أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حمدى عبد العزيز - تأملات كروية















المزيد.....

تأملات كروية


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 00:28
المحور: عالم الرياضة
    



لم تعد كرة القدم نشاطاً بدنياً رياضياً ترفيهياً وفقط
ولم تعد هي حالة تمثل الكفاح والتباري بين إرادات تحقق أهدافها التي تترتب عليها تمثل قيم إنتصار الإرادة الإنسانية
أو القيم الأخلاقية التي تتجلى عبر تعامل الفريق المنتصر والفريق المهزوم فقط.،
ولم تعد ذلك الترسيخ الهام لمبدأ أنه لاتوجد هزيمة نهائية أو إنتصار نهائي ،
وأن الإنتصار الحقيقي هو إنتصار العزيمة والجمال الحركي والروح الإنسانية النبيلة التي تعلي من شأن الذكاء والمهارة على حساب القوة البدنية وكذلك تعلي من شأن العمل الجماعي على روح العمل الفردي والأنانية لدرجة أن تصبح الأنانية والفردية هي عيب شديد في تقييم أي لاعب مشارك في اللعبة

وهي أيضاً حالة تهذيب الإنسان عندما يكون لزاماً عليه أن يصافح منافسه بغض النظر عن الفوز أو الهزيمة

لكن الحال لم يعد كذلك فقط فقد تطورت لعبة كرة القدم في العقدين الأخيرين من القرن العشرين تتطوراً تماثل مع تتطور الرأسمالية العالمية التي كانت قد أطلقت العنان لكل قوى السوق لتكون قيمة الربح والربح فقط بغض النظر عن الوسائل وعن مدى تعبير المنتج عن الصالح الإنساني العام من عدمه لدرجة تراجع فيها الإقتصاد الحقيقي ( البضاعي) لحساب الإقتصاد الورقي لدرجة قاربت الشبه فيما بين النشاط الإقتصادي وبين نشاط صالات القمار
يضاف إلى ذلك انعكاس تتطور علوم الفضاء على تتطور تكنولوجيا الاتصالات وتحولها إلى أن تكون أحد الميادين الرئيسية للإستثمار الإقتصادي بصورة واسعة تجعلها تشغل حيزاً وبصحبة تجارة السلاح والأوراق المالية على حساب الإستثمار في ميادين إنتاج الغذاء والكساء وكافة ميادين الإقتصاد الحقيقية التي تساهم في تلبية الحاجات الإنسانية وتقي الملايين من سكان الأرض من الفقر والجوع وتفشي أشكال القهر الإجتماعي

دخلت كرة القدم في طور جديد وأصبحت تخضع لعالم المال والسلطة فأصبحت ضمن منظومة سلعية تبدأ بشراء اللاعبين مروراً بتسويق مايترتب على وجود اللعبة من أدوات رياضية فنشأت احتكارات عالمية كبرى للملابس والتصنيع الرياضي لأدوات اللعبة مثل أديداس وبوما ونايك ودانلوب وغيرها وأصبح هناك رعاة من كبرى الشركات في العالم وإعلانات بالمليارات وشركات تتولى توزيع حقوق البث الفضائي

وكان طبيعياً أن تتحول الفيفا إلى مؤسسة دولية تحتكر تراخيص كل هذه الاستثمارات من حقوق بث واقتطاع نسب من الاتحادات المحلية والقارية على بيع تذاكر المباريات المحلية والقارية وكذلك المراهنات التي تجري عليها وكذلك تنظيم وإقامة مباريات ومسابقات دولية وقارية وماإلي ذلك.،
وطبيعي أن تتدفق المليارات على رجال الفيفا وتكون هناك صفقات هنا وهناك وأن تتسابق حكومات العالم للفوز بتنظيم البطولات المختلفة للفوز بمكانة دولية وتصاعد في شعبيتها في الداخل نتيجة إرضاء الجماهير الشعبية المهووسة بتلك اللعبة ،

ومن هنا تختلط تلك اللعبة بالمال والسلطة ونشتم عبرها روائح الفساد المالي نتيجة التواطؤات هنا وهناك سواء عن طريق التلاعب في حقوق البث أو تلقي رشاوى الرعاة أو حتى تلقي الرشاوى من هؤلاء الساعون لتنظيم البطولات كما حدث في ملف كأس العالم المزمع إقامتها في دولة أو بمعنى أصح إمارة قطر

طبيعي إذن أن تتغير القيم الأخلاقية والرياضية بعد أن أصبحت منظومة رأسمالية تخضع لاعتبارات المكسب المادي وكطريقة لمراكمة الثروات الشخصية سواء للاعبين وهم غالباً يأتون من شرائح اجتماعية فقيرة أو متوسطة وينتقلون للثراء عبر هذه اللعبة
أو للقائمين على تنظيم اللعبة أو أعضاء الأجهزة الفنية

وهكذا تغير عالم كرة القدم كثيراً
ولذلك فمشهد تعزية الكابتن طارق سليم لأسرة أسطورة كرة القدم بنادي الزمالك كان مشهداً استثنائياً يجوز لنا أن نعتبره مشهد البكاء على عالم كرة القدم الجميل الذي كنا نعرفه في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي
عالم ( صالح سليم) ، ( عادل هيكل) ، ( طه إسماعيل) ، ( حماده أمام) ، ( على أبو جريشه) ، ( الضظوي) ، ( عبده نصحي) ، ( على محسن) ، ( طارق سليم) ، ( أبو غيده) ، ( كروان) ، ( رضا) ، ( الفناجيلي) ، ( عز الدين يعقوب) ، ( شحته الاسكندرانى) ، ( عماشه) ،( سعيد عبد الجواد) ، ( عبد العزيز عبد الشافي) ، ( هاني مصطفى ) ( إبراهيم عبد الصمد) ، ( السياجي) ، ( حسن حمدي) ، ( الخطيب) ، ( حسن شحاته) ،( طه بصري) ، ( حسن علي) ، ( الشاذلي) ، ( مصطفى رياض) ، ( حمامه) ، ( مسعد نور) ، ( السنجق) ، ( العربي) ، ( ريعو) ، ( الجارم) ، ( بوبو) ، ( الكاس) ، ( الهوى) ، ( ثابت البطل) ، ( اكرامي) ، ( مصطفى عبده)، ( جمال عبد العظيم) ، ( صفوت عبد الحليم)

وغيرهم من أجيال الموهبة الكفاح والعرق والعزيمة والمهارة والجمال الحركي والأداء المبهر الذي كان ينتزع آهات الجماهير ويبهج البسطاء من الشعب المصرى، والذين كنا في طفولتنا في احيائنا الشعبية نحتشد لهم أمام شاشات التلفزيونات في البيوت المصرية التي كانت تفتح أبوابها ولاتغلقها من قبل بداية المباراة بساعة إلى أن تنتهي وكان من يملك تلفزيوناً يفتحه لجميع ابناء الجيران لمشاهدة المباراة ويكون العتاب شديداً لمن لم يحضر من أبناء الجيران أو الأصدقاء وتكون تلك علامة على جفوة يجب إزالتها على الفور

هؤلاء هم من صنعوا لتلك اللعبة جاذبيتها وشعبيتها العارمة وحضورها القوى في حياة الملايين من المصريين

كان مافعله طارق سليم مؤثراً للغاية فكأنه أراد أن يدافع عن قيم الشرف والوفاء والصداقة الإنسانية والرجولة والشهامة التي كان يتخلق بها الرياضيون قبل زمن الإحتراف وقبل أن تنجرف اللعبة إلى حالة التسلع والرسملة الشديدة

وكان وداع حماده إمام هو وداع لزمن الكرة النبيلة وزمن الرياضة التي كانت لاتسودها قيم المصالح المادية
حماده إمام نفسه كان نموذجاً لتلك البراعة والمهارة وذلك النبل الرياضي والانتماء لعالم القيم الإنسانية النبيلة تماماً كما ينتمي طارق سليم وشقيقه أسطورة كرة القدم المصرية بل والشخصية المصرية الفذة المرحوم صالح سليم

تلك أسماء لجيلين إستثنائيين يقبلهما ماهو إستثنائي في عالم الكرة الجميلة التي قدمتها المدارس الكروية المختلفة في دول أوربا ودول أمريكا الجنوبية قبل أن تنتهي تلك الكرة الجميلة قبل أن تختطفها في ثمانينيات القرن الماضي تلك الرأسمالية الجديدة التي كانت قد بزغت في منتصف السبعينيات بعد انتهاء حرب فيتنام
وتذهب بها إلى تلك الكرة التجارية التي تلعب بها وبلاعبيها أقدام السوق وأيادي هؤلاء الفاسدين الذين يديرون اللعبة انطلاقاً من مقر دولة الفيفا

حمدي عبد العزيز
11 يناير 2016



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسلام البحيري والثمن المدفوع
- تحالف إشعال الحرائق
- أستاذي وصديقي.. محمد خليل
- ياناطرين التلج .. ماعاد بدكن ترجعوا ؟
- على هامش صراعات الجماعة
- يسار داخل الصندوق
- في مسألة الموقف من حزب الله
- عملية القنطار
- سرب الأوز الطائر
- رؤية سياسية
- صفقة الدولة اللبنانية مع العصابات الأرهابية
- العدوان التركى على العراق
- العلمانية والصهيونية لايجتمعان
- الحك على المنخار الروسي
- صفقة وادي حميد
- من أجل ذلك خلق الله الندم .. ياسيد أردوغان
- عاجل إلى الضمير الأوربى
- أسئلة عن مستقبل الحياة السياسية والحزبية فى مصر
- لماذا انطفأ النور انتخابيا .. قراءة فى نتائج المرحلة الأولى
- عزاء للشعب الروسى الصديق


المزيد.....




- المزيد من الرياضيين الروس يرفضون المشاركة في أولمبياد باريس ...
- الأندية الهابطة من البريميرليغ إلى التشامبيونشيب لهذا الموسم ...
- كلوب يكشف عن سبب الخسارة -المؤثرة- أمام إيفرتون
- هل الأمين جمال خليفة ميسي؟.. كابيلو يجيب ويختار الأفضل بين ر ...
- مفاجأة.. تشافي يتراجع عن قراره!
- نهضة بركان واتحاد العاصمة.. -الكاف- يحسم -أزمة القمصان-
- -متنكد- بسبب مباراة الهلال.. أمير سعودي يرد على صورة رصدته ب ...
- -كاف- يحسم أزمة مباراة اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان ال ...
- المرشح الأول لخلافة كلوب في ليفربول.. دوري واحد في 6 مواسم
- برشلونة يغير موقفه بشأن تشافي


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حمدى عبد العزيز - تأملات كروية