أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - القصة الإيرانية القصيرة دراسة نقدية متعمقة في واقع التراث القصصي ورصد لواقع تطورها















المزيد.....

القصة الإيرانية القصيرة دراسة نقدية متعمقة في واقع التراث القصصي ورصد لواقع تطورها


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 16:58
المحور: الادب والفن
    



(الجزء الأول)

عند الخوض والحديث عن الأدب القصصي الإيراني الحديث فإننا يجب أن نتناول جميع المراحل التي مر بها، وتعود جذوره إلى بداية عام 1921 والذي عمل على تأسيس البنية التحتية للقصة الإيرانية القصيرة في ذلك الوقت هو نفسه الذي عمل على رسم خارطة الطريق للعديد من الكتاب هو الأديب المعروف محمد علي جمال زاده وذلك من خلال مجموعته التي أصدرها في سنة 1921م بعنوان "كان يا مكان".

وتعود أسباب شهرتها إلى أنها نشرت في صحيفة "كاوه" الصادرة في برلين وهذا ما جعلها تنتشر بقوة، حيث تم إصدار الطبعة الأولى لمجموعته في مطبعة كاوياني في برلين.

ومن الجدير بالذكر وما لفت انتباهي هو ما اتسم به جمال زاده من خلال العديد من الصفات التي تجدها في كتاباته من خلال بناء الشخصية، وصياغة المشاهد التي يتناولها، والعقد إضافة إلى الرؤية النقدية للظواهر المحيطة به. وهذا عمل على أن أثار إعجاب العديد من الأدباء، فقد تميز بإجادته من خلال اللغة والأسلوب النثري الذي أتبعه في هذه المجموعة المميزة، ومن ما زاد في إجادة عمله أن ضاعف من قيمة العمل الذي أثر تأثيراً حاسماً على حركة الكتابة القصصية في إيران.

ومن أعماله التي حازت على تقدير "دار المجانين" 1942، وسيرة العم حسين علي" 1942م، و "من قماش واحد" 1944، و "قلتشن ديوان" 1946م، و "صحراء المحشر" 1947م، و "سبيل رسالة الماء" 1947م، و "معصومة الشيرازية" 1954م، و "العمل الرائع " 1958، وغيرها من الأعمال الأدبية.

جمال زاده لم يكتفي، بل أضاف إلى ذلك أن اهتم بالمجال البحثي والترجمة وله نتاجاته الغزيرة في هذا المجال ومنها: "الكنز الرائع" التي تناول العهد القاجاري في إيران "حرب تركمان" و "طباعنا نحن الإيرانيين" وقد ترجم و "يلهلم تل" لشيلر، و "البخيل" لموليير.

لقد ترك بصمة في عالم الأدب عندما وضع "قاموس المفردات العامية" الذي جمع فيه المصطلحات الإيرانية بشقيها العامية والمحكية، ولقد شغف بالأدب الشعبي إضافة إلى أنه أستخدم في أعماله نثراً أشبعه بالكلمات والإشارات والكنايات والاستعارات والمصطلحات العامية الدارجة.

الأديب صادق هدايت من الأدباء الذين سارو على طريق النجاح حتى بلغ الذروة، لقد كان ابن عصره، فلقد استلهم من عصره تصوراته الاجتماعية والسياسية والفكرية. وهذا كان له أكبر الأثر على جميع أعماله القصصية.

أتسمت قصص صادق هدايت بالرمزية، وايته "البومة العمياء" (1939) صورت ظروف الطبقة البرجوازية في عصر رضا شاه بهلوي أما في "الموءودة" (1930)، و "قطرات دم ثلاث" (1930)، استعرض واقعه المعاصر برمزية ومباشرة، في "التضاليل" و "علوية خانم" (1933). كانت بمثابة نقد وامتعاض المؤسسات التي كانت تتبع منهج بالي موروث من الأجيال السابقة.

اتسمت أفكاره بالحدية والتي تأثرت بأعوام الثورة الدستورية وحكومة رضا شاه. فكان نتاج هذا التأثير واضح في مسرحيته "بروين ابنة ساسان" (1930) و "ما زيار" (1933)، وهو بحق يعتبر من الكتاب الأوائل الذين كتبوا قصص بطابع وطني وقومي لوطنه الأم إيران.

إلا ان تركيزه على الأدب الشعبي الإيراني كان واضحاً من خلال المقارنة التي اتبعها في النزوع إلى القديم ، ومن هذا التأثير بروز عدد من الأعمال من قبيل " بلاد الأخاديع" عام 1947، و "وغ وغ ساهاب" عام 1932.

عمل صادق هدايت على إنضاج اللغة النثرية التي كان لها أكبر الأثر في ما بعد على العديد من الكتاب الذين تأثرو بها.

مما يلاحظ على كتابات صادق هدايت أنها كانت عفوية وتتسم بالإخلاص والتحرير وغلب عليها العاطفة والعقل وهي لا تخلو من الروح الثورية التي طالبت بالتغيير. ولم تخلو كتاباته فلقد جرب عدد من صنوف الكتابة وأبدع عندما كتب في أدب الرحلات ومن كتاباته، أصفهان نصف العالم والمسرحيات.

وهو كان شديد الحرص على أن ينشر في الصحف والمجالات ومنها مجلة "الموسيقي" و "الكلام" وغيرها الكثير. ولم يكتفي بذلك فلقد كتب في الأدب البحثي فأنتج عدة دراسات وكتب.

لقد قام بتشذيب بعض الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي كانت في عصره من خلال النقد الأدبي، إلى جانب أنه قام بترجمة عدد من اللغة الفهلوية إلى الفارسية (زند وهو من يسن، ملف اردشير بابكان، تقرير ينهي الظنون)وترجم عدد من كتابات فرانتس كافكا (المسخ، جماعة المحكومين) ومجموعة "الجدار".

وتميزت قدراته الأبداعية ومهارته المتميزة في القصة القصيرة، ولم يكتفي بذلك فلقد كتب قصصا طويلة ومن قصصه رواياته الخالدة "البومة العمياء" و "حاجي آغا". ولم يكن فقط يكتفي فقد تناول دائما في قصصه الجانبيين، فتارة تراه يكتب من زاوية الراوي، وأحيانا من زاوية المتكلم المفرد، لم تخلو قصصه في بعضها من الموضوعية التامة والواقعية الاجتماعية، بل عند التعمق في فكره ستجد النزعة الذهنية لديه واضحة، واشتهر بالرمزية في كتاباته، وهو يعتبر بحق من الكتاب المبدعين في عصره. وكان تأثر الكتاب يه واضح من خلال الأجيال التالية، حتى أن بعضهم كان يقلده بكل شيء.

كان للسياسة والتحرر الاجتماعي وخاصة بعد سقوط حكم الشاه رضا بهلون أكبر الأثر على السياسة في إيران، فبعد نشوب الحرب العالمية الثانية انبثقت في إيران الأحزاب السياسية بكل ألوانها وأطيافها ومناهجها وأهدافها واختلافاتها، ومما يثير أن الحلفاء في تلك الفترة هيمنو على السياسية الخارجية الإيرانية.

كان للأحزاب في ذلك الوقت دوراً كبيراً في إيران حيث انقسمت الأحزاب إلى ثلاث تيارات رئيسية وهي: التيار اليمني والتيار الوطني المعتدل والتيار اليساري.

هذه التحولات السياسية كان لها أكبر الأثر على المجتمع الإيراني في ذلك الوقت فلقد تحول من مجتمع يعتمد المنحنى الاستبدادي، إلى مجتمع رويداً رويداً يحمل في طياته بذور القيم الفكرية والفنية، وأصبحت هناك مساحات أوسع للظهور والتفاعل.

ونجد أن هذا الجو الجديد أتاح للأدب القصصي أن يتطور بشكل أفضل وهنا نتيجة ضغط من قبل الظواهر السياسية والاجتماعية التي صاحبت سقوط حكم الشاه رضا بهلوي وهذا أدى إلى ظهور مجلات أدبية حملت فكر ما بعد الحرب العالمية الثانية وحملت في طياتها القيم الحديثة في الأدب، وأول مجلة أطلقت إبداعات وإنجازات غير مسبوقة حملت في مضامينها إنجازات فكرية وثقافية والتي كرست أهمية الأدب القصصي بكل ما تحمله من اتجاهات حديثة في الأدب مجلة "السخن".

لقد خضع فن الكتابة القصصية في إيران لعدد من التطورات التي كان لها أكبر الأثر في المضامين التي حملتها كتابة الروايات والقصص حيث كان المضمون الاجتماعي والتاريخي له الطابع على أغلب الإنتاجات، وأغلبها كان يتسم بالفجاجة وعدم التمرس، وهذا أدي إلى ظهور عدد من الكتاب تنقصهم الموهبة الحقيقية والفن الحقيقي لكتابة القصص والإبداعي الرصين.

رغم العدد الكبير الذي أنتجوه من القصص القصيرة والروايات والمقطوعات الأدبية التي أتسمت بالعاطفة الجياشة والرومانسية التي تناقض مرحلة التغيرات السياسية في إيران. وهي فترة بالنسبة لي ضبابية غريبة لأن كل ما جاء فيها من أدب قصصي هو سطحي وطرح أحداث اجتماعية هامشية وأغلب ما كتب هو غير موثق بل جاء فكر أدباء يحملون في أفكارهم أفكار ومشاعر غير حقيقية بل تمثل مشاعرهم وأفكارهم الخاصة فقط.

في الطرف الآخر من هذا النقيض نجد عدد من الكتاب الذين كانوا جادين ونقلو تحديات عصرهم بكل حزم، وهم ساهموا بأن أثروا المكتبة الإيرانية بأسلوبهم الفريد وأفكارهم الناضجة بل استطاعوا بذوقهم الوصول إلى كتابات ذات مستوى رفيع من الرؤى النقدية ولقد أضافوا الكثير عندما نقلوا الواقع الاجتماعي الفاعل. وهم يعبروا من الكتاب الذين كان لهم أكبر أثر في المجتمع الإيراني لأنهم وقفوا في وجه الاستبداد والاستغلال الذي تعرضوا له في مجتمعهم.

يعتبر صادق جوبك أول من كتب في مجال الأدب القصصي بعد زوال حكم الشاه رضا بهلول بحق وكان لأشعاره صدى كبير الأثر فتعتبر أولى مجموعاته الشعرية "لعبة العرائس" سنة 1945م أولى محاولاته التي برهنت على ولادة كاتب ذي موهبة.

حياته كانت عادية فقد ولد جوبك في مدينة بوشهر وعمل موظفاً لشركة النفط الوطنية. غلب على قصصه اهتمامه بما يحدث في جنوب إيراني، وقد برز ذلك في "تنكسير" 1963، والتي طرح فيها النواحي الاجتماعية. مجموعته "قرد مات صاحبه" 1949م، فقد كان أسلوبه أقرب إلى الأسلوب الناتو ريالي (الطبيعي)، إلا أنه بقي رغم كل شيء واقعي الأسلوب في كتاباته.

بعد ذلك صدر له مجموعتان قصصيتان "اليوم الأول في القبر" 1965م، و "المصباح الأخيرة" 1965، وكتب رواية " سنك صبور" (صخرة الهموم) 1966، واتسمت بأسلوبه الذهني وما يميزها هو ما طرحه من ما كان يسود تلك الفترة من الاستهتار و عبر فيها عن غضبه وموقفه بصراحة.

لقد كان لجوبك أسلوبه المميز والذي كان في غالبيته عملية زواج فيها في نتاجاته بين تصوراته الذهنية وملاحظاته الخارجية التي كان من خلالها يقدم مشاهد حية وخالدة في فن الكتابة القصصية بمهارة فائقة.

كان للفقراء نصيب الأسد في أعماله فلقد حاول أن يعرض ظروفهم العصيبة وحقوقهم المغتصبة.

وعند قراءة جوبك تلاحظ فوراً مدى تأثره بصادق هدايت وهذا واضح من حيث استخدام المفردات والتعابير العامية الدارجة والإكثار منها. ونرى ابداعه هذا في أسلوبه السردي المميز ولغته الخاصة التي وظفها في تصوير المشاهد والأحداث بكل براعة.

لم يتوقف جوبك بل نجد بصمات هيمنغواي، وفولكنر وهنري جيمز في طريقة كتابته للقصة واضح بشكل ملفت للنظر. ويعتبر من الكتاب الذين عملوا بجد ويعتبر من أكثر الكتاب الذين رصدوا بدقة وتفهم الموضوعات بشكل مرهف فهو يعالج بعقله وعواطفه الظواهر ويقيمها ويفحصها بدقة لينقلها بعد ذلك إلى الواقع المتمثل بالورق.



#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة -أرواح مستباحة- للقاص عمار الجنيدي تقع في مأزق نظرة ا ...
- خطاب رئيس الوزراء نخبوي الصيغة ينقصه الخطاب الشعبي
- برنامج هوا عمان برنامج يسطع في الأفق سليم شريف قارة ينتقل من ...
- البحر الميت عجيبة من عجائب الدنية فلماذا لا نصوت له ؟؟؟؟؟
- حوار مفتوح مع-هناء الاعرج-: من مهندسة إلى مذيعة في التلفزيون ...
- الرجل والمرأة موهوبان لكن يمكنهما تقديم أداء أفضل - (ج1)
- تعديلات بالجملة بين رفض وقبول متحفظ
- الرأي العام الأردني تغيير وتطلعات مستقبيلة
- قانون ضريبة الدخل هل عندك معلومات عنه المواطنون يشتكون منه إ ...
- قراءة لقراءة بشرى بدر لقصيدة إبراهيم سعيد الجاف
- - البرنامج التطوعي الكوري في الأردن- يعزيز التنمية الاجتماعي ...
- زوهرة تثير البلبلة وغادة عبد الرازق تستعرض الأزياء
- الأحزاب الأردنية ودور المرأة في الحياة السياسية
- عندما يتحول الصراع من أطماع محدودة إلى أحتلال يتجاوز البقاع ...
- شباب المسلمين يشجعون ويفرحون لمن أساء للرسول
- سيث ليرر يؤرخ لقارتين مستثني أدب الأطفال في باقي القارات ... ...
- ما هي المعايير التي إتبعتها نتائج الدورة الثالثة للجائزة الع ...
- اعتقادات .... نسائية شائعة !! الدكتور جهاد سمور السيدات يلجأ ...
- الغذاء المتكامل والتمرينات البدنية كفيلة لتقوية عضلات الجسم ...
- مليار وخمس مئة مليون (2.2 مليار دولار) تقريباً ...... هارودز ...


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - القصة الإيرانية القصيرة دراسة نقدية متعمقة في واقع التراث القصصي ورصد لواقع تطورها