عبدالسلام سامي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4486 - 2014 / 6 / 18 - 18:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بخصوص الوضع العراقي المتاءزم و الخطير و بخصوص المستجدات التي حدثت على الساحة العراقية قبل حوالي اسبوع اود ان اوجه بعض الاسئلة البسيطة على الاخوة الكرام او الى الاخوة الاعداء المؤمنين بنظرية التامر و الذين يؤمنون و يعتقدون باءن حكومة الاقليم و بالتواطيء مع اخوانهم العرب من اهل السنة اعدت و خططت للمؤامرة و ساهمت بشكل فعلي و مباشر في الانتكاسة الاخيرة لقوات الجيش العراقي في كل من محافظة نينوى و صلاح الدين و الانبار و في المناطق الاخرى ذات الاغلبية السنية و اود ان اطرح عليهم هذه الاسئلة القليلة التالية :
اولا - هل و متى حكمت العراق و شعب العراق حكومة وطنية نزيهة و غيورة و شريفة و مخلصة و صادقة و غير طائفية و ديمقراطية و علمانية و غير عنصرية و غير شوفينية و غير حاقدة و بالاخص على الشعب الكوردي و على بقية الطوائف العرقية و المذهبية و القومية الاخرى بحيث كانت اولى اولياتها و مركز ثقل نهجها و سياساتها و اهتماماتها هو الدفاع على المصالح الحيوية و الاساسية لدولة العراق و الحرص على المواطن العراقي و حقوقه و حريته و كرامته بغض النظر عن انتمائاتهم الحزبية و الدينية و المذهبية و الفكرية و السياسية و العرقية و القومية و الزقنبوتية !!
ثانيا - هل و متى شعر المواطن الكوردي المغبون او العربي الشيعي بل و حتى السني و التركماني و اليزيدي و الصائبي و المسيحي و غيرهم يوما بعدالة نهج و سياسات الحكومات المتعاقبة و بالكرامة الحقيقية و الحرية الكاملة و العدالة و حقوقه الحقيقية الكاملة في المواطنة و في حفظ حقوق و كرامة الانسان و عدم التنكيل و التهجير و الملاحقة و التعذيب و غيره من الاساليب الوقحة على ايادي اقزام الانظمة الدكتاتورية و الشوفينية المتداولة للسلطة في العراق لكي يحس و يشعر المواطن يوما بان الوطن هو وطنه و له جملة من الحقوق و عليه مجموعة من المسؤوليات القانونية و الاخلاقية و الانسانية و الوطنية !!
ثالثا - هل و كيف و متى و على اي اساس كانت تتعامل الحكومات القرقوشية و الانظمة المستبدة المتعاقبة على دفة الحكم في العراق مع مواطنيها بصورة عامة و مع الشعب الكوردي و قضيته العادلة بشكل خاص !!
ثم و هل و متى علمتنا تلك الحكومات الفاسدة و احزابها الطائفية و ائمتنا و ملالينا و مراجعنا الدينية المتخلفة سلوكيا و فكريا و مناهجنا التعليمية و التربوية العقيمة و المتخلفة ماذا تعني حقا كلمة الوطن و ما هي مفهوم الوطنية الحقة !!
ثم و كيف و باءية صورة كانت تفسر كل واحدة من تلك الحكومات و الانظمة تلك المعاني و المفاهيم الوطنية و الانسانية !! و هل علمتنا تلك الحكومات ما هي لون و طعم و مفهوم الرجولة و الكرامة و الشهامة !! بل و هل سمعنا يوما كلمة صيانة الحريات الفردية و الجماعية و حفظ حقوق و كرامة الانسان و ماذا تعني كل تلك المفاهيم و غيرها في قواميس و نواميس تلك الحكومات الفاسدة !! حتى نكون فعلا واعيين و مسلحين بالثقافة الوطنية و الوعي المتطور و حتى يكون بمقدورنا يوما بناء وطن سعيد و مزدهر يكون اساسه من الفولاذ الصلب و يشعر فيه الانسان بحقوقه و حرياته و كرامته الغائبة و المهضومة !! و لكي يتربى و ينشاء جيل واع و وطني و مثقف و شجاع و نزيه و مسالم و كفوء و غير اتكالي و غير مشعوذ و متعلم و ناجح يخدم نفسه بنفسه و يدافع عن حفظ كرامته و حقوقه و حرياته و يكون صاحب قضية و صاحب مبداء و عقيدة و يكون ملتزما يستطيع ان يدافع عن مصالح وطنه العليا و مصالحه الشخصية و الاجتماعية و الاقتصادية اثناء تعرض تلك المصالح الى الاساءة و السرقة و التهديد و الغزو و النيل و الاستغلال و سوء الاستخدام !! .
بطبيعة الحال هنالك الكثير من هذه الاسئلة المهمة و الضرورية التي ينبغي ان نطرحها على انفسنا قبل اتهام الغير بالخيانة و الارتزاق و حبك المؤامرات . فالاجابة العقلانية و المنطقية على مثل هذه الاسئلة الحيوية تضعنا امام جملة من الحقائق المرة و اللاذعة التي من شاءنها ان توضح لنا مدا الكارثة الحقيقة التي نحن فيها الان و كذلك في المستقبل البعيد . و من خلال الاجابة على هذه الاسئلة سيتوضح لنا ايضا من نحن , و كيف كانت نهج و سياسة حكوماتنا و احزابنا الطائفية الساقطة , و كيف ولدت فينا هذه التربية المتخلفة الفاسدة العقيمة , و من هو و من كان السبب الرئيسي وراء كل هذه المشاكل الكبيرة العالقة الموجودة و التي يعتذر ايجاد الحلول المنطقية لها لحد هذه اللحظة , ثم و لماذا اتفق العراقيون على ان لا يتفقوا على اي مبداء يخدم مصالحهم جميعا و يكون بمقدورهم العيش سوية , و اخيرا فلماذا نتهم بعضنا البعض على حبك المؤامرة و الخيانة و الوقوف وراء الصراعات و النزاعات و الانقلابات . فالحكومات و الانظمة العراقية و احزابها الشوفينة التي توالت كرسي الحكم في العراق كانت تلجاء دائما الى تهميش الاخرين و عزلهم و فرض سياساتها القمعية عليهم بالحديد و النار و خاصة الشعب الكوردي و الاقليات الاخرى , و اليوم عندما يدافع حكومة الاقليم و شعبه عن تجربته الخاصة و عن حقوقه المدونة في الدستور العراقي و التي تعرضت الى التهميش و التنكر و الاهمال , و عندما يدافع الاقليم عن سيادة ارضه و امن و امان شعبه المعرض مرة اخرى للنيل و الاعتداء و الانتهاك من الحكومة المركزية و من الاطراف الاخرى و على راءسهم البعثيين الاوغاد و المرتزقة الممولين بقوة من السلفيين و الوهابيين الهمج , فلا عجب و لا غرابة ان نرى باءن الاصوات الشوفينية الحاقدة على الشعب الكوردي و اقليمه تتعالى للنيل منهم و محاربتهم تحت طائلة من الذرائع الوهمية و الملفقة و الشعارات و الاكاذيب الوطنية الفارغة و منها نظرية المؤامرة التي تعود الشعب الكوردي على سماعها و منذ قيام و نشاءت الدولة العراقية الحديثة و قبلها بكثير ايضا . كما اود ان اساءل مرة ثانية اؤلئك الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة , فلماذا استعانت و تستعين حكومة المالكي و جميع الاحزاب الاخرى دوما بدول الجوار و حتى بالشيطان , و في كل صغيرة و كبيرة , عندما يرون باءن تلك الدول ستساعدهم في تقوية صفوفهم و الوصول الى مصالحهم الفئوية و الحزبية , و منها الابقاء على كراسي الحكم في هذه الدولة العجيبة و الغريبة !! و اذا كانت هنالك حقا شيء من هذا القبيل بالنسبة لحكومة اقليم كوردستان اي باءنها استعانت ببعض الدول لمساعدتها لمحاربة الداعشيين و البعثيين الانذال بغية تحقيق بعض المكاسب السياسية المشروعة للشعب الكوردي و التي وقفت حكومة المالكي بالضد منها عبر سنوات حكمه الطائفي المقيت !! فهل يحق لنا ان نضع حكومة الاقليم و الشعب الكوردي لوحده في خانة الخيانة و التامر !! ففي عراق الماضي و الحاضر الكل يتامر على الكل , و الكل تكفر و تهمش و تقاتل و تريد السيطرة على الكل !! فهل يحق للاخرين التامر على الشعب الكوردي , و يبقى الشعب الكوردي و حكومته مكتوفي الايادي امام المؤامرات و الاعتداءات و عمليات سلب و هضم الحقوق و سفك الدماء !!.
كان هذا مجرد راءيي الشخصي كان الغرض منه توضيح بعض المسائل و النقاط بغية طرحها للنقاش مع احترامي للاراء و الافكار المتناقضة و المختلفة و مع احترامي لكل القوميات و المذاهب الاخرى .
#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟