أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد هالي - نصائح مغفل لمغفل حتى تنتهي الغفلة بتاتا














المزيد.....

نصائح مغفل لمغفل حتى تنتهي الغفلة بتاتا


محمد هالي

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 07:52
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أقدم لك عبر، و لا نصائح، انك إنسان تستطيع تأويل النصح، تخرج عن طاعة الكلمة و الكلام، قد تحلل كل حرف ليتلاءم مع خوفك، و روعك من بطش الظالمين،قد تحبد الظلم على أن تتضامن، و قد تبرر جبنك بشجاعتك، وتتخيل الشجاعة بأنها جبن أو تضفي على يقينك جرأة الانتظار الغنيمة من الثورة و الثوار، تحب الربيع العربي و لا تريد بأن تكون خريفه، لا أحد يدعي بأنه جاهل للحقيقة، حقيقتك موجودة فيك، تيقن فقط أن لك جرأة الإنسان في طمس الحقيقة بالبهتان، تتجه للسلم و السلام، ألم تستسلم باكتشافك للتحية المبنية على السلام؟ أنت مخترع للهدوء منذ زمان، كيف تتجه للصراخ وسط ضجيج الشباب الثائر في كل بقع العالم، لكن هذه المرة في بقع العالم العربي، صمتك مجنون أو أبله وسط هذا الصراخ الأليم، و الحزين، انه يتلطخ بالدم النابع من جراح الظالمين، انه زمن التحدي، لا تكن مجنون زمانك، وازن بين الموت و الحياة، الأولى راحة للشجعان، و الثانية تعب للمذلول في زمن الفوران، الأولى حل لك للخروج من أسطورة الإنسان -الحيوان، و الثانية حياة للإنسان ليترك في الطبيعة إنسان.
تخيل نفسك في أم الدنيا أو في مغرب الأقصى، أو السودان أو اليمن أو سوريا...أو في مكان بدأت فيه شمعة الحرية تشتعل بوقود الثوار، تخيل أن صناعة الثورة و الثوار مصدر لكل تحضر و تقدم لجيلك،و بقية الأجيال القادمة التي ستركب وقودك بسلام، ستفتح أعينها على أنك بنيت بجراحك بحرا ثروته لا تقدر بثمن، أتنتظر موجك ليكون موجهم أم تنتظر موجهم يجرفك إلى بر الأمان؟ لا تتردد في الحساب، و لا تتردد في إحصاء كم قتيل، و كم جريح يكون من ذرة موج يغير ما كان ثابتا منذ زمان، راكد في وكر من الأزبال و حين تنظف لا تنس ذاتك من النظافة، ألم يعلموك أن النظافة من الإيمان؟ اغتسل و اغسل معك كل محتال.
تدفق هذا زمانك، و قتك، لا تتردد في أخذ طعم الحرية من فوهة التاريخ، الم يعلموك بأن الإنسان صانع للتاريخ ، اصنع تاريخ إنسانيتك الذي انفتح ، إنها الأنوار الغربية قد بدأت، أو الثورة البلشفية قد أدنت، تخيل أن التاريخ لا يخلو من منعرجات، و من أخطاء و إخفاقات، لكن عندما يبدأ النور لا بد له من اشتعال، و أن كل اشتعال لا بد له من وقود.
الأولى بك أن تكون إنسان زمانك، و تنسى أنك كنت الأخير في زمانهم، تخيل انك كنت صعلوكا، أو تافها، أو لا شيء ، و ستصبح بصراخك صوتا مخيفا، تفزع المفسدين في كل مكان، تتحرك صحافتهم و أموالهم و تمويلاتهم من أجل إرجاعك للقبر، انك تشعر بأنك ولدت من جديد، تشعر بصراخك و رفضك كائن جديد في هذا الوجود، لا تتردد بالهجوم إن اقتضى الحال، و لا تتردد في قول كلمة حق، و لا تتردد في التعبير عن إحساسك المكبوت منذ زمان، فصراخك مسموع، و مرفوض، لكنه صراخ موجود، يحسب له ألف حساب، قد تتحرك بوارج، و سفن، و حاملات طائرات ، و تتدفق أموال النفط المروجة في البنوك الغربية لإسكات صراخك، فلا تستسلم و لا تبخل على ثوار زمانك بهذا الصراخ لأنه المشعل الذي سيضيء حضارتك الجديدة، و يزدحم مع التحضر الغربي، و الأمريكي المبني على الطبقية و النهب، و امتصاص دمائك الطاهرة منذ زمان، لكن ستصرخ دوما من أجل إنسانيتك الوحيدة في عصر أنسنة الثورة الجديدة التي لا زالت تتخبط في كل بقعة عربية، ستغزوها الليبرالية بأقنعة متعددة، تتأسلم تارة، تتغرب تارة أخرى، لكن بصراخك المستمر ستستقر بالصراخ في مكانها الصحيح، فقط لا تنسى أنك ضعيف تمثل ما تراه يخدم طبقة الضعفاء أمثالك، لا تسمح للطبيعة أن تتجه للأقلية، و اعلم أن الطبيعة قادرة على توفير ما يشبع كل كائناتها، لكن سارقو الطبيعة هم الذين أنعموك بالحرمان. و الشيء الوحيد لا يسمح لك بالنسيان أبدا أن الأرض للفلاحين و المعامل للعمال، أنها الحقيقة الوحيدة التي ستؤمن قوت الأغلبية في الطبيعة، و كل من يرى العكس فهو يريد اغتصاب صراخك باسم الحرية و العدالة و الشورى و غيرها من المفاهيم الخادعة في زمن الثورة هذه.
قد يدفعك البحر، و أنت لا تدري هل موجه من ماء، أم من ريح السماء، إنك ورقة عادية خفيفة إمام قوة الماء الأزرق لا تدري هل تصل إلى بر الآمان بسلام، أم أن السلام غاب أمام ضبابية الأزمات، تسير سابحا أم راقدا لكن مخاطر الوصول أصعب و أشد مما تتوقع، يقولها الراوي في حكاياته و يقولها الأحمق في جنونه لكن و أنت عاقل في الحمق، فأنت في هذه الحالة تنتظر من الموج و الريح السلام لكن حينما تعود لرشدك ترى أن الطبيعة رغم عنفها فهي أقل رأفة من عنف الإنسان للإنسان، لنترك للريح و الموج فرصة النجاة و لا تستسلم عندما ترى فرصتك للنجاة من عنف الطبقة للطبقة، و عنف الظالم للمظلوم، فلا الريح، و لا الموج يقوى على تمردك إذا سعيت لاكتشاف حقيقة نجاتك من الظلم، و البؤس، و القهر، و الفساد، فاجعل ذاتك وقودا للموج، و وقودا للريح، إنها فرصتك الأخيرة للنجاة.



#محمد_هالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالمكم و عالمنا ؟ !
- حمان و المسألة التعليمية
- الدولة و الثورة من وجهة نظر عربية (2)
- بوح امرأة (7)
- الدولة و الثورة من وجهة نظر عربية
- بوح امرأة (6)
- بوح امرأة (5)
- بوح امرأة (4)
- عمق الإبهامات لكي لا تكون ألغازا
- إبهامات لفقرات متقطعة (10)
- بوح امرأة (3)
- ابهامات لفقرات متقطعة (9)
- بوح امرأة (2)
- إبهامات لفقرات متقطعة (8)
- بوح امرأة (1)
- إبهامات لفقرات متقطعة (7)
- إبهامات لفقرات متقطعة (6)
- إبهامات لفقرات متقطعة (5)
- إبهامات لفقرات متقطعة (4)
- إبهامات لفقرات متقطعة (3)


المزيد.....




- السجن 18 شهراً لمسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-
- رقص ميريام فارس بفستان جريء في حفل فني يثير جدلا كبيرا (فيدي ...
- -عالماشي- فيلم للاستهلاك مرة واحدة
- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد هالي - نصائح مغفل لمغفل حتى تنتهي الغفلة بتاتا