أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري 1














المزيد.....

المشهد الشعري السوري 1


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1362 - 2005 / 10 / 29 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


حول تجربة جيلي الثمانينيات والتسعينيات في الشعر السوري
لا يمكن النظر إلى تجربة الجيلين الثمانيني والتسعيني في سوريا بمعزل عن التغيرات العالمية المتتابعة التي بدأت أواخر الثمانينات وتمايزت مطلع التسعينات،وإنني أنظر إلى التجارب الشعرية لهذين العقدين من منظور المجموعات الشعرية المهمة والتي شكلت علامات فارقة في مسيرة الشعر السوري،ومن هنا أرى أن شعراء جيل الثمانينات لم يظفروا بالكثير من التجديد على الأقل على الصعيد الشكلي فجاءت قصائدهم محاكية لتجارب السبعينات والستينات سواء في قصيدة التفعيلة أو في قصيدة النثر،وتكاد لا تتميز مجموعة عن شقيقاتها تميزاً إبداعياً يشكل قفزة في فضاء الإبداع الشعري،طبعاً إذا ما استثنينا ـ وقانون الاستثناء يعمل في كل مكان وزمان ـ البعض القليل من تجارب النثر في الثمانينات وعدداً أقل من مجموعات التفعيلة،هذا يعود في رأيي إلى بقاء رواسب الاحتفالية والمناسباتية واللهجة المباشرة التي وسمت قصائد الأجيال السابقة،أما عند جيل التسعينات فقد بدت منذ البداية بعض ملامح الخصوصية،وكان احتدام المنافسة بين قصيدتي التفعيلة والنثر عاملاً حاسماً في الارتقاء بكل من الشكلين الشعريين لإظهاره بمظهر قصيدة المستقبل فعمل شعراء التفعيلة من جهتهم على تخفيف حدة الإيقاع،ووظفوا العديد من التقانات الجمالية الجديدة بما فيها إدخال النثر نفسه ضمن سياق قصيدة التفعيلة،إضافة إلى التناص مع التراث ومع الأجناس الأدبية الأخرى،ومحاولة مسايرة التطورات العالمية المتسارعة عبر إيجاد معادل من المتغيرات داخل بنية القصيدة،بحيث تؤهل القصيدة للصمود في وجه الهجمة المادية الشرسة التي تفاقم أزمة القراءة في مطلع الألفية الجديدة.
وبدورهم حاول شعراء قصيدة النثر التخلص من طغيان الغرائبية التي أثقلت كتاب الأجيال السابقة وجعلت شعرهم أقرب إلى الطلاسم منه إلى الخطاب الدلالي الخصب والماتع،فاتجهوا إلى هوامش الحياة،وإلى اليوميات البسيطة،واستطاعوا أن يبنوا مناخاً شعرياً خصباً بالاعتماد على المفارقات الكثيرة المختبئة في تفاصيل الحياة اليومية.
وأستطيع القول وبكثير من الثقة أن هناك العديد من المجموعات الشعرية المتميزة التي صدرت خلال عقد التسعينات وعلى سبيل المثال:
منزل مزدحم بالغائبين،طريق بلا أقدام،عم مساء أيها الرجل الغريب،لمن تأخذون البلاد،أول نبضة قمح،تشكيلات لمولد الحصار،رصيف،هي والغابة،بعد ثلاثين موتاً من العمر،أناشيد مبللة بالحزن،
وهي مجموعات شعرية ذات خصوصية عالية،استطاع الشعراء أن يوفقوا بين المضمون الفكري العميق وبين الشكل الفني المستوعب لهذا المضمون،وبحيث استطاعوا الوصول بقصائدهم إلى حقول التحفيز:تحفيز القارئ للتفاعل مع إشارات القصيدة،وتأسيس نواة لذائقة شعرية جديدة تتجاوز المفاهيم البالية في التلقي والتي كانت توجه غالباً إلى قارئ سلبي ينتظر وجبة شعرية جاهزة يقتصر دوره فيها على القراءة الأحادية دون أي إعادة لانتاج المضمون الذي تنطوي عليه البنية الخصبة للقصيدة الجديدة.
ثمة بالطبع الكثير من الظواهر التي لقيت عناية زائدة من الشعراء التسعينيين،ومن أهمها مسألة التراث والعودة إلى إشراقا ته،واستلهام المكنونات الجمالية عبر روابط شعرية جديدة تحاور هذا التراث،وتعيد تحليله بحيث تغدو القصيدة مسرحاً لأفكار إنسانية ممتدة من عمق التاريخ السحيق إلى حاضرنا القلق.
ولا ننسى أن التجربة التسعينية في الشعر السوري ما كانت لتتميز لولا الكم الهائل من الكتابات الشعرية،التي خلقت نوعاً من المنافسة لإثبات الذات سواء من خلال الجوائز الأدبية،أو من خلال السعي المستمر لتطوير أدوات الكتابة للنأي عن الكثرة الرديئة من المجموعات التي تلفظها المطابع.



#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمعة مالحة كالفناء
- في الطريق إلى خيانة ناصعة
- عاهل السديم
- الديمقراطية كلمة لا محل لها من الإعراب
- الأنفال جريمة بلا عقاب
- قل ما تريد
- كما يحدث في كل موت
- يا للحياة
- وردة الدبلان
- طفل الحروب
- يوم أبيض
- محمود درويش..درس للشعراء السوريين
- محاور قزم وشاعر كبير
- الظواهري وغزوة لندن
- تحت جنح الحبر
- نقد الرداءة
- المسدس والقلم
- انتقام كلب
- في ذميح الإعلام السوري 3-3
- طلبنة العراق


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري 1