أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بوتين بشار الفرزدق















المزيد.....

بوتين بشار الفرزدق


محمد أحمد الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جمعتني يوم أمس في خيمة عزاء أقيمت لإحدى شهيدات ضحايا القصف الروسي في يومه الرابع لإحدى قرى محافظة إدلب ، مع عدد من الأصدقاء السوريين ، وقد كان محور حديثنا بطبيعة الحال التدخل العسكري الروسي في بلدنا سوريا ، أهدافه القريبة والبعيدة ، وهل إن أفغانستان ثانية تنتظربوتين في سورية ، حيث سيلقن الشعب السوري والثورة السورية هذه الجحافل الروسية المحتلّة درسا أفغانيا جديدا ؟ . لقد فاجأني أكثر من واحد من هؤلاء الأصدقاء بالقول : عن أي ثورة وعن أي شعب تتحدثون !! ، فالثورة السورية قد أصبحت في خبر كان ، والشعب السوري صار " بدو سلتو بلا عنب " ، وها هو يهرب من قنابل بشار وبوتن إلى أوروبا زرافات ووحدانا . نعم لقد انتصر بشار وروسيا وإيرانوإسرائيل على الثورة السورية ، وعلى الشعب السوري ، وسيبقى بشار الأسد ينيخ فوق رقابنا إلى أن يشاء بوتين وإسرائيل له غير ذلك (!!) . نظرت إلى هؤلاء الأصدقاء بشيً من الاستغراب ، جادلتهم في أن الثورة السورية سوف تصمد وسوف تنتصر عاجلاً أم آجلاً ، وذكرتهم بمقولة ( إذا كان للباطل جولة فإن للحق جولات ) ، بيد أنني لم أستطع أن أزحزحهم عن قناعاتهم في أن الثورة السورية قد انتهت وأن بشار قد انتصر، رغم أنهم ـ وحسب معرفتي بهم ـ كانوا يتمنون بأعماقهم عدم صحتها .
عدت إلى بيتي برأس تملؤه الشكوك والتساؤلات التي لاجواب واضح لها ، وقلب يملؤه الحزن على الحالة التي وصلنا إليها ، ثم وجدتني بعد أن اختلطت لدي الشكوك مع الأحزان مع التساؤلات ، أحاول الإجابة على السؤال الذي طرحه علي موقف هؤلاً الأصدقاء من الثورة السورية : ترى هل إن بوتين سيكون قادراً فعلياً على أن يفرض علينا ديكتاتوية أقلية طائفية حاقدة وفاسدة لنصف قرن جديد من الزمن ، بعد أن بات من المستحيل تحمل استبدادها وفسادها وديكتاتوريتها أكثر من نصف القرن الذي بدأ في ستينات القرن الماضي ، ولم ينته بعد ؟؟. .

لابد من الاعتراف بداية ، انه لايمكن لأحد أن ينكر أن كل ثورات الربيع العربي ومنها ثورتنتا السورية ، قد واجهت وتواجه صعوبات وإشكالات مختلفة وكثيرة وكبيرة ، وخاصة في الدول العربية المجاورة للكيان الصهيوني و ذات العلاقة المباشرة و/ أو غير المباشرة بالقضية الفلسطينية ، كمصر وسورية والعراق واليمن . إن تمركز وتركز تلك الصعوبات والإشكالات في الدول المشار إليها ، إنما يشير عملياً الى دور "اسرائيل "وحلفائها من الدول البعيدة والقريبة ، في خلق تلك الصعوبات والإشكالات ، بل وفي وضع العصي في عجلة ثورات الربيع العربي ، في مصر بالأمس ، وفي سورية واليمن اليوم ، وذلك لمنعها أو لمنع اثارها من الوصول إلى دول الفساد والاستبداد الأخرى الحليفة للغرب والجاهزة للتطبيع مع إسرائيل في المنطقة . إن التعامي الغربي عامة والأمريكي والروسي خاصة ، عن الهجوم الوحشي الذي تقوم به " إسرائيل " على الشعب الفلسطيني ، وعلى ثالث الحرمين الشريفين في القدس هذه الأيام ، وأيضاً عن الدور الإيراني في العراق وسوريا واليمن ، إنما يؤكد ما ذهبنا إليه من الترابط بين وجود تلك الصعوبات والانتكاسات التي واجهت وتواجه ثورات الربيع العربي في الأقطار العربية المشار إليها أعلاه ودور الكيان الصهيوني وحلفائه في الوطن العربي وفي المحيط الإقليمي بل وفي العالم في خلق هذه الجملة من الصعوبات والانتكاسات.
إن تبشير وترويج البعض ، بنهاية أو بقرب نهاية الثورة السورية ، اعتمادا على هذا السبب أو ذاك ، إنما هو ــ برأينا ــ خروج عن جادة الصواب ، ذلك أن ثورات الربيع العربي ، التي انطلقت 2011 ، لم تكن حدثاً عابراً ولا طارئا ولا سطحياً ولا فيسبوكياً ( كما يحلو للبعض وصفه ) . لقد مثلت هذه الثورات الرد الوطني والقومي والإسلامي والإنساني على ما يناهز دزينة من عقود الاستبداد والفساد، والاستعمار والاستغلال ، ومن تغييب الديموقراطية ، ومن المنع المتعمد من التنمية والتطورالحر ، ومن الطبيعي إذن ألّا يكون طريق هذه الثورات مفروشاً بالورود ، بل ان الصعوبات والاشكالات والنكسات هي مايمكن أن تنتظره هذه الثورات في مسيرتها نحو الحرية والديموقراطية والكرامة التي ( المسيرة ) يمكن أن تطول ، ولكنها لابد وأن تنتصر في نهاية المطاف ، ذلك أن الشعب هو الحق والديكتاتورية هي الباطل ، " وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ( الإسراء 81 ) .
لقد كسر ثوار الربيع العربي بدمائهم وبعزيمتهم حاجز الخوف الذي ضربته الأنظمة الدكتاتورية العميلة من حولهم عشرات السنين ، بل إن الأمر في الحالة السورية - وبعد وصول أعداد الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين والمهجرين إلى أكثر من عشرة ملايين من أبناء الشعب السوري - قد أدى إلى اتساع الخرق على الراقع ، وما عاد بإمكان أية قوة في الأرض إعادة عجلة الثورة إلى الوراء ، أو الحيلولة دون انتصارها وتحقيق شعارها الأبرز " الشعب يريد إسقاط النظام " . إن سقوط أوراق الأشجار في فصل الخريف ، لا يلغي ولا ينهي - ياأيها المتشائمون - فصل الربيع ، ولا يمنع من عودة الأوراق ثانية إلى أحضان أمها الشجرة مع عودة هذا الفصل ، فالشجرة ومن ورائها وأمامها الغابة ، لا يميتها ولا ينهيها تساقط الأوراق طالما أن جذورها ضاربة في أعماق الأرض ، وطالما أنها ، ولهذا السبب ، ظلت قادرة على أن تعيد وتعيد ثم تعيد فصل الربيع وتعود هي معه من جديد.
إن جحافل بوتين المعسكرة في قاعدة طرطوس وما حولها ، وإن طائراته المتطورة التي بدأت في الأسبوع المنصرم باستهداف مواقع الجيش الحر ، وإن إعلامه الكاذب
وتهديده الثورة السورية وكل خصوم بشارالأسد ، بحرب مقدسة ( !! )لاتبقي ولاتذر إن هم لم يتوقفوا عن " الثورة " ، ولم يعطوا القوس باريها ، والذي هو بشاربن حافظ الأسد . لق ذكرني تهديد بوتين للثورة السورية بقول الأخطل في الفرزدق
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً إبشر بطول سلامة يامربع .
الثورة باقية ومستمرة ومنتصرة ( إنشاء الله ) يابوتن ويابشار وياخامنئي وياحسن نصر الله ، وإن موعد شعبنا السوري معكم غداً ، وإن غداً لناظره قريب .



#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية بين بوتين وأوباما
- التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت
- نحن وهم
- التغريبة السورية بين ىرأيين
- التغريبة السورية بين رأيين
- بين بشار وأوباما شعرة معاوية
- العراق ، هوامش من التاريخ والمقاومة
- الطفل والبرميل
- الربيع العربي : المتهم البريء
- التدليس في خطاب الرئيس
- كلمة في مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة
- خواطر شاهد عيان ، عودة إلى حرب حزيران 1967
- رؤية خاصة لمعارض سوري لنظام عائلة الأسد
- الذاتي والموضوعي في الصراع بين علي ومعاوية
- بشار الأسد وإشكالية الهوية
- إعرف نفسك تعرف عدوّك
- بين الخديعة والخطيئة خيط رفيع
- بشار الأسد والمليون إرهابي سوري
- خواطر تجمع بين اليأس والأمل
- بين جاسم ومنبج كما بين الباب والموصل خواطر تراثية


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد الزعبي - بوتين بشار الفرزدق