أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(3)














المزيد.....

-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(3)


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


لكي يفهم القارئ ما أصبو إليه فإن التحليل يشمل هذا الجزء من القصيدة فقط:
"كلب برجل واحدة كان يحرسها
أكلا معاً
ناما معاً
ضحكا معاّ كأعجوبة
نامت في حضنه
نام في حضنها
أقسمت أن تنجب منه رجلا
أحلام كاترينا تموت قبل وضع البيض بقليل
أطلق حراس البلدية النار على حلمها
جرّوه من رجله اليتيمة
رموه جوهرة في كنز على الرصيف
..
لا تصرخ كاترينا
لا تبكي
تتقاسم حصتها من الدمع مع جفاف القلوب
لا تصرخ
تترك للصمت أنشودة كجدار أُطلق عليه الرصاص"
علاقة الكلب بكاترينا، هي قضية أخرى طرحها المتني ليبرز تاريخ وضعية كاترينا التائهة، و المريضة، و الجريحة، استفسرت المتني و أنا في حيرة من أمري، عن قصة الكلب المعاق، فقال: "كلب عادي"، لكن لم ترقني كلمة "عادي"، و بدأت أبحث في هذا اللغز الذي أسقطتني فيه كاترينا ، و إذا كان الكل يعلم أن كاترينا قادرة على حراسة نفسها بنفسها، فلماذا الكلب المعاق هو المكلف بحراسة امرأة قوية ككاترينا ؟ الكلب ليس عاديا كما أراد أن يصوره المتني، قد يكون حيوانا أليفا، و طيعا، لكنه لم يحرس كاترينا كما أراد أن يوهمنا المتني، مادامت أن الحراسة تحتاج إلى قوة، و شهامة، و هذه المزايا لا تتوفر في كلب معاق "برجل واحدة" ، ربما
"أكلا معاً
ناما معاً
ضحكا معاّ كأعجوبة
نامت في حضنه
نام في حضنها"
لكن هذا الحنان الزائد هو من مزايا امرأة عطوفة، فهي التي تحرسه، و تقدم له العون و المساعدة، لكن كيف تقسم ب" أن تنجب منه رجلا"؟ كيف يتحول كلب إلى إنسان؟ بلغة الشعر يمكن، و ذلك بتقاسم الخيال لتلك الصور، فيرى امرأة تنجب من الكلاب بشرا، و من البشر خرفانا، و إذا كان التصور الديني يرى بأن هناك علاقة قوية بين اللاهوت و الناسوت، نتيجة قدرة الله على الخلق، فإن المتني يرى أن هناك علاقة قوية بين الكالوب و الناسوت، نتيجة قوة كاترينا في المزج، فبهذه الخاصية تستطيع أن تنجب البشر، بقدر ما تستطيع أن تنجب الكلاب، فيخرج من الرجل كلبا، و من الكلب رجلا، و هذه هي تداعيات التفاعل الطبيعي في الحياة، من مزايا كاترينا أن الحيوان يشبه الإنسان، و الصراع هنا تؤججه غريزة البقاء، إذن "البقاء للأقوى"، لا فرق بين الكائنات في حالة كاترينا (الطبيعة)، الأم واحدة، و الأبناء مشتتون فوقها، هكذا يفهم التلاقح في القصيدة، كاترينا لا ترى فرقا بين الكائنات، تضحك مع الكلب، تنام في حضنه، تراه تارة حيوانا، و تراه تارة أخرى إنسانا، تلهو مع الكل، تغني لهم برياحها، و تخيفهم ببرقها، و رعدها، الكلاب رجالا، و الرجال أسودا، و الأسود ثعالبا، و الصراع تشعله الكائنات كلها، و بطش البعض على البعض، و ظلم كائن لكائن مقبول بالنسبة إليها، لهذا فهي محروسة بكلب، و هي تحرسه، فهي تستطيع أن ترى الأمر بعين الرأفة، التي انقلبت ضد كاترينا فتضيع الأسطورة عندما " أطلق حراس البلدية النار على حلمها"، فضاعت الولادة القيصرية، و هي أن يخرج رجل عن طريق زواج الكلب بكاترينا" ، أسطورة عجيبة كانت تحلم بها كاترينا لو لم
"(ي)جرّوه(الكلب) من رجله اليتيمة
(ي)رموه جوهرة في كنز على الرصيف"
أشعل البعض الفتنة و أشعل البعض الآخر الرصاص، و عم الغضب الجميع، تاه الكلب، و نجا، و لم يسعفه الوقت للإنجاب، و تحول الى "جوهرة في كنز"، و رغم ذلك:
"لا تصرخ كاترينا
لا تبكي
تتقاسم حصتها من الدمع مع جفاف القلوب
لا تصرخ
تترك للصمت أنشودة كجدار أُطلق عليه الرصاص"
ألم يكن الكلب هنا ما تقيأتهم السفينة " منياّ يشبه ماء البحر" ، أو بالأحرى " رهط من السكارى"؟، و رغم ذلك ف"الكنز على الرصيف" ، مجرد ما تبقى للكلب من بصيص، لمراقبة كاترينا، و حراستها، و لو من بعيد، لكن هذه الحراسة ستتم برجل واحدة، ببصيص من الأمل، في انتظار أن تهدأ كاترينا، و تتقبل صبرها الذي سوف لن ينفد، فهي في حاجة لحراسة من طرف رجل الكلب المتبقية، لا لشيء سوى أنها:
" نامت في حضنه
نام في حضنها"
و أن هذا الحب سوف لن يمل الانتظار، سيواصل الكلب النباح أو الصراخ، أمام قوة الرصاص، و صوت البارود، و أجيج الطائرات، و سترضى كاترينا بحراسته و لو من بعيد، و ستحوله لا محالة إلى قوة جارفة، أمام هجوم الأعداء، و صمت الأصدقاء، و فرجة القنوات نتيجة ما تنقله من لون الدماء، و تبعثر صور الأشلاء، فقط لكونها:
" لا تبكي
تتقاسم حصتها من الدمع مع جفاف القلوب"



#محمد_هالي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(2)
- -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر
- حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني
- -غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الأخ ...
- -غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الثا ...
- -غربة الأوتاد- المثنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة
- كيف حولت الزعري امرأة الهزيمة إلى امرأة النصر؟
- المرايا، و حقيقة العالم العربي، كما ابتدعتها الزعري
- حميد المصباحي و سنفونية -عفا الله عما سلف-
- الواقع بلغة الشعر تحبكه -أمينة الزعري
- في زمن تحول الموت إلى فرجة ممتعة
- غدا ستحل ذكرى 25 يناير
- يجب ألا تستمر الحكمة:-أكلت كما أكل الثور الأبيض-
- في عهد تحطيم المسلمات (2)
- في عهد تحطيم المسلمات
- حبكة الصراخ بلغة الكف في شاعرية الزعري
- محنة السؤال بين الفهم و الجنون
- نصائح مغفل لمغفل حتى تنتهي الغفلة بتاتا
- عالمكم و عالمنا ؟ !
- حمان و المسألة التعليمية


المزيد.....




- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة
- تجربة الشاعر الراحل عقيل علي على طاولة إتحاد أدباء ذي قار
- عزف الموسيقى في سن متأخرة يعزز صحة الدماغ
- درويش والشعر العربي ما بعد الرحيل
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هالي - -كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(3)