أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حمدى عبد العزيز - في ذكرى الإندلاع الشعبي الكبير














المزيد.....

في ذكرى الإندلاع الشعبي الكبير


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 20:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



أولاً وبادئ ذي بدء فإنني أقف ضد كل من يرون أن الإندلاع الشعبي العظيم في 25 يناير 2011 ماهو إلا محض مؤامرة وتخريب معد سلفاً

وإن كان أحد أوجه قصور هذا الإندلاع وأحد أسباب عدم اكتماله وارتقائه الي مستوى الثورة هو ذلك الحضور الواضح بين الثائرين للقوى الفاشية المتأسلمة بإعتبارها صاحبة مشروع رجعي سلفي مؤداه النهائي العودة إلى نماذج ولت منذ أكثر من عشرة قرون من طرائق الحكم والحياة المجتمعية التي أنتجت في البيئة القبلية الصحراوية تلاقحاً مع نماذج الحكم في أنظمة العبودية القديمة من جهة وبعض ناشطي التيار الليبرالي واليساري المرتبطين بمراكز التمويل الأجنبي من أصحاب المشاريع التي تطرح الكثير من علامات الاستفهام وبعض الفوضويين من أدعياء الثورية
وللحق أن تقاعس القوى التقدمية والوطنية عن كشف هؤلاء من قبل 25 يناير 2011 بوقت طويل وفضحهم أمام أمام الجميع قد ساهم في فاعليتهم في الميادين المختلفة الإندلاع الشعبي
ومن جهة أخرى كانت أحد أهم معالم هذا القصور ظهور عدم الثقة المبدئية لشباب الثائرين بالأجيال التي سبقتهم إلى النضال الوطني سواء لقناعات الشباب النازع دائماً لتأكيد الذات عبر التمرد وقتل الأب بأن هؤلاء لم يحققوا شيئاً وأن مسيرتهم النضالية مليئة بالأخطاء والخطابا دونما افتراض
أو لعدم إمتلاك السابقين لطريقة تواصل حميم ومقنع بهذا القطاع السني بحساسيته وخصوصيته كمرحلة عمرية مفعمة بالحماس والتمرد والإيقاع الأسرع وعدم إنتاج طرائق تنظيمية تستوعب طاقات هؤلاء الشباب وتستفيد من وجودهم بالدفع والدعم المستمر لهم في تجديد دم القوى النضالية واكسابها حيوية من جهة وإكساب الشباب عنصر الخبرة النضالية وتكتيكات العمل السياسي وعدم القفز على معطيات الواقع واليقظة والتحصن ضد السذاجة والانجرار وراء الشعارات والمغامرات التي تخفي الإضرار التام بقضية الثورة والثوار والانتكاس بها إلى مستوى يؤدي إلى فقدان ثقة غالب السكان وكفرهم بأي تحرك ديمقراطي

وللحق فإن هشاشة قوى الثورة المفترضة وهي بالضرورة قوى التقدم والعدالة والحداثة على إعتبار أن الثورة في جانب أساسي منها هي عمل تقدمي ينزع نحو إقصاء كل ماهو متخلف وإبعاد ماأصبح معوقاً لإنتاج التقدم وماهو غير متسق من علاقات مع مايلبي مطالب ومطامح أوسع الشرائح الإجتماعية المتضررة من الأوضاع القائمة البالية وتحقيق علاقات أكثر مساواتية تحقق قدراً مناسباً من العدالة الإجتماعية ومايتسق مع ذلك من تعبير سياسي مؤسساتي جديد عن العلاقات الجديدة التي تنشأ كنيجة للتغيير الذي يتم سواء بعمل بالانتفاض الثوري أو عبر التراكمات الإصلاحية الديمقراطية
وهكذا قد علمنا التاريخ

ولذلك فإنني لست مع هؤلاء الذين يحولون هذا الحدث الكبير إلى محمية مقدسة تقديساً سرمدياً يمتنع عن التناول بالدراسة والنقد لأوجه القصور وهي كثيرة والبناء على المكاسب وهي لايستهان بها مثل إسقاط حاجز الخوف والسلبية الذي لازم غالبية المصريين لعقود طويلة والعودة بهم إلى دوائر الإهتمام بالشأن العام
وإن كانت قد فاقمت بقصورها من العزوف الشعبي العام عن العمل السياسي المنظم في المنظمات والأحزاب السياسية المتنوعة والمشاركة بإيجابية وفاعلية في تنشيط وتطوير وتحديث كافة المؤسسات الديمقراطية والسياسية
وذلك هو ما قد ساهم في تعميق أزمة الحياة السياسية والحزبية وخاصة في الجانب التقدمي المدني منها وتضخم مأزوميتها على ماكانت عليه قبل 25 يناير 2011 من تهمش وانعزال ..

ثانياً:
يناير 2011
إندلاع شعبي عارم مجيد فجرته معاناة أوسع الشرائح الإجتماعية من الإنضغاط الإقتصادي الناجم عن انتهاج التحالف الطبقي المهيمن منذ سبعينيات القرن الماضي لسياسات الخصخصة وإطلاق قوى السوق وتغييب دور الدولة تماماً عن ممارسة دورها في ضبط التوازن بين شروط السوق وحقوق المواطنة وتفشي البطالة التي أزمت أوضاع الشباب المصري في ظل انسداد كافة الآفاق السياسية نتيجة متطلبات هيمنة رجال الأعمال على الحياة السياسية واستمرار تهميش حقوق الممارسة السياسية الفعلية وجعل الحياة السياسية غير متاحة إلا عبر رقابة وإدارة أجهزة الدولة البوليسية

لم يبلغ هذا الإندلاع مبلغ الثورة
لعامل أساسي هو افتقاد هذا الإندلاع لقيادة منظمة تمتلك جبهة وطنية تقدمية مشروعاً بديلاً تلتف حوله غالبية الثائرين وتضم كوادر تتقدم الصفوف وتصور واضح ومنظم لكيفية إسقاط النظام القديم وإحلال ذلك البديل الثوري الذي يؤمن طريقة لإدارة السلطة نحو تحقيق أماني الشعب المصري في التنمية الحقيقية والتقدم نحو تحقيق مطالب العيش الكريم والعدالة الإجتماعية

كنت جزء من ذلك المشهد وذلك القصور
المجد لشهداء يناير
والمجد لكل شهداء النضال من أجل الحرية الوطنية والحياة الكريمة والتقدم والاستنارة والعدالة والحداثة على مدى تاريخ الشعب المصري

حمدي عبد العزيز
يناير 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب تونس وشعابها
- في انتظار أن تحضر الدولة
- في ذكرى إنتفاضة 1977 المجيدة
- تأملات كروية
- إسلام البحيري والثمن المدفوع
- تحالف إشعال الحرائق
- أستاذي وصديقي.. محمد خليل
- ياناطرين التلج .. ماعاد بدكن ترجعوا ؟
- على هامش صراعات الجماعة
- يسار داخل الصندوق
- في مسألة الموقف من حزب الله
- عملية القنطار
- سرب الأوز الطائر
- رؤية سياسية
- صفقة الدولة اللبنانية مع العصابات الأرهابية
- العدوان التركى على العراق
- العلمانية والصهيونية لايجتمعان
- الحك على المنخار الروسي
- صفقة وادي حميد
- من أجل ذلك خلق الله الندم .. ياسيد أردوغان


المزيد.....




- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حمدى عبد العزيز - في ذكرى الإندلاع الشعبي الكبير