أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - الحزب السياسي في دائرة الشلليه














المزيد.....

الحزب السياسي في دائرة الشلليه


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 04:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس أقسى على المجتمع من تقزيم العمل الوطني وإدخاله دوائر المجتمع الضيقة، كاستثمار حزب لصالح فئة اجتماعية، أو عصابية، أو شبابية، ويصبح العضو فيه رهين الوطن المصنوع على القد الذي يختاره هؤلاء، فتُقاس إمكانياته على حساب الوطن كله، وتطلعاته بالحدود الفاصلة معه وتضيع الوطنية بين الأساس والمبتكر.
فكرة العصابة جاءت من العصبية المحدودة ومعيار وجودها قياس الانتصار والهزيمة على أسس فردية أو جماعية، ومن أسبابه ضحالة القراءة بدوائرها السياسية الأوسع والمدى القصير للتطلع، ما يفقدها الرؤية الاستراتيجية والرسم الكبير والبعيد، الذي يؤطر العملية العامة ضمن النسيج المجتمعي محدد البنى والمفاصل، بين كلاسيكية متخلفة ومشاريع مستجدة متوافقة مع ما هو ممكن وضروري.
تهافت النسيج العصبوي وتداعيه مرتبط إلى حد بعيد بإلقاح عقل هذا النسيج بالمعرفة العامة أو الثقافة الوطنية ضمن الحيز الأوسع لحالة الانتماء المجتمعي الكلاسيكي، الذي يُشكل نقطة انطلاق نحو تغيير يمر بسلام عبر بوابة المتحد الوطني، الذي ينفي من خصوصيته الانبهار الفردي الاتكالي حيث الفقدان للخاصية الاجتماعية، ومن مآسيه النزوع نحو التشرزم والأنانية المريضة /لأن هناك أنانية معافاة/،التي تولد مكونا اجتماعيا فاقدا القدرة على المقاومة، أو التحصين حيال أي اعتداء أو هجوم أو غزو يتعرض له هذا المجتمع أو ذاك.
الحزب السياسي يمكن أن يتعرض للتشرذم أو الشرذمة القسرية بحكم قصور الرؤية السياسية عند البعض من أعضاءه والقياديين على وجه الخصوص،وذلك عندما لا يتحرروا من ثقافة الإلغاء المبنية على النصية الثقافية، ما يفسح المجال للنم السياسي الذي يُنتج نما اجتماعيا والعكس صحيح، فيفقد القيادي مصداقيته بالاتجاهين، وبذلك يصطدم الحزب ببوادر التلاشي عبر الهزيمة النفسية التي يصنعها هؤلاء الأعضاء بحكم أدائهم غير المتوازن والفاقد مشاريعه الكبيرة التي تعني الجميع، والسبب الأساسي لهذا كله ضيق أفق الهم العام عندهم، باختزال نضال المجتمع بهم وعبرهم رغم أنهم منه وليس منهم باعتباره الكل وهم الجزء.
لايمكن للحزب السياسي أن ينجح إن لم يمر عبر بوابة الوطن، وأن يكون المواطن يمثل الحالة العليا له بغض النظر عن مكونه دون افتراضات عدوانية، عندئذ تتقاطع الأحزاب متحررة من عقلية المؤامرة وتعمل مع بعض لهذا البناء، ومامن حالة تعطيل لمشروع وطني إلاّ وبُني على أساس الفردية أو الشللية القاصرة وطنيا، لأن الوطن ليس وصفا أو شعرا أو بكاء إنه العمل على الأرض، وأنه الاقتراب أكثر من القوى التي تُشكله كبارا وصغارا أقوياء وضعفاء،وأنه المسؤولية التي يحملها العضو السياسي تجاه العضو من حزب آخر باعتباره مواطنا من بلده والكل من هذا الوطن لاغيا بذلك لغة التناحر، إنه الإنسان بما يحمل من طاقات يُسخرها خدمة للإنسان الذي يبدأ في البيت والشارع والوطن والعالم،فالكل متقاطع بتحقيق المصلحة للجميع احتراما للحياة التي يعيشها البشر والمحددة وسطيا بسبعين عاما تقل أو تكثر.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقية بين الثابت والمتحول
- الحق -الدفاع عنه:هل هما نقيضان
- القضاء في النظم التسلطية
- الظرف الموضوعي شرط التغيير
- البعث القومي العربي بين الماضي والحاضر
- هل الماركسية عِشْقُ الماضي أم نقده؟
- لمكتب السياسي – رياض الترك - ثروتان للاستمرار
- ما الذي يتوخاه المواطن السوري من مؤتمر البعث
- الحزب السياسي والمجتمع الماقبل وطني
- الأخلاقية العبثية لقانون الطوارئ
- سوريا أمام التحديات هل تصمد… أم؟؟؟؟
- مرض المعارضين المزمن
- إلى الطيب التيزيني..{{مصياف وردة سورية
- ضرورة قانون الأحزاب
- موت القاتل
- مُرتكزات الطائفيّة المُعاصره
- الحروب الطائفية القادمة
- المثقف والدولة بين التنظير والممارسه
- ضحايا الاستبداد
- الآثار الاقتصادية السلبية لاغتيال الحريري


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - الحزب السياسي في دائرة الشلليه