في يوم الأرض الفلسطينية

سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 16:26
المحور: القضية الفلسطينية
    

في يوم الأرض الفلسطينية
نتطلع ان لا يظل هذا اليوم خالدا ، بل ينجز رسالته بوقف النهب اللصوصي للأرض الفلسطينية من قبل نظام الأبارتهيد الإسرائيلي، واسترجاع ما نهب منذ ان قامت دولة إسرائيل برسالة عنصرية تميز بين مواطنيها فتصادر أراضي العرب لتملكها لليهود. وهذ أحد أبرز مظاهر الأبارتهايد.
منذ ان قامت إسرائيل وهي تستهدف الشعوب العربية جمعاء وحركاتها الوطنية الديمقراطية كي تظل الأرض العربية مرتعا لضواري الرأسمالية الاحتكارية في الغرب الامبريالي. وطوال ثمانية وستين عاما على قيام إسرائيل وهي تنسق مع قوى الامبريالية الطامعة في ثروات العرب ومواقعه الاستراتيجة . والغريب ان القوى العربية المناهضة للامبريالية لا تضع مناهضة إسرائيل و التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني على صدارة مهماتها وتكتفي بالبيانات الموسمية. فلكي تسدر إسرائيل بدعم من الامبريالية الأميركية وامبرياليات العالم في تهويد القدس الشرقية وتوسيع الاستيطان حرضت وساعدت على غزو العراق وإشغال مصر وتقسيم السودان وتدمير سوريا . وتتكشف في الوقت الراهن مساهمة الموساد الإسرائيلي في الكشف عن المناضل المغربي ، المهدي بن بركة واغتياله وتذويب جثته بالتعاون مع المخابرات المغربية وعناصر فرنسية. فليس حقا لنا فقط ، إنما واجب دحر مؤامرات التدخل الامبريالي – الإسرائيلي على الأقطار العربية كافة يفرض على القوى الوطنية العربية ان تساهم بوقفات جماهيرية في ساحات المدن العربية إشهارا لعداء إسرائيل المتعمد للشعوب العربية كافة . ويزيد من إلحاح المهمة إقدام دول عربية ضالعة مع مخططات الامبريالية وإسرائيل ضد الشعوب العربية ، فترقص على مزمار نتنياهو لاستعداء إيران بحجج موهومة ومفبركة من جانب إسرائيل كي تقنع على عدائها المزمن للقضايا العرب التحررية كافة.
يوم الأرض الفلسطينية الذي استهل في الثلاثين من آذار 1976 بمبادرة من القائد الوطني توفيق زياد مستهلا قيادته لبلدية الناصرة ، كان الحد الفاصل بين الخنوع تحت حراب دولة إسرائيل وبين التصدي الشجاع لممارساتها العنصرية. يوم سقط فيه الشهداء فداء للأرض المتوارثة عن الآباء ورفضا للصوصية الدولة تغتصب أرض العرب كي تسلمها لمستوطنين يهود ؛ فليس لإسرائيل او اليهود حق في أرض فلسطين ، وينكر البحث الآركيولوجي وجود دولة يهودية في العصر القديم، وهو ما تتذرع به إسرائيل في تهديم البيوت وطرد السكان ونهب الأرض وتحريض المستوطنين على تنظيم الاعتداءات المتواترة على المزارعين العرب وعقاراتهم. وفي ذلك مظهر بارز للأبارتهايد..
في يوم الأرض1976 شرعت الجماهير العربية داخل إسرائيل تنسق الجهود وتتفاعل الإرادات مع الجماهير العربية في الأراضي المحتلة عام 1967، كي تتشابك الأيدي وتتصلب المقاومة لنهج الأبارتهايد الإسرائيلي ، الذي طال بتمييزه العنصري نظام التربية والتعليم ودعم المجالس البلدية وتشغيل الأيدي العاملة وتطوير المناطق اقتصاديا واجتماعيا. نظام الأبارتهايد حرص على إبقاء البقاع العربية محرومة ورغم ذلك يتهم العرب بالتخلف . وفي يوم الأرض تشهر الجماهير العربية معارضتها لنظام يحرص على مظاهر التخلف ويعززها في نواحي الحياة الاجتماعية كافة.
اليوم –ألأثنين 30 آذار 2015– تحل الذكرى التاسعة والثلاثون ليوم الأرض، الذي نتطلع لأن ينجز رسالته. إن الانهيارات التي شهدها العالم وتعثر الحركات الوطنية الديمقراطية في العالم العربي أتاح لإسرائيل مواصلة العدوان والاستيطان والحصار ؛ بل ولد لديها وهم القضاء على طموحات شعبنا في التحرر والاستقلال والعودة . فهي لا تكف عن تنفيذ أعمال العدوان خاصة ضد غزة وتشدد من حصارها وتطرح مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية مثل إقامة دولة في غزة تفصلها عن بقية الأرض الفلسطينية. يوم الأرض مناسبة لتأكيد رفض المشاريع التي تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية، من اجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم. ولإنجاز هذا الهدف بنجاح يتطلب تعجيل الوحدة الوطنية وتسريع اليات انهاء الانقسام والمباشرة بتنفيذ قرارات المجلس المركزي في دورته الأخيرة في سياق اعتماد استراتيجية الصمود والمقاومة في المجالات الاقتصادية والثقافية- التعليمية والسياسية بمأسسة وتفعيل المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال والاستيطان وإعادة النظر في كل التزامات السلطة الوطنية الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ قرار المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني. هذا إلى جانب توطيد التضامن العربي ومأسسته مع الشعب الفلسطيني في معركته الفاصلة ، و استثمار حملات التضامن الدولية وتوسيعها مع قضية شعبنا العادلة ووقف الوساطة الأميركية الموجهة خصيصا للتستر على نهج إسرائيل العدواني الاقتلاعي.
كما تشهد الذكرى المجيدة قرب انضمام فلسطين لكافة المنظمات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة لفضح الاحتلال وممارساته وانتهاكاته المستمرة والتقدم فورا بملف شكوى لمحكمة الجنايات الدولية لتجريم نهج نهب الأرض وتدبير المجازر وملاحقة دولة الاحتلال وقادته على جرائمهم المستمرة بحق شعبنا.ش

#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات