شمال إفريقيا : الهجوم على مؤسسات وأفراد الجيش والشرطة هو هجوم على الشعب

التهامي صفاح

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 14:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

الفكر يهزم الإرهاب
الهواري كان في إجازة قصيرة .و حدث أن دخل معنا في حوار جماعي عبر الانترنيت .و كما قدم نفسه لنا هو فرد من أفراد القوات العسكرية الخاصة و المدربة تدريبا عالي المستوى لأحد بلدان شمال إفريقيا المكلفة بملاحقة الإرهابيين .سألته عن شعوره تجاه الخطر الذي يتهدد حياته في كل عملية تقوم بها تلك القوات الخاصة .فرد علي بثقة الأبطال قائلا :
"يمكن للإنسان الموت في إحدى المصحات أو في دار كبار السن أو في أي مكان آخركما تموت الحيوانات الأخرى . أليس الموت دفاعا عن الأبرياء من الشعب أفضل ؟ نحن لم ننخرط في عمل الأجهزة الأمنية طلبا للخبز.فالخبز يمكن أكله في أي مهنة أخرى، و إنما إقتناعا لكي نبين لهاته العصابات المسعورة ، التي تعيش على الهامش كالفيروسات و تريد و هي أقلية فرض إرادتها على شعب بأكمله بقوة السلاح و الارهاب ، أن للشعب من لا يهابون الموت و مستعدين للتضحية من أجله بالغالي والنفيس .هذه الكلاب الضالة في الواقع لا تستحق الحياة .لأنهم يعرقلون التقدم و حل مشاكل البلد .ليست لديهم أفكار ولا وعي .إنهم مجرد حيوانات إنتهازية زائدة يستغلون سذاجة الجاهلين . سنرسلهم جميعا للجحيم . اللعنة عليهم من الله والملائكة ."
إنتهى كلام الهواري
و رغم أني أعتقد أن إصلاح الإرهابيين في حال إعتقالهم لدمجهم في المجتمع أحسن من إتلافهم بالقتل ، لأنه يمكن أن يساهموا ، على الأقل بشهاداتهم عن التحول الذي عرفوه مثل كثيرين تحولوا للعمل السلمي بعد شفائهم من الإرهاب، في شفاء آخرين و في الامتناع عن إتخاذ الإرهاب مهنة ، إلا أني مندهش كثيرا من المعنويات المرتفعة عند هذا العضو في القوات الخاصة و من عقيدته القتالية العالية التي تستحق كل احترام وإجلال .
إن سبب فشل الإرهابيين في تحقيق أي إنجاز يجعل المرء يمشي عالي الهمة في الشارع و يقيم الفرق بين حال وحال يدخل الفرح إلى القلوب هو تصواتهم الخاطئة عما يعتقد الناس عامة فعلا تجاههم .فهؤلاء يكرهونهم كرها شديدا .
فكثير من هؤلاء المجانين يعتقدون خطأ أن الهجوم مثلا على الثكنات العسكرية أومديريات الأمن و عناصرها يمكن النظر إليه على أنه شجاعة وبطولة وإستهداف للنظام السياسي ولرؤساء الدول التي تجري فيها تلك العمليات مثل عملية شبرا بمصر أو عمليات شرق الجزائر العاصمة أو عمليات تونس .لكنهم لا ينتبهون أن تلك البنايات المستهدفة هي ملك للشعب و هكذا يعتبرها الشعب لأنها مكلفة بحماية أفراده وبنيت من أموال ضرائبه .كما أن تلك القوات المرابطة فيها هم أبناء الشعب أمثال الهواري الذي سقنا شهادته .لا توجد القوات التي تحمي الرئيس في أسوان أو في الإسكندرية .فالرئيس له حرسه الرئاسي الخاص المرتبط به مباشرة و يوجد قرب قصر الرئاسة و يتنقل معه برا و جوا.وإذن أي هجوم على تلك البنايات سواء في شبرا أو أسوان أو غيرها من دول شمال إفريقيا هو هجوم صريح على الشعب .لذلك يكره الشعب عامة هؤلاء الإرهابيين و يعتبرهم أعداء له و يحتقرهم .بينما هم يعتقدون مصدقين أحلامهم المريضة بالزعامة التي يحلمون بها أو يكذبون بها على أنفسهم أن الشعب يريدهم فيجعلون أنفسهم ناطقين بإسم الشعب رغم أن لا أحد ولاهم عليه ..الناس يسمونهم في المغرب "بولحايا" أي "أصحاب اللحي" لأنهم يثيرون إشمئزازهم .و هم يعرفون هذا لكن بسبب مرضهم النفسي يستمرون في مسرحية التجاهل .فإلى متى؟
أين أسامة بن لادن زعيم الكاذبين عل الساذجين ؟ و أين الزرقاوي و أبوعمر البغدادي و اللائحة طويلة ؟ و أين سيكون الظواهري ؟ حتما في الجحيم .
إنه نفس المصير.غَدروا بالناس الأبرياء فغُدر بهم .
و الحكمة تقول بالكيل الذي تكيل به للناس يُكال لك .و ما يزرعه المرء إياه يحصد .
لذلك من الحكمة الإهتمام أشد ما يكون الاهتمام بالفئة من المتطوعين لحماية بلدان شمال إفرقيا من الارهابيين و تكوينها التكوين اللازم و رفع مستوى عيشها إعترافا بالجميل لما تسديه من تضحيات و بسخاء من أجل حماية الأفراد والممتلكات والحدود لهذه الدول .
فتحية عالية في شمال افريقيا لكل فرد فرد من المسؤولين على قوات الجيش و الشرطة و هذه القوات نفسها التي هي قوات للشعب من أجل الشعب و التي تخاطر بنفسها من أجل حمايته و تحقيق أمنه و إستقراره .
تحية لكم أيها الأبطال .تستحقون إحترامنا و تقديرنا .لكم العزة والكرامة .
و تحية للقراء الكرام .

#التهامي_صفاح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل