أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد الحاج ابراهيم - هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف














المزيد.....

هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:29
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف
(وإذا الموءودة سُئلت بأي ذنب قُتلت)
محمد الحاج ابراهيم
تزوجت ممن ترغب به شريكا لها وهذا حقٌّ إنساني تعترف به كل الفلسفات والأديان والشرائع والأفكار وهو زواج الاختيار،حيث يسأل الشيخ والكاهن كل من العروسين عن رغبته بالشريك فيقوم بإتمام القران على أساس القبول،وعندما تُقتل صبية لاختيارها زوجا من طائفة أخرى ذلك يعني أنه لاخروج عن الطائفية لمن أقدم على القتل وليس عن الطائفة،لأن الطائفة إرث اعتاده هذا القاتل بحكم المولد والعيش فيها،لكن الطائفية حالة من التعصب البغيض الذي يُحرض الناس على الموت على الهوية، وقد ماتت على الهوية اللاطائفية لأنها تجاوزت الطائفية، وقدّمت أكبر دليل على ذلك وهو زواجها من غير طائفة أهلها.
فارق كبير بين العار وبين الاحساس به،ودافع القتل دائما هو الاحساس بالعار أي تضخيم أمرا ما في الوعي النفسي الذي يُحرّك الانسان نحو تنفيذ جريمته،وهذا مرده إلى الذات القادمة من منبت غير عقلاني وكهفي العيش من جهة وإلى المحيط الاجتماعي الجاهل إنسانيا واجتماعيا وحقوقيا ونفسيا، والذي يُشكّل تحريضا نوعي للدفع نحو الجريمه ، فيُحدد عارا غير موجود من أساسه، إذ أن الزواج قدر الانسان لاستمرار الجنس البشري من الانقراض ،وحق الانسان في استمرار هذا الجنس أن يختار من يشعر ويُدرك أنه الأفضل للمعاشرة والمعايشة لتحقيق السعادة الزوجية.
ماكان غريبا بالنسبة لي أن الأم والأب احتفلا بمقتل ابنتهما حسب ماقرأت، فإن كان ذلك صحيحا أتساءل كيف يعيش هؤلاء أحاسيس الأمومة والأبوة!!!؟ وكيف يعيشون فرحة الولادة والطفولة والشباب التي يعيشها البشرمن آباء وأمهات تجاه أولادهم،وأين يكمن الانحراف هل في خيار إنسان لشريكه في العيش، أم من يعيش فوضى المشاعر للأمومة والأبوة؟.
فوجئت من بعض من كتب عن هذه الجريمة بتسميتها جريمة شرف وهي جريمة قتل البريء، لأن لجريمة الشرف مقومات في الوعي التقليدي لم تتحقق بها، حيث لاانحراف بالمعنى الأخلاقي التقليدي، ولاخلل مسلكي يشير إلى مراهقة أو تصابي، لذلك فهي جريمة قتل لبريء، ولإنسان تجاوز الأطر الاجتماعية الضيقة طائفة أو عشيرة، ومضى نحو الانسان بما له من حقوق في الحياة من عيش وزواج مبني على الاختيار وليس على القسر به لابن الطائفة أو العائلة.
هدى إنسانة أحبت الحياة فاختارت من يُشاركها بها،وهذا الخيار جعلها تدفع حياتها ثمنا له،أحبت وقررت أن تكون إنسانة في هذا الوجود، لكن يد وعقل التكهّف وعضلاته امتدوا لها فكانت ضحيتهم.
العزاء كل العزاء لكل حر في الحياة،ولكل من اقتحم ويقتحم هذه الأسوار المتلبدة، وكل الكهوف الطائفية وغيرها من أطر تمنع على الإنسان أن يعيش إنسانا.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظمات الحقوقية بين الدفاع والرصد
- أزمة الخطاب المعارض للاستبداد
- بين التحقيقات اللبنانية والانتخابات المصرية
- إشكالية الذات في الوعي الثقافي العربي
- المحاكم الثورية - الورقة المحروقه
- عثرات المجتمع المقهور
- بين الوعد الالهي والانسحاب من غزه
- الشباب - الحلقة الضائعة في المجتمعات المضطربة
- كيف يتحرر اليسار من التهم الموجهة له
- المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه
- التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب
- الحزب السياسي في دائرة الشلليه
- الطبقية بين الثابت والمتحول
- الحق -الدفاع عنه:هل هما نقيضان
- القضاء في النظم التسلطية
- الظرف الموضوعي شرط التغيير
- البعث القومي العربي بين الماضي والحاضر
- هل الماركسية عِشْقُ الماضي أم نقده؟
- لمكتب السياسي – رياض الترك - ثروتان للاستمرار
- ما الذي يتوخاه المواطن السوري من مؤتمر البعث


المزيد.....




- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - محمد الحاج ابراهيم - هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف