أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - الخطيئة -كلمة- في سراديب الظلام














المزيد.....

الخطيئة -كلمة- في سراديب الظلام


نوزاد نوبار مدياتي

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


لن أعد أمتلك تلك الذاكرة التي تجعلني أبتسم لذكرياتي الشقية البعيدة فعلاً و قولاً ، فأوردة دماغي تشبعت بتسارع عقارب الحياة و بارود الحروب والخوف والهروب والتلصص عبر نوافذ أحلام بات الأغلب فيها يقضة ، لكن مازال هنالك بضع من خيوط العنكبوت تربطني برقعة جغرافية وأثر لإقدام المارة في أشبه تلك الأرصفة العتيدة بحرارة الأسمنت التي تلسع مؤخراتنا بعد الجلوس طويلاً مختبئين عن نظرات " الأب " خوفاً من السكائر التي كنا نلتهمها بقوة و رعب وشغف يلاعب رئة ورديه جميلة كشفاة تلك الجميلة التي تدرس في الثانوية القابعة في زقاقنا المليء بروائح " القداح و الشبوّي " ، روائح كانت ترقص كرقصة "فوكس تروت" بتقارب عفويتنا الباردة والمندفعة أغلب الاحيان بالضرورة .
الإنتظار صباحاً ضمن رزنامة لايشطب منها إلا يوم الجمعة " فقط " وجدولاً يفوق أهمية جدول الدروس ، والظهيرة كانت أكثر لهفة من روائح الطبيخ في شوارعنا المتحابة بعضها الأخر ، أعوام تمر والأمر ذاته يتكرر رغم روتينيته ومستنقعه الساكن من أي حركة غير رمي نفس الحجرة بالسكون والحديث عن الدوائر التي تختفي برقة وأدب !
لا أذكر مرة واحدة على الأقل أنها أبتسمت بوجهي أو حتى لفتُ إنظارها التي كانت تلازم الشارع هاربة من أشعة الشمس القاسية على بشرتها الناصعة لكني وبغرور وتعنت وكذب مبالغ به مع ذاتي كنت أصر على أنها تبتسم ليّ وتأخذني العزة بالنفس لأقسم لرفيقي الذي يشاركني كل ليلة الحوار " بها أو عنها ! " أقسم له إنها تبتسم بوجهي وأذهب بعيداً بتأليف قصة عن حب سري جداً محذراً أياه أن لا يفصح عن سِرنا المركون على رفوف أمنيات مراهق يرتجف من رفيقه أن يخطفها منه !

كانت أكذوبة بريئة أنانية عديمة المسؤولية رغم جماليتها عندما تكون حقيقة أو حتى حلماً أستعيره وأخلد به لزمن يتسارع كروح تائهة أنيقة بمظهراً أو عطراً أسرقه من خزانة أبي محاولاً الدخول الى قلبها بإي شكلاً من الأشكال حتى لو كان عن طريق أنفها الذي أذكر ملامحمه جيداً للأن !
عام دراسي جديد وبتكرار ذات الجدولة التي نمارسها صباحاً لن تعد تظهر هذه الإنثى وبإنتظار يصحبه الملّ عن كل يوم حتى بات غيابها يأخذ حيزاً من التفكير وعدة أحتمالات أو تحليلات عن غيابها يرفقه مشاكسة من رفيقي محاولاً إظهار " كذبتي " بمناورات تارة ومواساة تارة إخرى ، الحديث بيني وبين رفيقي بارد وفتور صاحب إختفائها عن لقائنا اليومي الذي أوله إبتسامة عريضة تخفي بين طياتها محاور حديث الليلة " عنها " هي !

تمضي السنون وللنسيان دور كبير يداعب شيب رأس تغزل به ناظم الغزالي وهو يخاطب إنثاه السمراء من قوم عيسى !

مشاغل الحياة لعبت دوراً لأكون من ذوي المستويات الرفيعة والشخصيات المهمة في المجتمع ، ثقافة تلحفت بها بصورة جيدة وجاه وخدم يدورون في فلكي وحرس من جنسيات أفريقية بجسد يحجب أشعة شمساً ليس من الممكن أن تتجاوز على بشرتي وتلسع شيء لن يعد من حقها !
إختفت من قواميسي تلك الإنثى كإختفاء نجماً في ليالي الرعد القاسية وإنشغلت بغيرها الكثير والكثير من سهر ليالي حمراء ماجنة ينثر فيها أوراقاً نقدية على رؤسهن تارة وبين مفرق ثدي أجملهن رقصاً تارات عِدة و عدة !

كانت ليلة الثلاثاء هي الأقرب على مزاجي للسهر وفي صباح يوم الأربعاء ثمة زحمة للسير توقف فيها الطريق بصورة شبه كاملة عند خروجنا من المرقص ، ثمالتي تعدت حدودها والنعاس كان يداعب أهدابي بقوة رغم صلابة رفيقي " ذاته" ومحاولاته البائسة لإخراج جن النُعاس من جسدي المخمور ،، زجاج سيارتي المظلل هو الاخر كان يساعدني على النوم بعد مضي تلك الليلة الصاخبة جداً !
لولهة ؛ ثمة طَرقات على زجاج سيارتي بنعومة بالغة وبعد صراعي مع النعاس فتحت عيني فوجدت إمراءة بثياب رثة و وجه عريض مبتسم رغم عبوسيته التي أكل منها الزمن جزء كبير من إنثوتها عبر حكيات أعوام مجهولة الهوية !
كلمات إعتدنا على سماعها من الفقراء المتسولين في شوارع بغداد إلا هي نطقت بكلمات لم تكن معتادة النطق الفقراء ، الزجاج كان حاجز ليظلل الأحرف التي تنطق بها . الفضول وربما " الصدفة " أرغمتني على فتح شيء بسيط من النافذة :

" تدخنين؟
لا
أتشربين؟
لا
أ ترقصين ؟
لا
ما أنت ِ ؟
جمعُ لا ؟
أنا التي تراني
كل خمول الشرق في أرداني
فما الذي يشدُ رجليك إلى مكاني ؟
يا سيدي الخبيرَ بالنسوان
أنّ عطاء اليوم شيء ثانِ
حلّقْ !
فلو طأطأتَ ...
لا تراني " .

كانت هذه الكلمات للمبدعة لميعة عباس عمارة ترددها هذه المتسولة كإنها تقصدني أو تريد أن تقصدني ؟!
أبتسامة عريضة رسمتها على وجنتي المحمرة من تدفئة السيارة عكس إحمرار وجناتها من قسوة شتاء الفقراء .

طلبت من السائق أن يركن العجلة بسرعة ، ترجلت لها بهودء وخطوات مبعثرة ، تقترب المسافة ويرتسم على وجهها الف تعبير متخبط غريب غير مفهوم !

صباح الخير سيدي ، شكراً لتواضعك ونزولك لكوكب الفقراء !
باغتتني بهذه الجملة كمحاولة أخرى لجمع كل غموض العالم في ذهني !

من أنتِ ؟!

لايهم ،، ممكن حسنة لوجه الله ؟!

كم يلزمكِ لتغادري الشارع للأبد ؟

ههههه ! يلزمني القليل من الزمن لكن قبل ذلك أخبر رفيقك إنك لن تلازمني الفراش يوماً ولن تعاشرني يوماً ما ولستُ عاهرة كما أخبر مجتمعنا الشرقي !
غير إني أعترف كنت أميل لك عندما كانت أشعة الشمس تلسعك على الارصفة ليس كما الأن تلسع ظهري المليء بخطايا تلك الليالي في سراديب الظلام التي تتسكع بها أنت ، و أخترت أن أكون في الشوارع متسوله حتى لا أراك أنت وهو تنعمون بحور عين غبائكم !

يا أنت ... الفرق بيننا بات كبير والاهم أنا وظميري نتسامر حتى يغلبنا النعاس وننسحب بهدوء للنوم بعمق أكبر من أعماق أمنياتنا الصغيرة جداً!

إرحل !



#نوزاد_نوبار_مدياتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تدرس مادة الإسلامية ؟
- قفشة على مضاجع أرصفة الحلم !
- بزنودي شديت العلگ !
- خمر جديد في جرار قديمة / خربشات على جداري 7
- الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !
- لحظات رجلاً يؤمن بذاته / خربشات على جداري -6
- حياة ما بعد الموت !
- عيد حٌبنا يا حبيبتي / خربشات على جدار عيد الحب
- رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة
- ملح ،، زيت ،، زعتر / خربشات على جداري - 5
- كرسمس الإموات في مدينتي ؟! - خربشات على جداري / 4
- متى تكسر خشبة المسرح - خربشات على جداري / 3
- موائد عمل او عشاء – خربشات على جداري / 2 !!
- طيوراً في محراب الحياة – خربشات على جداري / 1 !!
- كان موعد في حانة واخر من الشرفة ؟
- العراقيون في دوائر شاغلة وخداع مستمر ؟!
- العراقيون في دوائر شاغرة وخداع مستمر ؟!
- مسلسل الحسن والحسين والهروب من التاريخ
- محكمة الرأيّ بين العلن والسر
- تولتارية الشرق الاوسط !


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - الخطيئة -كلمة- في سراديب الظلام