في انتظار أن تحضر الدولة

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

آلاف الرؤوس من الماشية تنفق هذه الأيام من جراء إنتشار مرض الحمى القلاعية بين الماشية والخدمات البيطرية التي تقدم للفلاحين من مربي الماشية على حالها
لاتطوير
ولا تحديث
ولا إهتمام بالمرة
منذ أن تخلت الدولة عن الإهتمام بالثروة الحيوانية والزراعة في إطار التخلي التام عن التخطيط وإدارة الظهر لمسألة التنمية الشاملة

أطنان من الأسماك تنفق في النيل ومجاريه المائية الآن ونحن في موسم السدة الشتوية نتيجة لارتفاع نسبة مركب الأمونيا في مياه النيل خصوصاً من عند دلتاه
والسبب معروف ومسكوت عنه وهو عمليات الصرف في النيل من قبل بعض الشركات الكبرى ومن جراء الصرف الناتج عن انتشار التعديات على طول النيل

طبعاً يشرب الفقراء ومحدودي الحال هذه المياه الملوثة نتيجة تخلف عمليات تنقية المياه وإعتماد غالبيتها الساحقة على تنقية المياه باستخدام ( الشبة) وغاز الكلور وبمعدلات ذائدة لمكافحة الأمونيا

أما ميسوري الحال واغنياء مصر ومسئوليها فيشربون المياه المعبأة ( المسماة بالمعدنية) والتي تروج سوقها هذه الأيام وترتفع استغالاً لأزمة تلوث المياه من قبل الرأسمالية ( الوطنية) الحبيبة، والقطاع الخاص ( ركيزة التنمية) ، ورجال الأعمال ( الذين يجب ألا يخافوا فهذه بلدهم) ومن الممكن أن يتصوروا على راحتهم أنها بقرتهم الحلوب

ولكن أين الدولة
هذا هو السؤال الذي قد تجد إجابته في تصريحات المسئولين هذه الأيام من عينة :

- ظاهرة الأسماك النافقة لاعلاقة لها بتلوث المياه
- المياه سليمة وصالحة للشرب وعلى مسئوليتنا

ثم يتحدث مسئولي الدولة ورؤساء أجهزتها والابواق الإعلامية والبرلمانية وخبراء الخيبة والندامة وبعض المثقفين من متسطحي المفاهيم عن نقص الإنتاجية وانخفاض الناتج القومي بإعتبار أنه كان الله في عون المسئولين فهم يديرون دولة رعاياها من الكسالي الذين لايحبون العمل والإنتاج
في حين لم يسأل أحدهم نفسه
في إطار أي مستهدف إنتاجي يعمل المصريون؟
ومن من المصريين يحصل على فرصة العمل أصلاً ؟
ومن ينصف كفاءات المصريين ويستعين بها ؟

ياسادة
المسألة حتى الآن تكمن في غياب الدولة عن أداء دورها في التخطيط لحماية الثروات الطبيعية وتنميتها وتطوير أساليب التعامل مع الخيرات الطبيعية من مياه وأسماك ومعادن وخلافه
كما جاء في الدستور المصري
وحماية الثروات البشرية وتحديثها والإستفادة منها في خلق إقتصاد حقيقي لن يتأتى إلا عبر تنمية وتطوير وتحديث قدرات الإنتاج الزراعي والحيواني
والبدء فوراً في خلق إمكانات التشغيل الحقيقي عبر التصنيع
التصنيع الحقيقي الذي ينتج ممكنات الثروة القومية ويعظمها ويفتح لنا ميزات تسويقية تخفف من ضغوط العملات الأجنبية على العملة المحلية وتحمي القدرات الشرائية للمصريين

كل ذلك لو أن هناك إرادة لحضور الدولة وأداء دورها في رعاية الإنسان وحفظ كرامته، وتحديد مستهدفات الإنتاج والتطوير والتحديث وتعظيم الثروة وإحداث التوازن المجتمعي في إدارة الأعمال والتخطيط العلمي للمستقبل ومواجهة التحديات المنظورة

حمدي عبد العزيز
21 يناير 2016

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل