أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالسلام سامي محمد - المعنى العصري الاشمل للحضارة !!














المزيد.....

المعنى العصري الاشمل للحضارة !!


عبدالسلام سامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 17:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحضارة و كما تعلمون اعزائي ،، لا تعني اليوم ابدا القيام بتشييد بعض المباني العالية الكبيرة العملاقة الشاهقة فقط ،، و لا بعضا من المشاريع الفرعونية الالهية الضخمة الكبيرة على حساب هياكل الاف الناس و جماجم ملايين من البشر هنا و هناك ،، كما حصل ذلك في فترة نشوء الحضارات الفرعونية و الاغريقية و الرومانية و البابلية و غيرها من الحضارات البشرية القديمة المعروفة لكي تبقى تلك الآثار العملاقة يوما من الايام شاهدا على عظمة حكامها و زمانها ،، و شاهدا على دهاء البعض في استخدام القوة و الجبروت و العقل و الهندسة المعمارية و بشكلها المعروف العجيب و الغريب . لا ابدا ،، و لا اعتقد ابدا ان تلك الاشياء و الامور الفخمة و الضخمة تعبر بشكلها الصحيح عن معنى التحضر و التقدم و الازدهار ،، إن المعنى العصري الجديد و المختلف لمفهوم التمدن و التحضر تختلف كثيرا حسب رأيي المتواضع عن المعنى القديم و الضييق لمفهوم الحضارة ،، فالمعنى الجديد الذي أفهمه و الذي استوعبه اليوم من كلمة الحضارة ( و حسب المعايير الفكرية و الأخلاقية و السلوكية الجديدة الموجودة في زمننا الحالي ) حيث تجعلني هذه القييم الجديدة بأن أنظر الى التمدن و التحضر من خلال زاوية جديدة و مختلفة بكثير عن السابق ،، فمفهوم الحضارة و معنى كلمة كل من كلمة التمدن و التحضر تعني لي اليوم القيام و بذل المساعي و اعطاء الفرصة و فتح المجال للناس جميعا للسير و التقدم نحو الامام في جميع النواحي و المجالات الحياتية الكثيرة و المختلفة ،، انها تعني لي و قبل أي شيء آخر اطلاق كل الحريات الفردية و الجماعية و في جميع المجالات و الاتجاهات المفيدة و الايجابية ،، و ضرورة القيام بالتغيير الشامل و الاصلاح الجذري للبنية الفكرية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية للافرد و المجتمعات و القيام بعملية التنويع و التجديد و التخطيط و البناء على مخلفات الماضي الهمجي العنفواني القديم المتخلف ،، انها تعني استخدام و استثمار العقل بشكل منطقي و دقيق و سليم و رفيع في مجال التنمية الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و الابداع في مجال العمل و العلاقات و التصرفات و السلوك ،، و في مجال الأعمار و التشييد و البناء من خلال اللجوء إلى استخدام الطاقات و الامكانيات و القواعد و ألاسس العلمية و المعرفية و الاحصائية و الهندسية و الحسابية الدقيقة و الناجحة بشرط ان لا يحدث ذلك من خلال الاستفادة من الاساليب القديمة الهمجية في اللجوء الى إشعال نيران الحروب و الغزوات على الغير ،، او على حساب اضطهاد و استغلال و استحمار و قتل و تدمير و تشريد الاخرين ،، او على حساب جماجم و هياكل الناس الفقراء و دماء الغير ،، انها تعني التخطيط العلمي السليم لكافة الأشياء و الامور و بأختلاف أشكالها و أنواعها خدمة للمجتمعات الإنسانية و خدمة لكل البشر و خدمة لصالح مستقبل الأجيال القادمة ،، انها تعني القيام بمحاربة كل اشكال الاضطهاد و الاستغلال و الفقر و المرض و الشعوذة و الخرافة و الجهل و القيام بمحاربة اسباب نشوئها بشدة أينما كان ،، إلى جانب القيام بتوعية الناس على الاسس و المباديء الديمقراطية و القيم الانسانية و الاخلاقية النبيلة و الرفيعة و الصحيحة ،، و الاهتمام بالجوانب المعرفية و الثقافية و الفنية و الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية و الحياتية و المعيشية لجميع الناس ،، انها تعني إرشاد و توجيه الناس و المجتمع صوب طريق الخير و النفع و الانتاج و الصواب و الاصلاح ،، و نبذ كل اشكال العنجهية و التسلط و التحكم و الحقد و الكراهية و الفساد و كل أشكال العنف و الهمجية ،، و استخدام العقل و الحكمة و المعرفة في حل النزاعات و المشاكل و المعضلات اليومية التي تعترض لها طريق الحياة باستمرار ،، انها تعني حث الناس على التضامن و التكاتف و قول الصدق و الحقيقة و نشر قيم المحبة و التسامح و ترسيخ مباديء الأخوة و السلام بين الناس للتقليل من حدة الصراعات و النزاعات اليومية الكثيرة التي تقع جراء الاختلاف في المصالح و المنافع و جراء عملية الاحتكاك و عملية الاخذ و العطاء بين الناس و المجتمعات ،، انها تعني توفير الخبز و العمل و الراحة النفسية و الجسدية و توفير قواعد للسعادة و الطمأنينة و الامن و الامان و الاستقرار و الاستمتاع بوقت الفراغ للجميع لتحسين ظروفهم الصحية و المادية و المعيشية و المعنوية و بأستمرار كذلك ،، انها تعني الاهتمام بنظافة المحيط و البيئة و اعطاء الحق لجميع المخلوقات في العيش معنا و مع بعضهم البعض بأمان و سلام و في كل مكان ،، و أخيرا و ليس آخرا أن الحضارة و التمدن تعني محاربة كل أوجه الظلم و الغبن و القهر و الفساد و الاعتراف الكلي بحقوق المرأة و بحقوق الاقليات و الاطفال و الاهتمام الجدي بالشرائح الاجتماعية الضعيفة و المرضى و المكفوفين و الفقراء و المساكين و المعدومين ،، و القيام بمساندتهم و حفظ حقوقهم و كرامتهم الانسانية و انتزاع حقوقهم المغتصبة من ايادي المجرمين و المتجبرين و الشياطين و الفراعنة و السلاطين ،، فالحضارة البشرية التي تريد أن تبقى و تستمر و تزدهر ،، و التي تريد ان تكون فعلا حضارة انسانية ،، عليها من اليوم فصاعدا و قبل كل شيء اخر أن تأخذ على عاتقها مسؤولية بناء الانسان و مسؤوليى الدفاع و حماية حقوقه الحياتية ،، كما ان التحدث عن اية حضارة انسانية يجب ان تكون و قبل اي شيء اخر مرتبط و بقوة مع المفاهيم الأخلاقية و الانسانية الرفيعة و النبيلة ،، و الا فلا يمكن تسمية اية حضارة بالحضارة ان كانت تلك الحضارة غير مبنية على المفاهيم العادلة و القيم الاخلاقية الانسانية الرفيعة السامية و النبيلة.



#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد الأعمال الإرهابية الاخيرة التي وقعت في باريس
- الاخوة الاعداء في الحكومة !!
- اقليم كوردستان الى اين !!
- هل حقا ان الغرب و بالذات المانيا بحاجة الى هذه الاعداد الكبي ...
- الادمان و التطرف و جهان لعملة واحدة !!
- في بلادنا !!
- الرحمن خلق الانسان
- المنظور الشرقي للفلسفة المادية !!
- سبحان الخالق العظيم !!!
- اءمثلة حية على التضليل الاعلامي الغربي !!
- الى روح شهيدة الحرية .. جيلان
- الحرب على الدواعش ,, وجهة نظر !!
- سلوكنا و سلوكهم !!
- العصا السحرية لحل جميع مشاكل العراق !!
- لماذا نتهم حكومة الاقليم فقط القيام بالتامر !!
- كل من يريد النيل من تجربة اقليم كوردستان فما هو الا بعثي و د ...
- صوتك هو.. المستقبل !!
- ما هو القاسم المشترك بين الكوردي و الفلسطيني !!
- انا و صاحبي الصيدلاني الكافر !!
- بئس الحكام و بئس الزحلاوي !!


المزيد.....




- إدارة ترامب تكشف أحدث خططها للترحيل الجماعي.. 1000 دولار وتذ ...
- في منطقة عسير بالسعودية.. مشاريع مشوقة تفتح آفاقاً جديدة للس ...
- من باكو إلى قابالا.. أذربيجان ترسم خريطة جديدة للسياحة في عا ...
- بلومبرغ: اليمن يقف حجر عثرة أمام مساعي ترامب لإعادة رسم خريط ...
- قاذفتان استراتيجيتان أمريكيتان B-52H تتجهان إلى المحيط الهند ...
- السودان يؤكد احترامه لقرار محكمة العدل الدولية
- من -ستاربيس- إلى المريخ.. خطة ماسك لإنقاذ البشرية من مصير ال ...
- -حماس-: لا معنى لأي مفاوضات في ظل استمرار حرب التجويع في غزة ...
- قوات الدعم السريع تستهدف فندق -مارينا – الهيلتون- بمدينة بور ...
- الإليزيه يكشف تفاصيل زيارة الشرع لفرنسا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالسلام سامي محمد - المعنى العصري الاشمل للحضارة !!