أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رضا لاغة - القمع الفتّاك للفكر














المزيد.....

القمع الفتّاك للفكر


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 17:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن القمع الفتّاك للفكر ينتج لا محالة موجة من العداء للآخر الذي يشبهني و لا يشبهني . الآخر من جهة كونه ذاتا تنتصب قبالتي و تنغرس في صميم العالم بطريقتها . إنه يفجّر عنفا أعمى يجعلنا نمضي نحو الكارثة ، نحو إيذاء الآخر الذي يتحوّل من شريك في الوجود إلى عدو لدود ، إلى غريب و غريم.
نحن نتحدث عن لحظة حوارية تجد محورها في إصلاح عميق لمفاهيم ناقصة و خاطئة في تقاليد التربية. نبحث يا سادة عن صياغات بديلة تستعيد الشخصيّة البنائيّة للآخر الذي ينبت من ضلعي و من ضلعك. الآخر الذي أكون بدونه جسدا مظلما لأن منظوريته كما وضّح موريس مرلوبونتي هي التي تبعث في قراري الإقبالية على الوجود.
أيا أيها الآخر ، إن تلاشيك خلف الأنا و انمحائك هو عندي نزعة مضادة للانسانوية لأنك بذلك تستحيل إلى فريسة سهلة تعمل على تهميش دورك و تشديد الرقابة عليك و تذويب حضورك الشيّق في صميم العالم المتنوّع .
أيا أيها الآخر ، إن انعطافية الذات نحو يمينية متطرّفة تنبع من انهماك صنمي للدين لا تلزمني ، لأن القمع الفتّاك للفكر لوّث الدين بمتخيّل وهمي يغتصب بفظاظة حقك في الوجود الذي لا أضمن استمرار يته بدون دوام حضورك.
القمع الفتّاك أيّتها السيدات يمزّق بمعانيه الغير اندماجية و بطاقته المؤذية و مشهديته التشاؤمية و انعزاليته المقرفة اندفاعية الحياة التي لا نستلمح منها سوى طابع التطرّف الذي يتناسل منه ينبوع الضلال التكفيري .
و المريب أيها الشباب أنه متضمّن في نمط متطوّر للطابع التاريخي للأحداث كنتاج مستمر مناقض في طبيعته الداخلية لكينونة الآخر . إن هذا الدحض المبتذل و المتمدّد بصيغ غير مكشوفة يعبّر عن فشل اعتقادي لفلسفتنا النقدية التي ظلّت للأسف في مجمل مضامينها محض مواعظ يسهل اقتلاعها و بعثرتها متى وجد الضحية في مجرى الاستقطاب التكفيري الذي يربط قرابة خادعة مع المنتدب الجديد فتنقل الذات تعسّفيّا إلى نقطة انطلاق مرعبة ، حجرية و متصلّبة غارقة في معركة منوّمة تندفع كالفيضان الذي يلتفّ على الآخر فيقوده نزولا إلى الظلام ، إلى القبر ، إلى سرداب العدم، خلف الحياة فلا نتذكّر سوى أنه يحمل اسم الشهيد و نفتخر...
قبّلنا جبين الصبيّ و الجندي المغوار ثم دفعناه إلى الأسفل ، بالكاد نجد الوقت لنستريح حتى نقبّل جبين جديد.
سمعنا من يقول : أظنّ أن القاتل كان يرتدي ربطة عنق. و سمعنا من يقول : إن مظهره لا يثير الفضول ، نكاد نجزم أنه يغري بعلاقة وثيقة و مع ذلك عبر إلى الضفّة الأخرى ليقطع أشواطا في مخالفة طبيعته التي لا تناسب خطورته؛ فقلنا : إنه القمع الفتّاك للفكر.



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة في مشهد
- ناخب فطن يبوح بأسرار عميقة
- صراعات مكشوفة
- عقاب مكرور
- تقادمية حالة حرب
- في مكان ما خارج حزب ما
- فقدان الاتجاه أم واقع سياسي جديد في تونس؟
- تونس ما بعد أزمة النداء
- أحزاب تونسية مفخّمة و مفتولة العضلات، تهوي و تنال دفنا جميلا
- النهضة و النداء يضعان أقدامهما في مرحلة ما بعد التاريخ
- في أروقة النداء: تهجير اليسار أم قصف الحكومة؟
- هل نتجه إلى فراغ سياسي في تونس؟
- مصالحة أم مضاجعة لثورة الكرامة في تونس؟
- تمثلات نقابية و سياسية رابضة في قلب الهوية
- أي مستقبل نريد؟
- اليمن و الكذب المقصود
- و انتصرنا
- يا ناصريين... ثمة شيء إسمه اليمن...
- اليمن و تجاذب القوى في الداخل و الخارج
- هايدغر و الإنتقال من الميتافيزيقا إلى فلسفة الوجود


المزيد.....




- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تصيب أهدافا في تل ابيب وحيف ...
- -مغامرة- ترامب بقصف إيران تهدد بصراع طويل الأمد في الشرق الأ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلق على الضربة الأمريكية لإيران: نفحص الوض ...
- إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أك ...
- ماذا نعرف عن الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية؟
- واشنطن -تدمر- مواقع نووية إيرانية.. وطهران تتوعد بالرد
- عباس عراقجي: الشعب الأيراني لن يساوم على استقلاله وسيادته
- ما خيارات الرد المتاحة أمام إيران وهل ستعود للمفاوضات؟
- كيف تسلل الموساد لمفاصل الدولة في إيران؟
- تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رضا لاغة - القمع الفتّاك للفكر