أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سنستان بدل داعش.. إصرار على مؤامرة التمذهب















المزيد.....

سنستان بدل داعش.. إصرار على مؤامرة التمذهب


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سنستان بدل داعش...إصرار على مؤامرة التمذهب
الاتفاق السعودي التركي لدى زياة اردوغان للرياض في الأيام الأخيرة من العام الفائت حدث يؤسس لأحداث تستهدف تقرير مصير المنطقة لما بعد داعش. وهو يلقي الأضواء على الأهداف المرصودة للحلف الإسلامي لمناهضة الإرهاب المعلن ضمن التباسات مريبة من طرف السعودية لوحدها. فقد اتفق الحليفان، اللذان يستران أهدافهما السياسية بيافطة المذهبية السنية، على تحقيق" تكامل وتعاون استراتيجي عسكري وسياسي واقتصادي، لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة". الاتفاق يدشن لحلف جديد يضاف لما سبقه من أحلاف شاركت بها السعودية، دليلا على غياب البوصلة المرشدة لخطواتها، او بالأدق تضارب التوجيهات الواردة من الولايات المتحدة . فالمحافظون الجدد داخل الحزب الجمهوري الأميركي دأبوا على مناوأة الرئيس باراك اوباما ، اولا بسبب بشرته السوداء، وثانيا انتقادا لسياساته المهادنة للروس ولإيران والفاقدة للاستراتيجية كما يزعم المحافظون الجدد. ولا يمكن قيام الاتفاق التركي - السعودي بدون موافقة الولايات المتحدة ، بل تحريضها، وكذلك حلف الأطلسي. كما ان التدخل في سوريا وقريبا في العراق موعز بهما من جانب الولايات المتحدة وحلف الأطلسي. وكذلك فان التعاون مع داعش وتصريف نفطها المسروق تم برضى الحلفاء الغربيين. فالتحالف السعودي – التركي لابد وان يسترشد بالتوجيهات الصادرة من واشنطون تارة من المحافظين الجدد وطورا من الإدارة الأميركية. وتركيا ، عضو حلف الأطلسي تشكل رأس حربته للتلاعب بمصير المنطقة. دول الأطلسي تحرض على الصراعات المذهبية في المنطقة، وسيلة لتأجيج الفتن البينية.
جاء فى مقترح أعضاء فى مجلس الشيوخ الأمريكى فى مقدمتهم السيناتور جون ماكين (صاحب دعوة أن تقسيم العراق هو الحل الأمثل لأزماته) والسيناتور ليندسى جراهام عضو لجنة الشئون الخارجية للكونغرس، دعوة إلى «تشكيل قوة من 100 ألف جندى من دول المنطقة (الدول السنية) لقتال (داعش)». وقال ماكين إن " تركيا يمكن أن تسهم في القوة". ويجدر الإشارة إلى الدعوات المتكررة الواردة في مقالات جون بولتون ، أحد صقور المحافظين الجدد،لإقامة دولة سنية(سنستان) بدل دولة داعش، خدمة لدولة إسرائيل. تم ترفيع جون بولتون إلى مرتبة علّامة ضمن اللوبي الموالي لإسرائيل، وعين باحثا في مؤسسة المشروع الأميركي. ومن موقعه ينشر تباعا مقالات يطرح فيها "رؤيته" المتعلقة باحتلال إيران، وكيف يعاد تشكيل الدول العربية، وكيف يعاد رسم خارطة الشرق الأوسط بطريقة تتفق مع مصلحة إسرائيل كدولة إقليمية بالمنطقة وتنسجم مع مصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ما عزز قدرة المحافظين الجدد للعودة إلى مسرح أحداث الشرق الأوسط هو تواصل الحروب والتنافس المروع في المنطقة . تراجع السياسيون المحافظون الجدد ، أمثال بولتون إلى مؤسساتهم اليمينية للمحافظين الجدد، تارة يرسلون التحايا لإسرائيل وطورا يهاجمون الرئيس أوباما. ومثلما تصوروا تحت رئاسة أمثال ريتشارد بيرل ومشروعه لقرن اميركي جديد فقد تنكب المحافظون الجدد استراتيجية أملتها في الغالب تعنيف الإدارة الأميركية لعدم وجود استراتيجية. بكلمات تعززت مواقع المحافظين الجدد في مرحلة ما سمي الربيع العربي.
التحالف الجديد بمضمونه العسكري سيكون أداة تدعم مساعي دول حلف الأطلسي لإعادة الإمساك بسيرورة أحداث المنطقة إثر فشل دولة داعش وعزلتها بسبب جرائمها المتعددة. كما لن تكف محاولات التدخل في مصر، لاسيما وهي تتخبط في سياستها الداخلية والإقليمية. فالولايات المتحدة باتت تفضل الحروب بالوكالة، نظرا لتراجع قدرتها على خوض الحروب رغم موازنة حربية تجاوزت ستمائة مليار دولار، أو ازيد من الموازنات الحربية لثماني دول تليها من حيث الموازنات العسكرية.وهذا ما يدركه المحافظون الجدد، لكنهم يحشدون ويعبئون خلف مشروع "القرن الأميركي".
يفضح النوايا المباشرة للتعاون الاستراتيجي الجديد ما كشفه إردوغان عن مسعي بلاده بالاتفاق مع دول حليفة لإقامة منطقة عازلة شمال سورية. ستكون المنطقة العازلة بعرض 98 كيلومترا، وعمق 45 كيلومترا؛ والغاية الواضحة فرض الوصاية على أكراد سوريا، والاتصال بمنطقة التركمان في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، قرب الحدود التركية. وإذا أضفنا التدخل العسكري في العراق، الذي عانى منذ سنوات دعم السعودية للتفجيرات المتتالية في أحياء المدن العراقية، تتضح معالم خطة توسع استعماري يزمع إردوغان تنفيذها في الأقطار العربية. والسعودية كانت ولم تزل تشكل إحدى مشاكل المنطقة وهي تحث الخطى لتقسيم المنطقة وفق أسسس مذهبية. أما تركيا إردوغان فتظهر كفاءتها كدولة أطلسية،ورأس حربة حلف الأطلسي في حملته المحمومة للتوسع في الشرق الأوسط وفرض حمايته على المنطقة. وهذا لا يتم بمعزل عن الدبلوماسية الأميركية المضمرة . إذ لا يستبعد أن تصطدم من جديد مع الجهود الروسية في سوريا ، بل تحرض على عمليات إرهابية ضد روسيا. وقد يشجعها على ذلك اعتقال المسئول العسكري لداعش الذي يشغل مرتبة متقدمة في الدولة الإسلامية.وسبق ان كان البغدادي معتقلا لدى الجيش الأميركي .
كيري يشارك كوندوليسا رايس في الحض على الفوضى الخلاقة لكنه محكوم بملابسات مستجدة تحيله أقل اندفاعا وراء الحروب العدوانية من ديك تشيني ودونالد رامسفيلد. غير أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تواصل مسيرتها المعتادة مسترشدة بالقول المأثور "القوة على صواب – (مايت إز رايت)" ، تستهدف نفس المقاصد واوهام القيام بدور بوليس العالم، تلك التي توجه خطى المحافظين الجدد. تدرك الإدارة التي تمارس السياسة عمليا أن الموازنة العسكرية لم يعد بمقدورها التحكم في أحداث الشرق الأوسط ، وتدنت نسبيا القدرة الاقتصادية للولايات المتحدة وكذلك مساهمتها في التجارة العالمية. واضمحلت سيطرة الولايات المتحدة على فنائها الخلفي ، معظم دول اميركا اللاتينية التي اعتصمت بديمقراطيتها ونهجها التنموي.وتتعاظم معارضة صريحة من جانب روسيا والصين ودول البريكس ودول اخرى لتدخلات الولايات المتحدة العسكرية في شئون البلدان الأخرى، إلى جانب تيارات تحتية اخرى تنشط بحيث يصعب تجاوزها. كما أن شطرا كبيرا من الرأي العام الأميركي أصابه الملل من النهج العدواني لحكوماته المتعاقبة. وباتت تعمل داخل الولايات المتحدة قنوات إعلامية تفضح الكثير مما تخفيه المنابر الإعلامية واسعة النفوذ التي فقدت مصداقيتها لدى شطر كبير من الرأي العام الأميركي.
هذا،بينما تنحصر دعوات المحافظين الجدد في الدعاية والتعبئة خلف توجهاتهم العدوانية
وقع ألف مثقف من الأميركيين السود على بيان يطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني. وهذا يدل على وجود مستوى من الإدراك أرفع من خوض الاشتباكات بالشوارع لدى المكافحين السود. اطفال السود هدف لعنف الشرطة الأميركية، التي تطارد أفراد حركة " حياة الأسود تهم" . ادرك السود ضرورة قيام تعاون وتوحيد الجهود في النضالات المشتركة. ارتفعت أصوات بين السود والجاليات الفلسطينية تقول: ما يحدث هنا يحدث هناك، نظرا لأن أساليب الصهيونية في إسرائيل لقهر الشعب الفلسطيني يجري نقلها وتدريسها لشرطة الولايات المتحدة؛ كما تقوم علاقة وثيقة بين الصناعات الحربية الأميركية، من أسلحة ومواد تدمير تتوحد في نقاط عدة مع المقاولين الإسرائيليين، ممن يشترون السياسيين الأميركيين أيضا . ويتزايد انضمام السود لحملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها .
يمكن عرقلة المساعي التركية لتقحم الدول العربية. ويلاحظ صدور انتقادات من جانب الخارجية الروسية لحرب إردوغان ضد الشعب الكردي في تركيا؛ والانتقادات مؤشر على احتمال ضلوع روسيا بوتين في تقديم المعونات لثوار حزب العمال الكردي، الأمر الذي يوزع قدرات تركيا الغسكرية ويضغف من اندفاعتها الهوجاء. وعلى إردوغان الذي لم يتورع عن دعم الإرهابيين داخل سوريا أن لا يستغرب تدخل دول أخرى لدعم طلاب الحرية داخل تركيا. فالكراد يكافحون من أجل حق تقرير المصير ، حق ضمنته القوانين الدولية الإنسانية.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يقدم الحلف السعودي قارب نجاة لشعب تعصف به هوج الإرهاب؟
- تزاحم الطيران الحربي نذر بكوارث مبيتة
- امبريالية الغرب مستنبت العنف والإرهاب والعنصرية
- الموت ولا المذلة
- وفاءًلصداقة قديمة متجددة-3
- وفاء لصداقة قديم متجددة - 2
- وفاء لصداقة قديمة متجددة - النازي الإسرائيلي برأ النازي الأل ...
- انتفاضة ثقافية أو مواجهة مسلحة
- من الهبة إلى الانتفاضة تحول نوعي وواع
- بالقبضة الحديدية يدير نتنياهو الصراع
- قلق وزير خارجية فلسطين
- ديمونة ضمن استراتيجية الإبادة الشاملة
- مع رواية السماء قريبة جدا للأديب مشهور بطران
- لتربية النقدية في عصر لإنترنت وضد ثقافة الليبرالية الجديدة - ...
- لتربية النقدية في عصر الإنترنت وضد ثقافة الليبرالية الجديدة ...
- محمد عياش ملحم وداعا !
- بيداغوجيا البريكاريات - التربية النقدية في عصر الميديا الرقم ...
- بيداغوجيا البريكاريات - مقابلة مع هنري غيروكس
- تفجيرات أيلول في نيويورك: جهود عابثة لطمس بصمات المجرمين
- تفجير المركز التجاري العالمي -4


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - سنستان بدل داعش.. إصرار على مؤامرة التمذهب