أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - همجية المحارق.. الدلالات والمخاطر















المزيد.....

همجية المحارق.. الدلالات والمخاطر


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 13:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


همجية المحارق .. الدلالات والمخاطر
تعرت همجية إسرائيل الممنهجة من خلال العدوان الدموي الأخير على غزة، وكشفت للعالم الذي راقب مذهولا وساخطا جرائم العدوان المتلاحقة على مدار الساعة طول 29 يوما متتالية ، دلالات اختزلت علاقة إسرائيل بالشعب الفلسطيني عبر العقود السبعة من قيام الدولة ، بل عبر اكثر من قرن مضى على نشاط الحركة الصهيونية. هذه الدلالات يجدر ان يعيها كل من اكتوى بألم الفجيعة المستحضرة لآلام معتقة يحثه السعي لوضع حد للكوارث والنكبات المتنقلة عدواها إلى دول الجوار :
اولا ، تركز حقد حكام إسرائيل على الشعب الفلسطيني ؛ يلوح نتنياهو بالمنديل الأحمر كي يهيج جمهور انصاره، ثم يقود الجمهور المنوم بلذة سادية إلى تجفيف منابع المقاومة عبر محرقة الإنسان والمكان. ان طبيعة الصهيونية ومشروعها الاستيطاني الاقتلاعي يستوجب في نظرها اعتلال النفسية الاجتماعية للمجتمع الفلسطيني حتى يخضع للمشيئة الإسرائيلية او يرحل خارج الوطن. ودورات الإبادة الجماعية المتعاقبة التي تطال البشر، إلى جانب التدمير الممنهج لبيوت السكن والمشافي والمدارس والجامعات ومحطة الكهرباء وخدمات المياه والمجاري الخ ، يراد منها جعل البيئة غير صالحة للسكن. ومنذ ان عرف العالم بقرية دير ياسين مرورا بقرى قبية ونحالين ثم مخيمي صبرا وشاتيلا اظهرت عشرات المجازر أن الولوغ بالدم الفلسطيني استهدف ترويع الجماهير الشاهدة على الجريمة وتحطيم إرادة الصمود الشعبي وصولا للإحباط العام وتقويض المقاومة. وعلى إيقاع الضربات الصاروخية العشوائية كتب المعلقون والمراقبون يلقون الأضواء على نظام الأبارتهايد ومنهجيته . استحضرت عبارة احد هعام، الزعيم الصهيوني المعارض لخطة هيرتزل، كتب تقريرا إثر زيارة فلسطين عام 1891، سجل مشاهداته ، ووصف تحول" إخوتنا " المفاجئ على أرض فلسطين النائية، قد بعث فيهم دافعا للاستبداد كما يحدث دوما " للعبد إذ يغدو ملكا " . فهم "يشهرون العداء للعرب ، ويعاملونهم بفظاظة" . وبعده بأربعة عقود شهد الدكتور يودا ماغنس ، اول رئيس للجامعة العبرية ان " خطيئة الصهيونية عدم التفاهم والتعاون مع العرب" .
وفي هذه الدورة من المحارق الصهيونية شهد اجامو بركة احد المناضلين في الحركة الدولية لحقوق الإنسان، والمحلل الجغر سياسي، عن سياسات إبادة الجنس التي تتبعها الصهيونية تموهها بتحويل إسرائيل من دولة مسلحة تمارس الغزو الاقتلاعي إلى الدولة الضحية، ومن ثم تحويل المقاومة بشتى أشكالها إلى إرهاب.
ثانيا ورغم المجازر المتلاحقة، ورغم شظف العيش والحرمان المزمنين لم يفتر تمسك الجماهير الفلسطينية بوطنها ، سواء من يحيا على ارض الوطن او في الشتات. إنه الحس الوطني الذي يسكن الفلسطيني رغم كل الويلات والكوارث؛ بينما افتقد هذا الحس لدى الإسرائيلي؛ إذ تمرد سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة وتركوا المستوطنات وهددوا بعدم العودة، الأمر الذي عالجته حكومة المستوطنين بملايين الشواكل رشوات صمود. حقا فلم يتخيل المستوطنون في فلسطين غير البيزنس وأرباحه الجزيلة ، والاستيطان قليل الكلفة والأراضي المنهوبة عنوة، والأرباح الوفيرة تدرها الحروب المتعاقبة وصناعة الأسلحة واجهزة التجسس ثم عملية السلام المديدة . وفي خضم التسابق على الأرباح نشأت في إسرائيل رأسمالية " خنزيرية" تمارس الاستغلال البشع للجمهور في إسرائيل يهودا وعربا .
ثالثا ، ان العدوان الهمجي الذي تشنه إسرائيل يتم برعاية ودعم اميركيين. فرغم الفظائع وانتهاكات القانون الدولي الإنساني أعلن الرئيس الأميركي تزويد جيش الغزو بالذخيرة اللازمة من مخازن الاحتياطي الاستراتيجي للجيش الأميركي. في مقال مطول تحت عنوان "مخطط الفوضى في الشرق الأوسط وخارجه " سرد الدكتور اسماعيل حسين زادة أستاذ كرسي الاقتصاد بجامعة دريك الأميركية، حكاية ما بعد انتهاء الحرب الباردة في تسعينات القرن الماضي، حيث تبدد بسرعة الحلم بتحويل مخصصات التسلح إلى الرعاية الاجتماعية. فمن وجهة نظر التجمع الاقتصادي العسكري في الولايات المتحدة والمتطرفون في الحركة الصهيونية دعاة " إسرائيل الكبرى" بات من المنطقي الإبقاء على الخصومات الدولية والحروب؛ فتحركوا بسرعة للحيلولة دون تخفيض نفقات التسلح وتكريس العدوان في السياسات الدولية من اجل إخضاع أقطار العالم الثالت، والبلدان العربية على وجه الخصوص، وإرجاعها للوصاية. راحت التصريحات تصدر تباعا من المسئولين العسكريين والاستراتيجيين بوجوب رفع نفقات التسلح. وشمل التجمع المناصر للأصولية المسيحية والمشكّل قوام المحافظين الجدد ودعاة القرن الأميركي الجديد، كلا من ديك تشيني وزير الدفاع في إدارة بوش الأب ونائبه باول وولفوفيتس وزالمان خليل زادة، مساعد نائب وزير الدفاع وريتشارد بيرل ودوغلاس فيث وميشيل لادين وأيليوت أبرامز ودونالد رامسفيلد وويليام كريستول.
أورد الباحث كيف نجح تكتل المحافظين الجدد في احتلال صدارة النشاط الدبلوماسي والسياسي بالولايات المتحدة ممثلين للتجمع الصناعي العسكري، والعسكريين بلباس مدني العاملين داخل البنتاغون وحوله ومن يرتبط بهم من صقور بنوك المعلومات. . وبجهودهم باتت الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأميركية ملتحمة مع مشروع إسرائيل الكبرى . وكان ريتشارد بيرل مستشار نتنياهو في حملته الانتخابية وضمّن برنامجه الانتخابي لأول مرة عدم الانسحاب من الأراضي المحتلة. وتسعى العدوانية الأميركية إلهاء العالم عن فظائع المحرقة بتصعيد قصف عناصر داعش من الجو؛ وكل الشواهد تؤكد ان شعب العراق عانى منذ العام 1980، وعبر مراحل متلاحقة، عذابات أميركا؛ كما أن داعش والنصرة وانصار الشريعة وعشائر السلفيين المهاجرة جوا وبحرا بين سوريا وليبيا وسيناء واليمن ومن تستهدفه الامبريالية من بلدان بالمنطقة لترده ، عبر حروب بالوكالة ، إلى عصور الهمجية برداء ديني، هم مستنبتات الفوضى الخلاقة . فإسرائيل وكل هذا الحشد من البدائيين إنتاج اميركي وربائب اميركية نكصت عن عهود الحضارة وقيمها إلى عهود الهمجية ، حيث لا قيم ولا ضمير أو قانون إنساني. عقيدتها في جوهرها قصف المدنيين بالصواريخ حتى ينصاعوا ، ملحقة اكبر قدر ممكن من الخسائر الضخمة في البشر، وذلك لردع " المقاومة" أطول فترة ممكنة. بزهو واعتداد صرح السيناتور الأميركي ماكين، قبل عام ، لمراسلي فضائية سي إن إن "انها لتجربة مثيرة أن ألتقي بهؤلاء المكافحين[ يقصد داعش] الذين يناضلون منذ عامين".
و صدر في الولايات المتحدة حديثا عن دار نشر بيكان برس، كتاب للمؤرخ والأكاديمي رشيد خالدي بعنوان "عرابو الخداع: كيف قوّضت الولايات المتحدة فرص السلام في الشرق الأوسط"، استند الى ما نشرته الإدارة الأمريكية من وثائق متعلقة بالصراع الفلسطيني والعربي- الإسرائيلي بحكم التقادم. وقد وعد المؤلف بمتابعة الكتابة حول الموضوع لتوافر المزيد من الوثائق حوله.حاول المؤلف (د.رشيد الخالدي) مستندا إلى الوثائق المفرج عنها إضافة لما بحوزته و بحوزة زملائه المفاوضين وطلاب الدراسات العليا لديه، أن يثبت بأن السياسة الأمريكية خلال 35 السنة الأخيرة زعزعت أسس السلام في الشرق الأوسط بدل تسهيله أو العمل على إقراره، ولم تكن صادقة في توسطها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، بالعكس كانت تلعب دور محامي الدفاع عن إسرائيل على حد قول آرون ديفيد مولر عضو الوفد الأمريكي المفاوض بزمالة دنيس روس ودانيال كرزر عام 91-93.

ورابعا ، جرت المجزرة في مناخ من الشحن الفاشي للجمهور الإسرائيلي. وصف أوري أفنيري المناخ المتشكل ب" هيستريا الحرب التي غمرت الجمهور الإسرائيلي أثناء الحرب قد جلبت معها موجة من الفاشية. راح الرعاع يصطادون العرب في القدس ، وتطلب الأمر وضع حراسة على صحفي مثل جدعون ليفي او أساتذة الجامعات ممن تجرؤوا على الدعوة للسلام ( مبررين حملة تشمل العالم لمقاطعة إسرائيل)، وفصل من عملهم فنانون عبروا بأبسط التعابير عن معارضتهم".
واستطرد أفنيري:" واحد أعراض الفاشية ادعاء الطعن في الظهر . وكان هتلر قد لجا إليها وهو يصعد إلى السلطة. جيشنا المجيد على أبواب النصر عندما طعنه بعض السياسيين ( اليهود) بسكين في ظهره. بمقدور المرء سماع مثل هذا الهراء الآن. كان بمقدور جنودنا البواسل احتلال غزة لو لم يصدر نتنياهو ودلاديله ( وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان) امر الانسحاب المشين.
ونشرت صحيفة " تايمز أف إسرائيل" مقالة تحرض على العرب وتدعو لإبادتهم او تهجيرهم خارج فلسطين.
وممن تداعت في فكره الشوهد على عنصري إسرائيل في ظروف المحرقة إيفان جونز أستاذ الاقتصاد السياسي المتقاعد بجامعة سيدني. كتب، في بحث مفصل وموثق نشرته مجلة كاونتر بانش تحت العنوان " الدولة المارقة" يستعرض تاريخ النشاط الصهيوني بفلسطين. نقل تصريحات وكتابات موثقة عن زعماء الهاغاناة والوكالة اليهودية تؤكد صراحة نوايا اللجوء إلى العنف لطرد العرب من فلسطين. وممن نقل عنهم الباحث يوري ديفيس، مؤلف كتاب " الأبارتهايد الإسرائيلي"، يورد فيه مقابلة أجراها مع مستوطن عبّر عن لسان حال الطيارين الإسرائيليين في محرقة غزة الأخيرة. طرح ديفيس تصريح الأكاديمي المشهور والفيلسوف الإسرائيلي، يشاعياهو ليبوفيتش إثر حرب1967 "اذا توجب احتلال شعب آخر فمن المستحيل تجنب طرائق النازية"؛ واجاب المستوطن: ليبوفيتش محق ، نحن يهود نازيون، ولم لا؟ حتى في هذا اليوم انا على استعداد للقيام بأعمال قذرة لأجل إسرائيل .. أن أقتل أكبرعدد ممكن من العرب، أن أطردهم، أحرقهم.. ولتشنقني إن رغبت بصفتي مجرم حرب... وما لم تدركوه بعد أن الأعمال القذرة للصهيونية لم تكتمل؛ حقا كان بالامكان إكمالها عام 1948...".
نقل الأستاذ جونز عن كتاب ديفيس أقوال يهود ساخطين على الجرائم المقترفة باسم اليهود.أورد ما قاله ليبوفيتش عام 1982، مرددا صدى إسرائيل شاحاك [ رئيس جمعية حقوق الإنسان والأكاديمي المشهور]:اجل المجزرة [صبرا وشاتيلا] نفذناها نحن ، والكتائب عملاء لنا ، تماما مثلما كان الكروات والأكرينيون والسلوفاك عملاء هتلر . نظمهم جنودا يقومون بالأعمال نيابة عنه. ومع ذلك فقد نظمنا فرق الاغتيال لقتل الفلسطينيين".
وعن اوري أفنيري ، الذي لم يتيم بياسر عرفات،كتب قبل عشر سنوات: القذارة المثيرة للغثيان المنصبة على عرفات خلال الأيام الماضية، خاصة كل ما اختلقته الميديا الإسرائيلية تجعل المرء يخجل من كونه إسرائيليا. عن شيطنة القائد الوطني الفلسطيني ، التي ظلت في مركز الدعاية الإسرائيلية عبر عقود، تواصلت حتى بعد وفاته. يبدو ان 37 عاما من الاحتلال قد أشاع التوحش في المجتمع الإسرائيلي وتركه مفتقرا إلى الحس السليم. وزراء وأيقونات التلفزة وأساتذة الجامعات، " يساريون" وفاشيون صارخون حاولوا المزاودة على بعضهم البعض من حيث الغوغائية
ونقل أيضا ما كتبه نورمان بولاك في مقال نشر يوم 24 تموز على موقع كاونتر بانش قال فيه: أعبر عن القرف من جرائم الحرب التي تقترفها إسرائيل، وذلك باسم اليهودية العالمية ، وادعاء تمثيل الشعب والديانة ، الأمر الذي يبعث مشاعر الخجل والعداء والخيانة للديانة وتراث الأجداد والتنشئة، التي شوهت معنى اليهودية التي عرفتها وأحببتها".
وخامسا، توجه نتنياهو إلى المحرقة المعد لها على ايقاعات التوسع الاستيطاني وتصريحاته الاستفزازية بأنه لن ينقل فردا واحدا من الأماكن المستوطنة، مسنودا ماديا ومعنويا ودبلوماسيا بالفيتو الأميركي وبالمواقف المؤيدة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى . وفي يوم الجمعة 11 تموز - اليوم الرابع للمحرقة - عقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا بوزارة الدفاع زعم فيه انه محاط بسلفيين يتوعدون إسرائيل بالإبادة ؛ ولذا فإنه لن يسلم امن إسرائيل لأحد غير إسرائيل ولن يقبل قيام دولة فلسطينية غربي النهر.
وسادسا، قامت المحرقة على الأكاذيب وتخللتها الأكاذيب والتلفيقات من شاكلة الدروع البشرية وتوصيل التحذيرات قبل إطلاق الصواريخ،ثم خرافات تبادل إطلاق النيران وتكافؤ التسلح لدى الطرفين " المتحاربين"، ومبادرة المقاومة الفلسطينية انتهاك وقف النيران . شارك السياسيون في الغرب وإعلامهم وكذلك سكرتير عام الأمم المتحدة في إشاعة التلفيقات ، مما دفع هيئات دولية عديدة إلى توجيه بيان للسكرتير العام يطالبه بالاعتذار عن التشوهات التي روجها او يستقيل. وكانت التلفيقات المكررة والمكثفة موضع طعون المراقبين ممن وقفوا على المحرقة في جميع فصولها وتجلياتها ووقائعها الموثقة .قدمت أجهزة التصوير مشاهد لا تقبل الطعن على الاصطياد المتعمد للصحفيين ورجال الإسعاف والأطفال وآلاف المشردين الملتجئين إلى مقرات وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة. كما أكد مسئولو وكالة الغوث في غزة أن إيواء المشردين تم بعد اخذ موافقة جيش الغزو وإبلاغه إحداثيات المدارس، ملاجئ المشردين.
وسابعا أشهدت المحرقة الرأي العام في كل بقاع المعمورة على شهوة القتل والإبادة الجماعية لدى حكام إسرائيل، وذلك رغم مساندة مكاتب السياسة والتحرير الإعلامي في الغرب . وباستثناء إسرائيل انفضحت سياسات إسرائيل العدوانية في انحاء العالم وسارت مظاهرات جماهيرية حاشدة تندد بالمحرقة الإسرائيلية.
خلص الدكتور إيفانز من جماع ما قدمه من وثائق وأفعال إلى أن تاريخ إسرائيل محض تدجيل. والتدجيل ليس كذبة واحدة كبيرة؛ إنما هو أكاذيب متشابكة تشكل بمجموعها اكذوبة كبرى. هناك أكاذيب القتل: إسرائيل تخلت عن غزة عام 2005، جيش الدفاع لا يستهدف سوى الإرهابيين، وينفذ عمله بكل الدقة؛ حماس تستخدم الدروع البشرية. وبلجوئها إلى الدروع البشرية تضطرنا حماس لقتل الأطفال. وبالمناسبة فقصف [المدرعة الأميركية]ليبرتي عام 1967 تم بالصدفة!!!
ثم هناك الأكاذيب ‘الوجودية’ الأساس : الأراضي المصادرة تنتظر تحسين الإنتاج، إسرائيل دولة ديمقراطية ( إقرأ أثنوقراطية). لا يوجد من يدعون فلسطينيين، لايوجد شريك لإسرائيل في عملية السلام ، نحن وجدنا هنا اولا ، هي بلادنا بالحق التاريخي( مع تنويعات مثل هبة من الرب، وغير ذلك من تلفيقات).
وثامنا، فشلت إسرائيل في تحقيق أهداف سياسية من المحرقة؛ إذ عجز جيشها عن التقدم او خشي العواقب من الحرب الأرضية؛ بينما اعتاد اختراق الجبهات العربية كما يخترق السكين قالب الزبدة. لم يعد بمقدور الجيش الذي أشاع في المجتمع الإسرائيلي مقولة " جميل كعملية عسكرية" غير الإبادة الجماعية بوسائل همجية . عمليا انخفضت إلى حد بعيد منفعة إسرائيل لاستراتيجية الغرب في المنطقة.
بالمقابل تجسد نجاح الجانب الفلسطيني في المقاومة الناجحة للعدوان المسلح بأحدث تقاني القتال. فما زال الموقف الفلسطيني مقتصرا على المقاومة ، والمطلوب الانتقال إلى التحرير. ما زال المجتمع الإسرائيلي معافى من تأثيرات الحروب المتواصلة ويدعمها . وهذه نقطة على غاية الأهمية؛ خالد مشعل ، رئيس المكتب السياسي لحماس ، يعاونه امير قطرالذي يقوم بدور حصان طروادة داخل النشاط الفلسطيني، استغلا بروز حماس في المقاومة – تماما كما جرى أثناء الصراع المسلح الذي استدرج إليه شارون عامي 2001و 2002 ، حيث تم إشهار حماس كطرف إرهابي، وخصها شارون بالاغتيالات، بقصد وتعمد ، كي يعزز مكانتها داخل المجتمع الفلسطيني منافسة لمنظمة التحرير، وصولا لتحريض الجمهور الإسرائيلي باتجاه التطرف الديني الفاشي- وغاية مشعل توسيط الملك السعودي لقبوله ممثلا للطرف الفلسطيني بديلا لمحمود عباس ، الذي بات غير عِدل مكافئ لنتنياهو في نظر الرئيس الأميركي اوباما. وبذا فالانخراط في الاستراتيجية الأميركية يبدأ الدرب الذي انهى عباس غير كفء. وخلال التناغم مع توجيهات الامبريالية الأميركية لن يفضي التنسيق مع الامبريالية الأميركية سوى توريط القضية الفلسطينية في متاهات جديدة.













#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهمجية الممنهجة ..عار عنصرية البيض
- الغبلزية الجديدة
- إعلام الحروب
- جذور التحالف الإجرامي
- جنرال الحرب الإعلامية يموه فشل الصهيونية
- ثقافة التحضر تنقض الأبارتهايد الإسرائيلي
- من القاتل ومن المستفيد؟!
- مكائد إسرائيل وتحالفها الاستراتيجي تحت المجهر
- العلم في الصغر
- حكومة وفاق وطني تحت حراب الاحتلال
- مركزية دور التربية النقدية في التحول الديمقراطي
- الماركسيون والديمقراطية .. الدروب ليست سالكة
- الماركسيون والديمقراطية
- إسقاطات توحش الاحتلال الإسرائيلي
- يوم الأرض ووحدة النضال والمصير في المنطقة
- مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني2/2
- مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني
- المرأة والدبمقراطية والثقافة
- الصهيونية تعاونت مع النازية -2
- الصهيونية تعاونت مع النازية واضطهاد اليهود يخدم أهدافها


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - همجية المحارق.. الدلالات والمخاطر