أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - جدل الإرهاب والعنصرية والحرب















المزيد.....

جدل الإرهاب والعنصرية والحرب


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتفضت الجماهيرالعربية في ثورات تنشد العدل والحرية والعيش والكرامة، تلك القيم التي حرمت منها أجيالا تلو أجيال. وفي الحال ردت قوى الامبريالية بهجوم مضاد يسعى لإجهاض الثورة إلى انقلاب في أفضل الأحوال. استنهضت الامبريالية الخلايا النائمة منذ عقود داخل الأجهزة العسكرية والأمنية والثقافية للأقطار العربية وفي مفاصل اقتصاداتها لتدفع باحتياطيها القابع داخل النظام إلى صدارة المشهد. استلت الامبريالية من قاموسها مفهوم الربيع يدغدغ الأحلام بنموات واعدة؛ وحيث ان الصراع لا يثبت على حال فقد تناوبت أمزجة التفاؤل والتشاؤم والتشاؤل على المصدقين بالربيع، ممن تعودوا النقل الببغاوي عن الغرب، تارة يهللون لنسمة ربيعية، وتارات تطيش خيبتهم إلى خريف أو شتاء . والمهم لدى مروجي بدعة الربيع التستر على الصراع الدائر بين قوى الثورة والثورة المضادة. وهو صراع تقليدي يدور في مجتمعات العالم كافة، ومنها المجتمعات العربية، بتأثير ثقافة الإرهاب فقدت جماهير المسلمين المضللة بالانتماء الديني انتماءها الطبقي المتطابق مع مصالحها الحيوية؛ والحرب ضد الإسلام عزز التوجه الديني لدى الجماهير المسلمة بمن فيهم المهاجرون إلى اوروبا. في مناخ الإرهاب قويت شوكة اليمين المتطرف في اوروبا؛ تكثفت دعايته العنصرية وتعزز التعصب الديني لدى الجاليات المسلمة. وانخرطت مجلة شارلي في المعمعة . في الحقيقة مارست شارلي هيبدو سياسات عنصرية . لم تعارض الحرب ضد أفغانستان؛ وأثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 نشرت المجلة مقالا جاء فيه ما بين تل ابيب وطوكيو توجد حكومات لا تستقر في الحكم إلا بتعبئة ثمانين بالمائة من الجمهور الأمي بالدعاية التحريضية ضد الغرب والديمقراطية . وفي عام 2008 طردت احد رساميها لأنه نشر كاريكاتيرا ضد اليهود فاعتبر لاساميا. وبذا فالسخرية من الإسلم مقصود للتحريض على جماهير يراد لها ان تكون عرضة للاضطهاد والاستلاب. في المناخ الموبوء انحسرت شعبية اليسار.
إن ازدواجية المعايير ثقافة كونية ترمز إلى الاستعلاء العرقي في الغرب. ورغم بشاعة الإرهاب ولا إنسانيته فإن سبعة عشر ضحية أثاروا ضجة كونية فاقت كثيرا ما أثير حول مقتل أربعمائة ألف عراقي على أيدي الجنود الأميركيين. فرنسا بقوتها الناعمة والخشنة خلدت ذكرى ضحاياها بما لم يحظ به 78 ضحية من أبناء العمال النرويجيين الذين طاردهم برشاشه في صيف 2012 شاب نازي من اليمين الأوروبي المتطرف. وتعود التفرقة إلى التمييز العرقي بين الضحايا، ومن ثم بين مقترفي جريمة الإرهاب.منذ بدايات السيطرة الكولنيالية للامبريالية. وخلال الحقبة بدلت الامبريالية مظهر هيمنتها؛ فكان الشرق الأوسط منطقة تجارب لمشاريع الثورة المضادة.

استهلت التجارب بانقلابات عسكرية أوائل عقد الخمسينات في سوريا و ضد حكومة مصدق المنتخبة ديمقراطيا في إيران بهدف إجهاض تأميم شركة النفط الامبريالية؛ ثم أدخل نمط "الاستعمار الجديد" لتغليف التبعية المباشرة، التي تحورت في ستينات العقد الماضي إلى نمط الاستهلاكية في الاقتصاد والثقافة . وتوفرت فرصة لشن العدوان العسكري، ثم فرض في السبعينات نظام الليبرالية الجديدة، وبموجبه تخلت الأنظمة الأبوية العربية عن شئون المجتمع كافة للاحتكارات عابرة القارات وخضعت لتوصيات ممثلي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يعيدون تنظيم الاقتصاد والسياسة والثقافة بما يعزز التبعية وينشر الفقر والفساد ويعطل مشاريع التنمية ويدمر الاقتصاد الإنتاجي ويهدر كرامة البشر وإراداتهم وتفكيرهم. مع هيمنة الليبرالية الجديدة أخضعت المجتمعات العربية لنفس النسق الاقتصادي – الثقافي – السياسي ، واستلبت كرامة الجماهير وحرمت العيش الكريم والحرية والعدالة؛ فجاءت موحدة شعارات الانتفاضات الشعبية في المجتمعات العربية - " الشعب يريد". إنه شعار فك الاشتباك مع السلطة الأبوية التي تكشفت عن مافيات نهابة تسترت بسياسات القمع ومصادرة الحريات على نهج الفساد والإفساد ورهنت مقدرات بلدانها لمشيئة الاحتكارات عابرة القارات. والنظام الذي يهدر مصالح شعبه حري به ان يهدر قضية الشعب الفلسطيني.
علقت الجماهير الفلسطينية آمالا كبيرة على صحوة الجماهير العربية، وعلقت الامبريالية الآمال على قوى سياسية متأسلمة تحظى بالشعبية في الشارع العربي ؛ ولما تجلى فشلها في إدارة الأمور أطلقت من القمقم عصابات الطائفية والتكفير. تعهدت الهيمنة الأميركية نموات الطائفية في المجتمع العراقي منذ تسلم برايمر سلطة المندوب السامي في العراق وواصلت حكومات العراق نهجا طائفيا هيأ سنة شمالي العراق لاحتضان داعش. قسمت سيطرة داعش العراق ثلاثا، الأمر الذي يلبي رغبات الإدارة الأميركية؛ فشرعت تماطل وتناور لإطالة الصراع مع داعش كي تتعزز قسمة العراق إلى كردستان وسنة في الشمال وشيعة في الجنوب ، ولكي تنتقل عدوى التقسيم إلى سوريا ولبنان ومن شاءت الامبريالية من أقطار المنطقة.

خلال هذه الحقبة انقطع الشعب الفلسطيني عن بعده الاستراتيجي، ليواجه وهو اعزل التحالف الامبريالي – الإسرائيلي. تفتقت المكائد عن مسرحية التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي وامتدت لتتكشف بعد عقدين من الزمن عن مقامرة: تواطؤ أميركي مع إسرائيل على رفض مطلق لدولة فلسطينية مستقلة. أسفرت مفاوضات دامت عقدين عن ملهاة، بدت السلطة أشبه بطفل الدرع البشري على مقدمة الدبابة يحمي مُكرهاً مدحلة الاستيطان .
وكما لاحظ الكاتب الأميركي ديفيد ريغلاند ، "في الثقافة العالمية يتم الرضى عن استخدام العنف في حل النزاعات. والعديدون يستسيغون العنف عندما يستخدم ضد الفلسطينيين او الملونين في بلدان اوروبا الغربية. ويكمن خلف التسامح وهم التفوق العرقي لمجتمعات الغرب. إن مظاهر العنف التي حدثت مؤخرا في فلسطين تكشف تعريض الشعب الفلسطيني لنظام أبارتهايد أشد قسوة من ذلك الذي اندثر في جنوب إفريقيا. ويجب ان تستصرخ الغضب تجاه افتقاد الاهتمام بالكرامة الإنسانية وفرض ازدواجية المعايير على الشعوب الملونة في أرجاء العالم.

وتساءل بنجامين دانغل لماذا تُعَد الولايات المتحدة الأميركية أعظم خطر يهدد السلم في العالم . عمل دانغل مراسلا صحفيا في أقطار أميركا اللاتينية وألف كتاب " الرقص مع الديناميت: الحركات الاجتماعية ودول أميركا اللاتينية"، وحاليا يعد أطروحة الدكتوراه حول تاريخ اميركا اللاتينية بجامعة ماكغيل الأميركية. اجاب الصحفي الأميركي على تساؤله فاورد تاريخا من " شلال الدم والانقلابات والقنابل التي تواصل اللحاق بالعلم الأميركي أينما رفرف، الأمر الذي يجيز الاستنتاج ان الولايات المتحدة استثنائية في كل شيء ما عدا الحرية والعدالة". وفي حضن الاستثنائية الأميركية ولدت وترعرعت الاستثنائية الإسرائيلية.
ومن جانبها تبرر إسرائيل بدوافع عنصرية جرائمها، إذ تزعم أن ارتباطها بثقافة العرق الأبيض حافز للاصطفاف بجانبها. فقد اوردت ميسي بييتي، الصحفية الأميركية بمجلة ناشفيل لايف ، إعلانا يروج للصهيونية نصه: في أي حرب بين الرجل المتحضر والرجل المتوحش ادعم الرجل المتحضر. ادعموا إسرائيل لإلحاق الهزيمة بالجهاد". تهاجم إسرائيل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان التابع لها وتتجاسر على توجيه اتهام باللاسامية ضد منتقدي سياساتها. وهاجمت المحكمة الجنائية الدولة عندما أعلنت الشروع في تحقيقات بصدد " احتمالات انتهاك حقوق الإنسان" اثناء الحرب على غزة . " لا يزعج نتنياهو وليبرمان القلق من التحقيق مع المسئولين الإسرائيليين. وإذا انتابتهما خشية فلأنه حتى مجرد التحقيق الأولي قد يغير الطريقة التي ينظر بها إلى القضية الفلسطينية، ليضعها داخل إطار حقوق الإنسان والقانون الدولي وجرائم الحرب، مع احتمال تقديم رواية مغايرة للرواية الصهيونية المهيمنة". هذا ما اورده الأكاديميان الإسرائيليان نيفيه غوردون أستاذ العلوم اسياسية ونيقولا بيروغيني ، الأستاذ المساعد ورئيس قسم حقوق الإنسان والقانون الدولي بكلية بارد هورز بالقدس في مقالة مشتركة نشرت بمجلة كونتر بونش الإليكترونية.

لن نمل تكرار الحقيقة التي يتجاهلونها في المنطقة ، وخاصة اليساريون العرب ، وبالذات يساريو شعب فلسطين: مأساة فلسطين مندمجة عضويا مع محن المجتمعات العربية في تبعيتها المطلقة للامبريالية ، عراب اليمين العالمي المتعاظم عدوانية مع تعاظم العنصرية والإرهاب والبناء العسكري تحضيرا للحرب، يدعم إسرائيل بلا تحفظ . ومن العبث النضال ضد أحد طرفي التحالف لوحده. كما أن الشعب الفلسطيني لوحده عاجز عن اختراق هذا التحالف ، ناهيك عن الصمود امام هجومه الموحد. واليسار الفلسطيني والعالمي فقد البوصلة مع انحسار نفوذه بين الجماهير الفلسطينية، التي اندفعت في حيرة وارتباك خلف برامج اليمين المتأسلم . غدا اليسار عاملا ثانويا في الصراع الدائر بشأن قضيته المركزية!!المقاومة الفلسطينية بحاجة ماسة إلى ما هو اكثر من بيانات تضامن تصدر في مناسبات عابرة أو عن اللقاءات الدورية
بتأثير ثقافة الإرهاب فقدت جماهير المسلمين المضللة بالانتماء الديني انتماءها الطبقي المتطابق مع مصالحها الحيوية؛ والحرب ضد الإسلام عزز التوجه الديني لدى الجماهير المسلمة بمن فيهم المهاجرون إلى اوروبا. في مناخ الإرهاب قويت شوكة اليمين المتطرف في اوروبا؛ تكثفت دعايته العنصرية وتعزز التعصب الديني لدى الجاليات المسلمة. وانخرطت مجلة شارلي في المعمعة . في الحقيقة مارست شارلي هيبدو سياسات عنصرية . لم تعارض الحرب ضد أفغانستان؛ وأثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 نشرت المجلة مقالا جاء فيه ما بين تل ابيب وطوكيو توجد حكومات لا تستقر في الحكم إلا بتعبئة ثمانين بالمائة من الجمهور الأمي بالدعاية التحريضية ضد الغرب والديمقراطية . وفي عام 2008 طردت احد رساميها لأنه نشر كاريكاتيرا ضد اليهود فاعتبر لاساميا. وبذا فالسخرية من الإسلام مقصود للتحريض على جماهير يراد لها ان تكون عرضة للاضطهاد والاستلاب. في المناخ الموبوء انحسرت شعبية اليسار.ولكن هذا كله لا يبرر الهجوم الهجمي على صحفيي الجزيرة واجهزتها.
إن ازدواجية المعايير ثقافة كونية ترمز إلى الاستعلاء العرقي في الغرب. ورغم بشاعة الإرهاب ولا إنسانيته فإن سبعة عشر ضحية أثاروا ضجة كونية فاقت كثيرا ما أثير حول مقتل أربعمائة ألف عراقي على أيدي الجنود الأميركيين. فرنسا بقوتها الناعمة والخشنة خلدت ذكرى ضحاياها بما لم يحظ به 78 ضحية من أبناء العمال النرويجيين الذين طاردهم برشاشه في صيف 2012 شاب نازي من اليمين الأوروبي المتطرف. وتعود التفرقة إلى التمييز العرقي بين الضحايا، ومن ثم بين مقترفي جريمة الإرهاب.

"الولايات المتحدة تعرف منذ زمن بعيد ان إسرائيل ليست جادة في المفاوضات، واتبعت عدة وسائل لمنع منظمة التحرير الفلسطينية من عضوية المنظمات الدولية". هذا ما استخلصه روبرت فانتينا مؤلف كتاب "إمبراطورية عنصرية وإبادة الجنس: تاريخ السياسة الخارجية للولايات المتحدة". لاحظ الكاتب الأميركي المؤشرات التالية في النهج الأميركي حيال الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي: إغفال تام لانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة والتمسك برؤية للسلام تقوم على الشروط الإسرائيلية، ومعارضة كل قرار يصدر عن الأمم المتحدة يندد بممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني؛ دعم انتقال اليهود داخل الأراضي المحتلة ، ومواصلة زيادة الدعم المالي لإسرائيل رغم تناقض ممارساتها مع ما تعلنه اميركا من مبادئ.
ولما كان من مقتضيات السياسات العدوانية تفعيل شواحن الكراهية تجاه المجموعات البشرية المستهدفة ، وتأجيج التعصب العرقي ، فمن الطبيعي أن يتبين الكاتب روبين روزنبيرغ كولورني في إحدى مقالاته التي نقلتها مجلة كاونتر بانش الإليكترونية ان " المثقفين اليهود المعادين للصهيونية امثال نوعام تشومسكي وشلومو ساند على ثقة ان سياسة كولنيالية عدوانية وتوسعية تنتهجها إسرائيل تشكل عاملا جوهريا في تأجيج مشاعر التعصب العرقي التي تتطلبها دولة إسرائيل لضمان استمرار وجودها والحصول على الدعم الداخلي. وبكلمات ، بدون نهج التوسع الاستيطاني المدعم بالقداسة تنهار الرواية المساندة للأجندة الصهيونية.
في ظل ثقافة الإرهاب نشطت أيديولوجيا الصهيونية وانحسر مد أيديولوجيا التحرر الوطني والتقدم. اليسار العالمي عانى العزلة عن أداته الاجتماعية بتأثير ثقافة الإرهاب. فعندما اعلن الرئيس بوش الحرب على الإرهاب فقد خاضها في البداية وقبل تفجيرات 11 سبتمبر حربا ضد الديمقراطية؛ وبنجاحه في تلك الحرب أمكنه العدوان على أفغانستان والعراق.
خشبة الإنقاذ لليسار الفلسطيني والعربي ولقضاياها العادلة تتهيأ في مكافحة التعصب الديني والعرقي والقطرية الضيقة لصالح الانتماء الطبقي للجماهير العربية. تدمج القضية الفلسطينية بالحركة العربية الواحدة من اجل التحرر والديمقراطية والتنمية. يستحيل ان تخضع إسرائيل لضغوط الرأي العام الإقليمي او العالمي طالما هي تحظى بدعم غير متحفظ من جانب الامبريالية الأميركية بمواقعها الوطيدة داخل المنطقة.إن مكافحة النفوذ الأميركي والمشاريع الأميركية ونهج الحروب في المنطقة والعالم مقدمة لابد منها لمكافحة عدوان إسرائيل الاستيطاني.

يورد الكاتب الأميركي دانغل أن 405 آلاف عراقي أبيدوا جراء غزو اميركا لبلادهم وتقف الولايات المتحدة في مقدمة دول العالم من حيث النفقات العسكرية البالغة 7,6 ترليون دولارمنذ تفجيرات 11 سبتمبر. ونقل الصحفي عن صحيفة نيويورك تايمز أن أبوبكر البغدادي صناعة أميركية، فقد ظهر في ظل هيمنة اميركا على العراق . كما استحضر مقابلة مع تشومسكي أكد فيها أن الولايات المتحدة منذ أربعين عاما تلعب ادوارا رئيسة في الإطاحة بديمقراطيات منتخبة في إيران وغواتيمالا والهند الصينية و، حيث أبيد الملايين من البشر الظامئين إلى التحرر.

أما البروفيسور غاريكاي تشينغو، الذي اكد في مقال سابق احتضان الدبلوماسية الأميركية حركة داعش ومن قبلها القاعدة، وأثناء حقبة الحرب الباردة سخرت الإخوان المسلمين لبث دعايات معادية للسوفييت وللتقدم في بلدانهم.. نقول ان هذا العالم الأميركي شخص في سياسات بلاده الخواص الأربعة الرئيسة للدولة الفاشية، وعلى رأسها العنف المتبع في الداخل والخارج: حكومة الحزب الواحد فخلال السنوات الأخيرة انفقت اكبر ثلاثين شركة اميركية من أموالها للضغط على السياسيين أكثر مما دفعته من ضرائب فيدرالية، وذلك طبقا لما اوردته مجموعة إصلاحية أطلقت على نفسها اسم الحملة العامة ؛ الحكم يتداوله ممثلو الاحتكارات ،وتمايز حاد في الدخل ودولة بوليسية شمولية واعتماد قوي على الدعاية.

وينضم إلى الكوكبة أندريه فلتشيك روائي ومخرج سينمائي وصحافي متجول غطى الحروب في مناطق عدة جمع مشاهداته في كتاب صدر مؤخرا " الكفاح ضد امبريالية الغرب "، كتب محذرا بأن العالم يبدو متجها نحو كارثة جديدة وهجمة فاشية عظمى جديدة ، تعدها هذه المرة قادة الامبراطورية الذين يزدادون جنونا وتوحشا.

طبيعي أن تسفر مجمل عناصر التيار السائد في السياسة الدولية وعملياته عن تعاظم نزعة تعصب فاشية داخل إسرائيل تجلى نمطها في ما كتبته أفيليت شيكد، النائبة في الكنيست .. " الشعب الفلسطيني بأجمعه هو العدو. في الحروب العدو هو مجموع الشعب بمن فيهم كبارالسن والنساء والأطفال في المدن والقرى، ومعهم املاكهم وعقاراتهم". يبعث هذا التحريض ذكريات تجربة اميركية لبناء حضارة جديدة على أنقاض الشعب صاحب الديار الحقيقي؛ فكانت الإبادة العرقية للهنود الحمر على أيدي المستوطنين البيض. هنا يكمن سر الإنكار الأميركي لعنصرية الأبارتهايد الإسرائيلي؛ وإلا فإنها تقر بالأبارتهايد الأميركي.

قادة الصهيونية وإسرائيل يتبعون دوما تكتيك الهجوم ، حتى وصراخ استنكار جرائمهم يملأ فضاءات الكون. يتهمون باللاسامية كل من ينتقد سياسات إسرائيل؛ يهاجمون حاليا المحكمة الجنائية الدولية. لا يقلق نتنياهو وليبرمان الخشية من التحقيق مع مسئولين إسرائيليين؛ إنما ينبع القلق من احتمال أنه حتى التحقيق الأولي ربما يبدل الطريقة التي ينظر بها إلى مسألة فلسطين، فيُدخِلها في إطار القانون الدولي وحقوق الإنسان وجرائم الحرب، مع احتمال تقديم رواية تاريخية مغايرة عن الرواية الصهيونية المهيمنة. تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية يثير أسئلة عدة منها من هو الضحية ومن الجاني، وهل تقبل الشرعية الدولية اجتثاث الشعب صاحب الأرض وإحلال شعب آخر محله". هذا ما اورده الأكاديميان الإسرائيليان نيفيه غوردون ، أستاذ العلوم السياسية و نيقولا بيروغيني ، الأستاذ المساعد ورئيس دائرة حقوق الإنسان والقانون الدولي بكلية بارد هورزبالقدس .

اختزل المؤرخ اليهودي المقيم في بريطانيا، آفي شيلاييم، مطالعاته لمجريات الأحداث في كتابه " الجدار الحديدي: إسرائيل والعالم العربي"، إن الاحتمال ضعيف جدا ان تغير الولايات المتحدة سياستها الخارجية وقد يكون معدوما. ولا يوجد في الوقت الراهن بينة على ان قادة إسرائيل معنيون بحل الدولتين؛ يبدو انهم لا يعون الدمار الذي يلحقه الاحتلال بمجتمعهم وبسمعة بلدهم في الخارج.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد الذكر فؤاد نصار في ذكراه المئوية
- حرب على عدة محاور يخوضها نتنياهو
- العاهة بنيوية في تركيبة النظام الرأسمالي
- الشعب الأسود وشعب فلسطين يصليان جحيم العنصرية
- لامصلحة لإسرائيل في الاتفاق مع العرب
- في ذكرى أكتوبر-3
- في ذكرى اكتوبر - المآثر التاريخية لثورة اكتوبر الاشتراكية ال ...
- في ذكرى أكتوبر - الهيمنة المطلقة لدولة الاحتكارات
- ثنائية القوي - الضعيف في صراعات المنطقة
- التنوير المجهض - امتهان الديمقراطية
- التنوير المجهض-3
- التنوير المجهض - تحديث زائف
- التنوير المجهض
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 4من4 -ابن تيمية
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 3من4 شهادتان
- طرد العقلانية من الفقه الإسلامي
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي
- متاهة الحلول المنفردة في استراتيجية الخداع والتمويه
- همجية المحارق.. الدلالات والمخاطر
- الهمجية الممنهجة ..عار عنصرية البيض


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - جدل الإرهاب والعنصرية والحرب