وليد الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 3630 - 2012 / 2 / 6 - 15:06
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يمكن الاختلاف في الموقف من طعم التفاح أو البندورة ، وفي إجراء الانتخابات وفق التمثيل النسبي او الفردي والمختلط ، يجوز أيضا أن نختلف حول أشياء أخرى كثيرة ، مثل مكان إشارات المرور وعدد خطوط المشاة على الشوارع الرئيسية ، وقد نختلف حول جدوى بعض النصوص القانونية ، إلا أنه من المستغرب أن يعتقد البعض أن الوقوف في صف القتلة وأجهزة القمع والدكتاتوريات يدخل في باب ثقافة الاختلاف .
حين نزل الشعب السوري الى الشوارع للمطالبة بحريته بعد استبداد دام عقود طويلة ، قد يكون المطلوب منا (نحن الذين لاننزل الى الشوارع ، وانما نشاهد التلفزيون وحسب) أن نحترم على الأقل طموح الناس في الانعتاق من اغلال القمع وانعدام حرية الرأي والتعبير ، وأن نثق دائماً بأن الشعوب لها وحدها ان تقرر مصيرها ، وليست الدولة سوى احدى الادوات التعبيرية عن ارادة الناس ، والا ستتحول ببساطة الى أداة قمع ، كما قال (ايليتش )فيما مضى .
سوريا الذبيحة والمصادرة الآن في أيدي قلة من الاشخاص ، يؤمنون أن ماضي وحاضر ومستقبل البلاد حكرا لهم ، وأن الشعب (الذي يحكمونه ) لا يدرك مصالحه وغير واع لخطورة مطالبه وقاصر عن فهم المتغيرات التي تحيط بالعالم ، إن سوريا هذه ، المعلقة منذ عقود من غرتها الجميلة ، اصبحت قادرة الآن على الصراخ ورفض الالم ، تحتاج منا على الاقل ان نحترم ايضاً المها وتوقها العنيد للنصر ، دون شعارات رثة علقتها اصابع ابناء الانظمة المستبدة ، كي يدوم استبدادها وسيطرتها على البلاد والعباد.
لا نقيس الموقف من الثورات (انسانيا ) حسب مزاجنا الشخصي ، اما ان ننتصر للثورات دون مواربة، أي ان ننتصر لقيم الحرية والعدالة والتحرر والتغيير والديمقراطية أو نقف في وجه كل ذلك ، رغم ما يمكن ان يساق من تبريرات ظاهرها ( ثوري) فيما مضمونها ينحاز للديكتاتوريات .
سينتصر الشعب السوري لا محالة ، سيصعد الناس إلى قاسيون ، حيث الهواء المغسول بالكرامة ، دون قلق أو خوف ،
ولمن لا يعلم، بالضرورة سيصبح الجولان أكثر قرباً.
[email protected]
#وليد_الشيخ (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟