عبدالسلام سامي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 16:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد اثبتت تجارب السنين و العقود السابقة ,, و لقد اثبت للعراقيين ايضا و على مختلف اطيافهم و شرائحهم الاجتماعية و قومياتهم و اديانهم و مذاهبهم و اتجاهاتهم الفكرية ,, كما اثبتت لجميع دول الجوار الاقليمي و المجتمع الدولي و العالم ,, باءن الخارطة الجغرافية السياسية العراقية ,, التي رسمتها كل من بريطانية و فرنسا حسب اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة ,,اذبان انهيار الامبراطورية العثمانية الاستعمارية المقيتة,, باءنها خارطة معقدة و صعبة و خاطئة و غير عادلة ,, وباءنها خارطة مقيتة تخلق و تساعد على خلق الكثير من الصراعات و النزاعات الدموية المسلحة بين كافة اطراف و مكونات و شرائح الشعب العراقي الكثيرة المختلفة ,, و هي مصدر الكثير من الفتن و الحروب المتوقعة و في اية لحظة زمنية ,, كما اثبتت التجارب الدموية المريرة التي مر بها العراق و منذ نشوء الدولة العراقية الجديدة المشؤومة ,, باءن الشعب العراقي هو شعب بدائي من حيث البنية الفكرية و الاجتماعية و السياسية ,, فالقبائلية و العشائرية و الطائفية و المذهبية و العرقية و العنصرية هو المصدر و المنبع و هي الصفة و الصبغة السائدة و الغالبة على التفكير البنيوي و الخلوي لعقل الانسان العراقي بشكل عام ,, و استنادا الى البنية المتخلفة لتلك العقلية البدائية المتطرفة الساذجة العقيمة ,, اثبتت التجارب باءن العراقيين غير قادرين على بلادهم و حكم انفسهم باءنفسهم ,, بشكل يمكنهم حل مشاكلهم الداخلية المعقدة لوحدهم ,, حل مشاكلهم مع دول الجوار و العالم ,, و تجاوز الخلافات فيما بينهم عن طريق الحوار و من خلال الحكمة و التفاهم و بصورة عقلانية و سليمة ,, كما اثبتت معظم تجارب الماضي و الحاضر القاسية و العنيفة ,, باءن معظم الحكومات و الانظمة التي تولت حكم هذه الدولة المعقدة التركيب فشلت هي الاخرى في ايجاد حلول ناحجة و توافقية سليمة و صائبة تخدم العراق و الشعب العراقي و العملية السياسية ,, و تصب في صالح جميع شرائح المجتمع و مكوناته العرقية و المذهبية و الدينية ,, و فشلت تلك الانظمة التعسفية المتوالية و في كل مرة في اقامة نظام سياسي و اجتماعي متمدن و مزدهر و خال من العنف يمكن ان يجمع العراقيين جميعا تحت قبة واحدة ,, و اقامة كيان صلد و سليم يكون فيه حفظ حرية و حقوق و كرامة الانسان شعارا اساسيا للدولة ,, كما ان جميع الانظمة التي تعاقبت على كرسي الحكم في العراق سواءا في الماضي او الحاضر فشلت ايضا في بناء البلد و الارتقاء به الى مستوياتها المطلوبة ,, بالرغم من توفرالامكانيات المادية و البشرية و الموارد الهائلة و الطائلة ,, التي كانت تجنيها ميزانية الدولة خلال كل هذه السنوات الكثيرة ,, و بالرغم من وقوع البلد على بحار من النفط و الغاز و امتلاكه لاءحتياطيات هائلة من الثروات النفطية و الغازية و المعدنية و المائية و الزراعية و الحيوانية الكثيرة و المتنوعة ,, و التي كانت تكفي( لولا و جود قليل من الحكمة و العقل ) لاءن ترفع بالبلد الى مستويات الدول المتقدمة جدا في العالم ,, و التي كانت تكفي ايضا لاءن يتصدر و يتفوق الشعب العراقي على شعوب العالم قاطبة من حيث حصوله على مستويات عالية من الدخل القومي و الفردي و الخدمات و البناء و العمران ,, و امكانية العيش بكل عز و رفاهية و تقدم و امن و امان في بلد يحسد عليه الجميع . و من خلال هذا السرد البسيط و الحقائق المعروفة للجميع ,, فاءن الشعب العراقي خسر كل شيء كان بحوزته و خسر جميع ما يملكه و يجعله ان يعيش كاءنسان لا يعرف ماهو معنى الفقر و البطالة و الماسي و الضيم ,, بل ظل يخسر اعز ما يملكه في حياته و لاءجيال عديدة و متعاقبة ,, مما جعله و يجعله ان ينظر الى مستقبله و الى الواقع بصورة سلبية جدا و بلون سوداء قاتم كئيب ,, و مما جعله ان يتطلع الى المستقبل بعين لا يستطيع ان يجلب عليه و على ابنائه حتى بالقليل من الامن و الامان و الرفاهية و السعادة و السلام ,, و لكي يجد نفسه يوما من الايام باءنه حقا سيد نفسه و يقرر مستقبله بنفسه بعيدا عن التدخلات الاقليمية المدمرة اليومية ,, و بعيدا عن الصراعات و النزاعات الداخلية المستمرة و الدائمية ,, و خاصة في الفترة الاخيرة عندما وصلت الاوضاع به و باءهله و بلده الى درجة لا تطاق ,, و الى اعلى مستويات من التدني و الخراب و الهلاك و الفساد و التخلف و الهمجية و الدمار ,, و من هذا المنطلق و حرصا على مستقبل البلد و موارده الكبيرة و الطائلة ,, و حرصا على مستقبل اجياله القادمة من الضياع و الفقدان و الدمار ,, فليس هنالك حل اخر في الافق للعراق تكاد تحل مشاكله العويصة و الدائمية سوى قيام الشعب العراقي من خلال برلمانه الكارتوني بتوجيه طلب الاغاثة و المساعدة و النجدة من المجتمع الدولي ,, مطالبا اياه و خاصة المجموعة الاوربية و الدول المتقدمة المنضوية تحت لوائها ,, كالسويد و المانيا و الدانمارك على سبيل المثال ,, للقيام باءختيار فريق دولي ,, يتم اختياره من قبل تلك الدول ذات الانظمة الديمقراطية العلمانية المتطورة ,, يكون مهامه اختيار فريق من السياسيين و الاقتصاديين و الخبراء الاكفاء و النزيهين ,, ياءخذ على عاتقه توجيه و ادارة دفة الحكم في العراق لبعض من العقود و القرون القليلة القادمة,, و حسب اتفاقية معلنة بين الطرفين يتم من خلالها حكم ذلك الفريق للعراق بموجب دساتير تلك البلدان الاجنبية الكافرة و وفق قوانينها الموضوعية الانسانية المتقدمة ,, و بعيدا كل البعد عن تدخل اي عراقي او اية من الاحزاب العراقية القذرة ,, و بعيدة ايضا عن تدخلات دول الجوار في شؤون ذلك الفريق المختص و في مهامه الحكومية و الادارية ,, على شرط منحهم نسبة كبيرة من الميزانية النفطية العراقية ,, تقدر بحوالي عشرة الى عشرين بالمئة من الواردات على سبيل المثال و حسب الاتفاقية المبرمة ,, و اخيرا اعتقد ان هذا الحل هو الحل الصائب و الافضل و الاجدر للمشكلة العراقية المعقدة و المتشابكة ,, و اذا تم بالامكان تطبيق مثل هذه الفكرة , فلا شك فاءنكم سترون حينها كيف ستتدمر و ستتحطم اوكار دولة الخلافة القريشية الداعشية اللعينة ,, و كيف ستنهزم المجاميع الارهابية الدولية المدعومة من معظم دول العالم هزيمة الفئران ,, و ستلاحظون حينها ايضا كيف سنتعلم نحن العراقيون على معرفة و تقبل القيم و المباديء الانسانية النبيلة ,, و على احترام القوانين الانسانية و الالتزام بحفظ النظام ,, و على جملة من القيم الانسانية المتطورة التي كانت بعيدة كل البعد عن قيم مجتماعتنا القطيعية ,, و كيف سنتربى بتربية جديدة و متطورة و على مباديء جديدة و متطورة في التربية الوطنية و الاجتماعية و حفظ الوعد و الشرف و الاخلاق ,, و في حب العمل و حفظ حقوق و حريات و كرامة الانسان الضائعة عندنا و المهدورة .
#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟