أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - رؤية سياسية















المزيد.....

رؤية سياسية


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 19:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن أمام موقف خارج الكتالوج السياسي الذي تعودت عليه مختلف القوى والتيارات والتنظيمات الوطنية والتقدمية والذي كان حاكماً لموقفها من النظام منذ الضربات البوليسية التي أعقبت 18، 19 يناير 1977 والذي انحصر في موقف المعارضة الجذرية للنظام السياسي ورفع شعار إسقاط النظام، وإن كانت قد خفتت حدته بشكل نسبي عقب إغتيال الرئيس السادات على أيدي العصابات الفاشية المتأسلمة على عكس سياقات البدايات المشتركة ضمن تحالف الثورة المضادة ؛
ثم تصاعدت حالة رفع هذا الشعار مرة ثانية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى 25 يناير 2011 دونما عمل نضالي تراكمي حقيقي لتشكيل جبهة وطنية تقدمية حقيقية لديها مشروع إتفاق حد أدنى معقول - تلتف حوله غالبية السكان أو تقبله على الأقل- حول طريقة الانتفاض لإسقاط النظام والإمساك بالسلطة السياسية مع مشروع متلازم لكيفية إدارة المؤسسات السياسية والتقنية لأجهزة الدولة لصالح تحقيق مصالح وأماني أوسع الشرائح الشعبية الحاضنة للجبهة الثورية إدارة تحقق الجوهر التقدمي والحداثي للثورة كعمل تقدمي تاريخي لاتتصدي لقيادته سوى قوى وطنية تقدمية ناضجة ومؤهلة للتعامل مع الوضع الثوري
وهذا مالم يكن متوفراً في إندلاع 25 يناير الذي كانت تتصدره حركات سياسية لحظية غير واضحة المعالم كانت تسيطر على أغلبها تيارات رجعية دينية فاشية لامصلحة لها تاريخياً إلا في الثورات المضادة لحلقات الثورة الوطنية المصرية التي بدأت منذ الاحتلال البريطاني لمصر
أو مجموعات من الناشطين المرتبطين بمؤسسات تمويلية لها أهدافها الفوضوية المشبوهة أو بعض المجموعات من الشباب الفوضوي الذي لايحمل مشروعاً سياسياً محدداً سوى الإحتجاج وفقط على طريقة متعصبي كرة القدم ولذلك أيضاً شاركت بعض روابط الألتراس الكروية في الزخم الاحتجاجي العام الذي شاركت فيه كل القوى وكل الأطياف والتيارات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار
وكانت كل تلك مقدمات لاتقود إلى نتائج ترقى لمستوى الثورة والتغيير الحقيقي المنشود
واستمر الضعف وعدم النضج والتشتت هو حال القوى الوطنية التقدمية عبر كل الاستحقاقات والأحداث التي أعقبت الخامس والعشرين من يناير 2011 وحتى الآن

وعليه فقد أصبحنا في لحظة تاريخية مغايرة سياسياً للوضع السياسي ماقبل 24 يناير 2011 لها خصوصيتها من حيث :

أولا:
حالة الضعف والتشتت والهزال السياسي وعدم النضج التي تعانيها القوى الوطنية التقدمية وإنعدام نضج مشاريعها السياسية كقوى ثورة يعول عليها في أي تغيير ثوري حقيقي

ثانياً:
إستمرار سيطرة شرائح الطبقات الإجتماعية المسيطرة على الأوضاع الطبقية والمجتمعية والسياسية منذ سبعينيات القرن الماضي مع الأخذ في الاعتبار بعض المتغيرات التي طرأت على هذا الحلف الطبقي خلال التسعينيات من صعود رجال الأعمال مباشرة إلى المؤسسات السياسية للدولة مندفعة إلى مقدمة المسرح السياسي غير مكتفيةً بتحريك المشهد من الخلف
ثم اختفاء بعضها وظهور البعض الآخر بعد إسقاط الإخوان المسلمين عبر هبة شعبية حضارية واسعة في 30 يونيو 2013 ؛
كذلك مع الأخذ في الاعتبار التناقضات التي أحدثتها محاولات أجنحة الفاشية الدينية الأشد ضراوة والتي تعد رأساً سياسية للجناح الديني من الحلف السياسي الممثل الطبقات المهيمنة منذ سبعينيات القرن الماضي
والواقع الذي أفرزته هبة 30 يونيو من إزاحة هذا الجناح السياسي من كافة المؤسسات السياسية للسلطة واستبداله بوجود رمزي سياسي مسيطر عليه لحزب النور كتعبير سياسي عن عدم إقصاء الجناحات الدينية المتشابكة المصالح طبقياً بالحلف الطبقي المهيمن بجوار مؤسسة الأزهر الدينية ذات الصلاحيات النافذة في المسرح العام

ثالثاً:
قيام مؤسسات الجيش المصري في ظل أوضاع سياسية سائلة ومضطربة بالتصدي للعب دور بارز على صعيد حماية الدولة المصرية من الإنهيار وفي ظل تعقد الأوضاع الأمنية الداخلية وكذلك الأوضاع على كافة حدود الدولة المصرية وامتداداتها في دول الجوار
والجيش المصري الوطني قد ارتبط منذ نشأته على يد محمد علي وابنه إبراهيم على ثقافة الوطنية المصرية وارتباطها الوثيق بالدولة المدنية الحديثة وعليه فقد كان انحيازه دائماً لذلك ضمن انحيازه لحماية الشعب المصري ودولته والدفاع عنها ضد أية أخطار داخلية أو خارجية تتهددها وتلك مهمة وطنية سجل بها الجيش المصري عبر تاريخه مساهمته الهامة في التاريخ الوطني المصري.

رابعاً :
أن قوى الفاشية الدينية المتأسلمة لم تتنازل عن مساعيها الدؤوبة المختلفة والمدعومة من قوى إقليمية ودولية للسيطرة ليس فقط على السلطة وإنما على كافة مفاصل وأوصال المجتمع المصري وستظل في تلك المساعي إلى أن تتسع المواجهة لها لتصبح مواجهة شاملة لاترتكز على الجانب الأمني فقط وإنما تشمل جوانب إشاعة التنوير وتحديث الثقافة المصرية ومناهج التعليم وإعادة تقييم دور مؤسسة الأزهر في إطار تشجيع عناصر التنوير فيه وإزاحة عناصر التخلف والسلفية الفكرية المسيطرة عليه
كذلك غنى عن القول أن مكافحة الإرهاب الفاشي نهائياً لن تتم إلا بمشروع وطني لإنتاج الثروة والعدالة الاجتماعية يضمن تشغيل الشباب وتفجير طاقات الحياة والمسئولية الوطنية لديهم وفتح آفاق الإبداع أمامهم والقضاء على ثقافة العشوائيات عبر القضاء على العشوائية في الإقتصاد والبناء وكافة الأحوال الخدمية والحياتية اليومية للمواطنين

خامساً :
المتابع للأحداث لابد أن يقف على حقيقة أننا نعيش وضعاً إقليمياً ودولياً في منتهى الخطورة متمثل في تلك الصراعات الدولية التي تدور على أرض المحيط الإقليمي العربي ارتباطاً بوصول مخططات الهيمنة الاستعمارية الأمريكية إلى مأزق صعود قوى أخري في الشرق مثل العملاق الصيني والنهوض الروسي وظهور تكتلات دولية اقتصادية تتميز بنزوعها إلى الإستقلالية الاقتصادية وتشجيع النهوض الوطني لأطرافها المشاركة مثل تكتلات البريكس وتكتلات أمريكا الجنوبية وكذلك التكتل الاقتصادي للامريكيتين فيما عدا كندا وأمريكا
كل هذا يشكل تهديدا للحلم الإمبراطوري الأمريكي ولمساعي إحكام قبضة الهيمنة على دول العالم وإطالة أمدها
هذا بالإضافة إلى تعمق الأزمات الإقتصادية والتي وصلت إلى ذروتها في 2008 ولازالت
كل هذا أدى إلى استحكام الصراعات الدولية مع العلم أن منطقة الشرق الأوسط هي الأرض الصالحة لأن تكون مسرحاً للمسعى الأمريكي الأوربي لقطع الطريق على التعملق الصيني وإنهاء مشروع طريق الحرير الجديد و محاصرة النهوض الروسي وخنقه في مهده عبر تفتيت وتقسيم تلك المنطقة وإقامة سايكس بيكو جديدة تضمن تأمين المصالح الاستراتيجية الأمريكية بشكل يحقق أهداف السيطرة وإعادة تثبيت النظام العالمي الذي تم تكريسه بعد انهيار الإتحاد السوفيتي لإطالة أمد الهيمنة على العالم وتحقيق الحلم الإمبراطوري الأمريكي
وفي سياق ذلك كان الدعم والتوظيف والاستخدام التاريخي لقوى التأسلم السلفية الفاشية ومساعدتها في تأسيس عصاباتها الإرهابية استغلالاً للمرتكزات الثقافية السلفية في الشرق الإسلامي والتي تحمل لوائها المملكة الوهابية السعودية وبعض دول الخليج وتنفق عليها الثروات النفطية المتاحة لشعوبها
وهكذا كان التوظيف والاستخدام الأمريكي لجماعة الإخوان المسلمين وباقي عصابات وقوى التأسلم السياسي الفاشية خدمة لمخططات التجزئة والتفتيت والعمل على إسقاط الدول العربية في مسلسل بدأ يصل إلى ذروته بعد الإندلاعات الشعبية الاحتجاجية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن مباشرة وخصوصاً تلك الفترة التي واكبت صعود الإخوان المسلمون إلى الحكم في مصر وتحول الإحتجاجات الديمقراطية السلمية في سوريا إلى عمليات تدمير مسلحة للدولة تقودها عصابات التأسلم الإرهابية ( داعش والنصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها)

واستدعي ذلك التدخل الروسي العسكري في سوريا حفاظاً على الدولة السورية التي هي بيت قصيد هام في عملية إعادة ترتيب الشرق الأوسط المزمعة
وهذا دفاعاً عن المصالح الاستراتيجية الروسية وفقاً لما سبق الحديث عنه في ذلك الشأن
وغني عن القول أن انهيار الدولة السورية هو خطر كبير يهدد الدولة المصرية في صميمها

كذلك فإن الأمر في ليبيا الملاصقة لحدودنا يهدد بأخطار محدقة

والأمر في العمق الأفريقي ليس هو الأفضل فحقوقنا التاريخية في مياه النيل أصبحت مهددة لأول مرة في التاريخ
والمفاوضات مع دول المنبع وصلت إلى مناطق غير إيجابية في ظل التعنت الأثيوبي وشروع إثيوبيا في بناء سد النهضة غير عابئة بالأخطار التي يمكن أن تتهددنا نتيجة تشغيل السد

كل هذه الأخطار الإقليمية والدولية تضغط علينا وتتطرق أبوابنا في ظل عوامل داخلية سائلة وهشة ومعقدة

وهي تطرح على قوى اليسار كقلب للقوى الوطنية التقدمية من جهة التحلي بروح المسئولية الوطنية وأهمية الحفاظ على الدولة المصرية

ومن جهة أخرى تطرح علينا ضرورة النضال اليومي الفعال انطلاقاً من الدفاع عن مصالح الشعب المصري وأمانيه في العيش الكريم والعدالة الإجتماعية والتصدي لأي إجراءات مضادة لفكرة العدالة الإجتماعية ومصالح الشرائح الاجتماعية الأغلب من العمال والمستخدمين والفنيين والمهنيين وكل فقراء ومتوسطى الحال فى المدن والريف ومنهم صغار ومتوسطي الأراضي الزراعية ومستأجريها والعمال الزراعيين والصيادين والحرفيين وغيرهم

كذلك علينا أن نقف ضد مختلف أنواع الضغوط لإدماج أي من الجماعات الفاشية المتأسلمة وجماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص في العملية السياسية المصرية..

علينا مراكمة النضال في إتجاه رفع مستوى وعي الشرائح الإجتماعية من خلال المشاركة الفعلية على الأرض في المعارك اليومية لأفراد هذه الشرائح في كفاحها من أجل تحسين شروط الحياة سواء أمام السلطات المحلية أو أصحاب الأعمال
لابد من المشاركة في النقابات والمحليات والروابط الفئوية البسيطة
وهكذا يتم اكتساب العناصر المناصرة التي تكتسب الوعي بحقائق الصراع اليومي من أجل لقمة العيش وارتباط ذلك بالصراع السياسي العام ونكتسب نحن ثقتها كما نكتسب الكوادر المدربة على النضال بين الناس وهكذا هو النضال التراكمي الفعال الذي يسير بنا نحو نضوج حقيقي وقدرة على التغيير الذي يحقق للوطن أمانيه وأماني أبنائه في عيش كريم وطريق صحيح لإنتاج الثروة وعدالة اجتماعية واستقلال وطني وتقدم وحداثة ومعاصرة تليق بشعبنا العريق

العمل السياسي الإعلامي وحده لايكفي
وإلا أصبح اليسار قلب القوى التقدمية الوطنية ظاهرة من الظواهر الثقافية والإعلامية الدعائية دونما مردود مادي حقيقي على الأرض

حمدي عبد العزيز
20 ديسمبر 2015



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة الدولة اللبنانية مع العصابات الأرهابية
- العدوان التركى على العراق
- العلمانية والصهيونية لايجتمعان
- الحك على المنخار الروسي
- صفقة وادي حميد
- من أجل ذلك خلق الله الندم .. ياسيد أردوغان
- عاجل إلى الضمير الأوربى
- أسئلة عن مستقبل الحياة السياسية والحزبية فى مصر
- لماذا انطفأ النور انتخابيا .. قراءة فى نتائج المرحلة الأولى
- عزاء للشعب الروسى الصديق
- تخلوا عن هذا الخاتم
- من إخوانى إلى سلفى .. ياقلبى لاتحزن
- إكسيليسيور .. لقاء الوداع
- ثلاث ملاحظات على هامش الوضع السورى
- وداعا خالد الصاوى
- على عبد الحفيظ .. سيرة ممتدة للفلاح الفصيح
- عيد الذبائح والدم
- نحو إصلاح وتتطوير الفلاحة المصرية (2)
- توحيد البنهاوى .. وداعا
- قيمة نور الشريف التنويرية


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - رؤية سياسية