أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - التواصل عند هابرماس من منظور السوسيولوجيا أو علم الاجتماع















المزيد.....

التواصل عند هابرماس من منظور السوسيولوجيا أو علم الاجتماع


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


الجزء الأول

مشروع هابرماس الرائد في الفلسفة النقدية الألمانية المعاصرة من خلال التركيز على الهم الذي حرك الرجل وهو: كيف يكون الاندماج الاجتماعي ممكناً؟ باعتباره الإشكال الذي اعتزمت فلسفة التواصل لدى هابرماس الإجابة عنه.

هابرماس يتناول مسألة التواصل من منظور السوسيولوجيا أو علم الاجتماع، بوصفها فعلا اجتماعياً، لا فعلا له صلة كلية بالوعي الإنساني وهذا ان هابرماس ينتصر للنظرية الاجتماعية على حساب فلسفة الوعي.

علينا أن ندرك أن هناك فرق بين تناول التواصل من منظور الفاعل للتواصل، وبين تناوله كما لو كان فعل حوار أو تحاور تتدخل فيه أطراف متعددة.

هابرماس يعترف بفضل علماء الاجتماع في بلورة المنظور الجديد للتواصل وذلك من خلال مقولته الشهيرة:- "إن تحول المنظور الذي انتقل من الفعل القائي إلى الفعل التواصلي بدأ مع ميد ودوكهام. إلى جانب ماكس فيبر وبذلك فهم ينتمون إلى جيل المؤسسين للسيوسيولوجيا الحديثة".

هابرماس يتهم النظريات الاجتماعية تناولها للفعل التواصلي بالقصور والاحادية الجانب. وهو يعني النظرية الوظيفية بالذات ..... فهو يعتقد أن طرق تناول مسألة التواصل لدى هذه النظرية وشبيهاتها لا تقدم رؤية واضحة لأنها ظلت سجينة التطور الفلسفي الأرسطي لمفهوم الفعل الغائي، أو الموجه بغاية والذي يشكل احدى دعامات الفلسفة الأرسطية.

كيف فسر هابرماس الفعل التواصلي؟

ببساطة يحدد الأفعال التواصلية على النحو التالي:-

"هي تلك الأفعال التي تكون فيها مستويات الفعل بالنسبة للفاعلين المنتمين إلى العملية التواصلية غير مرتبطة بأفعال التفاهم".

إذا دققنا في كلماته فإننا سوف نخرج إلى جملة مهمة وهي "لا تفاهم بدون لغة" وهذا أيضا يجعلنا نصل إلى فئة من الذين يتهمون هابرماس حيث انهم يبررون اتهاماتهم لهابرماس بأنه يقف على منعطف لساني، والذي يشير إليه نفسه، وهو ما دفعه إلى إدخال اللغة كعامل لفهم العلاقات التواصلية.

لقد ذهب بكليته إلى ان الفعل التواصلي يتميز عن غيره من الأفعال الأخرى بأنه يسعى للبحث عن الوسائل التي تمكنه من التأثير في الغير، بل يبحث عن كيفية التواصل إلى تفاهم معه وتوافق متبادل دونما إكراه أو قسر كيفما كان نوعهما.

نفهم مما جاء أنه إذا كان التفاهم هو الغاية القصوى من للفعل التواصلي فمعني ذلك أنه لا يمكن تصوره بين الأطراف المتحاورة إلا بشروط، ومن أهم هذه الشروط عدم تأثير طرف على آخر لأن ذلك لو حصل يؤدي إلى فشل التواصل، يقول هابرماس:-
"إن نشاط التفاهم المتبادل يخضع لشرط أساس به يحقق المعنيون مشروعاً للتفاهم المشترك ..... فهم يسعون لتفادي خطرين: يتمثل أولهما في فشل التفاهم المتبادل وسوء الفهم، بينما يتمثل الثاني في فشل مشروع الفعل والاخفاق التام. فتنحية الخطر الأول شرط لا بد منه لتلافي الثاني".

إن هابرماس يضع الخطوط العريضة للهيمنة وهو بذلك يلغي فعل التواصل إلى فعل التسلط في مجريات التواصل وشتان ما بين الاتفاق الذي هو سليل التفاهم، والتأثير الذي هو سليل الإكراه والضغط الذي يتسم فيه الفعل التواصلي بالهيمنة.

التفاهم هو رديف لفعل التواصل من حيث أنه يهدف إلى تحقيق الاتفاق وهو ما يطلق عليه هابرماس أسم الإجماع. ونتوصل مما جاء أنه في ظل غياب هذا الأخير بين أطراف الفعل التواصلي، فإنه يفشل هذا الأخير.

وهو يفترض شروط حجاج ومناظرة بدونها لا يتحقق الإجماع العقلاني. ومن هنا فهو يؤكد على ان الاستعمال اللغوي إذا كان يتضمن حججا مبنية، فإنه سيؤدي إلى تحقيق اتفاق مشترك. فالهدف عند هابرماس من الدخول في تحاجج هو التواصل إلى تواصل كامل.

من أشهر المعارضين لهابرماس الفيلسوف الفرنسي المعاصر جون فرنسوا ليوطار J.Flyotard فهو يعارض مفهوم الإجماع لدى هابرماس من خلال فكره الذي ينبثق من اعتقاده بأن جوهر الأمور هو الاختلاف والنزاع، ولا إبداع بدونيهما.

فهو يتهم هابرماس بأنه يدافع عن مشروع الحداثة المؤسس على فكر الانواريين، ويسعى إلى بناء خطاب فلسفي يتخذ الإجماع هدفاً له.

ويؤكد ليوطار على الحداثة على انها خطاباً متجاوزا تظل كل محاولة لرد الاعتبار له محاولة يائسة. ويشير إلى أن جوهر الإبداع والتطور هو الاختلاف وليس الاجماع.

هل للفلسفة دور في فعل التواصل؟

بعض من يقرأون لهابرماس يعتبرونه فيلسوف التواصل، في زمن التحولات الكبرى، فعلى صعيد الفلسفة وعلى صعيد الخارطة الجيوسياسية العالمية عقب سقوط حائط برلين وانهيار الإيديولوجيا الكبرى، فما هي مهمة الفلسفة عند هابرماس؟

لقد كان لما فعله هابرماس في إطلاق حملة شعواء على الميتافيزيقيا التي تستعيد تقليد مدرسة فرنكفورت بهذا الخصوص. حيث أكد أنه ليس من شأن الفلسفة اليوم أن تتأمل في معرفة المطلق، بل من مهماتها أن تقلع عن التفكير فيه. فهو يتهم التيارات الفلسفية المختلفة التي عاصرها بتفاوتها مع اللحظة التاريخية لألمانيا. وهو بذلك أسس فكراً جديداً يسمي فكر ما بعد ميتافيزيقيا.

يرى هابرماس أن الفلسفة المطلقة تشكل عائقا أمام تطور العقلانية فهي تحجمها حيث تصورت أنها تمتلك الحقيقة، فالعقلانية عند هابرماس ليست عقلانية مطلقة، فهو يراها عقلانية تواصلية نقدية إجرائية مندمجة في العالم المعيش. وهو بذلك عمل على انتقاد الاتجاهات الوضعانيه الجديدة المعجبة بالعلم إلى حد تأليهه وهو بذلك خصص كتابين هما:-

1- العلم والتقنية كأيديولوجية.
2- المعرفة والمصلحة.

انتقاد الوضعانيه هو تقليد متبع لدى كل فيلسوف فقد عمل أعضاء مدرسة فرنكفورت وخاصة هربرت ماركوزة على نقدها فقد خصص صفحات رائعة في كتابه العقل والثورة لمناقشة أوجست كونت ونقد الوضعانية التقنية والتيارات المعجبة بها وبالعلم.

اكد هابرماس أن الفلسفة لا يمكنها أن تكون علوما حقه مثلما يدعى الوضعانيون، وتأكيده على خصوصية العلوم الإنسانية ما هو إلا محاولة لإبعاد شبح التطرف العلمي الوضعاني عنها. وهو بذلك قد سحب البساط من تحت أقدام العقل التقني من أجل وضع نظرية فلسفية نقدية جديدة تعمل على تحرير الإنسان وتحرير محيطه من هيمنة العلم والتقنية وهي نظرية تقرن النظرية بالعمل.

وهو يرى أن مصلحة البشرية هي التحرر والانعتاق وبذلك تجد الفلسفة مكانها، فحسب هابرماس على الفلسفة تقع مسؤولية التصدي لكل هيمنة تقنية تعمل على تشتيت الأنسان وتحويله إلى سلعة. وبذلك ستكون مهمة الفلسفة خلق حوار داخل مجتمع خال من الهيمنة.

وهي بالتالي تعمل على إزالة كل الآثار التي شوهت الحوار الذي بإمكانه ان يوصل النوع البشري إلى مستوى النضج والرشد. وهو يرى أن مستقبل الفلسفة يظل رهيناً بالممارسة السياسية. خصوصاً وأن الإنسانية الآن تعيش في ظل أوضاع تتسم بالتطور الاقتصادي والعلمي والتقني وحسب رؤيته فنحن نعيش في ظل أوضاع تتسم بتسيس العلم والتقنية وعلمية السياسة، ومنح صلاحية اتخاذ القرارات الكبرى للتقنوقراط.

نظرية التواصل عند هابرماس إنبنت على موقف جديد من الفلسفة فهي تعيد تحديد مهامها وأهدافها حتى تندمج في افق نقدي جديد فتلعب دوراً إيجابيا وفعالا ضمن مباحث أخرى كعلم الاجتماع ومجمل العلوم الإنسانية في إطار تكاملي. وليس في إطار الهيمنة على تلك العلوم. فنبتعد عن كنط وهيغل وهذا ما عنيته في البداية بابتعاده عن فلسفة الوعي.

لقد عمل هابرماس على تحرير الفلسفة من الميتافيزيقيا ووضعها في العموم. وهي تعتبر مفهوم جديد أهتم به في كتاباته الفلسفية، وهو بذلك قام بعملية التأثير من خلال الفلسفة في المجتمع المعاصر، وهي تحمل في طياتها المسؤولية بلعب أدوار مخالفة لتلك التي لعبتها في المجتمعات السابقة.



#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص نظام الخدمة المدنية الجديد الاردني وتعديلات عديدة اهمها ( ...
- يا قسوة قلبك
- سأنتصر
- كيف تعلمت أن اكون صحفية ؟؟؟؟؟
- هل أستطيع أن أنفصل عن مدارك .....
- أحسست مبكرا بوجعك
- سيرة ذاتية عن رئيس جهاز المخابرات الأمريكية السابق ألن دالاس ...
- يا ذاكرة الجسد والروح
- القصة الإيرانية القصيرة دراسة نقدية متعمقة في واقع التراث ال ...
- مجموعة -أرواح مستباحة- للقاص عمار الجنيدي تقع في مأزق نظرة ا ...
- خطاب رئيس الوزراء نخبوي الصيغة ينقصه الخطاب الشعبي
- برنامج هوا عمان برنامج يسطع في الأفق سليم شريف قارة ينتقل من ...
- البحر الميت عجيبة من عجائب الدنية فلماذا لا نصوت له ؟؟؟؟؟
- حوار مفتوح مع-هناء الاعرج-: من مهندسة إلى مذيعة في التلفزيون ...
- الرجل والمرأة موهوبان لكن يمكنهما تقديم أداء أفضل - (ج1)
- تعديلات بالجملة بين رفض وقبول متحفظ
- الرأي العام الأردني تغيير وتطلعات مستقبيلة
- قانون ضريبة الدخل هل عندك معلومات عنه المواطنون يشتكون منه إ ...
- قراءة لقراءة بشرى بدر لقصيدة إبراهيم سعيد الجاف
- - البرنامج التطوعي الكوري في الأردن- يعزيز التنمية الاجتماعي ...


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - التواصل عند هابرماس من منظور السوسيولوجيا أو علم الاجتماع