أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الكذب والزور في الاسلام














المزيد.....

الكذب والزور في الاسلام


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 17:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكذب والتزوير والتسويف والمماطلة ، كلها قضايا قبيحة ، ومرفوضة ، جملة وتفصيلاً ، وينبذها الوجدان والفطرة السليمة ، ولا تقرها جميع القيم الاخلاقية ، والتربوية ، والمنطقية ، والفلسفية ، والاجتماعية ، كونها تفسد الذوق وتغمط الناس حقوقها ، وتعدم الثقة ما بين الناس ، بالاضافة الى حدوث امور اخرى وقضايا جمة يذكرها اصحاب الاختصاص في كتبهم ومصنفاتهم وموسوعاتهم . والاسلام في دستوره نبذ كل هذه الامور التي ذكرناها ، سواء في القرآن أو في السنة النبوية ، وكان الاولى بالمسلم أن يلتزم بذلك اكثر من سواء ، لأنه هو المعني الاول والاخير بالامر ، والصحابة هم يجب أن يكونوا على رأس من يطبق تلك التعليمات بحذافيرها ، وذلك لأعتبارات كثيرة ، واهمها : أنهم رأوا النبي عياناً واخذوا منه مباشرة ، ووعوا كلامه وعاصروه ؛ فليس من العقل بمكان أن يكذبوا ويزوروا لأجل قضايا سياسية أو نفعية أو غيرها .
ودعونا نقرأ ما دونه التاريخ عن ما اسموه بالاول شهادة زور في الاسلام ! .
قال المسعودي : ((وسار القوم نحو البصرة في ستمائة راكب ، فانتهوا في الليل إلى ماء لبني كلاب يعرف بالحوأب ، عليه ناس من بني كلاب ، فَعَوَتْ كلابهم على الركب ، فقالت عائشة: ما اسم هذا الموضع؟ فقال لها السائق أجملها: الحوأب ، فاسترجعت وذكرت ما قيل لها في ذلك، فقالت: ردُّونِي إلى حرم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، لا حاجة لي في المسير، فقال الزبير: بالله ما هذا الحوأب ، ولقد غِلط فيما أخبرك به ، وكان طلحة في سَاقَةِ الناس ، فلحقها فأقسم أن ذلك ليس بالحوأب ، وشهد معهما خمسون رجلاً ممن كان معهم ، فكان ذلك أول شهادة زور أقيمت في الإسلام ، فأتوا البصرة فخرج إليهم عثمان بن حُنَيْف فَمانَعَهُم ، وجرى بينهم قتال، ثم إنهم اصطلحوا بعد ذلك على كفِّ الحرب إلى قدوم علي، فلما كان في بعض الليالي بَيِّتُوا عثمان بن حُنَيْف فأسروه وضربوه ونتفوا لحيته، ثمِ إن القوم استرجعوا وخافوا على مخلَّفيهم بالمدينة من أخيه سهل بن حُنيف وغيره من الأنصار، فخلَّوْا عنه، وأرادوا بيت المال فمانعهم الخزانُ والموكلون به وهم السبابجة ، فقتل منهمِ سبعون رجلا غير من جرح ، وخمسون من السبعين ضربت رقابهم صبراَ من بعد الأسر، وهؤلاء أول من قُتِلَ ظلماً في الإِسلام وصبراً، وقتلوا حكيم بن جَبَلَة العبدي ، وكان من سادات عبد القيس وزُهِّاد ربيعه ونُسَّاكها ، وتشاحَّ طلحة والزبير في الصلاة بالناس ، ثم اتفقوا على أن يصلي بالناس عبد الله بن الزبير يوماً ، ومحمد بن طلحة يوماً ، في خطب طويل كان بين طلحة والزبير إلى أن اتفقا على ما وصفنا )). (مروج الذهب ج2ص357- 358 ، دار الاندلس بيروت بتحقيق يوسف اسعد داغر ، الطبعة الرابعة 1981).
وبتعبير ابن قتيبة في « الإمامة والسياسة » : ((فلما انتهوا إلى ماء الحوأب في بعض الطريق ومعهم عائشة تنبحها كلاب الحوأب ، فقالت لمحمد بن طلحة : أي ماء هذا ؟ قال : ماء الحوأب . قالت : ما أراني إلا راجعة . قال : لم ؟ قالت : سمعت رسول الله يقول لنسائه : كأني باحديكن قد نبحها كلاب الحوأب ، وإياك أن تكون هي أنت يا حميراء ! فقال لها محمد بن طلحة : تقدمي رحمك الله ، ودعي هذا القول . فأتى عبد الله بن الزبير فحلف لها بالله لقد خلفته في أول الليل ، وأتاها ببينة زور من الأعراب فشهدوا بذلك )).
ونستنتج من هذا امور :
1-إن السيدة عائشة كانت مخطئة جدا بخروجها لقتال جيش علي بذريعة الطلب بدماء الخليفة المقتول غدرا ، عثمان بن عفان ، لأنها ليست ولي الدم ، ثم انها أمرأة والاولى بها الاقرار في بيتها ، افضل لها من قيادة جيش لمحاربة المسلمين انفسهم .
2- ان طلحة والزبير وخمسون من عامة الناس ومن جيش عائشة قد خلفوا كذباً . وقد ذكرنا في المقدمة أن الكذب ينافي دستور الاسلام ومبادئه ، وهم بهذا الحلف قد خدعوا السيدة عائشة وكذبوا عليها ، وهي امهم وكذب الابن على امه يكون من اقبح الامور ، لأنه يصير بنظر المجتمع عاق الوالدين ، والعاق عقوبته معروفة في الاسلام .
3- وقد حدث بعد تصديق عائشة الكذبة تلك قتل واهراق دماء محرمة ، كما وصف المسعودي :(فقتل منهمِ سبعون رجلا غير من جرح ، وخمسون من السبعين ضربت رقابهم صبراَ من بعد الأسر، وهؤلاء أول من قُتِلَ ظلماً في الإِسلام وصبراً ) ، وقتل الاسير مخالفة لكل الاعراف والقيم الاخلاقية والانسانية ، وهو لم يحدث حتى في الجاهلية ، وهي ضد حقوق الانسان التي اقرتها القوانين الدولية في عصرنا هذا ، والسبب يعود الى هذا الكذبة ، وحلف الزور .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة نصوص
- موسى النبي يفقأ عين ملك الموت !
- أمي
- خرافة اسمها جحا العربي
- أبي
- النملة التي حيرت عقول المفسرين
- سبي النساء في الاسلام
- الجلود التي تتبدل وتتعذب في النار
- سلمُ الخاسرْ*
- القول المبير .. بمن يرى قدسية التطبير
- آدم وابليس يكتبان الشعر !
- دمعة على المومس
- مسخرة .. رضاع الكبير
- الشاعر والعصفور
- بوذا ينطق بالشهادتين
- نار الفقر
- صلاة الليل طقس موروث
- محاورة موسى والخضر
- نوح واسطورة الطوفان
- البهلول ..شخصية حقيقة ام خرافية ؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الكذب والزور في الاسلام