أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الحاج ابراهيم - الجدل الثقافي الشبابي














المزيد.....

الجدل الثقافي الشبابي


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1345 - 2005 / 10 / 12 - 10:38
المحور: المجتمع المدني
    


بين حفظ الفكرة وتعلُّم التفكير بون شاسع،حفظ الفكرة يُشكّل نواة المطلق، والمُقدس، والاستبداد،هذا الثلاثي يُبنى على الخوف، بينما تعلُّم التفكير يُشكّل نواة النسبية، والاحترام، والديمقراطية،هذا الثلاثي يُبنى على الحريه،حفظ الفكرة يأخذ باتجاه الاستنساخ أما تعلُّم التفكير فيأخذ نحو التحليل الذي يُنتج حياة بأفضل أشكالها، وشخصية متوازنة عارفه،والعقل في القراءة الحفظية يستقبل ولايُرسل، بينما في القراءة التحليلية يستقبل ويُرسل،والعقل الحفظي تأخذه الإشاعات بينما التحليلي يعتمد التوثيق .
أزمة الوعي في تاريخنا بدأت بآلية الحفظ، لذلك أنتجت المُقدّس الذي كانت مجتمعاتنا ضحيته،لأنها لم تقترب من النواة الأساسية لتشكيل الحياة الإنسانية السليمة المبنية على تعلُّم التفكير أي على تحليل العلاقات القائمة من اقتصادية واجتماعية وسياسية بغاية تطويرها،والمعرفة الجادة بالحقوق العامة والخاصة للفرد والمجتمع لتحقيق المواطنة المعدومة تاريخيا في واقعنا العربي.
ما دعاني لكتابة هذا الموضوع ملاحظاتي على شكل الانتماء الهلامي المؤطّر الذي يعتمده البعض من الشباب في حراكه الثقافي،بالأحرى الثقافة الفكرية السياسية، حيث لايُعتبر المثقف مثقفا حسب رأي هؤلاء إن لم يكن قد حفظ البيان الشيوعي عن ظهر قلب مع أغاني الشيخ إمام،وينسون أن الماركسية تقول لهم:أنا للإنسانية وللحياة وللتطور إياكم أن تغلقوني ففي إغلاقي تحولي إلى مذهب أي إلى الموت،أو خطابات عبد الناصر مع أغاني عبد الحليم الثورية،أو غيرها من المذاهب المتوفرة في واقعنا، أما أن يكون ناقدا مهما كان مهذبا في نقده فهو خارج المذهب الشيوعي أو القومي أو غيرها من المذاهب الفكرية والسياسية والاجتماعية التي تعتمد العصبية القبلية الحديثة القائمة على نفس الأساس بأسماء أخرى وهو الحفظ الأعمى أي تثبيت الفكرة دون أية مشاركة للعقل فيها بغاية التحليل رغم تأهيله السبري في أعماق الوعي المجتمعي،لذلك نحن العرب أنتجنا الذهن وبدوره أنتج وعينا وثقافتنا أيضا وتحديدا في القرن الأخير مع ما طرأ على العالم من تقدم.
من الملاحظ أن حالة التناحر الأيديولوجي في الذروة،رغم طرح مسألة الرأي الآخر من قبل الجميع،لذلك أرى من وجهة نظري أن المسألة صارت أخلاقية محضة، لأن قضيتنا لم تعد أيديولوجية بقدر ماهي عيش سلبي على أطرافها ،وهذا منتوج المعرفة القُدسية دينية كانت أم علمانية،لأن هذه المعرفة في هذا الوعي لها شكل الحجر الذي يوضع في العقل على حاله فيُعمي البصر ويهرس الدماغ ويسحق الحاضنة مُولّدة الجدل، وهذا حال المعرفة النصية لما تُنتجه من آلام معرفية تزرع التناحر زراعة في البيئة العدوانية، فتولّد الاقتتال النفسي الذي تُبنى عليه كل المسرحيات السياسية والأيديولوجية.
أقترح على الشباب أن يقرأ بشكل عام، وأن يُحدد خياراته السياسية على ضوء تشكُّل القناعة الثقافية العامّة لديه، وذلك من خلال العام الذي يُنتج خاصّاً مُعافى،لأن تحديد الخيار السياسي على ضوء الخاص يُنتج خياراً سياسيا مضطرباً وخاصّاً مريضاً، فبلادنا بأمس الحاجة للشباب المُعافى لتبدأ رحلتها نحو الأفضل.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخوف في المجتمع الاسرائيلي
- من لورانس إلى ميليتس
- قصيدتي لحبيبة ضيعتها
- الورشة السورية لرد العدوان
- الأصولية - تحديات الحريه
- هدى لم تكن ضحية جريمة الشرف
- المنظمات الحقوقية بين الدفاع والرصد
- أزمة الخطاب المعارض للاستبداد
- بين التحقيقات اللبنانية والانتخابات المصرية
- إشكالية الذات في الوعي الثقافي العربي
- المحاكم الثورية - الورقة المحروقه
- عثرات المجتمع المقهور
- بين الوعد الالهي والانسحاب من غزه
- الشباب - الحلقة الضائعة في المجتمعات المضطربة
- كيف يتحرر اليسار من التهم الموجهة له
- المعارضة بعد خمس سنوات من العلنيه
- التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب
- الحزب السياسي في دائرة الشلليه
- الطبقية بين الثابت والمتحول
- الحق -الدفاع عنه:هل هما نقيضان


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الحاج ابراهيم - الجدل الثقافي الشبابي