أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحاج ابراهيم - الطائفية والديمقراطية وجها لوجه















المزيد.....

الطائفية والديمقراطية وجها لوجه


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسار الطائفية التاريخي يُقسم إلى مرحلتين، الأولى: تبدأ بمرحلة التناحر العقائدي يوم كان الهم العام لدى البشر هو المعتقد المترافق مع الأعمال البسيطة تجارية ومهنية، ويوم كانت القصيدة تحدد الحرب أو السلم، والثانية: تُعتبر مرحلة المُستَنسَخ العقائدي، الذي حدد استثمار المعتقد لأهداف سياسية.
حسب التاريخ فقد حارب اليهود عيسى بن مريم رفضا للدين الجديد، وحورب محمد بن عبد الله رفضا لدينه أيضا، وهذه المرحلة تميزت بنـزيف دموي/ صُلب المسيح وعُذّب محمد خلالها/ ساهم إلى حد كبير في تعزيز الصورة السيئة للأطراف المتناحرة بأذهان بعض، وعلى ذلك كانت تتناقل هذه الصور للأجيال من أتباع الديانات الثلاث بما فيهم المجتهدون، فبنت عداءاتها على أساس الفعل القديم بين الأجداد، الذين تعادوا لأسباب الأولويات في الهموم الحياتية وما بعد الحياة، وهذا مابدأ بالانحسار لدى الأجيال التالية وصولا إلى مانحن عليه في هذه الأيام، وذلك بحكم تغير الأحوال والظروف والبنى، والتطور الذي شمل البشر بكل تلاوينهم.
الوطن العربي كما كل الأوطان في العالم تُشكّله ملل وأديان وطوائف ومذاهب وفرق من كل حدب وصوب، منها ما قدم من أزمان ما قبل الأديان التي جاءت لتوحدها، ومنها ماتم تشكيله إثر الصراعات التشيُّعيّة/التشيُّع يعني التبعية/التي أثمرت فرق جديدة داخل الدين الواحد، من ثم صراعات داخل الفرقة الواحدة لتثمر المذاهب وما اشتُقّ عنها من فصائل تجاوزت الثلاث والسبعين فرقة التي قيل عن واحدة منها ناجية مآلها الجنة.
نحن من الجيل الذي جاء في زمن تجاوز مئات الفرق من الأديان الثلاثة وربما أكثر، فوجدنا أنفسنا على دروب آبائنا سائرين، ليس لنا من ذنب غير وجودنا في هذه الحياة التي تحتم علينا العيش خوفا من الموت لتعلقنا بها والتي هي طبيعة البشر.
من أسرار الضرورة المحافظة على البقاء، وكي نبقى لابد من تأمين حياتنا بشيء من العدالة التي تحققها المشاريع الضامنة لحقوق الجميع المادية والروحية، وذلك على أساس تعاقد البشر فيما بينهم لتنتج المشترك الحامي للحياة والملك.
الاستبداد في بلادنا عهدناه منذ أن مورس التعذيب والقتل بسبب المعتقد، الذي فرض علينا معاناة من نتائجه الفعل أو رداته، وعندما ظهرت الأحزاب جاءت لتحلً تلك المعاناة لكن حضورها أضاف لمعاناتنا الكثير حيث دخلت مقومات التناحر الديني أو المذهبي واشتقاقاته صلب الحزب السياسي، وعلى ذلك لم تتحرر الأحزاب/يُستثنى بعضها/ من التوجس الفئوي، وهذا مادفع بعض ممن تناولوا هذا الموضوع بشيء من اليأس بإعادته إلى قدريته/مكتوب علينا/.
عندما تُطرح الديمقراطية كأولويه في المشروع السياسي، وكحل لمشاكل البلد الذي يعاني من الاستبداد، لابد من إدراك مدى حضور الوعي الديمقراطي في الحاضنة الثقافية للقوى الفاعلة في هذا الخيار والمتبنية له، لأنه أشد مايُخشى منه تكتيكات المستبد المعارض، لأن تبني الديمقراطية كخيار للتخلص من الاستبداد غير كاف إن لم يقترن باستراتيجية المشروع الديمقراطي لمُستقبل البلد، والمبني على الوضوح وليس على التقاطع المرحلي بغاية التخلص من الاستبداد، فغاياتنا بعد كل المحن التي ألمّت بمجتمعنا نتيجة الاستبداد تدفعنا لرسم وممارسة الديمقراطية كي لايتكرر أو يعود الاستبداد لهذه البلاد بطرق أخرى، ومن أوساط تطرح الديمقراطية اليوم، لأن المطلوب تحقيق ديمقراطية الأكثرية الوطنية وليس الأكثرية الحزبية أو الطائفية المُفرغة من الثقافة الديمقراطية أو وعيها، وإلا ستواجهنا ثقافة الخبيط بعد زوال الاستبداد، وهذا بتقديري يُعزز التوجس بكل أشكاله في مستقبل بلادنا، لأن مجتمعنا بما فيه أحزابنا لم يتحرر بعد من ذهنية الاستبداد وعقل المؤامره، ومثلا أضربه للتنبيه وهو أن أحد قادة الأحزاب يتمتع بخطاب وطني ديمقراطي متميز، لكنني لم أجالس واحدا من أعضاء حزبه مصادفة أم عن معرفة مسبقه إلاّ ووجدته يختلف كل الاختلاف عن القيادي، بل أكثر من ذلك أن هؤلاء لازالوا يتبنون الخطاب الحزبي الذي لايخدم المشروع الديمقراطي، ونبّهت القيادي إلى ذلك صراحة وهذا بحد ذاته يدعوا للتدقيق، لأن مثل هذا الحال يُربك المسار الديمقراطي لو بدأ على الأرض.
الطائفية شعورا أو وعيا نتيجة من نتائج الاستبداد بمعنييه التاريخي والحاضر، وتُشكّل عائقا للمسار الديمقراطي وتًخرّب العملية الديمقراطية، وهي قضية مُجتمعنا العربي بأكمله وتشمل كل الطوائف، لأن الطائفية تعني الانتماء السلبي للطائفة، والسعي لتحقيق مصالحها على حساب المجتمع التي هي جزء منه، أي الانتماء الماقبل وطني، والطائفة الطائفية هي الطائفة المتوجسة من غيرها، فيُصبح المواطن من خارجها مواطنا من درجة أخرى بالنسبة لهذه الطائفة، وعلى ذلك تلغي المواطنة بمعناها الوطني الأكبر والأشمل، والمواطنة أحد أركان النظام الديمقراطي، وهذه المُشكلة تطرح السؤال التالي:
كيف يُمكن للطائفية أن تحضر في الشارع الوطني، وأن تتحرر من هواجسها متجهة نحو الانتماء الأكبر، وهل يمكن ذلك، أم تبقى مُشكلة مستعصية على الحل يترتب عليها مشاكل مستقبلية، وهل هي مشكلة ثقافية أم حياتية مباشره؟.
للإجابة على هذا التساؤل أقول: يُمكن للمواطن أن يكون مواطنا عندما يتأكد من المقومات الضامنة له، والتي تحرره من كل أشكال الاستبداد الديني والسياسي، ومنطق المصادره المفروض عليه والفارضه على غيره، أي أن يكون مواطنا مدنيا ينتمي لمجتمع مدني، لأن أزمتنا اليوم مرتبطة إلى حد بعيد بالممارسات القسرية لنظم الاستبداد، المتحكمة بمفاصل الحياة وأكثرها خطورة الثقافية التي هي حاضنة الفكر، والتي تُحدده بإنسانيته أو تُضيق الخناق عليه وصولا للقبيلة والعشيرة و..و..الخ
الطائفة كبيرة كانت أم صغيرة أكثرية كانت أم أقلية فهي أصغر من الوطن، ولايمكن للمشروع الديمقراطي بمعناه الوطني أن يتحقق إن لم تتوفر فيه شروط الانتماء للوطن الجامع مكونه البشري والثقافي والمللي، أما أن نطرح الديمقراطية كحكم الأكثرية فهذا يجب الوقوف عنده، لأننا نكون أمام مفترق ينقلنا من حيث ندري أو لاندري إلى بديل طائفي، وهو مانسعى للتخلص منه صونا للوطن الذي بأمس الحاجة للكفاءات المتوفرة في كل مكون المجتمع، وليس في جانب منه، فنقدنا للسلطة الحاكمة قائم على هذه الأسس التي هي، الاحتكار والاستبداد والمكاسب وتجييش المجتمع الذي أثبت فشله بمصادرة الأطفال والشباب والعمال والفلاحين.
تسييس المجتمع على أسس مواطنية وطنية ديمقراطية هو السبيل للخروج من أزماتنا بأسلم مايمكن، وهو الطريق لاعداد المجتمع للبناء الوطني والمواجهة الوطنية، لأن قضيتنا بالنتيجة قضية وطنية عامة مرفوض أي طرح أقلوي(أي فئة أصغر من الوطن) مهما كان لحلها.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية تقدير للمعارضة السورية
- دور الحزب السياسي
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- الجدل الثقافي الشبابي
- ثقافة الخوف في المجتمع الاسرائيلي
- من لورانس إلى ميليتس
- قصيدتي لحبيبة ضيعتها
- الورشة السورية لرد العدوان
- الأصولية - تحديات الحريه
- هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف
- المنظمات الحقوقية بين الدفاع والرصد
- أزمة الخطاب المعارض للاستبداد
- بين التحقيقات اللبنانية والانتخابات المصرية
- إشكالية الذات في الوعي الثقافي العربي
- المحاكم الثورية - الورقة المحروقه
- عثرات المجتمع المقهور
- بين الوعد الالهي والانسحاب من غزه
- الشباب - الحلقة الضائعة في المجتمعات المضطربة
- كيف يتحرر اليسار من التهم الموجهة له
- المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحاج ابراهيم - الطائفية والديمقراطية وجها لوجه