أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الشيخ - اعادة - تجريب














المزيد.....

اعادة - تجريب


وليد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


قالت لي :
لم يدخل رجل هنا من قبل،
لكني أدخلتهم كلهم عنوةً مستعينةً بالخيال، دثرتهم وعريتهم عشرات المرات، أحاليلهم الطويلة والقصيرة والعريضة والرفيعة، الروائح السرية التي تظهر حين يخلعون سراويلهم، الحارة والباردة والثخينة والخفيفة والحادة والتافهة والأليفة والوسخة، وروائح أخرى .
أفكارهم بين يدي، وبقليل من رذاذ العسل اللازج السائل ما بين فخذي، كنت أعجنها، وأصنع منها قطعاً ورقيةً ناعمة لاستعمال التواليت .
وكنت عندما يستعدون للولوج أذكرهم بأخواتهم وأمهاتهم وزوجاتهم، فينتفضون.
أحب أن أعلقهم على مشاجب الوهم، الذين تركوا الخندق إلى سرير المخيلة، عطلتهم عن إطلاق النار، بللت أسلحتهم، وأيقظت فيهم ذئاب لا تنام حين تشم رائحة السرو وغواية بيوت اللحم المتهدلة خلف سروال الجينز المشدود.
.
***

كانت دبابات الميركفا تحت الشباك، فأردت لها أن تسكت.
لم أستخدم الكلاشينكوف من قبل، بيد أنني أتحسسه الآن، ما الذي تفعله الرصاصة في جسد دبابة هائلة مثل الميركفا ؟ لا أعرف.
الرصاصة اللحمية في جسد المرأة تخلق عالماً جديداً، أولاداً وبناتاً، سيموتون بالضرورة إن أطل أحدهم من الشباك، أيضاً، ليس ثمة من فعل آخر هنا، الموت والحياة لصيقان يتألمان ككلبين مشدودين لبعضهما تحت أشجار الخوخ، بعد أن رشقهما الأولاد بالحجارة حين كان يطأها ولسانه يلهج بلذة الحيوان الأولى.

***

واختلفنا،
وليس في العتمة الممتدة ما بين بطنها وفمي سوى الهواء الحار، تبادلنا شتائم خفيفة، كنت أرغب بأن القي قبضة يدي على الطاولة، تيمناً بالغضبانين الذين نشاهدهم في التلفزيون، إلا أن صوت الميركفا تحت الشباك ذكرني بالخطر.
قبل ساعات فقط كنت في الطابق السادس من بناية " الإسراء "، ما بين دوار المنارة ومبنى المقاطعة، حيث الرئيس ياسر عرفات، كنت أختبيء تحت طاولة المكتب حين يشتد القصف، وفي الساعة الخامسة وثلاثين دقيقة صباحاً تمكنت من الإفلات، وخرجت إلى صباح رام الله الدامي، لم يكن أحد في الخارج، فقط بعض الفتية المسلحين يحاولون وقف الإجتياح، وسيارة إسعاف منهكة عند مدخل مستشفى الرعاية.

***

تذكرت العناق اللذيذ والحميم، الرغبات الطائشة التي ترفع رأسها خلف بنطلون النوم ( إسمه تريننغ يا أستاذ، قالت)، لونها المائل إلى عتمة محببة حول بتلات الياسمينة، الشرايين السرية لعنقها، الشامات التي لا ترى إلا باللسان، الجسد الناعم والناعم الى منتهاه، هناك حيث شجرة القطن والجراح المتدواية والحارة كالفرن،
فرن القيسي في المخيم، الذي دخلته بناء على طلب من أمي، النساء على الجنبات يحملن العجين، رائحة الأرغفة اللاهبة، الحجارة الملساء من كثرة الجلوس والاحتكاك، اشعر ذلك الدفء حتى الآن يتسلل إلى جسدي، أوراك النسوة الثقيلة بثيابهن السوداء، ملفوفة ومغبرة بطحين أبيض، كانت الرغبة بالنوم على تراب الفرن الحار تحت أقدام النساء المتشحات بالأسود تأخذني وتشتد علي، ليتني غفوت مرة .



#وليد_الشيخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أيها الألم: أخذت من جوعي كفافاً لعمر وافر-*
- قصائد من مجموعة - الضحك متروك على المصاطب - 2003
- تلال وعرة
- نكبة قاموس -جميلة أحمد يونس-
- الحرب
- على مدخل الكافيتيريا
- أسئلة الصباح
- أن يمر الحب الأول فجأة في السوبرماركت حاملاً حليباً خالياً م ...
- جسدان
- ريحانة
- السوريات
- البهجة
- جميلة
- السيدة صاحبة الاظافر المطلية
- الفرق بين طعم البندورة والحرية
- جمعة تموز الأخيرة في التحرير
- سوريا
- عن الطائرات التي مرت فوق بيت الولد الذي ورثه والده بلداً وشع ...
- شطب أوروبا عن الخارطة
- إشارات عن الثورة


المزيد.....




- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الشيخ - اعادة - تجريب