أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ماريون فيسنو كاستان















المزيد.....

ماريون فيسنو كاستان


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من بنات فرنسا اللواتي تطور لديهن الإحساس بالعدالة والشعور الإنساني . تعمل في السلك الدبلوماسي موظفة بقنصلية فرنسا بالقدس؛ وكانت لها مواجهة مع جنود الاحتلال يوم الجمعة 20 أيلول / سبتمبر 2013، شأن العشرات ، بل المئات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني. قادت سيارة محملة بالخيام تعويضا لمزارعي الأغوار ممن هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيوتهم وخيامهم تمهيدا لإجلائهم بالقوة طبقا لنهج التطهير العرقي. وحيث أن الفكر الصهيوني لا يقبل ان يشارك اليهودَ شعبٌ على وجه الأرض وعلى مر التاريخ صفة الضحية فقد اعتبرت ماريون متمردة على الأصول. ضربت وطرحت أرضا وعرضت أجهزة التلفزة في كل البقاع مشهد أنثى ملقاة على الأرض وبالقرب منها شاحنة محملة بالمعدات وجنود منتشرون في موقع تتناثر فوقه أشلاء البيوت وأثاث يشهد حالة الفقر المزرية لسكان يحيون حياة الكفاف . يرضون الجور والجور يأبى إلا أن يشتط حتى حضيض هدر إنسانية البشر وكرامتهم وتكبيل إراداتهم . حالة تكررت آلاف المرات طوال عقود الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.
الاحتلال يرفض الاعتذار عن الإساءة التي وجهها للدبلوماسية الفرنسية، ولم يقدر مهمتها الإنسانية؛ فطالب بإبعادها من البلاد . اعتبرت شخصا غير مرغوب فيه . كيف تحولت الضحية إلى معتدية؟ لعل ماريون في تجربتها تلك ، قد شاركت الشعب الفلسطيني تجارب مريرة، تحولت الضحية إلى جلاد . وكنا قبل أن نقترب من المواجهة مع المستوطنين يعربدون فوق الأراضي المهددة بالاغتصاب والاستيطان، يحذرنا العارفون بضرورة ان نبقي الأيدي مشبوكة خلف الظهر؛ فأثناء احتدام المواجهة يجب أن تتلقى اللكمات والكدمات ، وإن ارتفعت أيدين بعفوية نتهم بضرب إسرائيليين أبرياء . أن يتلقى العربي الفلسطيني اللكمات والضربات فالفاعل مجهول والقضية خاسرة ؛ اما ان يرفع العربي ذراعه فالكاميرا جاهزة لالتقاط مشهد يدينه بالاعتداء !!
ظهرت ماريون فيسنو كاستان في مشهد وهي ترفع الذراع. لم ينبهها احد إلى ضرورة أن تضع يديها خلف ظهرها. لم يدر بخلد ماريون فيسنو كاستان أن ثقافة الضحية محق مطوب لشعب إسرائيل بالذات، ولا يجوز لأحد مشاركتها في الحق.
استحضرت الصهيونية فظاعات اضطهادات القرون الوسطى وعقدة المحرقة النازية وطورت منها ثقافة تسكت بها الضمير الإنساني إذا جهر بالشكوى من جور إسرائيل على الشعب الفلسطيني. واستغلت الصهيونية تفوقها الإعلامي لقلب الوقائع وتزوير الأحداث وطفقت تنسج من خيالها صورة للصراع تضعها دوما موضع الضحية.
فرغ بن غوريون في بداية عام 1948من وضع خطته للتطهير العرقي في فلسطين موضع التنفيذ وطفق يولول من محرقة تعد لشعب إسرائيل في وطن الآباء. وبتعبير ابراهام بورغ "رسم قادة المجتمع في العلن سيناريوهات مرعبة،وفي الوقت نفسه راحوا يحذرون من محرقة ثانية وشيكة" . وابراهام بورغ أحد رؤساء الكنيست سابقا ورئيس سابق للوكالة اليهودية راعه الإصرار على تتبع خطى هتلر داخل الكيان الصهيوني فدعا إلى التحرر من هتلر. عبّر بورغ عن رغبة " في الافتراض أن إسرائيل كان يمكنها، ولا يزال في وسعها أن تكون شيئا آخر مختلفا، دولة تأخذ على عاتقها مسئولية ان تشكل شارة " قف " كبيرة ، منارة لقيم إنسانية عالمية "؛ وخيب ساسة إسرائيل آماله فترك السلطة وغادر البلاد.
عشرات جرائم الإبادة الجماعية جرت أثناء ما سمي حرب التحرير في جنوبي فلسطين ووسطها وشمالها بقصد إثارة الرعب لدى الجماهيرالفلسطينية ، وحمْل مئات الآلاف منهم على الرحيل.
وخلال العقد الأول من قيام الدولة اقترفت جرائم ضد اهالي قرى حدودية بالضفة، منها قبية ونحالين والسموع واقترفت مذبحة في معسكر غرندل لقوات الأمن الأردنية ؛ وفي غزة اقترفت عام 1955 مجزرة بلغت حدا من التوحش حمل جمال عبد الناصر على تبديل مصادر تسلح الجيش المصري.
وفي عام 1978 نجح الليكود بزعامة ميناحيم بيغن في تسلم الحكم ، وذلك على موجة كاسحة من المد اليميني المندفع بقوة الاستيطان. والاستيطان يعني انتزاع الرض من أصحابها وتسليمها لقادمين من خلف المحيطات، وتثور إسرائيل حكومة وشعبا إن سمي هذا تمييزا عنصريا وفاشية. وميناحيم بيغن هو السياسي الذي حذر من فاشيته البروفيسور آينشتين. فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر في الرابع من ديسمبر / كانون اول 1948 رسالة وجهها مع نفر من المفكرين والعلماء يحتجون على زيارته للولايات المتحدة ، جاء فيها " إن حادث دير ياسين يمثل طابع وأفعال حزب حيروت ( سلف الليكود الحالي)، إنهم يبشرون داخل المجتمع اليهودي بخليط من القومية المتطرفة والتزمت الديني والتفوق العنصري.. ويمكننا من أفعاله ان نحكم بما يمكن أن نتوقعه أن يفعل في المستقبل." وفاقت أفعال الفاشية في الحكم كل ما كان متوقعا عام 1948. ولو امتد العمر بصاحب نظرية النسبية حتى نهاية القرن العشرين لأدرك كم كان خياله محدودا بصدد الإجرام السياسي أمام شهوة الأرض .
طلب بيغن من الوزير شارون وضع خطة استيطانية تنفذ كي تجعل من المستحيل إقامة دولة للفلسطينيين على أراضي الضفة . واستجاب شارون للطلب . ولما احتج الرئيس الأميركي آنذاك ، كارتر، منطلقا من ميثاق جنيف لحماية المدنيين أثناء الحرب وعدم جواز الاستيطان على أراض محتلة، رد بيغن بصراخ استغاثة هيستيري من " مؤامرة ميونيخ" جديدة يعدها الرئيس الأميركي مع أعداء إسرائيل. واتفاق ميونيخ أبرمه رئيس وزراء بريطانيا مع هتلر أوقع بموجبه دولة تشيكوسلوفاكيا بين براثن النازية. الاتفاق زاد سعار الحرب والتوسع الحيوي لدى هتلر. ومقارنا إسرائيل بالدولة الضحية تشيكوسلوفاكيا عام 1938، قال بيغن مستجيرا، "لسنا دولة موز"، معرضا بدول اميركا الوسطي تملي ألولايات المتحدة سياساتها على حكومات دول يفترض أنها مستقلة. واشتط بيغن في تحديه بينما يتغول نهمه للمزيد من الأرض الفلسطينية، وبلغ من الفظاظة ومن القسوة درجة ان خامر القلق بعض اليهود على العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، لاسيما والولايات المتحدة تمد إسرائيل بمختلف أنواع الدعم والمساندة؛ فأنشأ المعلق العسكري غودمان هيرش بحثا مطولا نشرته جيروساليسم بوست في ملحقها في 25 صفحة من قطع التابلويد. هدف البحث طمأنة القلقين على العلاقات المتبادلة بين البلدين وختمها بتأكيد أن خيوط العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية مجدولة من خيوط فولاذية ، وما تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل لا يرقى لمستوى ما تقدمه الأخيرة من خدمات للاستراتيجية الأميركية في المنطقة.
المهم ان رئيس وزراء إسرائيل، رئيس ما كان يسمى حزب حيروت وبات يسمى الأن ليكود، سدر في التحذير من ميونيخ تجور على إسرائيل بينما كانت المخالب الافتراسية تنقض على الأرض الفلسطينية تمزقها وتضمها عنوة لإسرائيل. أثار بيغن الخواطر قلقا على إسرائيل بينما الشعب الفلسطيني تنتزع منه الأرض ـ الوطن، ويفرض عليه الحصار والعزلة داخل بانتوستانات ، مشهد كذلك الذي عرف بنظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا حتى اواخر القرن الماضي.
فلا تستغرب ماريون فيسنو كاستان إذ تمسك معتدية وهي التي تلقت اللكمات وطرحت ارضا امام كاميرات التلفزة وأعين الشهود من ممثلي الإعلام. تزوير أتقنه بفنية عالية محترفو تزوير التاريخ .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى العشرين لاتفاق اوسلو
- سبع دول منذورة للتدمير
- خلف الأقنعة
- استهانة بالعقل إفراز التعالي والعنصرية
- ليبحثوا عن هيكلهم خارج فضاء فلسطين
- لغز التماهي بين حركتين نشاتا في علاقة عداء
- العالم يدرك سجل الحروب العدوانية للولايات المتحدة الأميركية
- اضطراد التوحش الامبريالي
- عدوان قادم ام تغطية على عدوان جار على قدم وساق؟
- طقوس التحولات
- الأجواء ملوثة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
- اختراق اللحم الفلسطيني
- جبهة ثقافية عربية من اجل العدالة في فلسطين
- كيف اقتحم التكفير الثقافة العربية -الإسلامية
- كيري يسوق مشروع نتنياهو للسلام الاقتصادي
- اليسار العربي وفلسطين
- للتخلف انكساراته وللتقدم انتصاراته
- تبادل الأراضي يعني شرعنةممارسات إسرائيل
- جدار من حقول ألغام
- مصائد مغفلين في ميادين النضال الفلسطيني


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ماريون فيسنو كاستان