أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - مجتمع الاصنام














المزيد.....

مجتمع الاصنام


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 02:15
المحور: الادب والفن
    


إنـنا كأفـراد نـركب أمواج الكل شئـنا ذالك أم أبـينا و ذالك هو ما يسمى بالـقـدر الذي يسخر دوما من تـفـاهة البشر و سذاجته في التـفكير و قصر مدى الرؤيا لديه. أدنى مستويات التـفكير هي التي تـقـود العالم إلى غاية اليوم مع استـثـناءات نادرة تعـتـبـر كالجـزر المتـباعـدة المتـنائـية في محيط من الغباء البشري.
كل ذالك مخـزي في حق الإنسانية و حق الله الذي خلق البشر و الذي يبدو انه يعاني من نـدم أزلي تجاهه.. العـقـلاء مكانهم في الغابات الـسوداء أو الأقبـيـة و الكهوف التي يصنعـونها بنـسيـج أفـكارهم ليـدخـل إليهـا الأغـبـياء الـذين خـالـطـهم شيء من العـقـل، و هـم فـرحين مسـرورين مهللين مكبرين بتأسيـس ممـلـكة جـديدة تـتحول الى أوهــام بحكم ارادة اخـتـزال الافكار و تحجيرها لعدم قدرتهم على الارتفاع الروحي للمؤسس العاشق للحقيقة و ليس للسلطة مثل الاتباع . يـتمثـل غبائهم في خلق منـظـومـة من الأفــكـار يسمونها معـتـقــدا و ما هي إلا العـصا مـنـفـلـتـة لأنــه لا يـمكـن لأي كـان أن يــضل مـمـسـكــا إيــاهـا طـوال اليـوم و الأيــام.. و تلك هي أصــل الـمـأســاة.. انــك تـعـيــش ضمن أشـياء لا يمكن لك أبـدا أن تـمـسـكـهـا مع رغبة مـتـأصـلــة فـي الإنــسـان بـتـمــلـك الـعـالــــم.
الـسـلـطـــة ظـاهـرة حيـوانـية و غـريـزيـة إنـسـانـيـا و لكـنها تـتـحكم في الأمور. ما ان يتم التحول من منطق الثورة الروحية العظيمة للمؤسس الى منطق السلطة حتى تبدأ عـملية قـتـل المؤسس باسم تجـسيد شريعته في الارض. تاريخ تلك الشريعة هو تاريخ محو المؤسس الذي يتحول الى صنم مقـدس بعـدما كان ملهما روحيا شفافا يتصاعد بالأدنى الى الارفع. العبقـرية الحيوانية للسلطة تـسجن الروح في أقبـية منسية و تسير بالأمور حثيثا نحو قـتـل الروحية الثورية باسم الشريعة الثورية..
ينسى الجميع ان قبول السلطة لم يـكن اضطرارا و إنـمــا رغبة مــتبادلة في الأمن و النـظام. هذه الرغبة يتم الاستـناد السلطوي عليها لمحو الذاكرة و محو الروح و محو المستـقبل و محو انسانية الانسان. حين تـتحول السلطة الى سجن كبير للفكر الحر فإنها تسجن المجتمعات في غـرف من الزجاج. يرون بعضهم دون ان يتلامسوا. دماؤهم لا تخالط دماؤهم و اجسادهم لا تلامس أجسادهم. يتحول الكائن الى صنم صغير. غرف الزجاج لمجتمع الاصنام. لا تدرك السلطة انها بدورها تسجن نـفـسها كذلك عن التـفاعل الحي و بالتالي عن الفعل الانساني و بالتالي عن مهمتها و بالتالي عن شرعيتها. ما اسهل تكسير الزجاج من الاعـداء...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين أبي و إبني
- بين -غاندي- و -شكري بالعيد-
- المحبة من مهب الثورة
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية
- برامجنا تعليمية ام تجهيلية
- لمن تبكي سيدي الرئيس؟
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس
- ما وراء احداث باريس


المزيد.....




- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...
- الخبز يصبح حلما بعيد المنال للفلسطينيين في غزة
- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - مجتمع الاصنام