أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد مضيه - محمد عياش ملحم وداعا !















المزيد.....

محمد عياش ملحم وداعا !


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 14:12
المحور: الارشيف الماركسي
    


محمد عياش ملحم وداعا !
بغتة وبدون تحذيرغادرنا محمد عياش ملحم ، المحامي الديمقراطي والمناضل الدؤوب من اجل تحرر فلسطين وقيام دولتها المستقلة ، ومن اجل الديمقراطية والتحرر الوطني والتقدم الاجتماعي للأردن. توفي الفقيد عن سبع و ثمانين عاما ، لكن وفاته أشاعت الحزن نظرا لتعدد مجالات نشاطه الوطني الديمقراطي ، ولما استقر للفقيد من مكانة في النفوس، عززها اتساع دائرة تأثيره اجتماعيا وسياسيا في الأردن وفلسطين وأقطار عربية أخرى. رحل محمد عياش ملحم وخلف تركة نفيسة من القيم الإنسانية، وصايا وذكرى وزوادة كفاح."علينا أن نتذكر اننا بأمس الحاجة إلى الديمقراطية الحقة والفكر الحر والحوار وقبول الآخر والانفتاح على الحضارة العالمية" كما ورد في مؤلفه الأخير – الوصية- " في الحياة والسياسة".
يقول في المؤلف " والحق انني كمعظم أبناء جيلي انغمست في العمل الوطني منذ المرحلة الابتدائية، لكن هذا العمل بحاجة إلى فكر وتجربة لتكون الممارسة صادقة ومقبولة ومفيدة.وهذا ما حاولت الحصول عليه أثناء دراستي في بريطانيا التي اتاحت لي العلم أولا ثم التعرف على مختلف الأفكار والتوجهات في جو ديمقراطي متسامح يعرف حرية الراي واحترام الآخر .
"ويا لهول الصدمة حين عدت عام 1951ووجدت نفسي أعاني كغيري...."
ونحن ندرج صفوف المدرسة الابتدائية نقل لنا الأهل قصة طالب فقير انتقل إلى المدرسة الرشيدية بالقدس بفضل تفوقه المتميز في الدراسة. ومنذ ذلك الحين ظلت سيرة الطالب المكافح، الجلود، محمد بن الحاج عياش، لجيلنا . بفضل تفوقه ارسل في بعثة للدراسة الجامعية في بريطانيا عام 1945 ليعود محاميا يهتم بشئون الفقراء وتشغله القضية الوطنية وبالذات قضية الديمقراطية. نقل عن بريطانيا قضية التعلق بحرية التعبير والتنظيم السياسي. وارتفع سقف طموحات جيلنا إلى الدراسة الجامعية بعد ان كان محصورا في وظيفة معلم.
عمل في شركة أرامكو بالسعودية، وهناك انخرط في معمعان مقاومة العمال السعوديين لغطرسة المدراء الأميركيين وفضح التفرقة العنصرية بين موظفين بيض يتمتعون بأفضل رعاية وبين عمال سعوديين أقرب للعبودية . ساهم في تنشيط الحركة النقابية لعمال النفط في شركة أرامكو ، كما شارك في تأسيس حزب ماركسي ضم خيرة أبناء الجزيرة المتطلعين لحياة إنسانية .
عاد ليستقر في الأردن بضفتيه وافتتح له مكتب محاماة في عمان والخليل. انضم بحماس الشباب يتبنى قضايا العمال مجانا . حكي لي الصحفي الأردني فخري أباظة روايته مع المحامي محمد عياش ملحم. كان يصدر المجلة الأسبوعية " النضال العربي" على ما أذكر ، وكان محمد عياش مستشاره الحقوقي ، يشير عليه لدى نشر الموضوعات الحساسة حتى لا يتورط في مخالفات قانونية ، خصوصا والمجلة تنتقد الموظفين العموميين وتدافع عن حقوق الكادحين.نشرت المجلة خبر حادثة فساد في المجلس البلدي لبلدة نائية . رفع رئيس البلدية قضية قذف لدى محكمة الصلح المحلية. واتفق مع القاضي على إشغال رئيس التحرير ومحاميه بالحضور وتأجيل النظر في القضية . يقول الصحفي أباظة مكثنا أشهرا نتردد بسيارات الأجرة على البلدة النائية من عمان ، حيث لم يقتن الصحفي ولا المحامي بعد سيارته الخاصة. وأصر المحامي على عدم نشر تكذيب للخبر بالصحيفة – وهو ما كان يبغيه رئيس البلدية- إلى أن أذعن وأسقط القضية.
نجح في ربط نقابة المحامين الأردنيين واتحاد المحامين العرب بالاتحاد العالمي للمحامين الديمقراطيين وحضر ممثلا للمحامين الأردنيين الكثير من جلسات الاتحاد العالمي.
اعتقل بسبب نشاطه الاجتماعي ومكث في السجن عامي 1959 و 1960 ؛ واعتقل ثانية ضمن حملة شملت مختلف الفصائل الوطنية عامي 1966- 67.
كسب قضية لصالح عمال المصارف امام المحكمة العليا في ظل الأحكام العرفية. وعلى أثرها تم تسجيل العديد من النقابات ورفع الحظر عن النقابات المجمدة.
وفي الفترة نفسها نجح في استصدار قرار بتأسيس مجلس بلدي في حلحول مسقط رأسه ؛ وكان المجلس البلدي الثاني بالمحافظة بعد مجلس بلدية الخليل . وعلى إثره تشكلت مجالس بلدية في اكثر من بلدة في ريف الخليل.
كمحام منحاز للتغيير الديمقراطي دأب محمد عياش ملحم على تشكيل الهيئات والمنظمات الأهلية والجماهيرية؛ في هذا المجال اعتبر قدوة ومثالا لليسار الحقيقي ، الذي يعتبر خطوة تحققها الحركة الجماهيرية أفضل من عشرات البرامج ، على ما للبرنامج السياسي المؤسس طبقا للمنهجية العلمية من ضرورة ملحة . كان صوتا مثابرا على توحيد قوى اليسار الأردني والفلسطيني.
بعد سنوات قضاها بالسجن ثم سقوط الضفة تحت الاحتلال ضاقت فرص العمل امام المحامي محمد ملحم ، وانتقل إلى الكويت ليعمل في مهنة المحاماة بمنطقة الخليج. في هذه الأثناء نشط في تأسيس الجمعيات ، مثل جمعية التعاون التي وضع نظامها الأساس وشارك في تأسيسها عام 1985 ، مساهما بماله في تمويل مشاريعها داخل فلسطين تدعم المشاريع الصحية والتعليمية والثقافية بما يقدر بخمسين مليون دولار كل عام، واكتسبت مصداقية نظرا لنزاهتها وانضباطها.
وفي الكويت شكل جمعية المحامين الفلسطينيين وانتخب امينها العام وافتتحت لها فروعا في اكثر من قطر عربي، كما مثلها في المجلس الوطني الفلسطيني. وتصادم مع ياسر عرفات بسبب إصراره على توسيع المناخ الديمقراطي في نشاط منظمة التحرير الفلسطينية . كتب عريضة تطالب بإجراء انتخابات للمجلس الوطني تحرره من سطوة الفرد وقدمها إلى المجلس الوطني والرئيس عرفات.
كما أسس جمعية دعم الأهل في الخليل والمحافظة، كانت نواتها الأولى في الكويت، ثم انتقلت بنشاطها إلى عمان.
وأسس في عمان جمعية التأهيل والرعاية الخيرية لإغاثة المشردين من الكويت عقب حرب الخليج الثانية، وامتد نشاطها لتنظيم دورات تأهيل للعمال والشباب.
وترشح لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996عن محافظة الخليل؛ وكتب بهذا الصدد يقول " اتضح فيما بعد، وباعتراف المسئولين اني كنت من ضمن المراكز الخمسة الأولى من بين(72)مرشحا لثمانية مقاعد". جرى تزييف صارخ ضده ، تأجل بسببه الإعلان عن النتيجة وشاعت أقاويل حول ضياع صناديق وإخفاء أخرى.
بادر عام 2004 بتشكيل "الحملة الوطنية لمناهضة جدار الفصل العنصري" لتنظيم فعاليات جماهيرية عقدت اجتماعات ووجهت مذكرات منها رسالة إلى السلطة الفلسطينية ، تنتقد إلغاء وزارة خاصة لمناهضة الاستيطان والجدار وألحقت شئون القضيتين بوزارة الشئون البلدية. كما خاطبت الحملة بهذا الشأن الجامعة العربية، التي ردت انها تنوي عقد مؤتمر لهذه لغاية عام 2005، ولم يعقد المؤتمر الموعود. أصدرت الحملة كتابا تضمن ترجمة النص الكامل لقرار محكمة العدل الدولية بشان الجدار وتعليقات المختصين عليه، والذي تضمن إدانه شاملة لإجراءات الاحتلال . وأصدرت الجمعية كتابا آخر حول الجدار باللغة الإنجليزية ، احتوى دراسات لكتاب وقانونيين عرب وأجانب وزعته الحملة على نفقتها في بلدان غربية .ومولت الجمعية كتاب " هيكل الأبارتهايد أعمدة سرابية وسقوف نووية " من إعداد كاتب هذه السطور.عمل الأستاذ محمد ملحم على توزيع المؤلف الذي حلل تركيبة النظام العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني داخل إسرائيل وفي المناطق المحتلة. وعلى نفقة الحملة ترجم الكتاب للغة الإنجليزية، وتعذر نشره في بريطانيا وغيرها بسبب إرهاب الصهيونية وتلويحها بتهمة اللاسامية لكل انتقاد لممارساتها المنتهكة للقانون الدولي الإنساني.
وكان المحامي ملحم داعية لتحالف قوى اليسار، ومرارا انتقد تخلف تلك الفصائل عن ضرورة التحالف والائتلاف والتوحد. كتب بمزاج من خيبة الأمل: " كان طموح معظم الوطنيين الفلسطينيين ان يتم تحالف الفصائل اليسارية على الأقل امام الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن المحاولات باءت بالفشل وتمترس كل فصيل حيث هو، ولكل فصيل أدبياته وجمهوره التي لا تختلف كثيرا عن أدبيات وجمهور الفصيل الآخر".
وكتب في مذكراته:قد اتاح لي حصولي على الهوية الفلسطينية الدخول الى البلاد خصوصا في الصيف والمساهمة في الحياة العامة الى حدما مثل متدى الخليل الثقافي وانتخابات المجلس التشريعي
واخيرا احتفينا عام 2013 بالدكتور يعقوب زيادين أمين عام الحزب الشيوعي سابقا ونائب القدس في انتخابات 1956

والأنظمة العربية ، في نظر المناضل الراحل " سبب الثورات كما انها سبب الفشل والانحراف اللاحقين؛ أي أن الأنظمة كانت السبب الأهم ليس فقط في التخلف ، بل وحتى في صعوبة الإصلاح وفشل ادواته الاجتماعية..."
.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيداغوجيا البريكاريات - التربية النقدية في عصر الميديا الرقم ...
- بيداغوجيا البريكاريات - مقابلة مع هنري غيروكس
- تفجيرات أيلول في نيويورك: جهود عابثة لطمس بصمات المجرمين
- تفجير المركز التجاري العالمي -4
- أضواء على تفجيرات نيويورك في أيلول 2001 -3
- تفجيرات أيلول في نيويورك -2
- أميركيون يميطون اللثام عن اكبر جريمة اقترفت داخل أميركا -1
- للخروج من متاهة الوهم
- متاهة الوهم - الحلقة الخامسة
- سبعة وثلاثون عاما في متاهة الوهم -4
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم -3
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم-2
- سبعة وستون عاما في متاهة الوهم
- سبعة وستون عاما في متاهات الوهم -1
- المحافظون الجدد يجرون الولايات المتحدة للحرب والفاشية-2
- المحافظون الجدد يقودون اميركا إلى مهاوي الحرب والفاشية -1
- اول أيار واغتيال شيماء
- في يوم الأرض الفلسطينية
- الرجل الذي رحل عنا
- نتنياهو تفوق على الجميع


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى
- تحديث.تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ
- تقرير الوفد السيبيري(1903) ليون تروتسكى / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سعيد مضيه - محمد عياش ملحم وداعا !