أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - الماركسيون والديمقراطية















المزيد.....

الماركسيون والديمقراطية


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4463 - 2014 / 5 / 25 - 11:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كيف تتعزز الديمقراطية في نشاط الحزب الماركسي وفي تنظيمه ، وتتوطد في نفس الوقت داخل الحزب وحدة الإرادة ومتانة التنظيم اللذين يضاعفان قوة الطبقات الكادحة أضعافا مضاعفة؟
كنت و ما زلت أرد التشظي داخل قوى اليسار إلى ضعف المناعة الديمقراطية لدى المنشقين، وربما انعدام المناعة لديهم. ولا شك أن تشظي اليسار يفشي الافتقار إلى الديمقراطية. فالماركسي الذي يقبل الانضمام إلى الحزب مطالب بالبقاء داخل الحزب معارضا ومكافحا من اجل انتصار رؤيته ، وذلك رغم تفهم خطوة لينين ضمن ملابساتها التاريخية في انفصال البلاشفة عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي. وفيما بعد أطلق لينين صفة " الانتهازية التنظيمية" على الفرد او المجموعة التكتلية حين تتمرد على رأي الأكثرية داخل الحزب. لم يطرح لينين آلية تعبر من خلالها الأقلية عن وجهات نظرها وتسعى للإقناع بها بالسبل الديمقراطية وضمن وحدة الحزب. وضاعف اللبس أن وجد لينين قبيل تخليه عن قيادة الحزب بسبب تفاقم المرض من الضروري حظر الحوارات العلنية وصولا لفرض وحدة الإرادة داخل القيادة السياسية. وتشير الدلائل إلى أن لينين كان سيتحول عن هذا التكتيك لو امتد به العمر وشهد إشاعة الثقافة والعلم في المجتمع ولدى الكوادر القيادية على وجه الخصوص. فبموجب خطة النيب ( السياسة الاقتصادية الجديدة) اولى لينين اهمية كبرى وأساسية للثقافة في إنجاح خطة النيب وجلب الفلاحين وصغار المنتجين إلى الاشتراكية، ومن ثم إيصال البلاد السوفييتية إلى الاشتراكية, في تصور لينين تقترن الديمقراطية الاشتراكية بالوعي وبالثقافة الإنسانية الرفيعة. لكن تسلم ستالين القيادة أجهض خطة النيب واودى بحلم لينين؛ إذ فرض القيادة الأوامرية من خلال تحكم الجهاز البيروقراطي . وفيما بعد فرض ستالين، باسم ديكتاتورية البروليتاريا، ديكتاتورية القيادة ثم ديكتاتوريته الشخصية. شاعت في الحركة الماركسية ظاهرة عبادة الفرد، واصيبت الأقطار النامية بمرض كساح نظام الحزب الواحد.
وتبين بعد خراب مالطة أن الستالينية الجديدة ( هكذا اطلق على حقبة بريجنيف -كوسيجين بعد الإطاحة بخروشتشوف) واصلت احتكار التفكير بصدد تطوير الاشتراكية وقضايا الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. وأثناء الحرب الباردة كان العداء للسوفييت وللشيوعية مظهرا لنزعة الهيمنة الامبريالية ؛ وجاءت مواقف التضامن مع الاتحاد السوفييتي طوعية نظرا لأن العداء للسوفييت تواصل نهجا امبرياليا يهدف عزل حركة التحرر عن حليفها ،الدولة الاشتراكية . وكثرٌ هم الذين زايدوا في ردتهم عن الماركسية بشتائم وتجنيات كانت اوراق اعتماد لدى معسكر الامبريالية. مع أن قلة انتقدت فقر الديمقراطية السوفييتية وتمسكوا بالموقف الوطني الديمقراطي بلا مغازلة لأعداء التحرر الوطني والتقدم. من بين هؤلاء رئيف خوري المثقف اللبناني جهر في نهاية اربعينات القرن الماضي بانتقاد غياب الديمقراطية في الاتحاد السوفييتي . ومرارا أطرى الراحل محمد إبراهيم دكروب على الموقف النقدي لرئيف خوري. كان ذلك الشيوعي الصلب الودود يقول ليس لدي نجمة او نيشانا أخاف أن ينتزع عن صدري. وحفلت مجلة الطريق التي كان يحررها بالأبحاث المعمقة في جدل الديمقراطية والثقافة.
أما رفيقه في تحرير المجلة وفي ميدان الثقافة الوطنية ، كريم مروة، فراودته الخشية من النقد كما يبدو من كتابته في " "اعترافات نهاية قرن". أعتمد على ما نقله انطوان سيف ( السفير 9/5/2014)، على لسان كريم مروة في عرض للكتاب ، " لكنني أعترفُ بأنني لم أتجرَّأ في ذلك الحين على التعبير عن رأيي في ما كنتُ اعتبرُه مخالفاً لمبادئ الاشتراكية كما تعلَّمتُها وكما فهمتُها. وكان لإحجامي عن التعبير ثلاثةُ أسبابٍ: السببُ الأول يتمثَّلُ في خوفي من أن يقودَ ذلك إمّا إلى الإحباط لدى بعضِ الرفاق، أو إلى الاحتجاج على كلامي لدى رفاقٍ آخرين. والسبب الثاني يتمثَّل في خوفي من العقاب الذي كان يمكن أن يصلَ إلى الطردِ من الحزب. وكان ماثلاً أمامي في ذلك الحين ما جرى للقائد الشيوعي الكبير فرج الله الحلو. أما السببُ الثالث فيعودُ إلى أنني كنتُ شديدَ الارتباطِ بالاشتراكية في ما ينسبه اليقينُ الإيمانيُّ بها وبمستقبلها، وعميقَ الاقتناعِ بأنَّ تلك الأخطاء لا بدَّ أن يتمَّ تجاوزُها."
والحقيقة أن انتقاد الأخطاء السوفييتية لم يعد من تابوهات الحركة الماركسية منذ سبعينات القرن الماضي . وأذكر انني كتبت في صحيفة الصباح الأردنية وأبلغني الرفيق الراحل فؤاد نصار ، الأمين الأول، انه يتابع كتاباتي ونصحني بالتحفظ في النقل عن الكتاب السوفييت لأن ما يكتبه بعضهم عن الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية لا يراعي الدقة والموضوعية.
و الأغرب أن يُضيف أنطوان سيف مما كتبه كريم مروة: «لن أَدخلَ في هذه اليوميَّةِ (وتاريخُها: الخميس 23 أيلول) بأيِّ حديثٍ عن قادةِ الأحزاب الشيوعيةِ في بلداننا، وعن قادتِها...» (ص 25) . إذن في البال مثالب لقادة أحزاب ماركسية ويسارية يحجم كريم مروة عن ذكرها، حتى وهو يبق البحصاية. بينما لم يتهيب الرفيق حسين عبد الرازق من النقد، وفي مقالة نشرت بصحيفة "الأهالي" وعلى موقع الحوار المتمدن،كتب يقول: "ومن أبرز هذه الأسباب وأكثرها شيوعا، أن بعض رؤساء وقادة هذه الأحزاب يتبعون منهجا غريبا فى العمل الحزبي، وهو العمل بدأب على فرض الأتباع والأنصار فى المستويات القيادية وإبعاد وحصار الشخصيات القوية التي تتمتع بشخصية مستقلة وبوجود فى الحزب والمجتمع، باعتبارها منافسا محتملا يهدد نفوذ الرئيس، أو خوفا من مقارنة لا تكون فى صالحه من حيث الكفاءة والقدرة على العطاء والتاريخ الحزبي".
إذن، يجري داخل احزاب اليسار تقديم الولاء على الإنجاز، وهو النهج الذي تخلف من عبادة الفرد الستالينية وأشاع أسلوبا للتسلط مميزا لنظم الاستبداد وحلفائها في تيار اليمين؛ وهذا أحد اسباب ضعف تيار اليسار. ولدى دول الغرب اتجاه عام لحصار الديمقراطية ، كأحد مقومات الثورة المضادة المتجلية في نزوع الاحتكارات الضخمة كقوى اقتصادية للهيمنة الكونية مسخرة اجهزة الحكم العسكرية والاستخبارية والإعلامية وكذلك المال السياسي لإعطاب الديمقراطية السياسية وشلها عن التفاعل مع مصالح الجماهيراو أخذها بنظر الاعتبار. وانسجاما مع التوجه تتكرر ظواهر الإملاء في موقف دول الغرب وربيبتها إسرائيل ، وكذلك في مواقف الصحف واجهزة الإعلام الرئيسة ومراكز الأبحاث وتقارير المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وحتى مراكز الأبحاث الأكاديمية. ولا بد أن يقابِل نهجُ الثورة المضادة بالرضى توجهَ احزاب اليسار وقادة الدول للتضييق على الديمقراطية وتقييد مبادرات الجماهير؛ إذ يستحيل بغياب الديمقراطية والحجر على حريات التنظيم والقول والاعتقاد، إحباط مكائد الثورة المضادة؛ حيث تؤدي الهيئات الاجتماعية المنتخبة والعاملة بشفافية دورا قي ترسيخ قيم الديمقراطية وضمان ارتباط السلطة السياسية بمصالح الجماهير الكادحة. ومما لا شك فيه ان المشير السيسي في حملته الانتخابية قد أحجم عن التعهد باحترام الديمقراطية في مقابلاته الانتخابية. وكما كتب المفكر المصري التقدمي ، دكتور نادر الفرجاني، فلسان حال السيسي إذا ما انتخب رئيسا " انتخبتمونى دون أن أقدم وعوداً محددة، بل إننى أنذرتكم بأننى سأطلب منكم الكثير من المشقة والمعاناة، ومع ذلك انتخبتمونى، فلا حق لكم إذن فى مساءلتى".

إن مصر محط انظار كل طامح في التحرر الوطني والتقدم والتنمية والديمقراطية في الوطن العربي، وذلك بالنظر لكونها القاطرة للتقدم او للردة. ويتطلع الشعب الفلسطيني بامل في ان تعود مصر مرساة الإنقاذ في بحر متلاطم الأمواج. وفي شعار "مرشح الضرورة " ما ينذر بمأساة العراق مع حكم " الزعيم الأوحد" الذي انفصل عن الشعب واطمأن لمدائح المتزلفين صناع الديكتاتورية . ومما لا شك فيه أن مسارعة قيادة حزب التجمع لدعم المشير السيسي قبل أن تقرر قوى الائتلاف الديمقراطي المصرية موقفها المشترك، ينم عن عدم الاحتراس حيال مخاطر تسلط الحكم. ليست العبرة في الشعبية الكاسحة ل " مرشح الضرورة"؛ إنما العبرة في البون الشاسع بين الالتزام بالديمقراطية والمساندة الحازمة لحرية الحركة الجماهيرية واستقلاليتها وبين تقديم الدعم غير المشروط لمرشح ذي برنامج غامض. وسيكون موقف تيار حامدين صباحي أقوى في معارضة احتمالات انتصار النهج العسكري في إدارة السيسي.
هكذا تتمايز فصائل اليسار في الموقف من الديمقراطية؛ ويتجلى تباين الموقف من الديمقراطية في التقليل من شانها في ضوء مكافحة اليمين المتدين والتصدي لفاشيته وإرهابه، وتجاهل نزول الملايين إلى الميادين الذي شل تحرك اليمين الديني . الاستخفاف بحركة الجماهير المستقلة او الخشية منها مع التوجه التحرري والتنموي يعتبر عودة لنهج الناصرية، حيث كان تغييب الديمقراطية مقتل النظام ومنجزاته التقدمية . وتكررت التجارب التي اكدت استحالة التصدي لمكائد الثورة المضادة بدون الديمقراطية بمضمونها السياسي – الاجتماعي – الثقافي.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسقاطات توحش الاحتلال الإسرائيلي
- يوم الأرض ووحدة النضال والمصير في المنطقة
- مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني2/2
- مكافحة الأمية الدينية- إلإصلاح الديني
- المرأة والدبمقراطية والثقافة
- الصهيونية تعاونت مع النازية -2
- الصهيونية تعاونت مع النازية واضطهاد اليهود يخدم أهدافها
- العقل والضمير ضد تلفيقات الصهيونية
- الجرح النازف ماديا ومعنويا.. انكشاف الخرافة تحت وهج التضامن ...
- شطب القضية الفلسطينية نهائيا
- الأصولية -5
- الأصولية سياسات اليمين- 4
- شارون الصهيوني بلا مواربة
- الأصولية سياسات اليمين- 3
- الأصولية سياسات يمينية -2
- الأصولية سياسات اليمين مهربة في لفافات الدين
- هذه ديمقراطيتكم أيهذا العالم الحر
- حصاد العبث السياسي
- العدالة للشعب الفلسطيني اولا
- مؤتمر من أجل شرق اوسط خال من أسلحة الإبادة الشاملة


المزيد.....




- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - الماركسيون والديمقراطية