أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - محاور قزم وشاعر كبير














المزيد.....

محاور قزم وشاعر كبير


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


على هامش حوار التلفزيون السوري مع محمود درويش
محاور قزم وشاعر كبير

لم أستفق من هول الصدمة التي أصابتني وأنا أتابع حواراً مع الشاعر الكبير محمود درويش على شاشة القناة الفضائية في التلفزيون السوري،ومبعث تلك الصدمة الكبيرة هو ذلك السيل من الأسئلة الساذجة التي طرحها المذيع الذي يبدو أن علاقته بتجربة الشاعر لا تزيد عن علاقة كاتب هذه السطور باللغة الصينية..!!
يقدم المذيع العبقري الشاعر محمود درويش بسطرين :
"في دمشق لا أعرف كيف أبدأ وكيف أنهي"هكذا بدأ الشاعر العربي محمود درويش أمسيته الأخيرة في مكتبة الأسد إن كان هذه هي حال محمود درويش فما حالي أنا أمام محمود درويش..!!
هنا يقدم لنا المذيع معلومتين قيمتين:
أولاهما :أن محمود درويش شاعر عربي وليس تركياً أو موزمبيقياً..!!
وثانيهما:أنه قد أحييى أمسية في مكتبة الأسد.
ثم مباشرة يدق المذيع أول مسمار في نعش اللقاء،فيرتدي المريولة البيضاء،ويضع السماعة حول رقبته الغليظة،ويبهت الشاعر بسؤاله الأول:
ـ كيف الصحة؟؟؟
فيبتلع الشاعر الكبير غصته،ويرد على السؤال الساذج باقتضاب لا يخلو من امتعاض..((الحمد لله))
فيسلخه المذيع بسؤال متفرع أكثر سذاجة: (يعني بأي معنى الحمد لله؟؟)
ويبدأ الفحص السريري للشاعر فيسأله عن أمراضه العضوية،وينسى أن يسأله عن فصيلة الدم وهل يتحسس من نوع معين من الأدوية؟؟وهل أجرى عمليات جراحية؟؟
وينتقل وبدون رحمة إلى أسئلة تجارية فاتكة:
كم نسخة طبعت من كتابك؟؟
كم هو واردك المادي من طبع الكتاب؟؟
وينسى بالطبع أن يطلب من الشاعر كشف حساب بالدولار عن أرباحه التي جناها من هذه المهنة الرابحة!!
وبدون رأفة يكمل المذيع دق المسامير في نعش اللقاء فيسأل الشاعر..عن مدى التصاقه بالقضية الفلسطينية؟؟؟
وينسى المذيع بالطبع أن يحدد ماهية الالتصاق بهذه القضية :هل هو التصاق سيليكوني أم بالصمغ العربي؟؟
فجأة يشرد بي خيالي قليلاً بعيداً عن الحوار فأتخيل المذيع الجهبذ وهو يسأل المفكر الكبير صادق جلال العظم عن الأبراج الصينية؟؟أو عن علاقة سيخ الشاورما ببوز الجدي؟؟
وأتخيّل العلامات الهيروغليفية التي ستظهر على وجه المفكر الكبير..
يتكرر نفس الأمر تقريباً في الحوار مع محمود درويش الذي يعتبر علامة فارقة ليس في الشعر العربي فحسب بل في الشعر العالمي كذلك،وبدلاً من أن يرتجف المذيع في حضرة الشاعر الكبير،يبادره بسؤال عن سبب قلقه من كاميرا التلفزيون ورهبته وخوفه عند صعود المنبر؟؟
فأي منبر هذا لا يرتجف أمام محمود درويش؟؟
وأي عبيط يتخيل شاعراً عرك الشعر نصف قرن يرتجف أما خشب ميت؟؟
ثم تصل الأسئلة(الذكية)إلى قمة عمقها عندما يسأل الشاعر عن المقارنة بين جماهيريته وجماهيرية نانسي عجرم؟؟
الأمر الذي يخرج الشاعر الكبير عن هدوئه ورزانته،فيطالب المذيع صراحة أن يكف عن جره إلى ساحة ليست ساحته؟؟
ولايخجل المذيع أيضاً عندما يقول أنه استقى معلوماته عن محمود درويش من البحث في شبكة الانترنت؟؟
فهل ضاق التلفزيون السوري بمذيعين قرأوا تجربة محمود درويش أو مذيعين شعراء لهم ناقة في الحوار من أمثال خالد أبو خالد،وسامر رضوان،وتوفيق أحمد، ،ونهلة السوسو وكمال جمال بك وغيرهم..؟؟وهي أسماء مختبرة من قبل إدارة التلفزيون،ولها باعها في الوسط الأدبي،فلماذا يجلب مذيع كهذا يجلط الشاعر،والمشاهدين،فيلعنون الساعة التي فتحوا فيها التلفزيون على أهمية الشاعر الكبير محمود درويش،وهل ضاقت الأرض بما رحبت حتى يحاوره مذيع الله وحده (وطبعاً من اختاره) يعرف كيف أصبح مذيعاً متفرداً يصول بصوته المتعتع في جنبات البرامج الثقافية المسكينة...
ولا عزاء للشعراء والمشاهدين...!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أديب حسن محمد





#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظواهري وغزوة لندن
- تحت جنح الحبر
- نقد الرداءة
- المسدس والقلم
- انتقام كلب
- في ذميح الإعلام السوري 3-3
- طلبنة العراق
- ما هي القصيدة الومضة؟؟
- غارانغ/فهد تعددت الأسباب والموت ليس بواحد
- في ذميح الإعلام السوري 2 ـ3)
- رداً على تصريح المرشد العام لإخوان مصر حول مقتل السفير المصر ...
- في ذميح الإعلام السوري
- رداً على صباح الموسوي حول انتخاب الطالباني


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب حسن محمد - محاور قزم وشاعر كبير