في ذميح الإعلام السوري 3-3

أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:32
المحور: الصحافة والاعلام
    

ظاهرة تمسيح الجوخ لمحرري ورؤساء الأقسام الثقافية:
انتشر في المكتبات وعلى الأرصفة كتاب جديد كسر جميع التوقعات من خلال بيع آلاف النسخ منه، حيث قرأه كل من فك الخط،وكل من ميّز الألف عن العصا..
عنوان الكتاب الرئيسي:كيف تصبح كاتباً في خمسة أيام
أما العنوان الفرعي فهو:كيف تمسح الجوخ بدون فرشاة
وقد نفذت الطبعة الأولى من الكتاب خلال الساعات الأولى من طرحه في منافذ البيع،
وفور صدور الكتاب برزت إلى السطح طبقة من نقاد الجيب رافعين شعار:بلها واشرب ميّتها
هذه الطبقة شكلت فيما بعد جماعة أدبية مهمتها الرئيسية تلقف كتابات محرري ومسؤولي الصحف الحكومية،وإدخاله في ماكينة النقد الجوخي
بحيث يصبح رئيس القسم الثقافي لإحدى الصحف محمد حسنين هيكل،وبحيث يصبح محرر آخر في نفس الجريدة ماركيز،ثم يعلن عن فتح قسم الاستنساخ في الجريدة ويزدحم بالمراجعين من جميع الأقسام
منهم من يريد أن يصبح نجيب محفوظ،ومنهم من اختار زكريا تامر ومحمود درويش،والقليل منهم غمق بالمرة وطالب بالكرسي الكبير.
وبعد فرز الطلبات من قبل لجنة مختصة تقرر التصديق على تخريج الدفعة الأولى من نقاد الجيب المختصين بالهرولة وراء كتابات مسؤولي ومحرري الصحف
• فيمدح أحدهم مجموعة قصصية لرئيس القسم الثقافي في إحدى الصحف ويتحمص لها ولايجد في مديحها أفضل من العبارات التالية:
هذا وقد استخدم الكاتب حروف العطف وحروف الجر والمضاف والمضاف إليه...!!
• ويقوم ناقد آخر بسرد مسهب عن شاعر محرر فيجتهد في سبر تأثيرات العتابا والميجانا وحاصودة علي الديك على مناخات المجموعة
• ويؤسس ثالث لخطاب نقدي فضائي مجراوي متجاوز لحقب النقد الأرضي فيمدح رواية أسمك من جلد الحمار ويدعي في دراسته أن الكاتب قد اتصل مع مخلوقات فضائية ألهمته كتابة رائعته التي حلت مشكلة الإمساك المزمن عند القراء والذين تمنوا أن تجود قريحته بالمزيد وأن يصدّر إنتاجه إلى البلاد الباردة التي يعاني ناسها من الإمساك المزمن،فهو ليس أقل من أية ثروة وطنية أخرى.

هكذا يثبت هذا الإعلام يوماً بعد يوم علو كعبه حتى صار معه أبو كعب،وحتى صدق بعض مسؤوليه الكذبة السخيفة التي جعلتهم يبتسمون مطمئنين إلى النكتة التي تقول بأن أسماءهم قد أدرجت في قائمة المرشحين لجائزة(دوبل) وهي جائزة تمنح كل خمس سنوات لأفضل سائق على خط اللاذقية ـ الدعتور.

#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل