أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - اضطراد التوحش الامبريالي















المزيد.....

اضطراد التوحش الامبريالي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4199 - 2013 / 8 / 29 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اضطراد التوحش الامبريالي

الميديا الدولية غير المحايدة وغير النزيهة ومحترفة التلقيث والتزوير تشغل العالم بعدوان اميركي يجري إعداه ضد سوريا وتتجاهل أو تغطي على عدوان جرى ويجري منذ سنوات.
فلم تحفل وكالات الإعلام العالمية والفضائيات وكذلك إعلام الأنظمة العربية لما نشرته صحيفة لو فيغارو الفرنسية، يوم الخميس21 آب. نشرت الصحيفة لمراسلها أن وحدات كوماندوز من الفرق الخاصة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية شقت طريقها داخل سوريا، ومعها قوات إسرائيلية واردنية لتتولى مهمات الإشراف على الجماعات العاملة ضد الحكومة والجيش . وأفاد مراسل الصحيفة الفرنسية أن القوات المتدخلة تتحرك من درعا في الجنوب باتجاه دمشق . وأفاد المراسل أن أولى الوحدات المدربة على أيدي الأميركيين وبقيادة ضباط أميركيين عبرت الأراضي السورية في 17 آب ومعها عدد من الكوماندوز التابعين للسي آي إيه. وبعد يومين لحقت بهم قوة اخرى.
وأورد موقع ديبكا الإسرائيلي أن حوالي 250 من المعارضة المدربة على أيدي خبراء القتل والتدمير الأميركيين قد دخلوا أراضي سوريا يوم السبت (23 آب) من نقطة قريبة من الحدود مع إسرائيل، ثم انضم إليهم ثلاثمائة مقاتل يوم الأثنين.
كل ذلك حدث قبل ان تروج إشاعات السلاح الكيميائي السوري. بهدوء تم تهريب المرتزقة لفتل السوريين وتدمير سوريا؛ ولم تلتفت له جامعة حكام العر ب او إعلامها؛ فلم توجه كلمة تنديد او لوم للمتدخلين الغزاة!! هل يا ترى أن السلاح الكيماوي، على فرض استخدامه، اشد خطورة وفتكا بالبشر المسالمين من مئات القتلة المتدربين على أيدي المحترفين الأميركيين والعاملين تحت قيادتهم؟؟ هل يجوز سياسيا وأخلاقيا غض الطرف عن آلاف المرتزقة يعيثون فسادا وقتلا داخل الأراضي السورية، ورفع الصوت باتهام جيش سوريا باستخدام سلاح كيميائي ؟ ترى هل ينهمك المرتزقة المتدخلون في سوريا في صيد العصافير حتى تجير أعمال القتل على جيش سوريا وحده؟ ربما كان مبررا ان تهب المعارضة لنظام استبدادي؛ ولكن يتوجب التفكير من جديد حين تجير الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية لصالحها هذا التحرك الوطني وتحوله تكئة للتدخل غير المشروع وتدمير سوريا وتقسيمها. فلم يبق سرا ولا مجهولا لدى أغلبية المراقبين التخطيط لتقسيم الأقطار العربية وإحداث تغييرات على الدول والحدود. ولو بقي الصراع يدور بين نظام ومعارضة لحسمت المعركة لصالح الديمقراطية والتقدم في سوريا؛ ولكن للتحالف الامبريالية ـ الصهيوني جدول أعمال في الشأن السوري وفي الشؤون العربية عامة، هيئت الفرص لتنفيذ بنوده. حقا، لا يوجد رابط بين الديمقراطية والتحرر الوطني وبين التحالف مع الأعداء المزمنين لاستقلال العرب وتقدمهم .لا يصدق عاقل ان الإدارة الأميركية او إسرائيل او الحكام العرب المستبدين يلهمهم الحرص على الديمقراطية.
لكن الجامعة أغفلت هذه الوقائع وهبت بحماس بجانب الأنظمة النفطية تعزل سوريا وتشجع التدخل الأجنبي في صراعاتها الداخلية. وعندما ثارت قضية السلاح الكيماوي لم تنظر تقرير المحققين فسارعت تدين استخدام جيش سوريا السلاح الكيماوي، وذلك بترشيد امينها الذي كان يوما ما يناهض الصهيونية والامبريالية قبل أن يسخر الجامعة لتبرير التدخل الامبريالي ـ الصهيوني في ليبيا ثم في سوريا ألم يصدمهم منظر الدم الغزير يتدفق على ارض سوريا فقدموا الذرائع لمزيد من سفك الدماء؟! وهل يختلف الادعاء الأميركي في غاياته عن ادعاء سبق وتبين انه ملفق زعم امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل لتبرير مخطط مسبق لغزو البلد الشقيق وتدمير مجتمعه؟
قررت الولايات المتحدة الأميركية وتوابعها، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى، ان جيش سوريا اطلق الصواريخ المحملة رؤوسا كيماوية، وبناء عليه أعلنت أنها تعد لعدوان على سوريا. قررت ثم أرسلت لجنة تحقيق!!
إن مبادرة الجامعة العربية لإدانة سوريا تواطؤ وشيع مع الغزاة المزمنين وخذلان لشعب سوريا في وقت المحنة؛ وهو قوادة عربية لصالح المتآمرين على سوريا، المصممين على إنهاك المجتمع السوري وشرذمته وإشغاله كي تظل إسرائيل تمارس عدوانها بدون رادع. فالإجماع متوفر لدى دول الغرب ان نظام سوريا سوف لن يسقط قريبا ؛ إنما المطلوب إنهاك سوريا بالاقتتال حتى تتفتت إلى دويلات وتهوي في حضيض الفقر والدمار الاقتصادي والاجتماعي، ولا تعود تشكل إزعاجا لإسرائيل. يراد اغتيال كل قوة بالمنطقة قد تشكل عائقا أمام استحواذ إسرائيل على كامل الأرض الفلسطينية وتتحول إلى دولة إقليمية عظمى بالمنطقة تتحكم بدويلاتها لصالح الهيمنة الكونية الأميركية.
وتطوع " المناضلون من أجل الديمقراطية" في سوريا بتقديم الخرائط للمعتدين كي تأتي ضرباتهم قاصمة لظهر سوريا، فلا الحكومة تستطيع الردع ولا المعارضة تستطيع حسم الصراع! الوهم مشين بقدر ما هو سخيف ان طريق الديمقراطية يمر عبر إدارة اوباما.
الحمل عكر الماء على الذئب ؛ فنحن نعيش في عالم سياسة الغاب . بدون تمحيص او تدقيق أصغت دول العرب لادعاءات أميركا ولم تعر الانتباه إلى ما نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية. عنزة ولو طارت . هي مجرد عمولات على الدم السوري، دون اعتبار للمخاطر المترتبة على عدوانية السياسات الأميركية.

فمن بعيد ، من داخل الولايات المتحدة، علق الدكتور مارك بروزنسكي ، محرر النشرة الإليكترونية ميديل إيست، على التلفيقات الأميركية يقول: من جديد تمارس الولايات المتحدة الكذب. وبكل وقاحة يخدعنا قادتها، نحن الشعب . فقد صممت طبقة الصناعة العسكرية انتهاج طريق الحرب وتكديس الأرباح، وهي تغدق الأموال رشوات سياسية مقرونة بالتهديدات. ثم ُمضى إلى القول ، "كان باول كريغ روبرتس ، المحرر سابقا في صحيفة البنوك الأميركية ، وول ستريت جورنال، والموظف الكبير سابقا بوزارة الخزانة الأميركية، قد استخلص بجرأه نادرة، يوم أمس(الأربعاء) أن واشنطون تضع العالم تحت تهديد حرب نووية بصورة لا سابق لها في اوج الحرب الباردة . فعندما تنهي الأمر مع سوريا فسوف تتحول إلى إيران. آنذاك لا تستطيع روسيا والصين ان تتغابيا وتصدق أي منها أن أي نظام للقانون الدولي سوف يردع جرائم الولايات المتحدة والغرب. إن عدوانية الغرب تجبر الدولتين على تطوير قوة حربية استراتيجية وتحد من نشاط منظمات الحقوق المدنية العاملة داخل مجتمعيهما بتمويل من الغرب، طابورا خامسا يخدم العدوانية العسكرية الأميركية. فقد يتوصل البلدان أن الأسلحة النووية هي الضامن الوحيد لسيادة كل منهما. وهذا يشير إلى أن حربا نووية قد تختم حياة البشرية على سطح كوكبنا قبل أن يسقط العالم صريع ازدياد حرارة الكون او تصاعد ديون الدول" .

العالم من حولنا يحلل ويسبر أغوار السياسات الأميركية، ويستنتج مدركا مراميها الخطرة والمدمرة للحياة على سطح كوكبنا . هذا، بينما يحسب أصحاب الحل والعقد في عالم العروبة العمولات مقابل القوادة على دولهم وشعوبهم، وثمن التغابي السياسي. ولا بد ان كثيرين جلسوا يتفرجون إلى ان جاءهم الدور، وسوف يجيء الدور على الصامتين عن الحق في الوقت الراهن. فجدول أعمال التحالف يشمل المنطقة العربية بأسرها.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوان قادم ام تغطية على عدوان جار على قدم وساق؟
- طقوس التحولات
- الأجواء ملوثة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
- اختراق اللحم الفلسطيني
- جبهة ثقافية عربية من اجل العدالة في فلسطين
- كيف اقتحم التكفير الثقافة العربية -الإسلامية
- كيري يسوق مشروع نتنياهو للسلام الاقتصادي
- اليسار العربي وفلسطين
- للتخلف انكساراته وللتقدم انتصاراته
- تبادل الأراضي يعني شرعنةممارسات إسرائيل
- جدار من حقول ألغام
- مصائد مغفلين في ميادين النضال الفلسطيني
- لا انتفاضة ولا عسكرة بل حركة شعبية مستمرة ومتنامية
- رفض قاطع لأجندة تمكين الاحتلال والمحاور لمتسقة معها
- لن تكون لإسرائيل كلمة الفصل
- في يوم الثقافة الفلسطينية
- التخلف يضاعف أعباء المرأة ويفاقم همومها
- التمزق الفلسطيني لمنفعة إسرئيل
- حركة متعددة القوميات من أجل دولة غير صهيونية بفلسطين
- برنامج التطهير العرقي لم يرفع من جدول الأعمال


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - اضطراد التوحش الامبريالي