أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - بالقبضة الحديدية يدير نتنياهو الصراع















المزيد.....

بالقبضة الحديدية يدير نتنياهو الصراع


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 16:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالقبضة الحديدية يدير نتنياهو الصراع

لا يمل الرئيس الفلسطيني ترداد معزوفة التسوية السلمية عبر التفاوض ، بينما يصعد نتنياهو حملة العنف المسلح ضد المتظاهرين السلميين. تارة يهدد ب" القبضة الحديدة " واخرى يعلنها "إننا موجودون في حرب ضد الإرهاب وسنشنها بكل حزم". نتنياهو يغلق كل منفذ يمكن أن يعبر منه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي تلبية الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني. فهو لا يتخذ أي إجراء ، ولو مجرد اعتذار ، إذا أنزلت كارثة بأسرة فلسطينية مثل الحرق أثناء النوم، بينما يهدد ويتوعد ويزمجر إذا ما اغتيل عنصر يهودي، مطلقا أيدي عصابات المستوطنين تدمر مزارع القرويين من أقصى اشمال في جنين وقراها إلى أقصى الجنوب في بلدة يطا ومدينة الخليل وقراهما. إن مجرد هذا التمييز الصارخ يكفي لوصم نظام الاحتلال الإسرائيلي بالأبارتهايد، هذه الصفة التي تزعج من يطلق على نفسه صفة الوسيط لحل الصراع الدائر.
حيث تتعدد الأعراق او الطوائف في القطر الواحد تبرز رؤيتان متناقضتان لحل الخلافات: الرؤية التقدمية الإنسانية تركز على المصالح المشتركة والتعاون ؛ تؤكد المساواة من اجل السلام وتكرس التربية لنشر علاقات الحوار والتفاهم وتقّبل الآخر. هذا بينما الرؤية الرجعية العدوانية تقدم تفسير النظرية الداروينية الاجتماعية القائلة بالبقاء للأصلح الأقوى . وهي الرؤية التي تروج لها الليبرالية الجديدة والمحافظون الجدد في أميركا والعالم. والصهيونية بتحالفها الاسترتيجي الوثيق مع المحافظين الجدد في أميركا ، المهيمنين على الحزبين السياسيين الكبيرين والمتجهين لزيادة تأزم الوضع الدولي وتأجيج الحروب العدوانية في الشرق الأوسط ترمي إلى تمدد النفوذ الإسرائيلي على المنطقة من خلال العمليات العسكرية واستثمار الأنشطة التخريبية للحركات الإسلامية التي كان للصهيونية وللمسيحية الأصولية دور بارز في مدها بالمنشطات وتسهيل تسيدها على منطقة لشرق الأوسط.
لكي بشيع الرضى داخل المجتمع الإسرائيلي ركز نتنياهو دعايته العدوانية على التخويف وصور الشعب الفلسطيني بأنه النازية الجديدة. وفي خطابه الأخير في الجمعية العمومية خاطب نتنياهو اليهود الأميركيين وداخل إسرائيل فحشد كل مبررات التخويف من إيران لتبرير معارضته لا تفاق الدول الكبرى مع إيران. وتستثمر الصهيونية ذكريات الإبادة النازية والاضطهادات السابقة كي تعمق لدى الجمهور الإسرائيلي غريزة الخوف.
قام الدكتور في علم النفس يوآف ليتفين بتحليل الأثر النفسي لمؤثرات التجارب المريرة ومكابدة الاضطهاد في تأجيج المخاوف لدى المجتمعات ، وذلك في مقالة تحليلية نشرها بمجلة كاونتر بانش الإليكترونية يوم 28 أيلول الماضي تحت عنوان " الخوف ، الصدمات وشفاؤها: تحليل علمي للعلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية". أورد في المقال أن " الفهم المنهجي لآلية الدماغ المرتبطة بالخوف والعدوان والصدمات قد تفيد جهودنا لإدراك استمرار الصراع ثم وضع استراتيجية لحله. إن الشفاء من الصدمة هو الخطوة الأولى لتشكيل مجتمع قائم على التعاون والمساواة.
غير أن الصهاينة يلجاون إلى حل نقيض. فبما ان الخوف عامل حاسم في البقاء فإن آليات الدماغ التي تنظم الخوف تتطور وتحتفظ بها كل الثدييات بمن فيها البشر. ويخرج باستنتاج يقول فيه : " إن النخب السياسية والدينية والعسكرية والاقتصادية في إسرائيل تتلاعب بسهولة بمشاعر الخوف لدى الجمهور كي تفوز بمساندنه لسياساتها العدوانية التوسعية وتخمد كل معارضة". وبالنتيجة يدعم الجمهور اليهودي في إسرائيل النهج الفاشي لنظام الأبارتهايد الممارس ضد الشعب العربي.
.ليات القتل وهدم البيوت ومحاصرة المدن والبلدات وتعزيز إجراءات المنع على حواجز الطرق ثم مداهمة البيوت وتخريب أثاثاتها والاعتقالات بالجملة تجري يوميا وعلى مدار الساعة. ورغم ان إسرائيل تزداد عزلة على الصعيد الدولي يصر نتنياهو على انتهاج الدرب الوعر.
وتجاوبا مع المد اليميني الفاشي في الولايات المتحدة ودول غرب اوروبا نجد تهافتا لدى دول عربية وإسلامية على التحالف مع إسرائيل وهي تقترف الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وتدفع غلاة الفاشيين لاقتحام المسجد الأقصى واداء المناسك الاستفزازية في رحابه. تتناقل التقارير الصحفية أخبارا ومعلومات عن لقاءات بين مسئولين سعوديين سابقين وبين سياسيين ومسئولين إسرائيليين، الأمر الذى أغرى نتنياهو للإفصاح امام الجمعية العمومية عن تحالفات عربية مع إسرائيل ضد إيران. وفضح المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دورى جولد طبيعة التحالفات فادعى أن «المملكة العربية السعودية حليف لإسرائيل». هذا التصريح الأول من نوعه فى تاريخ الدبلوماسية الإسرائيلية صدر على لسان الرجل أثناء مؤتمر نظمته فى واشنطن اللجنة المركزية ليهود أمريكا، ونشرته صحيفة «معاريف» فى ٣-;---;-----;---٠-;---;-----;--- يوليو الماضى. ومشهورة قصة الصورة التى جمعت بين دورى جولد والسيد أنور عشقى وهو لواء سابق فى الجيش السعودى ويدير الآن مركزا للأبحاث، ويتردد أنه أحد مستشارى الحكومة، وكان الاثنان يشاركان فى ندوة أقيمت بواشنطن حول الاتفاق النووى مع إيران.
لفت الانتباه فى هذا السياق موقع «يديعوت أحرنوت» الإخبارى الذى ذكر أن لقاء تم فى نيويورك يوم ٣-;---;-----;---٠-;---;-----;--- سبتمبر الماضى بين الأمير السعودى تركى الفيصل مدير المخابرات والسفير الأسبق فى واشنطن ولندن، وبين يائير لبيد زعيم حزب «هناك مستقبل» الإسرائيلى، المعروف بمعارضته لحق العودة ولتقسيم القدس. وذكر الموقع أن الاثنين بحثا فى تنظيم مؤتمر سلام إسرائيلى عربى. وقد نشرت جريدة السفير فى عدد أول أكتوبر تقريرا عن اللقاء. نقل عن السياسى الإسرائيلى قوله إنه جزء من ترتيبات تجرى فى واشنطن وأن الأمير تركى الفيصل لم يصل مثلا لنفسه، إذ ليس فى السعودية شىء من ذلك القبيل.
وبثت قناة «الجزيرة» يوم ٢-;---;-----;---١-;---;-----;---/٩-;---;-----;--- حوارا مع السيد إياد مدنى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى (الاسم الجديد لمنظمة المؤتمر الإسلامى)، دعا فيه ضمنا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفاته ذكر مخططات اقتحام الأقصى وانتهاك حرمته التي تتسارع هذه الأيام، بعدما قطعت إسرائيل شوطا فى التقسيم الزمانى للأقصى بين المسلمين والإسرائيليين ليس لأغرض ديني بل مواصلة لنهج قضم الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس بكاملها.
تشرف حكومة الحكم الذاتي في فلسطين على 38 بالمائة من الضفة الغربية، وتتكفل بتقديم رواتب لعشرات ألوف الموظفين؛ بينما تخضع المناضق الباقية وكذلك القدس الشرقية لسيطرة إسرائيل. وقد استوطن فيها حتى الآن570 ألف إسرائيلي.وتتعاون الشرطة الفلسطينية مع جيش الاحتلال لتوفير الأمن للمستوطنين.
كما رفضت حكومات الاحتلال إعادة النظر في الترتيبات الاقتصادية التي وضعت الاقتصاد الفلسطيني تحت هيمنة إسرائيل " لتحرمه من التطور المستقل " على حد تعبير الرئيس عباس، الذي هدد في خطابه بالأمم المتحدة بإرجاع المناطق المحتلة إلى إسرائيل كي " تتحمل مسئوليتها كاملة باعتبارها دولة الاحتلال" . وإذا كان عباس جادا ب" تسليم المفاتيح" فعليه حل السلطة الفلسطينية التي تعتمد على المعونات الأجنبية؛ وبذا تتحمل إسرائيل عبئا ثقيلا على عاتقها.
لكن الرئيس الفلسطيني لم يقدم على موقف ينهي الوضع القائم ويضع حدا لمواقف انتظار مبادرة ما توعز بها الولايات المتحدة. حتى ان تعليقات إسرائيلية حاولت نشر الطمأنينة لدى الإسرائيليين ففسرت تهديدات عباس في خطابه امام الجمعية العمومية بانها مجرد محاولة لاسترجاع ثقة شعبية ذوت بسبب عدم تقديم بديل للمفاوضات العقيمة. فهو لا يقدم سوى الانتظار بديلا للمفاوضات. لم يحدد السيد محمود عباس موعدا لاتخاذ الخطوات العملية، لم يعلن وقف التنسيق الأمني، ولم ينبس ببنت شفة عن حل السلطة ؛ أبقى كلامه في إطار التهديد الذي لا يخيف إسرائيل. ولم يتخذ عباس او حكومته إجراء ينظم قطاع الخدمات كي يتركه للاحتلال فعالا بدون تلاعب أو تخريب في حالة حل السلطة. ترك لنفسه مجالا للمناورة الديبلوماسية بما في ذلك العودة إلى المفاوضات المباشرة التي ثبت عقمها بدلا من وضع القضية بكل ذيولها تحت نظر الهيئة الدولية. فالسيد محمود عباس يبقى الأبواب مواربة للمناورات السياسية بما في ذلك استئناف المفاوضات مع إسرائيل، ويصر على عدم طرق مخرج آخر.
أبقى عباس على غموض مواقفه اللاحقة بينما اندفعت الجماهير إلى الانتفاض على سلطة الاحتلال العسكرية. ولكنها تحركات جماهيرية تفصح عن غضب،بلا إبداعات جديدة تعطي الأمل بالانفتاح على أفق جديد . فهي تكرار لتحركات سابقة أخمدها القمع الاحتلالي والإحساس بخذلان الخارج.







#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق وزير خارجية فلسطين
- ديمونة ضمن استراتيجية الإبادة الشاملة
- مع رواية السماء قريبة جدا للأديب مشهور بطران
- لتربية النقدية في عصر لإنترنت وضد ثقافة الليبرالية الجديدة - ...
- لتربية النقدية في عصر الإنترنت وضد ثقافة الليبرالية الجديدة ...
- محمد عياش ملحم وداعا !
- بيداغوجيا البريكاريات - التربية النقدية في عصر الميديا الرقم ...
- بيداغوجيا البريكاريات - مقابلة مع هنري غيروكس
- تفجيرات أيلول في نيويورك: جهود عابثة لطمس بصمات المجرمين
- تفجير المركز التجاري العالمي -4
- أضواء على تفجيرات نيويورك في أيلول 2001 -3
- تفجيرات أيلول في نيويورك -2
- أميركيون يميطون اللثام عن اكبر جريمة اقترفت داخل أميركا -1
- للخروج من متاهة الوهم
- متاهة الوهم - الحلقة الخامسة
- سبعة وثلاثون عاما في متاهة الوهم -4
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم -3
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم-2
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم
- سبعة وستون عاما في متاهات الوهم -1


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - بالقبضة الحديدية يدير نتنياهو الصراع