موسى النبي يفقأ عين ملك الموت !

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 22:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يصور لنا (البخاري) أن موسى النبي كان بطلاً ، صنديدا ، لا يشق له غباراً ، ولا يخاف حتى ملك الموت الذي هو بتعبير كتاب (الاسراء والمعراج ) قول احد الانبياء : كلنا تتراجف منه فرائصنا ، الا أن موسى يتحداه ولا يهابه ، ودخل معه معركة قصيرة فربحها وخرج منها منتصراً ، ورجع خصمه يجر اذيال الهزيمة والخسران !. فالبخاري يريد أن يقول عن موسى انه ايضا بلطجي بعكس الكثير من الانبياء الذين نشروا رسالاتهم بهدوء وبسلام وعدم اراقة دماء ، ومنهم من ُقتل وارُيق دمه كنبي الله يحيى وغيره من الانبياء الذين بلغ عددهم مائة وعشرون الف نبي .
يقول البخاري :(( أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام , فلمّا جاءه صكه , فرجع إلى ربّه .
فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت .
فرد الله عز وجل عليه عينه , وقال ارجع فقل : له يضع يده على متن ثور, فله بكلّ ما غطت به يده بكلّ شعرة سنة .
قال : أي رب , ثمّ ماذا ؟
قال : ثمّ الموت .
قال : فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر .
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر )).(راجع صحيح البخاري ج 2 - ص 92 - 93)
فيظهر من هذه الرواية أن موسى كان عاصيا للاوامر الالهية ، ولا يريد أن يموت ، ثم أن ربه لم يبلغه بسابق انذار أن ملك الموت سوف يأتيه حتى يقبض روحه ، وقد دنا اجله ونفذ رسالته وانتهت مهمته ، بمعنى آخر أن ملك الموت فاجئه وباغته لكي يقبض روحه وهو لا يعلم ، وكان يفترض من الاله أن يعلمه بالامر قبل وقوعه . فما كان من موسى الا أن يسدد ضربة قاضية الى وجه ملك الموت حتى يفقأ عينه ، فيعود الى رب الجلالة وهو اعور (اشتر – كريم العين) معاتباً ربه في انه قد ارسله الى رجل قوي الساعدين يبطش ولا يخاف احدا ، وهو الذي قتل احد الاقباط في حادث منفصل يعلمه ملك الموت نفسه ، يوم فعل موسى فعلته وفر من عدالة القانون آنذاك .
ونقول :ما هو ذنب ملك الموت حتى يفعل به موسى ما فعل ؟ اليس أنه كان يريد أن ينفذ الاوامر التي اوكلت اليه من السماء ؟ الا يعلم موسى أنه جاءه مأمورا وليس من تلقاء نفسه ، ولا يريد أن يعصي الاوامر الصادرة من قبل مولاه ، فتقع به اقصى العقوبة .
لكن موسى تمادى في غيه ، على ما يبدو من كلام البخاري هذا ، واستغل منصبه النبوي والرسالي ، وقوته العضلية ، فباغت ملك الموت بغتة ، هي كلمع البصر أو اشد من ذلك ، فما يشعر ملك الموت الا وعينه تتطاير كالشرر ، فيفقدها بلحظة ، فيعود الى ربه بعين واحدة .

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات