أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - كابوس















المزيد.....

كابوس


نوزاد نوبار مدياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5072 - 2016 / 2 / 11 - 19:29
المحور: الادب والفن
    


إحداهن شديدة الجمال ،، جداً !
لا أحب هذا النوع من الجمال ، أؤمن بزوالهِ الكاذب !
أجيد رؤيتهِ من بُعد ، التمتع به قليلاً ، لا أحبذ " إمتلاكه ! " ،،
صديقاتها الثلاث ، يؤمنن بما تقوله ( أم گادانيس المندائية) فتاحة الفال !
يترددن عليها بين تارة وأخرى بصورة منتظمة ،،
بعد عودتهن ؛ ينغمرن في تحليل نبؤة ( أم گادانيس ) ، تتشابك الأحداث بين الصِدف والطموح وياخذهم الحديث بعيداً ،، بثرثرة يتخللها أصوات " تكيرز حب شمس قمر " الذي يجيد تحميصه " حجي مجيد " .
لم تكن تُبالي لحوار صديقتها ، هي ايضاً لها إهتماماتها الغير مُعلنة ، غامضة بعض الشيء ، تجيد فرد الإبتسامة رغم عدم إكتراثها لحِوار صديقاتها التي تعتبرهُ " خرافات " !
كذلك أنا ؛ أحاول عدم حشر أنفي في الحديث ، أحاول إظهار عدم أهتمامي لكل شيء رغم تمتعي بتفاصيل الأسرار المفرطة !
استرق النظر عليهن بحجج كثر ، أراقبهن الأربع بأدق التفاصيل !
لم تخلو الأجواء من بعض الأغاني التي كانت إحداهن شغفة بتحميل الأغاني القديمة ، كانت "كما يبدو" إنها تختار وقت بدأ طقوسي ، بمجرد أن أرتشف شيء من الوسكي ، تبدأ بعذابة كوكب الشرق ولا تنتهي حتى أن أثمل و أخلد للنوم على ذات الأريكة القديمة بفراشها الرث ورائحته المليئة بعطورهن !
في تلك الليلة ؛ قررت إحداهن أستجوابي ، رغم علامات عدم الرضا من الأخريات ، إنها تبدو مُصِرة للحوار معي ،،، !
الأجواء تبدو مساعدة ، أنا منتشي جداً ، مستعد لاول مرة لمواجهة نِزال الحوار !
- أگلك ؟
- ها ؟!
- أنت من تروح للحرب تاخذ وياك ( حجاب ) ؟
- لاء ،،، شصخم بي !
- يحفظك من الموت !!
- الأخريات ؛ اصم الله ، عمة بعينج ثوله شتريدين من الرجال !
تراجعت بهدوء عن الفكرة بعد أن تغلب على وجهي علامات الإمتعاض من السؤال الغير مبرر ، ربما كنت بإنتظار أسئلة أخرى ،، لا أعلم ماذا حدث لي حينها رغم إن فكرتها جاءت من باب الخوف عليّ !

حاولت الجميلة تبرير موقف صديقتها بإبتسامة تظهر فيها شيء من التعذر ،،
لم يكن هذا الشيء مهم بالنسبة لي ،، أنا أفكر في طريقة الخروج من هذا المكان ، كل محاولاتي لتطمينهن بالبقاء كاذبة ، لا أفهم سر وجودي هنا ، المكان محكم جداً ولا ثمة مخرج ، الحرس في كل مكان ولا يسمح لي بالخروج رغم إن كل متطلباتي متوفرة ،، !

عليّ أن أتعايش ، والتزم الهدوء و الصمت بصورة دائمة ، هذا ما كنت أخطط له ،،
إصرار الجميلة على النظر بوجهي بصورة مباشرة كان يخيفني " ربما " ، فهي تاخذ وقتاً طويلاً بالنظر بتفاصيلي قبل أن تذهب لحجرتها التي تنام فيها لوحدها عكس الاخريات اللاتن ينامن معي بذات الغرفة !

احداهن ؛ تجيد الطبيخ ، تحاول إظهار إهتمامها بي عن طريق صِناعة الطبيخ الدسم ! لا أتذكر إنها بيوم بادلتني النظر ، كانت تكتفي بوضع الطبق الدسم المُزين بطريقة متقنة ، تضعه بهدوء محاولة الهرب مني تتبعها بهمس يُكاد يُسمع ( بالعافية ! ) ،،، !

الايام لم أعد أجيد معرفتها ، ولا حتى الساعات ، أعلم الوقت عن طريق وجبات الطعام التي تُقدم ليّ رغم إن وجبة العشاء كنت أركنها جنباً لإنشغالي بالوسكي حتى ثمالتي والنوم !

فكرة الهروب مازالت مستحيلة ، التجوال في المكان والتخطيط للهروب مستحيل ،، هكذا يبدو لي !

في مساء يوم أخر ، العادة كانت تسير على ذات الروتين ، نفس تلك الحوارات ، تتكرر الأحاديث والأمنيات ، مازلت الاولى الفضولية تحاول محاورتي وأقناعي بإيمانها أن ( الحجاب ) التي ستصنعه لي ( أم گادانيس ) سيتولى مهمة الحفاظ عليّ من الموت حتى المفاجىء منه !! ،الثانية التي تريد أن تطربني مازالت تجيد تحميل الاغاني القديمة لكن هذه المرة ذهبت لأغنية راغب علامة ( ياريت فيي خبيها ) !
لم أفهم سبب أختيارها لهذه الأغنية التي كنت أرددها لمسامع حبيبتي في كل لقاء !!
الماهرة في الطبيخ الثالثة، لم تضع لي وجبة العشاء هذه المرة ، جهزت لي بعض المقبلات التي تعتقد إنها تليق بما أحتسي و بعض الشموع وضعتها على طاولتي الصغيرة !
الجميلة يبدو عليها التوتر ، ثمة شيء على معالمها يبدو إنها تريد ان تعلن عن شيء ما !
قفزت من مكانها مسرعة ، خرجت من حجرتها بعد اقل من دقيقة عادت وبيدها لوحة لشخص مُسن ، كهل ، يرتدي أزياء غريبة الالوان و غير متناسقة ، بجنبه كلب نحيل ومجهد ، بيده عصاة يتكأ عليها ويحمل بيده زجاجة من مشروب يظهر فيه أدمانه على الكحول !
توجهت لي بإبتسامة كإنها تريد أن تأخذ رأيّ برسمتها هذه !
علامات التعجب تتقافز مني ، إنه لا يشبهني ، هذا ليس أنا ، نظرات الأخريات كانت تصوب بالمقارنة بيني وبينه !
هكذا يبدن ؛ حتى نطقت الماهرة في الطبخ !

- ميشبهة !!
- الأخريات ؛ دروحي يمعودة نسخة منه ، عاشت ايدج فنانة!

هذا ليس أنا ، متى كهلت بهذه الطريقة ، مازلت يافعاً ، من أين أتت بهذه الصورة ! كل هذه الاسئلة تجول بذهني ، صامت بدهشة ، لا ثمة مرآة في المكان لأقوم بالمقارنة ، أنا أشاهد نفسي بذكرياتي مع حبيبتي فقط ، فكل ما شاهدت ذكرياتي القديمة اعلم بيقين أنا مازلت شاباً !

ربما إنهن يحاولن نزع الثقة مني ! هذا امر مستحيل ، أنا أجيد ممارسة الغرور ، كذلك أجيد الثقة بكلمات حبيبتي وهي مصممة على إقفال أزرار قميصي ؛ (ليلو .. صدقة لعينك ولجمالك ! )

إنهن مصممات على إنه ذلك الكهل هو أنا ، سعيدات ببراعة فن صديقتهن الجميلة ، كما يبدو ذلك ، غير الماهرة في الطبيخ مُصرة على إنه لا يشبه ( حبيبها ) !

دموعها تتساقط بغزارة ، تريد أن تصرخ لتخرج من هذا العالم المليء بالزيف ،،
تعيدة الكَرة ،،،
- ميشبهة والله ميشبهة ،، راح تعلموني بحبيبي ولكم والله ميشبهة !!

الصخب يحاول إزعاج الجميع ، لاثمة محاولة لإدراك ماذا يحدث من حولي ،، احاول التركيز في عين الطباخة الماهرة لأشاهد صورتي في كثافة سواد عينيها !

احاول التركيز دون إدراك حتى وجدت نفسي امسكها من رأسها وأدفع بعيني على عينها لأتذكر أول لقاء معها عندما كنت يافعاً وانا للتو بتُ كهلاً وهذا الكابوس كان رفيقاً لأكون متسولاً على ذكرياتها كما في صورة ((( الحياة الجميلة ))) التي دفعتني لهذا القبح !

كابوس !



#نوزاد_نوبار_مدياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصفن بيج والبيچ يتصفن
- الشَبّهْ
- شيفيد الكواغد من تدفيها النار !
- سلوكيات / 1
- يا !
- هاريمان في خيمة الحاج زهير !
- أشگ صدر الكاع ومتصير داعشني
- زهر ، مُر ، حنظل
- ورداً في غابة الشوق - لها -
- الخطيئة -كلمة- في سراديب الظلام
- لماذا تدرس مادة الإسلامية ؟
- قفشة على مضاجع أرصفة الحلم !
- بزنودي شديت العلگ !
- خمر جديد في جرار قديمة / خربشات على جداري 7
- الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !
- لحظات رجلاً يؤمن بذاته / خربشات على جداري -6
- حياة ما بعد الموت !
- عيد حٌبنا يا حبيبتي / خربشات على جدار عيد الحب
- رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة
- ملح ،، زيت ،، زعتر / خربشات على جداري - 5


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - كابوس