المسرحية التي اغاضت السلطه الثقافية آنذاك نظرا للنجاح الكبير الذي نالته من جمهور متميز ايضا .. حيث تعرض هو والفنانه زينب والفرقه الى أسئله ومراقبه من قبل جلاوزة الثقافة حيث تعرض كغيره من الفنانين في تلك الفترة الى المضايقات والملاحقات.. نظرا لعدم انسجام اعمالهم مع نهج السلطه الاوحد في السياسة والثقافة والحزب الواحد والثقافه الواحده ...الخ


حيث تعرض هو وزوجته الفنانه زينب الى الاستدعاء والمضايقه والمراقبة المستمره .. والتضييق على نشاطاتهم ومنعهم من دخول المؤسسات الفنيه كالاذاعة والتلفزيون والمسرح القومي ومؤسسة السينما ... اضافة الى مداهمة بيتهم في بغداد وتفتيشه لاكثر من مره...

مما حدا بهم الى التفكير في الخروج من العراق وبطريقة ملتوية هربا من قمع السلطة وملاحقتها .. ومن هنا بدأت رحلة المنفى عام 1979

المنفى

في المحطة الاولى من منفاهم بدأ في الكويت الذي لم يكن الا مرورا الى بلد آخر نظرا لما كان لهذه الساحه التي تعج في الامن والمخابرات العراقيين هناك بدأت رحلته في المنفى الى عدن ( جمهورية اليمن آنذاك ) هو ورفيقة دربه وشريكة حياته الفنانه زينب...
في عدن شكل ومجموعة من خريجي اكاديمية الفنون الجميلة وبعض الفنانين " فرقة مسرح الصداقة وقدمت باكورة اعمالها مسرحية " رأس المملوك جابر " من اخراجه و تاليف سعد الله ونوس. واشترك فيها مجموعة كبيرة من الفنانين منهم زينب واسماعيل خليل وفاروق داود وسلام الصكر ورياض محمد وانوار البياتي ونادية كامل وصلاح الصكر ونضال عبد الكريم ومجموعة من الهواة كما اشترك في التمثيل الاستاذ المحامي المرحوم هاشم صاحب والصحفي داود امين.. ودخلت السينما في هذا العرض لاول مرة ورفعت المايكروفونات من مسارح عدن لاول مرة . وفازت المسرحية بالجائزة الاولى في مهرجان المسرح العدني وتنازلت الفرقة عن الجائزة لصالح الفرقة القومية العدنية...



في دمشق ( 1981-1986)شكل والفنانة زينب ومجموعة كبيرة من الفنانين المعروفين " فرقة مسرح بابل العراقية "وكانت باكورة اعمالها مسرحية " الحصار " من اخراجه و تاليف عادل كاظم. هذه الفرقة التي استقطبت جميع الطاقات المسرحيه التي عجت بها دمشق في تلك الاعوام

نظرا لوصول اغلب الذين اكملوا دراساتهم الفنيه العليا في الخارج ولعدم قدرتهم على العوده الى العراق او البقاء في الدولة التي درسوا فيها فما كان منهم الى ان يتجهوا الى دمشق مستغلين الظرف السياسي للنظامين في بغداد ودمشق والقطيعة بينهما واحتضان دمشق للمعارضة العراقيه آنذاك... هذه الفرقة التي أصبح لها صدى واسعا من خلال ماقدمته من اعمال متميزه تبرز وجه المسرح العراقي ومدرسته وأصالته التي مسخها النظام في داخل العراق حيث اشتركت الفرقه في مهرجان دمشق المسرحي لثلاثة دورات متتاليه وبأسم العراق جنبا الى جنب مع جميع الفرق المسرحية العربية .. ومن خلا ل هذا المهرجان دعيت الفرقه الى مهرجانات عربيه في ليبيا ولبنان في ذلك الوقت
شارك لطيف صالح في جميع اعمال هذه الفرقه جنبا الى جنب مع زملاءه ممثلا ومخرجا اضافة الى كونه أحد مسؤوليها الاداريين... حيث كان للفرقه هيئه اداريه منتخبه وماليه خاصه بها .... الخ

(سافر الى بلغاريا بعد حصوله على مقعد لدراسة الدكتوراه في جامعة صوفيا " معهد فيتس الفني ولكن الاحداث السياسية والتغييرات التي تلتها اضطرته الى الاكتفاء بشهادة " الماجستير " والسفر مضطرا وزوجته زينب الى السويد طالبين اللجوء السياسي .)
من أعمال الفنان المسرحيه في السويد



في السويد شكل وزجته " فرقة مسرح سومر العراقية " وكانت باكورة اعمالها "صور شعبية وصورة " تاليف زينب ومن اخراجه مع مجموعة من الهواة وكان نصيب الفتاة العراقية في هذا العرض كبيرا .
أحتفلت الفرقة بيوم المسرح العالمي بتقديم مشهد " الجوع " من اعداده واخراجه .


اخرج مسرحية " قارب في غابة " لنيقولاي خاتيوف والى جانبه قدم المخرج داود كوركيس مسرحية " أنا أمك ياشاكر" ليوسف العاني وشارك فيها ممثلا في دور الخال وقدمتها الفرقة في السويد والدانمارك.
اخرج مسرحية " الموت والعذراء " للكاتب الشيلي ارييل دورفمان ترجمة سعدي عبد اللطيف.
أخرج مسرحية " الجنة تفتح ابوابها متاخرة " لفلاح شاكر . وسافرت الفرقة بها بعد تقديمها في مدينة غوتنبرغ الى مدينة لوند في السويد والى الدانمارك.
في احتفال الفرقة بيوم المسرح العالمي وعلى مدى عدة سنوات قدم مشاهد منها " انشودة المطر " للسياب و " ياغريب اذكر هلك " لمحمد سعيد الصكار. له الكثير من الاعمال والمشاريع التي لديه ولم تر النور بسبب ظروف موضوعية كثيرة.

رحلة هــذا الفنان وانجازاته الكبيره في مجال المسرح داخل وخارج العراق ورحلته في المنافي التي امتدت الى اكثر من ربع قرن والذي ... لازال يحدوه الامل الى العودة في المساهمه في خبرته في اعادة بناء المسرح العراقي الذي تهشمت اركانه نظرا لهجرة الرعيل المبدع والطمزح في سبعينات القرن الماضي ... يستحق منا لطيف ان نتذكره ونكرمه ونشد على يديه ... ولكن ... يبدو ان المنفى سيطول في ظــل هذه الاوضاع السيئة .. وفقدان الآمان وسقوط الدوله... نتمنى له الاستمرار في انجازاته ... والصحه العامره ... والعمر المديــد ...



#قاسم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتنسوا هذا الفنان سامي كمال
- لنبقى في صلب الموضوع
- إسلامهم الدموي
- من التجارب المسرحية في المنفى
- ُطُبــِعَ العَـلمْ .. عِينَـك ..عِيـنَـك!!
- عنــاويـن .. لا تحتــاج الى تفاصيـــل.. في المشهد العراقي
- الــدم ... الـقــاســم المشــترك
- يـاقـمـه .... يــابطيــخ
- عـام يمضي ..عام يـأتي .. ماذا ينتظرون؟
- Google ربـــع قـرن .. في ماكينة الـ
- فـَخْـرا ً... فخري
- مـُـزهـِـرُ رَغـــم الـجــِـــراح...
- ماذا لـــو كــان .. مالم يــكــن !!!؟؟؟
- الفيدرالية.. أرقى نظام ..لأرقى شعب تبسيط.. لفهم الفدرالية .. ...
- نحـــن بحـاجة الى( ديـكتـاتـور) أبـــوي!!؟؟
- لا شـكـوتي فـــاد ت .. لاضحــكتي عــادت .. ولا دمعـتـي زالــ ...
- من أصدر القرار 137 .. وكيف؟ ويبــدو أن القـرار.. مشؤوما !! و ...
- ما مغزى قضية شمعون دنحو وتحامله على الأكراد...؟


المزيد.....




- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...
- “عيد الرّعاة” بجبل سمامة: الثقافة آليّة فعّالة في مواجهة الإ ...
- مراكش.. المدينة الحمراء تجمع شعراء العالم وتعبر بهم إلى عالم ...
- حرمان مغني الراب الإيراني المحكوم عليه بالإعدام من الهاتف
- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن - 2-المغيـــبون