أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - مجموعة -أرواح مستباحة- للقاص عمار الجنيدي تقع في مأزق نظرة الرجل الشرقي نحو المرأة















المزيد.....

مجموعة -أرواح مستباحة- للقاص عمار الجنيدي تقع في مأزق نظرة الرجل الشرقي نحو المرأة


راوية رياض الصمادي

الحوار المتمدن-العدد: 4102 - 2013 / 5 / 24 - 01:25
المحور: الادب والفن
    



إن للنواحي الأسلوبية السردية وبنية القصة في الأرواح المستباحة تعاني من قصور، بل أن المنحنى اللغوي في القصة يعاني من الضعف مما أدى إلى الترهل في كثير من المواضيع فأنت لا تعرف هل هي عامية أو فصحى أو إلى أي فئة تنتمي، كل ما لاحظته هو أن هناك نشاز في طريقة تسلسل أفكار القصة، بداية من عنوان القصة هو ما جذبني إلى قرأتها، ولكن عند الغوص في أعماق القصة فأنت ستصاب بالخيبة، فأنا لم أجد القصة، كان من المفروض على الكاتب أن يعبر عن ما جال في ذهنه عندما سطر عنوان يجذب القارئ، فإذا حاولت عزيزي القارئ أن تبحث عن القصة فأنت لن تجدها، وهذا لا يعطي انطباع جيد لقد كان بعيداً كل البعد عن المصداقية، القصة يجب أن يكون عنوانها معبراً كما تحويه، الكاتب هنا أخطأ عندما وضع عنواناً مختلفاً، فهو بذلك يروج لفكر ويستعرض فكراً مختلف.

المرأة في قصصه

المرأة في مجموعته القصصية "أرواح مستباحة" غير موجودة أو قد تجدها على رصيف قصصه مبعثرة مهمشة هنا وهناك، تجده يتلعثم حول فكره أو غريب على قارعة الطريق، في "الخروج من حي التركمان" لا يوجد امرأة، بل عبر عنها من خلال عرضه لمشاعره اتجاه والدته، وهي كما يصفها غير مرئية وهي مجرد ذكريات لجسد امرأة.

في "رصاصة واحدة تكفي" تناول المرأة بشكل جعلني أستفز لطريقته، المرأة كانت فكرة سريعة للخروج من مأزق فكري، لقد شعرت بأنه حقرها ولم يحترمها، ولو كان بشكل سريع وغير وافي.

أما في "الأفعى" المرأة كانت مشهداً متقطعاً تجده هنا وهناك ولكن الصورة غير ثابتة، ويختتم مشهدها عندما يصف أن المرأة عندما تكون مذعورة أو خائفة أو في مأزق فهي تتصرف كما المجانيين الذين يرون سلوكها ولا يتم التعليق عليه، لقد ختم المشهد بطريقة ساخرة مضحكة وكأن المرأة سخرية المجتمع في نظره.

"الضحية" هنا المرأة لا وجود لها، أما على عتبات "الجوع" المرأة في نظره مجرد باحثه عن اللذة الجنسية، وعن الرجال، فهي إما تلفت انتباه الرجل لتعجبه أو تتزوجه فهو لا يرى أن المرأة قد تستطيع أن توجد لنفسها عالماً مختلفاً، فهو لا يثق بالمرأة ولا بقدرتها، ويحجمها تحجيماً فظيعاً من خلال طرحه، إنها سطحية لا تهتم إلا بأناقتها، وعندما ذكر التعليقات لمح إلى أن المرأة عندما تتأنق فهي تتأنق من أجل أن تلفت انتباه الرجل، فيهو يشعرني بمدى سخريته من المرأة ومن فكرها ومدى احتقاره لها، وأنه ممثل بارع عند اللزوم ليكون عكس ما يبطن في أعماقه. تختفي المرأة في الجوع بإحساسها ودفئها وحنانها.

في الخائن يصفها خائنة مزيفة وغير مسؤولة، أما في الطريد واللعنة تختفي من جديد، في "بعد فوات الأوان" و "نشوة الدراق" يحاول أن يحسن من صورته وكأنه خجل من مواقفه السابقة فيعبر بخجل وبشكل مبهم وغير صريح، وكأنها في "بعد فوات الأوان" تعبر عن نفسه في شخص ربيعة، أما في "نشوة الدراق" أحلامه تتمثل بمرأة لا توجد إلا في ذهنه، فهو يصفها ويحبها ولكنه في الوقت ذاته يعبر عن دعارة مشاعرها عندما يتحدث عن مركز المساج والتدليك، ليعود من جديد ليلبس المرأة ثوب وقالب لا يوجد إلا في مخيلته ومن تجاربه الشخصية معها، وهذا لا ينطبق على الجنس الأنثوي بأي حال بل هو حالة فكرية خاصة بالكاتب وحده.

"الخروج من حي التركمان"
هي قصة شاب في 30 من عمره، مصاب في الصرع يسكن في إحدى الشقق في إحدى العمارات في منطقة عمان الشرقية وبذات في حي "التركمان" أسمه فؤاد .......

بداية القصة وصف حياة فؤاد يسكن في الغرفتين الأرضيتين، الكاتب هنا وقع في كثير من إنزلاقات عدم تناسق الكلمات، فحيناً تجده يضبط لغته وأحياناً تجد نفسك فجأة تخرج من مأزق سياق اللغة فتجدها ركيكة، تأثره بالأدب الغربي في بداية قصته واضح، ولكنه في أحيان كثيرة تجده مستقر وكأنه ينتقل من فكرة إلى أخرى أو يعطي فكرة ما وبعد ذلك وبعد التعمق في القراءة تتشكل الفكرة الأساسية التي يتحدث عنها.

واستوقفتني كثيراً كلمات جعلتني أشعر بأن لغة القصة تعاني من وهن واضح ومن أمثلة ذلك، "لم يسكن بها لحد الآن"، "وقطع ترتيب سكان العمارة"، "لم يجاوبه الطفل" وغيرها الكثير.

من يقرأ قصة قد تلهيه العبارات الغريبة من الاستمتاع بها، فهو يكثر من استعمال الكلمات والجمل التي أعتبرها غير متناسقة مع الجو العام للقصة، كان على الكاتب أن يكون أكثر توظيفاً في صياغته للجمل التي ستعملها، ومن هذه الجمل التي تجدها بكثرة في أحداث القصة "هجعوا"، "شقشقات"، "شظف"، "ليخمد بها عويل وحش الجوع في بطنه"، "شج"، "كبا"، "مدماكاً"، "في مد يده"، وأنا لا أقصد أن الكلمات غريبة، ولكنها غريبة في القصة، لأنه لم يتبع نهج معين في كتابة القصة فهو دمج بين العامية الركيكة، وبين كلمات منتقاة قد تكون فصحى فجعل النص يبدو ضعيف وغير مستساغ، ولكنه لم يصل بالنص إلى المستوى المطلوب من ناحية الصياغة اللغوية.

بعد أن يبدأ الكاتب من إنهاء وصف المكان الذي يعيش فؤاد يبدأ يصف معاناة فؤاد ونوبات الصرع وموقف الجيران المتعاطفين معه، والممرض زياد هو من يعتني به، وصف حياة فؤاد وتفكيره بالموت ومعاناته المستمرة. وينتقل مشهد المعاناة من فؤاد إلى حياته الشخصية، وأحداث القصة تنعدم بها الحياة الجنسية والعاطفية، ولا يوجد علاقات نسائية مهمة، بل هي قصة تنبع من خلالها الآلام، ويتعاطف القارئ مع فؤاد عندما يقع على وجهه ويجرح رأسه، ويصف مشاعر الجيران الذين أنقذوه وكيف أنقذه الممرض زياد.

الصورة بالنسبة لي جعلتني أشعر بعدم ترابط الأحداث، بل شعرت بأن ألم فؤاد لا يعدو إلا أن يكون شفقة الكاتب بسرده لمعاناته، لم يجعلني أقف إلى صفه بل شعرت بعمق الشفقة الممزوجة بالألم لحال فؤاد، هو ليس معاق، وليس به عاهة، بل هو رجل مستسلم فاقد لمعني الحياة متعلق بالماضي وبأمه التي هجرته وهذا جعلني أشفق عليه، مرضه لا يعني عدم عمله واتكاله على الآخرين، ولكن بطل القصة رجل يفتقد للقوة والعزيمة، وكأن الكاتب يحاول أن يسقط مشاعره على بطل القصة، وهذا الأسلوب جعل القصة تبدو ركيكة من حيث اللغة وترابط الأحداث، بسبب انشغال الكاتب بعواطفه أكثر من تركيزه على القصة وعقدتها، فعندما بدأ بذكر أحداث حياة فؤاد وجدتها مبالغ بها، الصرع مرض، ولكن قوة الشخصية والإرادة والاحترام للذات لم تكن صفات وجدتها لدي فؤاد، وهذا سبب آخر جعلني أعتقد بأن الكاتب كان في بعض الأحيان يكتب عن نفسه بدل أن يكتب عن شخصية فؤاد بطل القصة.

ذكريات فؤاد مأساة، الأم يتوفى زوجها وتتزوج رجل فقير انتهازي وغير شريف يستغل الأسرة وينقل الأملاك إليه من خلال سذاجة أم فؤاد وهذا يدل على أن هناك علاقة سابقة وحب في الخفاء نتج عنه زواج الأم من صديق الأب الراحل، وهذا واضح من خلال مشاهد عبر عنها الكاتب بوضوح حتى لو لم تكن بشكل مباشر، فكيف تفسر التوكيلات التي نقل بها الزوج الجديد الممتلكات، خيانة الزوجة لزوجه كان مقابلها ضياع عائلة بأسرها، ويوماً يشتد النقاش فيخير الزوج بين الابن وبينه فتختار الزوجة زوجها الجديد وتترك فؤاد في حي التركمان وتغادر مع زوجها، قوة فؤاد لحظية، ولا تدل على أنه يمتلك قوة الشخصية، مرضه لا يجعله بريئاً من موقفه السلبي اتجاه نفسه وتجاه الآخرين، ولكنه شخصية مهزوزة ضعيفة، مستسلمة للقدر.

مرة أخرى أجد نفسي لا أفهم المغزى من وراء ما أراده الكاتب، لقد وصف زوج الأم بأنه ظالم ومستبد وغير رحيم، وفي مشهد لاحق تجد زوج الأم حنون ورقيق المشاعر، هذا التناقض ما هو إلا تناقض ينبع من شخصية الكاتب نفسه فهو حيناً يكون قوياً قادراً على السيطرة فيسقط هذه القوة المتمثلة في زوج الأم على نفسه، وحيناً آخر يلفت الانتباه إلى زاوية تعبر عن جانب من نفسه التي تختلج في حناياها الضعف والهزيمة الواضحة للعيان فتتمثل في شخصية فؤاد.

مشهد فؤاد وهو يبكي جعلني أتفاعل قليلاً مع الأحداث وأتعايش ألمه، وضعفه، واستسلامه للأحلام، المتمثلة بشوقه لرؤية والدته وحنينه لها لدرجة أنه لا ينام إلا على حبوب الفاليوم كل ليلة، مشهد عاطفي يتجسد في فؤاد ليرسم لوحة غريبة في واقعه الأليم، في هذا المشهد تسوء حالة فؤاد الصحية، إلا أن المشهد ينتقل مباشرة إلى مشاجرة، تحدث في غرفته بين زياد الممرض وصديق قديم أسمه أمجد، زياد يقوم بسرقة الأدوية من المستشفى ويخبئها في غرفة فؤاد، أمجد يلقي باتهاماته لزياد بأنه لا يجب أن يشرك فؤاد وأن يستغل ظروفه النفسية، ويحتدم النقاش ويحدث عراك بالأيدي، ويستخلص فؤاد من ما جري أن زياد أستغل ضعفه ومرضه، وأنه بما فعله لا يختلف عن زوج أمه حمدان.

ينتهي المشهد لينتقل إلى مشهد معاناة الحلاق رمزي من مظهر فؤاد، فشعره طويل منسدل على أكتافه، ولحيته طويلة لم تهذب منذ ست أشهر. ويدور حوار بين الحلاق وفؤاد وزياد حول العالم والحرب وعن من سيدفع الثمن من وراء ما يحدث في ذلك الوقت، وبعد ذلك ينتهي الحلاق من حديثه ليوجه كلمات لاذعة تجرح مشاعر فؤاد بقسوة عندما يشير إلى حديث زوجة الطبيب التي ترفض أن تسكن في العمارة، وعندما يستفسرون عن السبب يقول الحلاق بلؤم "إنها لا تستطيع العيش في عمارة يسكنها رجل مشئوم" وهو يلمح بنظراته عن فؤاد.

بعد ذلك تنتقل أحداث القصة إلى مشهد احتفالي يتخلله شرب بعض علب البيرة والفودكا، سهرة شبابية بعد منتصف الليل، أحاديث متناقلة تدور بين سكارى بعضها سياسي وآخر فكاهي، وفؤاد جالس يستمع ويشارك ولكنه بين الحين والآخر يغتنم الفرصة ليلح على عماد بأن يأخذه لزيارة والدته في الشميساني بعمان.

وفي اليوم التالي يحضر عماد إلى دكان العم زكي ويطلب منه المساعدة لنقل فؤاد إلى السيارة ليذهب إلى عمان لزيارة والدته، وهنا لم أفهم لم يذكر الكاتب أبداً أنه مقعد وهو مجرد شخص عادي جداً ولكنه مصاب بمرض الصرع ..... هنا وفي هذا المقطع بالذات وقع الكاتب بهفوة شديدة الغموض، لماذا يذكر المساعدة لفؤاد ولماذا لم يذكر ذلك منذ البداية ولا حتى لمح عنها، أعتبر ذلك من وجهة نظري قصور شديد في ذكر حالة فؤاد الصحية منذ البداية، وهي دليل آخر على ضعف النص وعلى عدم احتوائه المصداقية، وعبث بمخيلة قارئ القصة وهو أمر غير مسموح به من وجهة نظري. تنتقل الأحداث عندما يصلون عمان، وينزل عماد ليستأذن والدة فؤاد بالدخول وينتظر فؤاد بلهفة كما الطفل يوم العيد في السيارة، يغيب عماد ليطرق الباب وبإلحاح وهو ينظر إلى فؤاد في كل مرة يطرق بها بالباب، وأخيراً تفتح السيريلنكية لتخبره أن والدة فؤاد سافرت إلى مونتي كارلو لحضور حفلة رأس السنة، وعندما يعود عماد ويخبر فؤاد بذلك يقع بنوبة هستيرية من الضحك المتواصل الممزوج بالانفعالات المقهورة في أعماقه، ويعود منكسر القلب وهو يتساءل في أعماقه هل من حقها أن تحتفل برأس السنة أينما شاءت؟ وهل من العدل أن يتمتع زوجها اللئيم بأموال والده؟ وهل تحبه أمه؟

المشهد الأخير من القصة حيث تنقطع الكهرباء ويشعل فؤاد ثلاث شمعات، وفي نفس الوقت يقع فريسة لنوبة صرع وليخفف منها يبحث عن دوائه وسط العتمة، ويسقط على الأرض ويضم رأسه إلى يديه محاولاً إسكات الألم وسطوته، وخلال ألمه وبدون أن يعي ما يحدث له أخذ يشد شعره محاولاً نزعه ويضرب رأسه بالحائط حتى شجه، وتسيل دمائه وخارت قواه وارتمي على الفراش وتوقف الأنين فجأة.

بعد منتصف الليل يراود صديقه زياد كدر فينهض من فراشه وينزل إلى غرفة فؤاد ويتلمس الطريق وسط العتمة، ويمسك يد فؤاد فتسقط بلا حول ولا قوة وأخذ يتفحص أنفاسه فلا يجدها، ويصيبه الفزع من برودة وجه فؤاد، ويوقظ زياد سكان البناية، وينقلونه إلى المستشفى.

هنا الكاتب جعل النهاية مفتوحة، وتركها لخيال القارئ بأن ينهيها كما يشاء.

الأفعى

هنا أبدع الكاتب في سرده لأحداث القصة رغم أنني لا أستسيغ الكلمات التي قد تفاجئ القارئ، ورغم استخدامه لتلك الكلمات، إلا أنها في هذه القصة كانت متناسقة نوعاً ما، حتى أنني استغرقت في تأمل الأحداث والاستمتاع.

الأفعى قصة تتحدث عن عدد من الأشخاص يحاولون القضاء على أفعى لدغة أبن الكهل الذي كان واقفاً أمام صخرة تدور الأحداث حول كيفية قتل هذه الأفعى والكل يقترح طريقة لقتلها، ولكن المفاجئة التي أذهلت الجميع، جيش من النمل الصغير يعض ويلسع كل جزء من جسم الأفعى والمرأة تجسدت في هذه القصة بإحدى الواقفات التي كانت تتأفف طوال الوقت وردة فعل هذه المرأة التي تقدمت من الأفعى وأمسكتها وضربتها بقوة، ثم يغمى عليها.

في بعد فوات الأوان

تجد نفسك تضحك من قلبك، فكاتبها جعل من أحداثها تدور حول مراهقة متأخرة، مديرة المدرسة ربيعة التي تكتشف أن ابنتها تحب شاب أسمه فواز والغريب أن المدرسة تحب فواز، ولكن المديرة لم تكن تعرف من هو فواز؟؟، حتى سألت السكرتيرة التي أرتها صورة فواز، وتصيب المديرة الدهشة، لقد عرفته على الفور.

المفاجئة الكبرى هي عندما تغلق على نفسها الباب وتجلس خلف الطاولة وتبكي، وتتحسر على شبابها الذي ضيعته وهي تحاول أن تلفت نظر أبو فواز إليها، منذ أكثر من عشرين عاماً.

مراهقة لا يعلم عنها سوى القارئ الذي سيضحك كثيراً عند قراءتها، فهي رائعة وفكرتها مبدعة، وهي بكل بساطة قد تحدث معك أو معي أو مع أي شخص.

المديرة تعمل على سرقة الصورة من حقيبة السكرتيرة، وتخبئها، بعد أن هرولت إلى الباب لتتأكد أن لا أحد يراقبها، ثم تدسها في حقيبتها.

في الطريد تجد نفسك أمام قصة رجل تستبد به الهواجس والانفعالات حتى يصبح انطوائياَ، منعزلاً عن الآخرين، الأصدقاء يبتعدون عنه، أحداث القصة تبدأ عندما يدفع اشتراكاً للحصول على صندوق بريد خاص، وكانت طبيعته تتشاءم من الرقم 13.

هذه القصة كانت كمثيلاتها فيها عنصر المفاجأة الذي يكون في نهاية القصة وليس بدايتها.

أما الخائن تنتقل الغرابة كلها في شخص الزوج والزوجة، فالزوج قصة تجعلك حائراً، الزوجة تخون وتستقوي على زوجها، والزوج موقفه غير مفهوم، فبعد أن أكتشف خيانة الزوجة مع صديقه يوسف زير النساء المعروف بسمعته السيئة في المؤسسة، يوسف يواعد زوجة سالم، الذي يعتقد طوال الوقت أنها مخلصة، تبدأ أحداث القصة عندما يصدم يوسف امرأة عجوز بالسيارة، يتلقى سالم مكالمة هاتفية يخبره فيها صديقه أن أستأجر شقه ويريده أن يذهب إلى الشقة ليخبر صديقته بما حدث. المفارقة العجيبة هل كان الكاتب يكتب قصة حقيقية أم أنها مجرد قصة تداعب مخيلته الخصبة، يذهب سالم وهو يمني النفس بأن يقضي وقت جميل معها بدل يوسف، ولكن هل يوسف كان يعلم بأنها زوجة سالم وهذه كانت حركة خبيثة منه، أم أن ما حدث مجرد صدفة لا أكثر.

من هو الخائن ..... الزوج أم الزوجة؟ ألا يقال كما تدين تدان.

عندما يصل سالم إلى الشقة المزعومة ليخبر الفتاة بما جرى ليوسف، ويدخل الشقة بالمفتاح الذي معه نسخه منه، ويدخل غرفة النوم حيث تنتظر المرأة بلهفة، ويصعق ويصفر وجهه عندما يطالع وجه زوجته، إلا أن هذه صاحبه ردة فعل غريبة فهو لم يتصرف ولم يقل شئ، وكان هذا مدعاة لزوجته أن تتهمه بالخيانة وتستقوي عليه رغم أنها المذنبة هنا، إلا أن الكاتب كان متعمداً وقاصداً أن يبرأ ساحتها ويجعلها هي صاحبة القرار وليس الرجل، وهذا بالذات ما لا أفهمه هنا، وللحقيقة امرأة بهذه الجرأة وهذه الوقاحة جعلتني أشعر بأن يوسف ليس أول رجل تضاجعه بعد زوجها، وعند هذا الحد يقوم سالم بسحب مسدسه وبدل أن يقتل زوجته يحاول قتل نفسه، ولكن الغريب عندما تتقدم الزوجة وترفع المسدس من على صدره لتضعه في فمه وهي تنظر مباشرة إلى عينيه وتبتسم، ثم تتركه مذهولاً.

الخائن تحمل في طياتها تناقضات الفكر البشري، ولقد حاول الكاتب أن يبين مدى ترهل الرجل الغارق في ملذات الفكر الفاسد، وأشار بكل وضوح إن أن من يخالط الفاسدين يصبح فكره فاسد، وهي قصة واقعية لدرجة قد تصادفك أو تسمع عنها لدرجة تشمئز لها نفسك، ولكن عندما تجدها تتجسد وتسطر في قصة تروى، هنا يتجسد الإبداع.

لقد تناولت أغلب القصص الموجودة في مجموعته وهي تحتوي على عشر قصص وهي كما جاءت في ترتيب مجموعته (الخروج من "حي التركمان")، رصاصة واحدة تكفي، الأفعى، ضحية، جوع، الخائن، الطريد، اللعنة، بعد فوات الأوان، نشوة الدراق).



#راوية_رياض_الصمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب رئيس الوزراء نخبوي الصيغة ينقصه الخطاب الشعبي
- برنامج هوا عمان برنامج يسطع في الأفق سليم شريف قارة ينتقل من ...
- البحر الميت عجيبة من عجائب الدنية فلماذا لا نصوت له ؟؟؟؟؟
- حوار مفتوح مع-هناء الاعرج-: من مهندسة إلى مذيعة في التلفزيون ...
- الرجل والمرأة موهوبان لكن يمكنهما تقديم أداء أفضل - (ج1)
- تعديلات بالجملة بين رفض وقبول متحفظ
- الرأي العام الأردني تغيير وتطلعات مستقبيلة
- قانون ضريبة الدخل هل عندك معلومات عنه المواطنون يشتكون منه إ ...
- قراءة لقراءة بشرى بدر لقصيدة إبراهيم سعيد الجاف
- - البرنامج التطوعي الكوري في الأردن- يعزيز التنمية الاجتماعي ...
- زوهرة تثير البلبلة وغادة عبد الرازق تستعرض الأزياء
- الأحزاب الأردنية ودور المرأة في الحياة السياسية
- عندما يتحول الصراع من أطماع محدودة إلى أحتلال يتجاوز البقاع ...
- شباب المسلمين يشجعون ويفرحون لمن أساء للرسول
- سيث ليرر يؤرخ لقارتين مستثني أدب الأطفال في باقي القارات ... ...
- ما هي المعايير التي إتبعتها نتائج الدورة الثالثة للجائزة الع ...
- اعتقادات .... نسائية شائعة !! الدكتور جهاد سمور السيدات يلجأ ...
- الغذاء المتكامل والتمرينات البدنية كفيلة لتقوية عضلات الجسم ...
- مليار وخمس مئة مليون (2.2 مليار دولار) تقريباً ...... هارودز ...
- أم أحمد


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوية رياض الصمادي - مجموعة -أرواح مستباحة- للقاص عمار الجنيدي تقع في مأزق نظرة الرجل الشرقي نحو المرأة