أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - القبائل العربية فى مصر















المزيد.....

القبائل العربية فى مصر


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4965 - 2015 / 10 / 24 - 23:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القبائل العربية فى مصر
طلعت رضوان
عنوان المقال هو عنوان لكتاب مهم من تأليف د. عبد الله خورشيد البرى (دار الكاتب العربى للطباعة والنشر- عام 1967) وسبب اهتمامى بهذا الكتاب أنّ مؤلفه كان موضوعيًا وأمينــًا وهو ينقل عن المؤرخين (العرب والإسلاميين) أحداث الغزو العربى لمصر، وجرائم العرب ضد شعبنا (المصرى) أما السبب الثانى والأهم فهو أنّ المؤلف (مثله مثل غالبية المُـتعلمين المصريين) مؤمن ب (العروبة) بل و(بالدور الحضارى للعرب) وبالتالى فإنّ شهادته لا يمكن الطعن عليها ، حيث كتب فى المقدمة أنّ تحركات العرب خارج الجزيرة العربية ((تضع أمام أعيننا حقيقة ناصعة تــُـبهر البصر، تلك هى أنّ العربى ، ذلك الإنسان البسيط فى مأكله وملبسه ، الصبور، الشجاع ، الديمقراطى ، هو المنبع الأصيل والنقى لتلك الشعوب التى استقرتْ منذ أزمان بعيدة فى العراق والشام ، وأنتجتْ تلك الحضارات الخصبة الزاهرة ، التى منحتْ الإنسانية أقدس وأجمل وأنفس ما فى تراثها من دين وفن وعلم)) (ص7)
تلك المقدمة كادتْ تعزفنى عن الاستمرار فى القراءة ، ولكننى تحاملتُ على نفسى ، ومع الاستمرار فى القراءة اكتشفتُ أننى أمام كتاب يستحق القراءة ، وقلتُ لنفسى ربما المقدمة التى كتبها المؤلف تتعلــّـق بوعيه بالفترة التى دفع فيها كتابه للنشر، أى فترة (العروبة الناصرية) لدرجة أنّ دار النشر (رغم أنها مصرية) ومن أموال دافعى الضرائب (المصريين) فإنّ اسمها أخذ الصفة (العربية) مثل كل شىء فى مصر، فكان التليفزيون (العربى) وليس المصرى والفيلم (العربى) وليس المصرى.. إلخ وحتى عندما فاز نجيب محفوظ ود. زويل بجائزة نوبل أصرّ الإعلام (المصرى) على أنهما من (العرب)
من بين الأشياء المهمة التى لفتتْ نظرى أنّ د. خورشيد تميّز بمنهج علمى مـُـحايد حيث ردّ على الذين كتبوا ((عن انتشار الجنسية الآسيوية فى مصر)) فكتب ((الواقع أنّ حضارة مصر من أساسها أفريقية)) وأكثر من ذلك فإنّ ((القبائل البدوية التى كانت تغير على مصر، طمعـًا فى خيراتها ، استطاع المصريون أنْ يؤدبوا بدو الصحراء الشرقية وشبه جزيرة سيناء)) (ص8)
وعن فترة حكم الملك المصرى (آمن- منحات) فإنّ الجيش المصرى كان عليه ملاحقة ((قبائل العرب الرحل الذين تعودوا السلب والنهب ويتحركون للسطو على أية غنيمة)) (ص12) بل إنّ الآسيويين العرب هم الذين ساعدوا قمبيز على غزو مصر عام 525 ق.م (ص17) ولكن المؤلف وقع فى التناقض عندما كتب ((كان العرب يحسون إحساسًا واضحـًا بما بينهم وبين المصريين من صلة دموية وقرابة جنسية)) وبرّر ذلك بما ورد فى التراث العبرى/ العربى عن (هاجر) المصرية التى (أهداها) ملك مصر لإبراهيم ، وعن (مارية) التى (أهداها) المقوقس لنبى الإسلام محمد ، وهو تبرير فاسد ، لأنّ حكاية (هاجر) لايوجد دليل مادى واحد يؤكد الزعم العبرى ، أما موضوع (مارية) فقد ظلــّـتْ (جارية) لمحمد كما ثار شك حول ابنها وهل هو من محمد أو من غيره ، لدرجة أنّ النبى عندما ذهب بالطفل لتراه عائشة ، فإنها قالت له ((أوتظن أنه منك يا رسول الله؟)) وأيضًا ((ما أرى بينكَ وبينه شبها)) (د. عائشة عبد الرحمن- تراجم سيدات بيت النبوة- دار الريان للتراث- مطابع الشروق- عام1987- ص405)
التناقض الذى وقع فيه المؤلف تأكــّـد عندما كتب فى الصفحة المُـقابلة مباشرة ((فى العصر الفرعونى الذى دام حوالى تسعة وعشرين قرنــًا ، كانت غارات العرب الذين يعيشون فى صحراء مصر الشرقية وفى شبه جزيرة سيناء لا تنقطع على مصر، فهم لاينفكون يهربون من صحرائهم القاحلة القاسية إلى أرض مصر الخضراء ، والمصريون لا يتوانون عن تأديبهم وطردهم ، ولكنهم يعودون ويهجمون.. وهكذا دون أنْ يمل البدو الهجوم ، أو يمل المصريون رد الهجوم)) (ص32، 33) فإذا كان هذا هو الحال بين شعبنا (المصرى) وبدو الصحراء فكيف يتسق ذلك مع ما كتبه المؤلف عن إحساس العرب بصلة الدم والقرابة بينهم وبين المصريين ؟ بل إنّ المؤلف عاد إلى اللغة العلمية عندما كتب ((كانت الصلة بين العرب والمصريين نوعًا من الصراع الحتمى بين الصحراء والحقل ، بين الجدب والخصب)) وأنّ ((العلاقات المصرية العربية فى العصر الفرعونى قد اتخذتْ فى معظمها طابعـًا حربيًا عنيفــًا)) (ص34)
وعن الغزوات/ الفتوحات العربية هل كانت من أجل نشر الإسلام : كتب ((ليست الإثرة الدينية ما حدا بالعرب إلى (تدويخ) الدول وفتح الأمصار، إنما هى الحاجة المادية التى دفعتْ البدو- وأكثر جيوش الفتح منهم - إلى ما وراء تخوم البادية القفراء ، إلى مواطن الخصب فى بلدان الشمال ، ولئن كانت (الآخرة) أو شوق البعض إلى بلوغ جنة النعيم قد حبّـبتْ لهم حومة الوغى ، فإنّ ابتغاء الكثيرين حياة الهناءة والبذخ فى أحضان المدنية التى ازدهر بها الهلال الخصيب ، كان الدافع الذى حبّـب إليهم القتال ، وقد عبّر أبوتمام عن هذا المعنى فى بيت من الشعر قال فيه ((فما جنة الفردوس هاجرتَ تبتغى / ولكن دعاك الخبز – أحسب – والتمر))
وعن التعصب العربى/ العرقى ذكر المؤلف أنّ العربى قد يتزوج من فتاة مصرية ولكنه يرفض أنْ يحدث العكس لأنّ العربى يُـفضــّـل أنْ يأكلها – أى ابته – التمساح ولا يأخذها الفلاح)) ونقل عن ابن عبد الحكم فى كتابه (فتوح مصر وأخبارها) أنّ العرب اشترطوا على المصريين (فى الصلح) أنّ للمسلمين (أى للعرب الغزاة) حق النزول فى بيوت المصريين ثلاثة أيام أو أكثر ، مفروضة عليهم (ص50) اكتفى المؤلف بنقل ما كتبه ابن عبد الحكم ، ولكنه لم يُـعلــّـق بكلمة واحدة عن هذه (الضيافة الإجبارية) التى فرضها الغزاة على أصحاب البلد من المصريين ، ولا عن شعور المصرى الذى يستضيف الغازى العربى / الأجنبى وسط زوجته وأولاده ، خلاف تحمله نفقات طعام هذا العربى ومن معه من (زوجات) وأولاد.
ونظرًا للفارق الحضارى بين مجتمع الرعاة ومجتمع الزراع ، أى بين البداوة والحضارة ، لذلك – كما كتب المؤلف – ((لم يكن العرب يتوقعون أول الأمر أنْ يطول بقاؤهم فى مصر، غير أنهم لم يلبثوا حتى قرّروا الإقامة الدائمة فيها واتخاذها (وطنــًا) جديدًا.. وأنّ الغزو قد بوّأ العرب قمة الهرم الاجتماعى وجعلهم يُـشكلون الطبقة الارستقراطية فى المجتمع المصرى)) ولكن العرب الذين اشتغلوا بالزراعة واحتكوا بالفلاحين المصريين ليتعلموا منهم تقنيات الزراعة ، جعلتْ هؤلاء العرب يشتركون فى الثورة ضد الخليفة المأمون وكان ذلك عام 216هـ وعام217. وفى شهر رجب 218هـ افتتح المُعتصم خلافته بعزل العرب من العمل فى الديوان، فجرّدهم بذلك من صفتهم الحربية كغزاة ، وما ترتب على ذلك من امتيازات طبقية كانوا يتمتعون بها وتحويلهم إلى مواطنين عاديين.. وكان لهذا الإجراء الخطير رد فعله فى مصر، فقد ثار (الزعيم) العربى (يحيى بن الوزير الجروى) فى جمع من قبيلتىْ لخم وجذام ، وبرّر ثورته بقوله ((هذا أمر لا يكون.. لأنه منعنا حقنا وفيئنا)) (ص55، 56) هكذا بصريح العبارة : الغزاة العرب لا ينشغلون بنشر الإسلام كما يحلو للعروبيين وللإسلاميين القول ، إنما شاغلهم الأول والأخير هو (الفيىء) أى الحصول على نسبة من نهب عرق الفلاحين المصريين . وهنا أيضًا فإنّ المؤلف لم يُـعلــّـق بكلمة واحدة على مغزى كلام يحيى بن الوزير عن (الفيىء)
ولكنه – أى المؤلف – كان موضوعيًا عندما ذكر أنّ العرب الذين اشتغلوا بالفلاحة فى مصر، خالفوا تعليمات عمر بن الخطاب الذى ((كان يحرص على أنْ يظل العرب فى الأمصار (المفتوحة) مجرد جنود فلا يُـمارسون عملا سوى العمل العسكرى ولذلك كانت تعليماته لهم أنّ ((عطاءهم قائم ، وأنّ رزق عيالهم سائل ، فلا يزرعون ولا يُـزارعون)) ولما لم يقتنع (شريك بن سمى الغطيفى) أحد قادة الفتح/ الغزو بذلك ، وباشر الزراعة فى مصر غير آبه (أى غير مهتم) بتعليمات عمر بن الخطاب ، استدعاه عمر ليجعله نكالا لغيره ، أى ليكون تأديبه عبرة لمن يجرؤ على مخالفة تعليماته.
والمثير للدهشة أنّ المؤلف نقل ما كتبه المقريزى فى كتابه (البيان والإعراب عما فى أرض مصر من الأعراب) حيث كتب ((واعلم أنّ العرب الذين شهدوا فتح مصر قد أبادهم الدهر، وجـُـهلتْ أحوال أكثر أعقابهم)) هذا ما كتبه المقريزى ومع ذلك كتب د. خورشيد أنّ ((العرب انتهوا إلى الذوبان التام فى المصريين ذوبانــًا عبّر عنه المقريزى بقوله أنهم قد أبادهم الدهر)) (ص56، 57) فكيف يجتمع معنى (الذوبان) الذى استخدمه د. خورشيد مع معنى (الإبادة) الذى استخدمه المقريزى ؟ والرأى عندى أنّ د. خورشيد لم يُـمهل نفسه فرصة لتأمل كلام المقريزى ، والسبب فى ذلك – كما أرى – هو إصراره وحرصه على تدعيم فكرة (القومية العربية) وتوأمتها (الوحدة العربية) سيرًا على الخط العروبى/ الناصرى.
وقد صوّر الكندى فى كتابه (القضاة) عملية الإبادة التى شنـّـها العباسيون ضد أتباع الدولة الأموية (خاصة من أبناء مروان بن الحكم) فكانوا يعدمونهم بالجملة ، فإذا ما انجلى غبار المعركة وانصرف العباسيون إلى جنى الثمار (أى النهب والسلب) وسكتوا عن فلول الأمويين ، عاد هؤلاء يطلون برؤوسهم وقد تحرّكتْ فيهم ((غريزة الثأر العربية)) (ص90)
وكان د. خورشيد أمينــًا عندما نقل للقارىء تفاصيل الثوارت الشعبية فى مصر ضد الخلفاء المسلمين ، وهى الثورات التى كتبها مؤرخون عرب ومؤرخون مسلمون من جنسيات أخرى ، مثل ثورات أهالى (الحوف) الذين قاوموا الحكام المسلمين أشد مقاومة ((بسبب سوء معاملة الولاة وجشعهم فى أخذ الخراج والجزية)) وظهر هذا واضحـًا فى ثورت أهالى الحوف فى السنوات (وفق التقويم الهجرى الذى اعتمده المؤرخون) 168، 172، 173، 178، 179، 180، 186، 190، 194، 198، 199، 214، 215، 216، 217، 253. وكانت أهم تلك الثورات هى (ثورة البشموريين) فى عهد الخليفة المأمون ، الذى قمعها بوحشية ، وبعد أنْ قتل الثوار، أخذ النساء والأطفال والشيوخ ، وجعلهم يسيرون حفاة من دلتا مصر، حتى بغداد وهناك عرضهم (للبيع) فى سوق النخاسة. والمقريزى (رغم أنه مصرى المولد والجنسية) فإنّ (عاطفته الدينية) جعلته يصف ما حدث بعد أنْ عجز الإفشين (قائد المأمون) عن قمع الثورة ، حضر المأمون بنفسه على رأس جيش كثير العدد ((وألقى المسلمون النار فى معسكر القبط .. وحكم أمير المؤمنين عبد الله المأمون بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال فبيعوا وسُـبى أكثرهم.. ومن حينئذ أذلّ الله القبط فى جميع أرض مصر وخذل شوكتهم فلم يقدر أحد منهم الخروج ولا القيام على السلطان.. إلخ)) (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار- دار صادر- بيروت – من ص79- 81) وبسبب (العاطفة الدينية) فإنّ المُـتعلمين المصريين (أمثال د. خورشيد) الذين قرأوا ما كتبه المقريزى ، لم يهتم أحد منهم بالتعقيب على كلامه (الميتافيزيقى/ الخرافى) حيث ألقى مهمة هزيمة الفلاحين المصريين على (الله) وليس على الخليفة المأمون الذى ورث نظام الخلافة عن الغزاة العرب ، كما أنّ المقريزى لم يكتف بتسجيل انتصار جيش المأمون على الفلاحين غير المُسلحين ، وإنما قال ((أذلّ الله القبط)) فكأنه يرى أنّ مهمة (الله) إذلال البشر الذين يُـدافعون عن حقوقهم المسلوبة من الغزاه .
وعن العرب من قبيلة (جهينة) ذكر المؤلف أنّ أبناء تلك القبيلة تقـدّموا بالتدريج من مصر السفلى نحو مصر العليا.. ولعبوا دورًا ضخمًا فى العصر الفاطمى ، عندما كانوا يُـقيمون فى منطقة الأشمونين ، إلى أنْ طردتهم قريش منها بمساعدة الفاطميين.. إلى أنْ قال : ((وقد كانت جهينة على أية حال هى التى مهـّـدتْ السبيل إلى تفكك مملكة النوبة وتحولها إلى الإسلام ، وبذلك حطــّـمتْ أقوى دفاع كان يقوم على أراضى أعالى النيل فى وجه غارات العرب والإسلام)) (ص193، 194) وكان د. خورشيد أمينــًا عندما نقل ما كتبه ابن عبد الحكم عن أفعال عمرو بن العاص فى مصر، إذْ عندما غزا الإسكندرية قال لأتباعه ((من ركز رمحه فى دار فهى له ولبنى أبيه)) (ص230) وعن التعصب العرقى / العربى ذكر أنه أثناء الهجوم على حصن بابليون حدث سوء تفاهم ، نتيجة للتنافس بين الزبير بن العوام القرشى ، وشراحبيل بن حجية المرادى ، فعرض عمرو بن العاص على الزبير أنْ يستقيد من شراحبيل (أى يرد عليه الإهانة) ولكن الزبير استكبر ذلك فقال ((أمن نفغة من نغف اليمن أستقيد يا ابن النابغة ؟)) مع ملاحظة أنّ معنى كلمة (نغف) فى قواميس اللغة العربية : دود فى أنوف الإبل والغنم أو فى النوى أو فى الخنافس ، لذلك قال العرب للشخص المُستحقر يا نفغة. ومع ملاحظة أنّ الزبير أحد العشرة الذين حصلوا على تأشيرة دخول الجنة.
وبعد غزو الإسكندرية الثانى تم توزيع الغنائم على جنود الغزاة ، وكان (تميم بن فرع المهرى) أحد الذين شهدوا الغزو ، ولم يحصل على نصيب من الغنيمة ((لصغر سنه)) فتعصّـبتْ قبيلته (مهرة) له وكاد أنْ تقع منازعة بينها وبين قريش التى تتولى تقسيم الغنائم.. وتلك الواقعة تدل دلالة واضحة أنّ هدف الغزو النهب بالحصول على (الفيىء) وليس نشر الإسلام.
وبلغ من قوة العصبية والتعصب بين العرب ضد بعضهم البعض (أثناء احتلالهم لمصر) أنْ كان القاضى (توبه بن نمر) فى القرن الثانى الهجرى ، لا يقبل شهادة مضرى على يمانى ولا شهادة يمانى على مضرى . وكان العرب يحتقرون أبناء قبيلة (باهل) ويستنكفون الانتساب إليها ، فقال أحد (الشعراء) : ((ولو قيل للكلب يا باهلى / عوى الكلب من لؤم هذا النسب)) (وفيات الأعيان - ج1- ص 542، 543)
وتمرّدتْ قبيلة (المعافر) ذات الميول المعادية للأمويين بعامة ، وصادف هذا التمرد هوى الشاعر المعافرى ، حيث رأى فيه الكثير من النزعات القبلية المكبوتة فقال ((قومى الذين تبادروا / مدى الخليفة بالحجر/ وتحزبوا وتعصّـبوا / وجثوا عليه فانكسر/ من بعد ما ذلــّـت له / أعناق يعرب بل مضر)) وكان تعقيب د. عبد الله خورشيد البرى الذى نقل هذا الموقف من كتب التراث / العربى الإسلامى ((ومن الواضح فرحة الشاعر بانتكاس قومه إلى تحزب البداوة وتعصبها وتحررها من سلطان الدولة)) (ص 248)
وكان المؤلف أمينــًا عندما كتب عن غزوات الهكسوس فى العصر القديم ، واعتبرهم من العرب ، ثم ربط ذلك بما حدث من غزو مصر بعد الإسلام فكتب ((تكرّر هذا الغزو أيام العرب لما دخلوا (القطر) المصرى فى بداية الإسلام)) (ص13) ورغم ذلك فإنّ المؤلف وقع فى التناقض ، حيث كتب ((كانت الإنسانية فى حاجة إلى علاج أو إصلاح أو ثورة، فكان الإسلام)) (ص40) ورغم ذلك كتب أنّ الإسلام انتشر بالسيف (ص44) كما كان أمينــًا عندما علــّـق على حديث محمد بالتوصية على القبط ، فكتب أنّ هذا الحديث منحول وجاء بعد وفاة الرسول ((خدمة لأغراض معينة)) (ص47) وهكذا – كما أرى – فإنّ د. خورشيد رغم موضوعيته وأمانته العلمية وهو ينقل عن المؤرخين ، إلاّ أنه وقع كثيرًا فى التناقض ، ويذهب ظنى أنّ ذلك التناقض سببه ميوله (العروبية / الإسلامية) وتأثره بالمناخ الذى كتب فيه كتابه ، أى مناخ (الناصرية/ العروبية) والدليل على ذلك أنه ردّد الأكذوبة الناصرية التى اعتبرتْ مصر مجرد (إقليم) جنوبى ، وسوريا مجرد (إقليم) شمالى ، كما روّج لها عبد الناصر وتلاميذه من الإعلاميين والمُـتعلمين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة بعد الوحدة المصرية/ السورية الفاشلة.

***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب قبل وبعد الإسلام (19)
- العرب قبل وبعد الإسلام (18)
- العرب قبل وبعد الإسلام (17)
- العرب قبل وبعد الإسلام (16)
- العرب قبل وبعد الإسلام (15)
- العرب قبل وبعد الإسلام (14)
- العرب قبل وبعد الإسلام (13)
- العرب قبل وبعد الإسلام (12)
- العرب قبل وبعد الإسلام (11)
- العرب قبل وبعد الإسلام (10)
- العرب قبل وبعد الإسلام (9)
- العرب قبل وبعد الإسلام (8)
- العرب قبل وبعد الإسلام (7)
- العرب قبل وبعد الإسلام (6)
- العرب قبل وبعد الإسلام (5)
- العرب قبل وبعد الإسلام (4)
- العرب قبل وبعد الإسلام (3)
- العرب قبل وبعد الإسلام (2)
- العرب قبل وبعد الإسلام (1)
- مغزى الدفاع عن جنسية الوطن


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - القبائل العربية فى مصر