أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه














المزيد.....

المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفرز الصراع السياسي نموذجين للمعارضة حسب نوعية السلطة الحاكمة
الأول: في الدولة التي تعتمد التداول السلمي للسلطة قاعدة لها فتشكل المعارضة فيها مرآة توضح أخطاءها وتنقد أداءها بغاية السلامة الوطنية الضامنة حقوق المواطنين وهذا توفر في الغرب وبعض دول آسيا وتميز بأن لهذه المعارضة صحفها المستقلة والمرخصة بحكم القانون.
والثاني: في الدولة المحكومة تسلطيا، وتختلف مهامها عن الأولى بأن هذه تواجه قضايا أكبر وأعقد وتحتاج لرؤية استراتيجية وعقل استراتيجي قادر على تقديم المشاريع على ضوء حاجة الواقع للتغيير أو التعديل، وذلك بحكم تخلف بنيتها المجتمعية والسياسية والاقتصادية، ومشاكلها بين الحاكم والمحكوم وبين المحكومين أو الحاكمين أنفسهم كثيرة.
في السلطة الشمولية يغيب القانون والمواطنة وبالتالي الحقوق بكل أشكالها،ولايمكن أن تقوم السلطة الشمولية إلا في المجتمع المتخلف وفي مجتمع العبيد، أو أنها تصنعه بيدها نتيجة الرعب الذي تزرعه في حدائق الوطن بيد أجهزتها الأمنية. لذلك إن لم تتوفر لهذه المهام قيادة للمعارضة على قدر المسؤولية لمعالجة هذه الإشكاليات عبر التحديد للواقع كما هو وليس كما يفترضه البعض الذي أدمن رومانسية العمل السياسي، لن تتوفر فرص النجاح ولن تنال احترام الرأي العام، ولن يكون لها هيبة في نظر الحاكم الذي تقارعه، وعلى هذا الأساس تخسر مواقعها ومواقفها واحدا تلو الآخر، ومن أبرز ما يجب أن تتحلى به الأمور التالية:
1-الجدية في التعامل مع المسألة الوطنية على قاعدة فهمها والمعرفة بتفاصيلها، وليس عموميتها التي تؤدي إلى الضبابية في معرفة الاتجاه والمهمة التي هي مسؤولية أكثر من أن تكون تكليف تنفيذي.
2-التحرر من عقل المؤامرة القاصر وطنيا، فما من سياسي يتمتع بعقل مؤامراتي يملك حسا أو وعيا وطنيا نبيلا، وهذه بحد ذاتها تؤسس للكوارث الوطنية داخل المعارضة أيا كانت.
3-التنافس الوطني الشريف لتقديم الأداء الأفضل وليس الحزبي الضيق فاقد العطاء.
4-الابتعاد عن التناحر الحزبي والشخصي بين المعارضين، ومعالجة الأنانية المفرطة للقياديين، وهذه لايحلها إلا حلول الوعي الوطني البديل أي الممارسة على الأرض مكان الوعي الحزبي الذي تستفيد منه القيادات فاقدة التأهيل والرؤية الاستراتيجية للوطن بأرضه وإنسانه، والتحرر من قولبة الناس على أمزجة مايُسمون أنفسهم سياسيين.
5-الانطلاق ديمقراطيا على قاعدة وطنية لا تلغي أحدا، وعلى هذه المعارضة أن تعي أن الوطن للجميع بالمعنى القانوني والأخلاقي والاجتماعي.
خمس سنوات مرت على معارضتنا الجليلة كأنها لم تمر، وهي تعمل تحت الشمس بعد أن تبنت العلنية ،إذ لم تستطيع التفريق بين الشمس والضوء، ربما بحكم السنين التي أمضتها في الظلمة البغيضة دون وعي لقرارها بالعلنية، فأحدهما بقي في كهف التثقيف الذاتي التقليدي، بعيدا عن العمل السياسي الفعال الذي حولّه إلى دماغ كبير وجسم نحيل، والثاني اعتمد الاستقطاب على قاعدة ((اللملمة))،ولم يستطع التحرر من فكرة أن الشارع له، فبقي مُتكىء على أريكته الحزبية السياسية المتلبدة غير قادر على التقدم شبرا سياسيا واحدا، ولم يفيده الاستقطاب لأنه كان لملمة ناس على أسس تناحريه تعتمد التحدي التقليدي أساسا لها بما تسميه صراعا مع حلفائها على قاعدة ثقافة أو وعي المؤامره،والثالث فاقد لهيكليته التنظيمية، ورابع لازال بخطوطه العريضة حركة ولم يبلغ بعد حالة الحزب، وخامس تقدم سياسيا نتيجة القيمة التاريخية والأداء السياسي المتميز، والذي بُني على أسس ديمقراطية لكنه بقي يعاني من تخلف السياسة العامة القائمة على الادعاء وليس الحقيقة والقدرة والفعالية،وربما يكون المرشح لصناعة السياسة المعارضة بشكلها المطلوب على ضوء معطيات الواقع وليس الافتراض،وهذه المجموعة الخمسة تشكل تحالفا سياسيا له لونه ورائحته وطعمه،كما أن هناك معارضات خارج هذا الإطار لكل منها إشكاليتها الخاصة بها من خلافات سياسية شخصية يسمونها أسماء يخترعونها بغاية تبرير الخلاف خجلا من نقد الآخرين.
إن أداء معارضا كما هو واضح في الساحة السورية لن يقدم غير ما تحتاجه القيادات من استقبال الأبطال دون مكانة تستحق ذلك، لأن النضال تُقرّه وتُقدره التضحيات وليس قرارات الأشخاص،والإنتاج وليس الإحصاء،والعطاء وليس الادعاء،والتضحيات وليس ركوب الموجات،والمناضلين يجلّهم الزمن والتاريخ، ويعيشون في وجدان المجتمع نتيجة ما قدموه لوطنهم وشعبهم، رغم محاولات الإيذاء التي يقوم بها مرضى الحركة الوطنية لهم، والشعوب لا تنسى أبطالها وأبناءها.
إن لم تتحرر المعارضة من أمرين اثنين هما:
التعصب الحزبي المنغرز في الأعماق النفسية والوعي العام من جهة، والوعي المكتبي المكون قواما نفسيا منسجم إلى حدما مع التصورات وليس الواقع(الميدان) من جهة ثانية، ستتكرر خمسين سنة أخرى، وتؤسس لخمسينات تالية من الضياع للحزب(أيا كان)والوطن والأمه.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب
- الحزب السياسي في دائرة الشلليه
- الطبقية بين الثابت والمتحول
- الحق -الدفاع عنه:هل هما نقيضان
- القضاء في النظم التسلطية
- الظرف الموضوعي شرط التغيير
- البعث القومي العربي بين الماضي والحاضر
- هل الماركسية عِشْقُ الماضي أم نقده؟
- لمكتب السياسي – رياض الترك - ثروتان للاستمرار
- ما الذي يتوخاه المواطن السوري من مؤتمر البعث
- الحزب السياسي والمجتمع الماقبل وطني
- الأخلاقية العبثية لقانون الطوارئ
- سوريا أمام التحديات هل تصمد… أم؟؟؟؟
- مرض المعارضين المزمن
- إلى الطيب التيزيني..{{مصياف وردة سورية
- ضرورة قانون الأحزاب
- موت القاتل
- مُرتكزات الطائفيّة المُعاصره
- الحروب الطائفية القادمة
- المثقف والدولة بين التنظير والممارسه


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه