أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - شارون الصهيوني بلا مواربة















المزيد.....

شارون الصهيوني بلا مواربة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15 - 09:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شارون الصهيوني بلا مواربة
لم تتخلف وسيلة إعلامية في العالم عن الإشارة لموت شارون، وتنوعت التقييمات للراحل بين " محارب" و "مجرم حرب". وضعت الصحف الكبرى مثل واشنطون بوست، وول ستريت جورنال والغارديان والبي بي سي خبر وفاة شارون على رأس صفحاتها؛ وكذلك صحف المانية وروسية وفضائيات .وكل صحيفة حرصت على كتابة تقرير عن أقوال الميديا عن شارون. وسوف تخصص المجلات صفحاتها لنشر أبحاث عنه، فهو اوضح وأصدق معبر عن فكرة الصهيونية بعد بن غوريون، وهو بحق يعتبر ابنه الروحي. مات شارون، وما الموت مادة للتشفي فالكل وارده. وبعد الموت تبقى سيرة الرجل داعية للقتل وللاستيطان وعدم عقد أي اتفاق مع فلسطينيين من أجل تصفية وجودهم نهائيا من وطنهم فلسطين.
يقول عالم الاجتماع باروخ كميرلينغ: كان هدف شارون خلق ظروف" تخفض سقف التوقعات الفلسطينية وتسحق مقاومتهم وتعزلهم، وترغمهم على الإذعان لما تفرضه إسرائيل من ترتيبات، وفي نهاية المطاف يقْدمون طواعية على الرحيل من فلسطبن".
ويقول عنه البروفيسور ميناحيم كلاين ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان قرب تل أبيب، إن شارون قد وضع " القيم العسكرية " الحديثة للجيش، وذلك من خلال تشكيل " فرقة انتقامية" سرية أعطاها الاسم الفرقة 101، ونشطت في عقدي الخمسينات والستينات في ردع عمليات التسلل داخل إسرائيل وإرسال نذير لغارات قد تشن مستقبلا.
شارون واضح وبسيط نسف مرة واضحة اكاذيب إسرائيل دولة تنشد السلام ، وكشف القناع عن أكذوبة طهارة السلاح. فهذا الرجل بدا نشاطه العسكري سفاحا متعطشا للدم ولم يرتو عطشه رغم عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين الذي قتلوا باوامر منه او بتغاض منه كما حدث في مخيمي صبرا وشاتيلا . احتل عاصمة عربية ومضى مع منطق القوة حتى إعلان المنطقة ما بين باكستان ووسط إفريقيا مجالا استراتيجا حيويا لإسرائيل. لم تعد إسرائيل دولة صغيرة مسالمة. كما رأى في الاستيطان استكمالاً طبيعياً لدولة نشأت كمشروع استيطاني استعماري، وعرف عنه أثناء تسلمه المناصب الوزارية في حكومات الليكود تشجيعه للاستيطان ودعمه للمستوطنين . وهو الذي اهاب باستيطان جميع المرتفعات بالضفة وأشهر نيته في تهويد الضفة الغربية كاملة. اظهر ازدراءه المكشوف لأدعياء السلام الذين يغطون الجريمة بقفازات من ناعم القول.
وعلى المدى البعيد خطط شارون لتأجيل عقد اتفاق مع الفلسطينيين إلى خمسين عاما على أقل تقدير. رغم الكوما التي جمدت نشاطه منذ ثمانية اعوام فقد رفرفت روح شارون على المباحثات الجارية بتدخل من وزير الخارجية الأميركي ، كيري. هو "أبو الاستيطان "، وعمل أكثر من أي شخص آخر لكي يشطب عن الخارطة الخط الأخضر الذي فصل إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقويض أسس الدولة الفلسطينية المنتظرة.
تميز بالعنف الذي لا يعرف التهاون، مثل بن غوريون، مباشر ليس لديه متسع من الوقت لأن يناور أو يحاور؛ كان أول ثلاثة رفضوا اتفاق اوسلو وصمموا على إلغائه؛ وكان معه نتنياهو وإيهود باراك. وبتحريض منهم اغتيل رابين . وعندما قرر سحب المستوطنات والمستوطنين ترك غزة تسبح في وهم تحررها . لكنه لم يتردد في الإعلان انه يود تركيز الجهد على تهويد الضفة الغربية. لم تشغله السياسات المتقلبة، كل ما استقر في ذهنه هو ما يجب أن تكون عليه إسرائيل. وفي هذا كرس كل حياته العسكرية والسياسية. رفض الإقرار بأن حرب 1948 قد وضعت أوزارها، ومن ثم رفض الاعتراف بحد الخط الأخضر. قال أن حدود إسرائيل تمتد إلى حيث يزرع الإسرائيليون آخر شجرة، او يخطون آخر تلم في الأرض.تبنى فلسفة خلق وقائع جديدة على الأرض واغتصاب اكثر ما يمكن من الأراضي الفلسطينية.
في خريف 1953 صدرت اولى أوامر شارون بالقتل الجماعي . شنت الفرقة101 التي شكلها وقادها أولى غزواتها ، وكانت على قرية قبية الحدودية . وضعت الفرقة الألغام تحت البيوت السكنية وفجرتها والناس نيام ، قتل في الغارة 69 إنسانا. وكان عدوانه على قرية نحالين دمويا كذلك. اما المجزرة الثانية التي اقترفها شارون فكانت أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. في اشتباك عند ممر الميتلا بصحراء سيناء حدث صدام دموي تحمل مسئوليته وزير الدفاع موشيه دايان وجزئيا شارون.
وجد السياسيون الضابط شارون عدوانيا أكثر من اللزوم وبنتيجة ذلك فوت عليه المرور نحو رئاسة الأركان، رغم مهاراته القيادية البارزة وذكائه الحاد. فاستقال من الخدمة العسكرية في آب / أغسطس 1973.دخل النشاط السياسي وانضم إلى حزب يساري ثم انضم إلى الليكود. لدى تشكيل ميناحيم بيغن وزارته الأولى عام 1978 شغل منصب وزير الزراعة ،واعد بطلب من رئيسه خطة استيطان يستحيل بعد تنفيذها إقامة دولة بجانب إسرائيل غربي النهر. وأخذت الخطة بنظر الاعتبار الاستحواذ على جميع الأحواض المائية تحت الأرضية، ثم صمم جدار الأبارتهايد بطول سبعمائة كيلومتر، أي ضعف طول الخط الخضر بسبب تعرجاته كي يضع الأحواض المائية احتكارا خاصا لإسرائيل.
وفي الوزارة الثانية تسلم وزارة الحرب. في تلك الأثناء شن العدوان على لبنان عام 1982 واحتل بيروت بعد حصار وضرب بالصواريخ استمر ثلاثة أشهر ثم حدثت مجزورة صبرا وشاتيلا.
أثناء غزو لبنان قدم التسهيلات للقتلة من الكتائبيين لاقتراف مجزرة صبرا وشاتيلا. وفي تحقيق قامت به لجنة كاهانا المشكلة للتحقيق في المجزرة حمل "مسئولية غير مباشرة"عن المذبحة، وهذا تقليد جميع التحقيقات الإسرائيلية في الكوارث التي انزلت بالشعب الفلسطيني. واوصى التقرير بإبعاده عن الجيش؛ لكنه عاد المسئول الأعلى عن قيادة الجيش.
وفي عام 2000 تجول وسط حراسة مكثفة في باحة الأقصى، الأمر الذي فاقم من سخط الجماهير الفلسطينية ، التي أغضبها عقد من المفاوضات العاقر. في شباط 2001، فاز برئاسة الحكومة، فاستخدم حنكته السياسية وتكتيكاته لجر الفلسطينيين إلى العنف المسلح. لم يكن ما نشب من عنف حينئذ انتفاضة ثانية، كما تردد بسذاجة سياسات التبرير التي تابى نقد الذات والمراجعة النقدية . فكل ما يشغل التبريريين التزاحم على الشعبوية، وليس التحرير. كان واضحا أن العنف المسلح يمضي لمصلحة الاستيطان وتشييد الجدار والفتك بالحركة الوطنية وإرغام الجماهير على الخضوع والإذعان. وبالفعل سدت السبل امام أبسط تحرك جماهيري او حركة احتجاجية ضد البطش الدموي من قبل جيش الاحتلال.
كانت الفصائل المتنافسة على الشعبوبة تعي انها تمضي في مسار مغلق الأقق ؛ وكانها وقعت في مصيدة العنف ، كلما سعت للتراجع وتحقيق التهدئة كان شارون يقترف جريمة اغتيال أحد العناصر فيستدرج الفصيل إلى ما كان يحلو لشارون تسميته " تبادل إطلاق النار". وفتحت الجزيرة منبرها لعشاق النجومية والشعبوية كي يتشدقوا ب" زلزلة الأرض تحت إسرائيل " و " تعليم إسرائيل درسا لا ينسى" و " الشهادة أو الموت". انتهت الملهاة بقضم اوسع مساحة من الأرض وتشييد جدار الأبارتهايد وإنهااك الجماهير الشعبية وحتى ترويعها. ازدادت داخل إسرائيل قوة الاتجاه الفاشي وعربدة القوة والكراهية العرقية؛ كما انحرف المجتمع الفلسطيني نحو يمينية حماس. وهذا ما يلائم الدعاية الإسرائيلية في ظل ثقافة "الحرب على الإرهاب". مضت بلا عائق عملية التوسع الاستيطاني، و بلا كابح محلي او إقليمي او دولي. في الجمعية العامة للأمم المتحدة برز شارون رجل سلام وقف له مندوبو الدول إجلالا. وجدت إسرائيل نفسها في موقف يبيح لها شن عدوان 2006 على لبنان وعدوان 2008-2009 على غزة ، حيث افاق العالم على دولة أبارتهايد ومجرمي حرب، تحترف ابادة الجنس.
مهما كانت المآخذ على الرجل فيجب الإقرار له بالحنكة السياسية والعسكرية في مواجهة هواة في السياسة وفي الشئون العسكرية.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصولية سياسات اليمين- 3
- الأصولية سياسات يمينية -2
- الأصولية سياسات اليمين مهربة في لفافات الدين
- هذه ديمقراطيتكم أيهذا العالم الحر
- حصاد العبث السياسي
- العدالة للشعب الفلسطيني اولا
- مؤتمر من أجل شرق اوسط خال من أسلحة الإبادة الشاملة
- مؤتمر دولي حول مخاطر مفاعل ديمونة النووي
- في يوم التضامن مع شعب فلسطين
- نظام الأبارتهايد إلى الفاشية
- في ذكرى الوعد
- واجهة لاستبداد الحكم تدعمه وتقنع فجوره
- الأبارتهايد يوزع أسقامه على الجانبين
- نتنياهو المرعوب من تداعي مواقع الحرب
- المرأة والديمقراطية والثقافة
- ماريون فيسنو كاستان
- في الذكرى العشرين لاتفاق اوسلو
- سبع دول منذورة للتدمير
- خلف الأقنعة
- استهانة بالعقل إفراز التعالي والعنصرية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - شارون الصهيوني بلا مواربة