أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد الحاج ابراهيم - بين الوعد الالهي والانسحاب من غزه














المزيد.....

بين الوعد الالهي والانسحاب من غزه


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1287 - 2005 / 8 / 15 - 11:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


كانت فلسطين أحد الخيارات أمام المنظمات اليهودية التي تسعى لإقامة وطن خاص بيهود العالم،واعتمد هذا الخيار على الحق التاريخي المفترض على أساس توراة عذرا التي بدأ إنجازها أثناء السبي البابلي، وبعد عودة عذرا إلى فلسطين استكملت نصوصها العدوانية نحو شعوب الجوار، وذلك بتبرير القتل والحرق والتدمير حسب نصوص توراة عذرا التي تغاير النصوص الأسينية التي تحرم ذلك.
منذ ثلاثينيات القرن الماضي صارت فلسطين مسرحا للتغلغل اليهودي المستفيد من الدعم الغربي المتمثل ببريطانيا بشكل أساسي، والذي نتج عنه نزوح العديد من أبناء فلسطين تحت ضغط المنظمات العسكرية الصهيونية، وضغط الخسائر المادية بأسباب اللعب بالاقتصاد الفلسطيني والزراعي منها على وجه الخصوص، والذي أخذ شكل القروض الموسمية التي لم يتم تسديدها بسبب عدم تصريف المنتج الزراعي الفلسطيني رغم الجودة،فكان يُتلف لعدم تسويقه بغاية حصر الفلاح وإعجازه عن التسديد، لتتم مصادرة أرضه مقابل القرض من البنك البريطاني ذو التمويل والسيطرة اليهوديين.
بعد عام 1948م وإعلان دولة اسرائيل، خاضت هذه عددا من الحروب خسر معظمها العرب، لكن اليهود تكبدوا خسائر بشرية فادحة أيضا، تحت تأثير النزعة الدينية التي تحدد هذه الأرض بما فيها غزة،/ التي تمثل أهم المدن الخمس في عهد شمشون الجبار المذكورة في العهد القديم/ أرض الميعاد التي وعدهم الله بالعودة إليها حسب المعتقد الديني اليهودي، أو أرض الأجداد الذين كانوا من نسيج المنطقة، وليسوا آسيويين أو أوروبيين أو أفارقه.
بدأ الإرتداد الديني اليهودي عن النصوص التوراتية منذ الانسحاب من سيناء، وكان من نتائجها قتل رابين، وفي العام 2005م تتخذ إسرائيل بقيادة شارون قرارها بالانسحاب من غزه، ويطلب رئيس إسرائيل كاتساب المغفرة من اليهود الذين سيُرحّلوا عن غزة أرض الجدود، ليتم تخليهم عن البيوت التي صارت جزءا أساسيا من ذاكرة أبنائهم.
بين الوعد والاحتلال والانسحاب إشكالية معقدة تدعو لطرح السؤالين التاليين:
1-إن كان هناك وعد إلهي بالعودة إلى أرض الجدود، ما سر الانسحاب من نفس الأرض؟
2-ألا يُعتبر ذلك في التشريع اليهودي ارتدادا، ومخالفة للحق الإلهي الذي يدّعونه؟.
الملاحظ أن إشكالية يهودية هامة تفرز صراعا بين المعتقد التوراتي المؤسس لفكرة أرض الميعاد من جانب،والسياسة والمصلحة والضغوط الدولية التي قررت فكرة الانسحاب من نفس الأرض من جانب آخر، وهذا يؤكد طبيعة علاقة اليهود بالله، إذ أن المُقدّس تتصرف به البشر كما فعل الحاخامات بيهوه، وعلى ذلك فإن وجودهم في هذه الدياركان نتيجة استخدام القوة المُفرط من قبل الجماعات اليهودية المدعومة من الغرب بشكل عام، وهو كان وراء الاحتلال لأرض ليس لهم حق بها ككل الاحتلالات في التاريخ، إذ أنهم استضعفوا أهلها المسالمين والعُزّل وسكنوها قوة نتيجة بحثهم عن وطن لهم، رغم تنوعهم العرقي الذي لايدل على أنهم أبناء هذه المنطقة التي لسكانها ملامح خاصه، وذلك حسب لون البشرة وأشكال الجماجم ولون العيون، وكل الصفات الأخرى المعروفة بالملامح الشرق أوسطية، التي هي صفة أهل المنطقة تاريخيا بتنوعها الديني اليهودي والمسيحي والاسلامي، ونفس القياس الذي لم يبرر بالُسماح لمسيحيّوا أوروبا لاحتلال مهد المسيح والعيش فيه بسبب الدين، الذي يبرر مجيء مسلمي العالم للعيش في قدس المسجد الأقصى، وفي السعودية مهد الرسالة المحمدية.
إن المنطقة كانت مهد اليهودية والمسيحية والاسلام، لكن لم تكن أرض اليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يحق لهم بالزيارة لأماكن العبادة، وليس احتلالها وقتل وتدمير شعبها وشعوبها، إذ أن الديانات بزغت في الشرق وانتشرت في العالم، لكن لم تمنح أحد الملكية العقارية في أرض الديانات، إلا احتلالا قام على العنف والقتل والتدمير الذي مارسه البريطانيون، وبعدهم اليهود لفلسطين وأراض أخرى في المنطقه
للغرب مصلحة بتحقيق توازن في المنطقة مشروط بالسيطرة الاسرائيلية عليها، وذلك بقوة تأثير اللوبي اليهودي في نيويورك، وفي حال حدث الشرح الممكن حدوثه بين رجال الدين والعلمانيين، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من انفجار يمكن أن يؤدي لحرب أهلية في المجتمع اليهودي، تبدأ بالجيش وتنتقل إلى المجتمع المدني اليهودي وهذا مالا تسمح به أمريكا، لذلك سيكون هناك ترتيبات جديدة يفرزها هذا الصراع، وسيكون هناك حالة إبداعية لنصوص تتناسب والوضع السياسي الجديد، الذي تحدده المصلحة الدولية بإبقاء إسرائيل الأقوى، والقائم على خلق التوازن النوعي الجديد بين التيارين العلماني والديني.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب - الحلقة الضائعة في المجتمعات المضطربة
- كيف يتحرر اليسار من التهم الموجهة له
- المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه
- التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب
- الحزب السياسي في دائرة الشلليه
- الطبقية بين الثابت والمتحول
- الحق -الدفاع عنه:هل هما نقيضان
- القضاء في النظم التسلطية
- الظرف الموضوعي شرط التغيير
- البعث القومي العربي بين الماضي والحاضر
- هل الماركسية عِشْقُ الماضي أم نقده؟
- لمكتب السياسي – رياض الترك - ثروتان للاستمرار
- ما الذي يتوخاه المواطن السوري من مؤتمر البعث
- الحزب السياسي والمجتمع الماقبل وطني
- الأخلاقية العبثية لقانون الطوارئ
- سوريا أمام التحديات هل تصمد… أم؟؟؟؟
- مرض المعارضين المزمن
- إلى الطيب التيزيني..{{مصياف وردة سورية
- ضرورة قانون الأحزاب
- موت القاتل


المزيد.....




- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد الحاج ابراهيم - بين الوعد الالهي والانسحاب من غزه