المغرب إعادة اللغة الفرنسية للعلوم في التأهيلي لم تشمل الجميع

التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 02:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

شعارنا حرية - مساواة - أخوة
إذا إستثنينا أصوات النشاز اللاغطة فحسب والتي لا تريد الخير لأبناء المغربيين و تسترزق على اللغة التي لا تتكلمها لا في الشارع و لا في بيوتها ، بعد أن أفلست تجارة الدين، ، وكأنها لم تفهم بعد الإشكالية في تدريس العلوم بمختلف اسلاك التعليم و هي التنافر بين لغة العلوم في التعليم التأهيلي (المعربة) و التعليم الجامعي (التي بقيت فرنسية) و التي يا ما كتبنا من أجل حلها منذ 2010، فقد كان هناك إرتياح كبير لدى الأساتذة الذين إستطلعت شخصيا رأيهم قبلا في تدريس العلوم بالفرنسية في التأهيلي المغربي أي المقابل للسنوات الثلاث قبل الثانوية العامة بالنسبة للاخوة المصريين من سماع خبر ورود مذكرة وزير التربية الوطنية الاخيرة التي تعيد الفرنسية لعلوم الرياضيات والفيزياء فقط بالنسبة لاقسام التكنولوجيا و الإقتصاد إبتداء من الموسم المقبل 2017/2016.و السبب كما سبق أن أشرنا إلى ذلك هوأن إختلاف التدريس باللغة العربية و الفرنسية بين التعليم الجامعي الذي بقي فرنسيا و التأهيلي الذي تم تعريبه أدى لضعف التلاميذ في اللغة الفرنسية التي يحتاجونها في التعليم العالي .و كثير منهم لا يتابع دراسته لهذا السبب بالذات .
و معلوم ما آلت إليه الأمور من تدني في مستوى التعليم بعد التعريب و إحداث الأكاديميات و إحداث إمتحان جهوي يختبرفيه التلاميذ في المواد غير المتخصصين فيها بالنسبة لقسم السنة التي تسبق الباكالوريا المغربية أو الثانوية العامة بالنسبة للإخوة المصريين .
المشكلة و هو أن طلاب المراكز الجهوية للتكوين المهني هم أيضا يجدون مشكلة في تكوينهم نظرا لتدريس التخصصات فيها باللغة الفرنسية و يكونون قد جاؤوا من تخصصات تدرس العلوم بالعربية .إنها سلطة ما بعدها سلطة صراحة .
مذكرة السيد الوزير تركت الباب مفتوحا لمديري الأكاديميا ت لتدريس الرياضيات والفيزياء في اقسام التكنولوجيا و الاقتصاد إبتداء من هذه السنة 2015/2016 إذا توفرت الشروط اللازمة لذلك .
لا أدري هل أقول للأسف أم غير ذلك فيما يخص مادة علوم الحياة والأرض التي لم تشملها أي مذكرة في موضوع إعادة اللغة الفرنسية للعلوم لحد الساعة حسب ما أعلم .إذ علوم الحياة والأرض هي أيضا علوم حديثة.
و لو أن المذكرات الصادرة بشأن الرياضيات والفيزياء إحتوت على ملحوظة صغيرة تقول مثلا : أما بالنسبة لعلوم الحياة والأرض فسيصدر كذا و كذا لكان أحسن ...إذا كل الأساتذة المعنيين يقرأون جميع المذكرات التي تخصهم .
إذن يبقى التساؤل و ماذا عن علوم الحياة والأرض بالنسبة للسنة القادمة ؟
هذا السؤال الطبيعي المفروض أن تجيب عنه الوزارة في الأيام القادمة مشكورة طبعا .
و لكن لو شملتها أي مذكرة و تم ترك الباب مفتوحا للأساتذة القادرين على التدريس بالفرنسية إنطلاقا من هذه السنة في الجذع المشترك على الأقل شريطة أن تكون الأكاديميات على علم بذلك لكان أحسن .هذا سيعيد الإعتبار للمواد العلمية في التأهيلي والتي يتم تدريسها في الدراسات العليا الجامعية بالفرنسية. و لن يكون هناك أي تنافر بين التعليمين ولا بينهما و بين التكوين المهني و سيرتفع مستوى التلاميذ في اللغة الفرنسية أيضا و لن يجدوا اي عراقيل لغوية في تحصيلهم .
يمكن القول الآن في هذه العجالة بصدور هذا المذكرة و النقاش حول الارث و المساواة بين الجنسين والاجهاض وغيره من المواضيع والخطوات التي اتخذها بعض المسؤولين المغاربة و النقاش العمومي أن النهضة بدأت بالفعل في المغرب الممتد و لو ببطء .فالتأخر في الوصول خير من عدم الوصول كما يقال، إذا كانت هذه النقاشات و الخطوات وراءها جدية و إرادة صلبة وحقيقية للتقدم إلى الأمام خصوصا بعد هجمات باريس .فتسهيل تعليم الفكرالعلمي الحديث هو الاجدر بالنشر والتعميم لمحاربة الارهاب . ومحاربة الارهاب لا يمكن ان تكون فقط أمنية و عسكرية بل فكرية أيضا .و ذلك بنشر الحقائق العلمية عوض الخرافات .

#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل