فاطمة ناعوت: رسالة

رمسيس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 5064 - 2016 / 2 / 3 - 16:15
المحور: الادب والفن
    

ثائرة أنتِ فى دروب العتمة
و البلية
ألا تبالين؟
هنا وادى الموت
و كاتم الصوت
ألا تخافين؟
حيث يتسيد كاهن اللات
و يتسلط عبد العُزَّى
و يتبجح زليل مناة
مشرع السيوف و السياط
فى وجه الطغاة
....................

فالإناث طغاة
و أنتِ أنثى
و حسنك أطغى
و روحك أنقى
و عقلك أصفى
و قلمك أمضى
من سيوف الغازين
القابعين
على موائد السلاطين
المتمتعين بالنحر
المتلذذين بالقهر
الاَكلين الذبيح
اللاعقين – فى اليوم الواحد –
دماء الف جريح
و جريح
....................

يذبحون الإنسان
و يثملون برائحة الشواء
يأكلون لحم الضأن
و يشربون الدماء
و يعبوا من الإثم كالماء
و يسكرون و يرقصون
على أجساد النساء
و للمساكين الضعفاء
بعض من ذباب
مغموس فى الحساء
و كأس من بول بعير
به – من كل الأوجاع –
يتم الشفاء
...................

و جريمتك النكراء
فى أنوثتك السمراء
فى أحتضانك للنيل
فى السراء
و الضراء
وا مصيبتاه!!
إمرأة يحضنها "حابى"
و يلف زراعيه
حول خاصرتيها
و تتعلق بعنقه
و تراقصه رقصة الحياة
هو كل المُنى
و هى كل مبتغاه
وا فاحشتاه!!
....................

خطيئتك البشعاء
إنبثاق النور و الضياء
من قلمك
على الأوراق البيضاء
و إشعالك شمعة
فى الليالى الظلماء
و مسحك دمعة
من عيون البؤساء
....................

معصيتك الفحشاء
فى عينيك شعاع "اَتون"
و بريق "رع"
و على ضفافهما
يلقى "حابى"
كُحلة الطمى
و من بين شفتيك
تنطق "ماعت"
الحكمة و العدولة
....................

و جريمتك الشنعاء
أنك تنثرين
ورود الحب و الضياء
بين هراس الأنبياء
و دغال الأولياء
و كهانة العلماء
....................

المدججون
بالصلف و الكبرياء
الناعقون
فى خرائب الحياء
القتالون
بجليد الشتاء
الشاربون دماء الفقراء
الناضحون كراهية
و حقداً و غباء
يعيثون فساداَ
فى البلاء و الغماء
ينشرون سود العماء
يمتهنون البغاء
....................

و أنتِ تشهرين قلمك
و سيف الكلمة
به تحاربين
و به تتجادلين
و إِرْهَافُ أحساسيك
على أوراقك
تسكبين
فتفرحيين
و تحزنين
و تبكين
و تتألمين
لنحر حيوان
و ذبح طفل
و قتل جنين
ألا يستوجب كل هذا
أن تُحاكمين؟؟
....................

تصرخين
لأنات
المساكين المستضعفين
اَه ... و ألف اَه ...
من ذل الأنفس على الأعتاب
اَه ... و ألف اَه ...
من قهر الفكر على الأسباب
اَه ... و ألف اَه ...
من قتل وجيب القلب المُجاب
اَه ... و ألف اَه ...
من تسويم الروح أشد العذاب
و الروح مريضة
و أجنحة النفس مهيضة
اَه ... و ألف اَه ...
من حجاب العقل و النقاب
اَه ... و الف اَه ...
من قصر الكلم على مفردات
السباب
و النكاح
و الإغتصاب
لِما تصرخين؟؟
ألا يستوجب هذا
أن تُعاقبين؟؟
....................

ألا يستوجب أن تُسجنين
و تُقتلين
و أيضاً تُعدمين
لأن كلماتك
أزعجت الصنديد
الرعديد
القابع على طاولات
الخلافة
و الجلافة
أرعبه صوتك
صوت الأنثى
لما إخترق حاجز الصوت
لما خلع رِداء الكبت و الصمت
....................

فصرخ الرعديد
الصنديد:
تزعجنى من الأنثى الاَه
تقتل روحى أن تعرف
و أن تنطق بكلمات
غير "سيدى ... نعم ...
لك كل الموالاه"
....................

قاطع رؤوس النخيل
يرى طلعها
رؤوس الشياطين
سيد القوم الكذوب
القابع المترصد للإغتيال
القابض على ميزان الإعتدال
أخذ رشفة من كأس المُدام
و ترنح فى هزى و عار
ثم من فيه سال و بال:
ثائرة فى الدرب
ثطاول على الرب
بالشتم و السب
ثلاث سنوات
بالكمال والتمام
و عشرين الفاً
من الدنانير العظام
و من الرعية
الصمت و الإحترام
أو الموت الزُّؤامُ.
"رمسيس خنا"

#رمسيس_حنا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل