تحالف إشعال الحرائق

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هناك خلل هيكلي تاريخي يضرب العلاقة مابين المملكة الوهابية لآل سعود ومابين تطلعات وأماني الشعوب العربية في التحرر والتقدم والحداثة ، وهو خلل قد أرتبط بالنشأة وبالطبيعة والدور الذي لعبته وتلعبه المملكة عبر تاريخها وليس لأحداث ولمواقف سياسية عارضة ترتبط بفترة سياسية محددة ؛

وبعض ومضات تاريخية إستثنائية استجابت فيها السعودية لبعض المقتضيات الوطنية في بعض اللحظات الاستثنائية في المنطقة العربية لم تكن تعني على الإطلاق تخلى المملكة عن دورها الذي انتدبت له في منطقة الشرق الأوسط - منذ نشأتها كنتاج عن عملية تلقيح صناعي مابين السلفية الدينية والرجعية القبلية وبين التوظيف الاستعماري لتلك الرقعة الصحراوية في المنطقة والتي ظهر فيما بعد أنها عائمة على النفط واستثمارها في دولة تظل هي بمواردها وإمكاناتها وخطابها الديني السلفي المزيف والمضلل رافعة لقوى التخلف والرجعية التي تخدم الهيمنة الإستعمارية في العالم العربي

ولذلك لامفاجأة في أن يعلن وزير خارجية السعودية عن تدشين المحور التركي السعودي الإستراتيجى فهو التقاء بين دولتين كل همهما - عبر تاريخهما - في المحيط الإقليمي هو الوقوف ضد أماني شعوب المنطقة ومحاولة جذبها دائماً إلى تحالفات وسياسات لاتعبر عن مصالح تلك الشعوب ولعب دور إقليمي أساسه هو خدمة الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم

لامفاجأة أيضاً أن يعلن نفس الوزير في نفس المجال عن إعلان إدانة السعودية لمقتل زهران علوش زعيم عصابة جيش الإسلام الإرهابية في سوريا معتبرة ذلك على حد تعبير وزير خارجيتها ( لايخدم مساعي تسوية الأزمة السورية ) !!!!!!!!

لامفاجأة
فالتحالف التركي - السعودي ( الاستراتيجي) هو تحالف بين الأذرع المتآمرة والأيدي المتورطة في إشعال نيران صراعات التقسيم والتفتيت في سوريا ولبنان والعراق واليمن ومصر وليبيا وكامل دول المنطقة.. لحساب رأس نعرفها جميعاً

هذا التحالف في حقيقته تحالف موجه ضد كافة شعوب دول منطقة الشرق الأوسط

هو تحالف إشعال الحرائق إذن

حمدي عبد العزيز
31 ديسمبر 2015

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل