أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد الكليبي - حكاية حكيم














المزيد.....

حكاية حكيم


حامد الكليبي

الحوار المتمدن-العدد: 4948 - 2015 / 10 / 7 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


حكايات حكيم
.......................
كان اهل الريف وهم يتجولون بين الروابي والسهول لطلب الكلأ لمواشيهم وهم يشكلون مجموعات لتفادي الاعتداء عليهم ، وهناك قرى ثابته في بيوت بنيت من الطين ، ومن عادتهم يتجمعون في مكان يسمى بالمضيف لاحد مشايخ احدى القرى وهو رجل حكيم وقور وكريم وتقدم لهم القهوه والشاي وتسمى هذه الجلسه بالتعلوله ( سهره ) وهناك يدار حديث لمختلف نواحي الحياة وتبرز من تلك المجموعه رجال يجيدون الكلام اللغوي والحكمه ويتمتعون بصفات لم تكن مألوفه بذالك الوقت لعدم وجود كتاتيب ووسائل تعليميه كالمدارس وقلة احتكاكهم بالمدينه حيث اكثرهم بل الاغلب لايقرأ ويكتب ، ولكن كان تعلمهم من معاشرة المضايف والتقاط المعلومه والحكمه من افواه حكمائهم ونقلها من جيل الى جيل عبر تجمعاتهم في المضايف ، وهنا يتادر الى الاذهان .... كيف استطاعوا ان يوضفوا معرفتهم لتلك الافكار الى حكمه تنفع الناس ، بدون وسائل مكتوبه مرت بهم قديما ، وها انا اوجز بعضا منها .
شكى احد الجالسين من متاعب الحياة وآلامها .. فرد عليه احدهم قائلأ ...انما تشعرون به من آلام هو انكسار القشره التي تغلف ادراككم كالقشره الصلده التي تحجب الثمره كي يبزغ قلبها من ظلمة الارض الى نور الشمس ، لذا يجب ان تحطم ألآلام قشوركم قبل ان تعرفوا معنى الحياة ولو استطعتم ان تغيروا عجائب حياتكم اليوميه حقها في التأمل والدهشه لما كنتم ترون آلامكم اقل غرابه من افراحكم وان بدت لكم ثقيله وقاسيه كفنجان قهوه حين يحرق شفاكم وانتم تشعرون باللذه وتنالوا جرعته المره بسكينه وطمأنينه .
وشكى اخر من الناس المتطفلين والمغالين في حديثهم وشعورهم في سمو نفسه بالتعالي .
فرد عليه شيخ حكيم ..وقال ..ان قلوبكم تعرف في السكينه اسرار الايام والليالي وتتشوق آذانكم سماع صوت هذه المعرفه الهابطه على قلوبكم وتودون معرفتها بالألفاض والعبارات و افكارها وتأملاتها وتودون ان تلمسوا باصابعكم جسدها العاري ، الكامن في تفوسكم سينفجر يوما ماء يجري منحدرا للبحر ولم ينفع ،والكنز المدفون في اعماقكم سينقب في ساعه لاتعلمونها وتفتح ابوابه امام اعينكم وتوصد امامكم ابواب السلام مع افكاركم وتعجزون من السكوت في وحدة قلوبكم وتتيبس في شفاكم اصوات لتلهيكم وتسليكم كاطائر في الفضاء يبسط جناحيه في قفص الألفاض وهو لايستطيع ان يخلق طائرا فالثرثار المهذار ضجرا من الوحدة والانفراد يرسم صوره واضحه لذاته العاريه وهو يرتعد لدى رؤيتها ويهرب منها كمثل الذين يتكلمون بغير معرفه وبدون سابق قصد ويظهرون حقيقه لايدركونها بانفسهم ..
وهناك رجال اودع الحق قلوبهم ويأبون ان يلبسوا حلة اللفظ ، وفي احضان هولاء تقطن الروح في هدوء وسكينه ..



#حامد_الكليبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنون
- حلم في اليقظه
- عتاب مدينه ماتت بارضها
- قصة..... رثاء يقظة سنين
- ابطالنا الحشد الشعبي
- ثورة الجهل
- جرت الرياح بما لاتشتهي السفن
- انا عراقي
- عيون عمياء
- مفخخه... الفضائيين
- ثقافة المراءه بين هوس الحضاره ومفهوم المدنيه
- الفتوى بين التطبيق والشواهده .... وبين المعممين
- الثقافة بين اهل الريف واهل المدن .
- صراع منذ الف عام ...... دماء لاتبرد
- رجال الدين ..... الحداثه والمقومات
- ديمقراطية الفقر ..... النتائج المتوقعه
- العراق ورائحة الدم
- العراق الان في مهب الريح
- الابواب المفتوحه ... خيانه وتآمر ... الجزء الثاني
- الابواب المفتوحه ...خيانة العرب .... الجزء الاول


المزيد.....




- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد الكليبي - حكاية حكيم