|
التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت
محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 21:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التدخل الروسي الصارخ والتدخل الأمريكي الصامت 20.09.2015 محمد الزعبي قبل أن أكتب هذا العنوان الكبير لهذه المقالة الصغيرة ، قرأت كلا البيانين الصادرين عن أهم جماعتين في المعارضة السورية ألا وهما " الإئتلاف الوطني لقوى التغيير والمعارضة " و " جماعة الإخوان المسلمين " ، حول التدخل العسكري الروسي الأحدث في سوريا ، والذي أشار الطرفان المذكوران في بيانيهما ، بصورة خاصة إلى مايلي :
1. انتقلت روسيا بهذا التدخل العسكري الأحدث من التدخل السابق غير المباشر في المسألة السورية. ( استخدام الفيتو في مجلس الأمن دعماً لنظام بشار الأسد ) إلى التدخل الحالي المباشر، ( إرسال قوات عسكرية عالية التسليح إلى المنطقة التي ماتزال تحت سيطرة النظام ) 2. لقد وضعت روسيا نفسها بهذا التدخل العسكري المباشر ، موضع العدو المشارك مع بشار الأسد في حربه الطائفية ضد الشعب السوري ، وليس فقط المساند لبشار عن بعد ، 3. إن هذا التدخل مهما كان كيفه وكمّه لن ينقذ بشار الأسد من مصيره المحتوم في السقوط ، 4. ولن يثني الشعب السوري عن المضي في تحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة ، 5. تقع على عاتق المجتمع الدولي عامة ، ولا سيما العالم الحر ، ومنظمة الأمم المتحدة ، وجامعة الدول العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، والشعب الروسي نفسه ، مسؤولية وضع حد لهذا التدخل العسكري الروسي ضد الشعب السوري بوصفه يمثل " احتلالاً " عسكرياً مباشراً للجمهورية العربية السورية ، والتي هي عضو في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي .
اتفق بطبيعة الحال مع هذين البيانين الذين قمت بتلخيص أفكارهما الرئيسية بالنقاط الخمس السابقة . بيد أنني أعتبرهما قد أغفلا إما بصورة متعمدة ،( ولهما أسبابهما الخاصة في مثل هذه الحال ) ، أو بصورة عفوية ( نرى فيها نقصاً لابد من الإشارة إليه ) . إن الأمر الكبير والهام الذي أغفله البيانان - من وجهة نظرنا - وبغض النظر عن السبب الكامن وراء هذا الإغفال ، إنما هو الدور الأمريكي في هذه " اللعبة " الدولية . إذ أنه من الصعب على المرء ، أن يفهم أو أن يقبل ، أن روسيا ستحتل ، أو يمكن أن تحتل ، سوريا عسكرياً ، كما سبق لها أن احتلت قسم من أوكرانيا ، وتبقى أمريكا ساكتة ، تحوقل وتولول وتذرف الدموع دونما حراك ، ولا سيما أن سوريا تقع على البحر الأبيض المتوسط ، الذي لا يفصله عن أوروبا ( حليفة أمريكا ) سوى سمك القرش ، وعن إسرائيل ( صنيعة أمريكا ) سوى هضبة الجولان ، ولاعن آبار نفط الخليج ( عصب الصناعة الأمريكية ) سوى مسافة الطريق . إن ماأريد أن أشير إليه ، بل وأؤكده هنا ، هو أن أمريكا شريك أساسي في هذه " اللعبة " ، ذات الهدف المشترك ، بين روسيا وأمريكا ، ًألا و هو ( الهدف المشترك ): المحافظة على نظام بشار الأسد ، وبالتالي على دوره الوظيفي في حماية إسرائيل ، وعلى متابعة سكوته على احتلالها لهضبة الجولان عام 1967م ، والحيلولة دون وصول محمد مرسي آخر إلى السلطة في سوريا ، إذا ماسقط نظام بشار الأسد ، سواء تحت ضربات المعارضة العسكرية أو تحت ضربات الديموقراطية الحقيقية ( صندوق الاقتراع النزيه والشفاف ) . إن مايبدو لي ممكناً بل وصحيحاً في هذه اللعبة الدولية الكبرى ، هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب لعبة مزدوجة مع كل من روسيا وأوروبا ، بحيث يظن كل منهما ( روسيا وأوروبا ) أنها ( أمريكا ) إنما تقف إلى جانبه هو وليس إلى جانب الطرف الآخر . وتظل " داعش " تمثل حصان طروادة ، لكافة أطراف هذه اللعبة الدولية ، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا وأوروبا وإسرائيل وإيران وبشار حافظ الأسد ، وبالتالي فإن دورها ( داعش ) سيظل في هذه اللعبة ، مساعدة كافة الأطراف على إخفاء الحقيقة وإطالة مدى هذه اللعبة ماأمكن . وإذا ماتساءل البعض عن الموقف الحقيقي للبيت الأبيض من هذه اللعبة الدموية الحمراء ، فجوابي على ذلك ، هو هذه الحكاية اللغوية ، التي تتعلق بشرح أحد الأئمّة غير الملمين باللغة العربية للآية الكريمة " والسماء ذات الحبك " حيث قال للمصلين في شرحه لكلمة " الحبك " : هذا شيء صعب لانعرفه لانحن ولا أنتم . وبدوري أقول فيما يتعلق بفهم الموقف الأمريكي من المسألة السورية ، وبالذات من الصمت الأمريكي على التدخل العسكري الروسي المباشر المباشر فيها : هذا شيء صعب لانعرفه لانحن ولا أنتم ، وأضيف وربما لا يعرفه بوتن نفسه ، مع احترامي الكامل له ، ومع تحيات أطفال ونساء وشيوخ " دوما " الذين بدأت صواريخه ( بوتين ) تنهال عليهم ، منذ فجر هذا اليوم ( الجمعة الموافق 18.09.2015 ) .
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن وهم
-
التغريبة السورية بين ىرأيين
-
التغريبة السورية بين رأيين
-
بين بشار وأوباما شعرة معاوية
-
العراق ، هوامش من التاريخ والمقاومة
-
الطفل والبرميل
-
الربيع العربي : المتهم البريء
-
التدليس في خطاب الرئيس
-
كلمة في مخرجات مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة
-
خواطر شاهد عيان ، عودة إلى حرب حزيران 1967
-
رؤية خاصة لمعارض سوري لنظام عائلة الأسد
-
الذاتي والموضوعي في الصراع بين علي ومعاوية
-
بشار الأسد وإشكالية الهوية
-
إعرف نفسك تعرف عدوّك
-
بين الخديعة والخطيئة خيط رفيع
-
بشار الأسد والمليون إرهابي سوري
-
خواطر تجمع بين اليأس والأمل
-
بين جاسم ومنبج كما بين الباب والموصل خواطر تراثية
-
الثورة السورية بين اليأس والأمل
-
بين الخلاف والاختلاف شعرة معاوية
المزيد.....
-
أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي
...
-
كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير
...
-
جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
-
الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
-
الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
-
احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
-
شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي
...
-
نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
-
تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
-
الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|