عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5033 - 2016 / 1 / 3 - 13:44
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كلّنا موتى في الأجل الطويل .. و في الأجل القصيرِ أيضاً
كان جون مينارد كينز ، يتهكّمُ على آدم سمث (مؤسس المدرسة الكلاسيكية في الاقتصاد) ، و يسخرُ من اصرارهِ على تأكيد اهمية التوازن الاقتصادي في الأجل الطويل ، قائلاً : ولكن يا سيدي .. كلّنا سنكونُ موتى في الأجل الطويل .
ولأنّ حكومتنا لا تملكُ علاجاً لأزماتها المتعددة الأبعاد ، غير وضع اقتصادها المريض بـ "جلطة النفط" في غرفة طوارئها الضاجّة بالهرج والمرَج .
لأنّها لا تجيد شيئاً غير تغطّيته ببطّانيات "التجربة والخطأ" التي لها ألفُ لونٍ و رائحة .
لأنّها تتركُ جيوش المستشارين والخبراء تمارس لُعبتها المفضّلة في "رجّ" جثث الموظفين و المتقاعدين ، بكهرباء التقشّف الوطنية .
لأنّها لا تدري انّ تقليم أظافر الراتب الريعي لهؤلاء "الموتى" (الذين لا يعملون شيئاً طيلة يوم العمل ، والذين تم توظيفهم بالملايين نزولاً عند رغبة ، ومصالح ، "طبقة" سياسية جاهلةٍ وفاسدة) .. هي الجزء الأهمّ والأكبر من الأنفاق ، الذي يحكّ الجلدَ الميّت لاقتصادها الراكد .
لأنّها تؤمنُ بأنّ موتنا في الأجل الطويل حق . وأنّنا "مُكلّفون شرعاً" بالموتِ من أجلها في الأجل القصير.
لأنّها غير مؤهلّةٍ لمعالجة "انسداداتنا" في الأجل الطويل ، ولا تملكُ علاجاً لـ "سكتاتنا" في الأجل القصير ، غير اصدار شهادات وفاتنا ، و دفننا بأقلّ كلفةٍ ممكنة .
أنا باحثٌ اقتصاديٌّ متواضع . لستُ خبيراً ، ولا مستشاراً . لذا فإنّني غير مؤهلٍ لاجتراح الحلول ، واقتراح المخارج المناسبة للأفلات من هذا الحريق الكبير .
أمثالي باتوا يؤمنون بأنّ لا خلاص من هذا المأزق ، إلاّ بمكنسةٍ هائلةٍ ، يكنسُ بها الضحايا ، المضحوكِ عليهم ، والمُغرّرِ بهم ، كلّ هذا الوسَخ .. أو القفز من اعلى مكانٍ في هذا الخراب .. إلى حيثُ يُريحون ويستريحون ، ويتركون غيرهم "يتمتّعُ بالقيادة ".
ولكنّني ، كمعلّمٍ (غيرُ أصيل) لمباديء الاقتصاد السياسي ، لا يسعني سوى الإقرار بأنّ حكومتنا تؤسّس لمدرسةٍ جديدةٍ في الاقتصاد .
مدرسةٌ تؤكّدُ على ضرورة موت الموظّف ، أو "المواطن الريعيّ" في الأجل القصير.
أمّا في الأجل الطويل ، فانّ لـ "مواطن" هذه الدولة الباسلة (التي ستبقى ريعيّةً إلى يوم القيامة) ربّاً يحميه ، ويحرسهُ من الموت في أرذل العمر .. بعيونهِ التي لا تنام .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟