أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - حوار مع المبدع عادل المتني: الشعر و الفلسفة















المزيد.....

حوار مع المبدع عادل المتني: الشعر و الفلسفة


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 21:22
المحور: الادب والفن
    


عادل المتني: خوفا من المجهول
محمد هالي: ما وراء المجهول صنعت الميتافيزيقا كخاصية للاستمرار، فاصبح المجهول حقيقة وجودية، يتغنى بها الذهن كلما عجز عن التفسير أو شعر بالتوقف.
عادل المتني: الميتافيزيقا حركة الفكر إلى الوراء
محمد هالي: إنها كذلك، لهذا استدعى الفلاسفة المعاصرون المثاليون مفهوم الجينيالوجيا، لحفر و فهم خصائصها، بالإضافة الى تشتيت منابعها، لكنها استأسدت هذه الأيام في عالمنا، فانحط العقل بخلقه وجودا متعاليا يعشق الموت بقتل الآخرين، و أصبحت لميتافيزيقا الموت حياتين : حياة القاتل المتسمة بالخلود، و حياة المقتول المتسمة بالعذاب، فما صنعته الميتافيزيقا هو عبادة الموت، لكونها حياة العقل المتسمة بالحيوية، و الرفاه، و الخلود في الميتافيزيقا إلى الأبد.
عادل المتني: صحيح، كاترينا في عرض البحر
محمد هالي: لكنها تصارع الميتافيزيقا من جديد، و تبحث عن خلودها في الأرض الواقعية، لا الأرض المثالية، و تنظر للانقسامات فوقها مجرد شطحات العشق الجميل، القاتل و المقتول فوقها محتضن، فمن أراد السماء فليذهب بفكر حيث يتوقف، و من أرادها سيتحلل فيها ضمن خاصية السماد التي تتطلبه الحياة لمن هو حي فوقها.
عادل المتني: أضحك يا صديقي لعشقك لكاترينا، أغار عليها منك
محمد هالي: كاترينا تمثلنا جميعا، جزء منا، لكنك لم تضعها في كتاب، و أخاف على ضياعها كقصيدة.
عادل المتني: ومن ذهول الليل بالفجر أنبت شمساً، أضاءت حتى ملّت من الضياء
محمد هالي: شاخت من الانهيار
عادل المتني: عادت قمراً في حضن الليل تنشد الغزل
محمد هالي: ضاعت من فوهة المدفع، لكنهم ظلوا على اتصال دائم بها
عادل المتني: أسمعت بنظرية ألفريد فيغنر القائلة بانزياح القارات؟ نظريتي تؤكد على انزياح العقل البشري قبل القارات
محمد هالي: : صحيح، و الانزياح العقلي يتجلى في خلخلة الصمود ليتحول إلى انهيار
عادل المتني: ميزات الفكر السقوط الحر
محمد هالي: و ميزات الجسد يحترق قبل السقوط
عادل المتني: الجسد ظل الحقيقة
محمد هالي: لهذا انشطر بفضل العقل، جزء في التيهان، و جزء آخر في الحلم
عادل المتني: المادة وهم تتجلى في انشطار الفكر
محمد هالي: المادة واقع حاول الفكر محوها، لكنها تخرج منفلتة منه لتعانق التراب، و الأحجار مرة أخرى، و تسقط الفكر كورقة من شجرة، ليتحول إلى مجرد ضباب عم لحظة التيهان
عادل المتني: ههههههه .... .أيها المؤمن اكفر بكل المقدسات، حاول أن تهين المادة وقدسيتها
محمد هالي: إلا المادة لا تستحق الكفر
عادل المتني: ابحث عن جوهر التدمير
محمد هالي: التدمير يحتاج إلى وقت طويل للبناء
عادل المتني: بدأ من صفر العقل والمادة معا
محمد هالي: لكن سنسقط في الصفر، آنذاك سيصعب الانطلاق من جديد
عادل المتني: لا تضع عصا النتائج في دولاب التجربة
محمد هالي: التجربة ستبقى مجرد فرضية قبل أن تتحول إلى قانون، إنها تأتي لتأكيد تجربة ما
عادل المتني: من قتل سقراط؟
محمد هالي: سقراط لم يمت، إنه حي في دهاليز الفلسفة
عادل المتني: ماذا تعني الفلسفة؟
محمد هالي: خرافة يصطادها ذهن مخبول
عادل المتني: ما لونها؟
محمد هالي: لونها لون القصيدة
عادل المتني: من يحمل الآخر فوق كتفيه، الشعر أم الفلسفة؟
محمد هالي: الفلسفة تدعي أنها هي الحمال، لكن الشعر يحاول النسيان، و يريد الانفلات من هذا الصيد الخبيث
عادل المتني: أيكون الشعر جناح، والفلسفة جسد؟
محمد هالي: عندما دخلت الفلسفة إلى ساحة الشعر أقصته، لكن الشعر استمر في العصيان، و الاحتجاج، و أثبت في هذا قوته، و جدارته، قد يكون الجناح مكسورا إذا كان الجسد ثقيلا، لكن رغم ذلك يجب قلب المعادلة الجناح هو الفلسفة، و الجسد هو الشعر، لا لشيء، سوى أن الفلسفة تحاول حمل كل شيء في هوائها، و في هذا يدخل الشعر ضمن مقعد من مقاعدها الراقية،
عادل المتني: من الفلاسفة يستحق لقب شاعر بامتياز؟
محمد هالي: نيتشه يعتبر الشاعر الفيلسوف بامتياز، هذا إذا استثنينا الشعراء القدماء الذين كانوا شعراء و فلاسفة، أي يكتبون الفلسفة شعريا، و ذلك قبل ظهور افلاطون و ارسطو.
عادل المتني: لكن صفة فيلسوف تغلب على نيتشه من لقب شاعر
محمد هالي: صحيح، حتى هو يرفض بأن يلقب بالشاعر، لكن كتاباته الفلسفية شاعرية بامتياز، و هذا ينطبق على شاعريتك ايضا
عادل المتني: تحرجني يا محمد، كن واقعيا
محمد هالي: القصائد المدونة ليست عادية، بل فلسفة بلغة الشعر
محمد هالي: لم أذق من الشعر خمره، الشعر الذي لا يُسكر خلاً
محمد هالي: بل نبيذه يسكر من يستعين بالفلسفة، لتذوق اللذة الخفية في الصور الغنية بالتشبيهات، و الاستعارات المختلفة،
لهذا التذوق حالات ذوبان بين الفهم، و تقبل ما يجب ان يفهم، التعبير الفلسفي الشعري الذي ينط من جدران القافية البعيدة، يطرب الذهن، و يسكره لا محالة.
عادل المتني: أأعجبتك قصيدة: الساعة تأكل عقاربها ؟:
السّاعةُ تأكل عقاربها


كجرس كنيسةٍ قطعوا حبل السرّة بينه وبين المؤمنين،
كنافذة كَسرَ لصٌ ما فيها من زجاج،
تركها كحارسٍ مشبوهٍ، مطعوناً في ظهره ..
كزورق حمل أحلام أطفال، هربوا من الحرب..
فذاب كما الثلج على قمم الجبال،
كنورسٍ أصابه دُوار البحر،
ان غادرتِ المرفأ سفينة،
كعشق الزيتِ للماء،
كأوراق الشجرِ، ان صارت ذهباً،
نثرتها الرياح..
كغيرة الياسمين، من زهر اللوز،
وغيرة زهر اللوز.. من عطره،
كعدالة الظّلِ، وانتهاكه حُرمة الجميلات
كغيمة تحمل المطر، وتبحث عن صحراء بلا جدوى،
كالرغوة،
فوق فنجان قهوة،
عند الصباح،
كالذاكرة المسكونة بالأشباح،
كساعة تتقيّأ الوقت،
كانتظار محاربٍ على عكّازتين نبأ انتصار،
كسقوط ناقة على جسد نملة..
الجُملة الأخيرة من القصيدة،
تكفي لملءِ الفراغ.
محمد هالي: جيدة، لكني سأعود اليها لأنقلها من القصيدة الشعرية إلى فلسفة، يجب فهمها كفلسفة لا كقصيدة، و هذا ما سأحاول القيام به، ليتلقفها من رأى فيك مبدعا، لا يتوقف فيه الوحي،
عادل المتني: لن تمسك بها
محمد هالي: من حيث الامساك لا ينفعني سوى التأويل، لأن المؤول سيكون الجنة التي ستنقلني إلى فضاء القصيدة البعيدة، أما المباشرتية ستسقطني في ظاهر القصيدة، لا باطنها، إن علماء الكلام رغم سذاجتهم الميتافيزيقية ، فهم علمونا أن نغوص في التأويل، لنتجنب الظلم الذي يضعه الفقهاء لموروثهم الثقافي، فالساذج هو الذي يقف على ظاهر القصيدة، و يفهم عقرب الساعة: من الساعة اذن؟ و ما هي عقاربها؟ حتى تتضح كل تلك التشبيهات المثيرة !!! ..

عادل المتني: : للغة أصابع عشرة كلما أضاء العقل أصبعاً قطعته مدية الدين.
محمد هالي: لهذا كان اللجوء الى التأويل للهروب من المدية، لكن رغم ذلك لم تصب المدية سوى أصحاب الظاهر الذين لا يفقهون شيئا في تجريدات العقل، ففرض على دعاة الدين الاستعانة بالتأويل لمبارزة العقل المؤول كما فعل المعتزلة و الاشاعرة مثلا
عادل المتني: الشعر شيطان عصي
محمد هالي: و العقل الذي يحمله آلة شديدة الذوبان مما تجعله مادة تنفلت من قبضة السفاحين، و الجلادين ، و قضاة الإبادة المتلاعبين بالقانون للدفاع عن مصالحهم، و مصالح طبقتهم الاجتماعية، لكن رغم ذلك فالكثير من الشعراء قضوا بمديتهم، لكن الشعر لم يمت بعدما تنفلت القصيدة من الحصار، و تطير كالنار في الهشيم
عادل المتني: قلت لك: الشعر شيطان عصي
محمد هالي: بل جنون يصيب حامله بالصرع المتواصل،

عادل المتني: ما أجمل الدوار من خمرة المعنى
محمد هالي: لأن الدوار يتيه في المبيض
عادل المتني: أيّ رحم يحمل القصيدة
محمد هالي: إنه رحم الخيال الواسع الذي يتوفر عليه عقل متبصر في أمور كثيرة، أقلها الشهامة، و قوة تصويب الكلمة.
عادل المتني: يقول الشعراء: إن الوحي يكتب لهم القصيدة وهم يطبعون الدواوين. ماذا يقول الوحي للفيلسوف؟
محمد هالي: الشعراء انبياء عصرهم، اما الفيلسوف المادي فلا يؤمن بالوحي بل استبدله بمفهوم آخر يشبهه، انها الايديولوجيا
التي بها اعلن الفلاسفة موت الميتافيزيقا، و مجاوزتها، لهذا فالفيلسوف يؤمن بالبحث عن المعرفة كما يفهما من خلال بحثه المضنى عن المعرفة ليجيب بها عن واقع يريد الحل، و بهذا فالفيلسوف يفر من الوحي ليسقط الشاعر في وهمه.
عاذل المتني:
أيقظني
غفى الوحي
ونام الدم في كهف عظمي
محمد هالي: واصل الشدو
عادل المتني:
ماتت ناريمان الوحي،
ماتت أجمل النساء.....



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الفلسفة و الشعر- من خلال حوار مع الشاعر السوري عبد الله سلي ...
- حوار فايسبوكي مع الشاعر السوري مرة اخرى (8)
- حوار فايسبوكي مع الشاعر السوري عبد الله سليط (7)
- حوار فايسبوكي مع الشاعر و الفنان عادل المتني(6)
- اثنان في واحد
- حوار فايسبوكي مع الموسيقار و الفنان كاردو بيري
- اليسار المغربي و التعليم أم التعليم بدون يسار؟
- صرخة مجنون العرب
- حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني(4)
- حوار فايسبوكي مع خالد الخياطي (3)
- كاترينا أو سوريا كما تصورتها قصيدة عادل المتني(4)
- حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني (2)
- -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(3)
- -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(2)
- -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر
- حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني
- -غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الأخ ...
- -غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الثا ...
- -غربة الأوتاد- المثنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة
- كيف حولت الزعري امرأة الهزيمة إلى امرأة النصر؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - حوار مع المبدع عادل المتني: الشعر و الفلسفة